يا سَليلَ المَجدِ يا ذا الهِمَمِ | |
|
| يا رَيبَ النيلِ وَاِبنَ الكَرَمِ |
|
أَنتَ رَبُّ الفَضلِ فيكَ المُرتَجى | |
|
| وَحِمى الأَوطانِ مِن مُحتَكِمِ |
|
مِصرُ تَرجو مِنكَ عَوناً وَيَداً | |
|
| وَبِناءً طالَ فَوقَ الهَرَمِ |
|
فَأَبِن لِلغَربِ أَنّا أُمَّةٌ | |
|
| تَبتَني اِستِقلالَها بِالهَيلَمِ |
|
وَبِفِتيانٍ أَبَت نَخوَتُهُم | |
|
| هينَةً في كُلِّ قَصدٍ قَيِّمِ |
|
جَعَلوها نَصبَ عَينٍ كَعبَةً | |
|
| وَبِها هاموا هُيامَ المُغرَمِ |
|
وَهَبوها حُبَّهُم وَاِتَّحَدوا | |
|
| بُغيَةَ النُجحِ وَنيلِ المَغنَمِ |
|
فَاِستَوَت هِمَّتُهُم في رَفعِها | |
|
| وَاِنبَرى القبطِيُّ جَنبَ المُسلِمِ |
|
نَشَروا المَشروعَ ثُمَّ اِنتَشَروا | |
|
| يَجمَعونَ القِرشَ مِن مُبتَسِمِ |
|
لا يُبالونَ بِما يَلقَونَهُ | |
|
| مِن شَحيحٍ أَو جَوّادٍ مُعدمِ |
|
هَيتَ ياِ ابنَ النيلِ هَيِّتْ بِالعُلا | |
|
| واسَبقِ الغَربِيَّ نَحوَ الأَلزَمِ |
|
دونَكَ اليابانَ في نَهضَتِها | |
|
| فَاِحتَذيها في بِناءِ المُحكَمِ |
|
وَاِمتَثِلها إِنَّها شَرقِيَّةٌ | |
|
| بَلَغَت بِالصُنعِ هامَ الأَنجُمُ |
|
إِنَّما الطَربوشُ أَسمى كُمَّةً | |
|
| فَاِبدأ الآنَ بِأَسمى الكُمَمِ |
|
وَاِدأَبِ الدَهرَ وَكُن مُعتَصِماً | |
|
| بِالتَأَنّي لا تَمِل لِلسَأَمِ |
|
نافِسِ الأَعجَمَ في مَصنوعِهِ | |
|
| وَاِستَبِق بِالحُسنِ صُنعَ الأَعجَمِ |
|
حُثَّ لِلإِتقانِ دَوماً هِمَّةً | |
|
| وَاِحتَذِر كَيدَ العَدوِّ الأَرقَمِ |
|
وَتَقَدَّم بِاِحتِراسٍ لا تَكُن | |
|
| ناسِياً إِصرَ اِنزِلاجِ القَدَمِ |
|
وَاِعرِضِ المَصنوعَ بِالراحِ هُنا | |
|
| في فَمِ الأَسواقِ أَو في المَوسِمِ |
|
وَاِفهَمِ الماضي لِأَجدادٍ هُمُ | |
|
| فَخرُ أَجيالٍ بِرَغمِ الأَرغَمِ |
|
وَاِحتَفِظ بِالذِكرِ لا تَنسَ الأُلى | |
|
| عَلَّموا الدُنيا نَسيجَ الشِيَمِ |
|
عَلَّموها كَيفَ تَبني مَجدَها | |
|
| فَوقَ أَرضٍ أَو بِمَتنِ المِرزَمِ |
|
يَومَ كانَ الكَهفُ يَبدو مَسكَناً | |
|
| وَلَبوسُ القَومِ جِلدُ البَهَمِ |
|
يَومَ كانوا في ظَلامٍ حالِكٍ | |
|
| وَمَراحُ الكُلِّ خيسُ العُصُمِ |
|
قَد نَسونا أَنَّنا قُدوَتُهُم | |
|
| فَأَذاقونا مَريرَ العَلقَمِ |
|
لَيسَتِ الدُنيا كَما كانَت تُرى | |
|
| لَيسَ فيها ذاكِرٌ لِلقِدَمِ |
|
لَيسَ فيها قائِلٌ كانَ أَبي | |
|
| كُلُّ قَولٍ صائِرٌ لِلعدَمِ |
|
إِنَّما الناسُ بَنو العَصرِ الَّذي | |
|
| فيهِ يُملي السَيفُ وَحيَ القَلمِ |
|
مَصنَعٌ إِن لَم يَصُنهُ مِدفَعٌ | |
|
| في جوارٍ مَعْ مَطارِ المُعلَمِ |
|
فَهوَ رَهنُ الدَهرِ في تَصريفِهِ | |
|
| صانَهُ المَقدورُ أَو عَنهُ عَمي |
|
لَكِنِ الأَعجَزُ مَن قَد يَنثَني | |
|
| فَكُنِ الأَلبَقَ وَاِعزِم وَاِحزِمِ |
|
|
| خفضُ من يغمِطُ حقَّ الأممِ |
|
وَتَدَبَّر يا أَخي في خَلقِهِ | |
|
| فَهوَ بِالمِرصادِ لِلمُستَعظِمِ |
|
سالِبُ القُدرَةِ أَسمى لَقَبٍ | |
|
| إِنَّها تَسلِبُهُ أَقوى كَمي |
|
فَاِرتَقِب إِن أُمَّة قَد عَظُمَت | |
|
| وَتَناسَت دينَها تُلتَهَمِ |
|
جاءَ يَأجوجٌ إِلَينا وافِداً | |
|
| فَجَرى كَالسُلِّ في مَجرى الدَمِ |
|
أَلَّفوا في كُلِّ مَنحىً شِركَةً | |
|
| تَسلِبُ المِصرِيَّ أَغلى النِعَمِ |
|
كُلَّما رُمنا الحَياةَ قِسمَةً | |
|
| نَهَبوا قوتَ المُقِّلِ المُعدِمِ |
|
يا شَبابَ النيلِ لَستُم وَكلاً | |
|
| أَنتُمُ الحُذّاقُ عِندَ المُبهَمِ |
|
ادعموا بِالمالِ مَشروعاتِكُم | |
|
| فَرُؤوسُ المالِ رَأسُ المُدعِمِ |
|
ساهِموا في كُلِّ أَمرٍ نافِعٍ | |
|
| وَاِستَقِلّوا في شِراءِ الأَسهُمِ |
|
وَاِمنَعوهُ شِركَةَ الرَأيِ فَقَد | |
|
| تُفسِدُ الشِركَةُ رَأيَ الأَعلَمِ |
|
فَيَدِرُّ الرِبحُ مِنكُم وَلَكُم | |
|
| وَيَعيشُ الأَهلُ عَيشَ المُنعَمِ |
|
وَيَدورُ القِرشُ فيها بَينَنا | |
|
| وَبِهِ نُبرِمُ ما لَم يُبرَمِ |
|
فَرُبوعُ النيلِ تَسمو بِكُمُ | |
|
| وَإِلَيكُم في نَجاحٍ تَنتَمي |
|
فَاِرفَعوا فَوقَ الرُبى أَعلامَها | |
|
| ثُمَّ حَيّوا خَفَقاتِ العَلَمِ |
|
إِنَّما مِصرُ بِكُم قَد أَزهَرَت | |
|
| وَأَذاها دونَهُ سَفكُ دَمي |
|