عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حفني ناصف > ريبُ المنونِ وصرفُ الدهرِ أعياني

مصر

مشاهدة
624

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ريبُ المنونِ وصرفُ الدهرِ أعياني

ريبُ المنونِ وصرفُ الدهرِ أعياني
والدمعُ قرّح يومَ البينِ أعياني
إلامَ يا دهرُ لا تُبقي عليّ وكم
تجني وما كنتُ يوماً قطّ بالجاني
وكم أضعتَ عهوداً كنتُ أحفظها
وخنت مَن لم يكن يوماً يخوّانِ
روَعت قلبي وكم فرّقت مجتهداً
بيني وبين أخِلائي وأخداني
وكم بغيتَ ولكن كنتُ مصطبراً
وكان يحتمل البلواءَ جثماني
وكان عندي على هذا الأسى جلدٌ
حتى تجاوزتَ في بغْيٍ وعدوانِ
حتى فتكت بمن عزّت مصيبته
على النفوس وساءت كلَّ إنسانِ
ذاك الشريف الذي تنمي عناصرهُ
إلى النبي إلى فهرٍ وعدنانِ
ذاك الذي طاب أصلاً طاهراً وزكت
فروعهُ ذاك سامي المجد والشانِ
ذاك الذي أحرز اسماً في الورى حسناً
وحاز قدراً عليًّا بين أقرانِ
شهمٌ له همةٌ في المجد عاليةٌ
ورفعة قدرُها يزري بكيوانِ
غيثٌ إذا يمم الطلابُ ساحتهُ
غيثُ من الجودِ يروي كل ظمآنِ
وهو ابنَ من عمّتِ الدنيا مناقبُهُ
وامتاز بالسبق في فهمٍ وتبيانِ
وهو الذي جدّ في الأعمال مجتهداً
حتى تفرّد في علمٍ وعرفانِ
لا غرو فالشبلُ مثل الليث في صفة
والدوحُ كالروضِ في زهرٍ وأفنانِ
والوردُ ينتج ماءً مثلهُ أرِجا
والبحرُ يسمح أحياناً بمرجانِ
إن كان يزعم قومٌ أنهمُ وصلوا
مقامهُ الفردَ فليأتوا ببرهانِ
لله بدر جلالٍ كان منزلهُ
منا القلوبَ فأضحى طيَّ أكفانِ
قد سار والكونُ يبكيهِ ويندبهُ
بمدمعٍ مثلَ فيضِ المزنِ هتّانِ
ويمم الجنةَ الفيحاءَ مغتبقاً
كأسَ النعيمِ لدى حور وولدانِ
يزهو لدى جدهِ في روضها فرحاً
بما يلاقيه من رَوحِ وريحانِ
ومال عن زينة الدنيا وزخرفها
لما رأى كل مشغولٍ بها عاني
دارُ الأسى ليس يخلو المرءُ من كدرٍ
فيها وإن زاد بَشرِّهِ بنقصانِ
يروَّع المرءُ فيها بين أربعةٍ
هوىً ونفس وشهْواتٌ وشيطانِ
لو أعِطى الحرّ فيها قدر قيمتهِ
لما وقفنا مع الأعدا بميدانِ
أو كان فيها من الإنصاف خردلةٌ
لما رمتنا لدى الهيجا بنيرانِ
وما تجرأت الأوغادَ تطلبنا
لأن نسلّمَ في مالٍ وأوطانِ
أليس من خسة الدنيا تظاهرهم
وجعلهم نفسَهم أقرانَ شجعانِ
والحمد لله قد رُدّوا يغيظهمو
فلم ينالوا وقد باءوا بخذلانِ
فيا أولى الأزهر ادعوا الله ينصرنا
نصراً عزيزاً ويجزينا بإحسانِ
وأن يعافى مرضانا ويُهلكُ أع
دانا ويشمل موتانا بغفرانِ
فبدّد الكفر يا مولاي واقضِ على
أهليهِ واسكب عليهم سحْبَ خسرانِ
وانصر عساكرنا وأشدد عزائمهم
وقوّ مصراً فمصرٌ دار إيمان
حفني ناصف
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/09/20 12:35:20 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com