عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > أَهاجَ شُجونَ النَفسِ ذِكرُ أَحِبَّتي

مصر

مشاهدة
595

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَهاجَ شُجونَ النَفسِ ذِكرُ أَحِبَّتي

أَهاجَ شُجونَ النَفسِ ذِكرُ أَحِبَّتي
فَقادَ الهَوى قَلبي إِلى كَرْمِ مَنبَتي
وَحَنَّت إِلى الأَرباعِ شَوقاً أَضالِعي
وَهَزَّ فُؤادي فَرطُ وَجدي وَصَبوَتي
وَدارَ بِبالي ذِكرُ أَهلي وَمَربَعي
وَذِكرُ شَبابي ثُمَّ ذِكرُ عَقيقَتي
وَصارَ بُعادي كُلَّ يَومٍ يَزيدُني
وُلوعاً إِلى مَن لا يَزالُ بِفِكرَتي
أَضيقاً وَبُعداناً وَإِخلافَ غايَةٍ
وَنُكراً وَإِرهاقاً فَوَيلي لِشِقوَتي
فَلا بُدَّ مِن عَودي إِلى مَن بِقُربِهِ
تَقَرُّ بِهِ عَينايَ مِن حَرِّ لَوعَتي
وَلا بُدَّ مِن رجعَى إِلَيهِ مَعَ الهَوى
فَقُربي مِنَ المَحبوبِ يُذهِبُ وَحشَتي
فَأَطلَقتُ رِجلَيَّ البُكورَ مُهَروِلاً
وَطِرتُ كَما طارَت حَمامَةُ فاخِتِ
مَطَرتُ مَحَطَّ القاطِراتِ بِأَدمُعٍ
تَحَدَّرُ مِن كَبدٍ طَبَتهُ كَنانَتي
أَلا قَبَّحَ اللَهُ البُعادَ وَلَفظَهُ
وَجَمَّعَ شَملي بِالحَبيبِ وَشيعَتي
رَكِبتُ قِطاراً أَدهماً نارُ جَوفِهِ
أَقَلُّ اِستَعاراً مِن شواظٍ بِمُهجَتي
جَلَستُ عَلى الرَمضاءِ وَالعَقلُ ذاهِلٌ
تَطيرُ بي الآمالُ حَيثُ مَحَلَّتي
وَكُنتُ كَثيراً ما أَرانيَ دافِعاً
بِصَدري قطاراً لا أَراهُ كَسُرعَتي
وَطَوراً أَراني تُصفقُ الكَفُّ أُختَها
كَأَنّي إلى رَوضي أَطيرُ لِفَرحَتي
فَلَو كانَ في قَلبِ الأُديهمِ عُشرُ ما
بِقَلبي لَزادَ الجَريَ أَلفاً لِوجهَتي
وَما لاحَ لي نَخلُ العَشيرَةِ وَالرُبى
وَصَفَّرَ إيذاناً قِطارُ سَلامَتي
وَما هَدَّأَ الإِسراعُ حَتّى ظَنَنتُني
كَمَن مَلَكَت وُجدانَهُ حالُ نَشوَةِ
رَقَصتُ اِبتِهاجاً لا وَحَقِّكَ رَقصَةً
حَسِبتُ بِها أَنّي وَصَلتُ لِنُصَرتي
وَما زِلتُ حَتّى هَزَّني صَوتُ صائِحٍ
بِأَهلاً وَسَهلاً يا رَفيقَ صَبابَتي
دَفَعتُ بِنَفسي بَينَ خِلٍّ وَصاحِبٍ
فَعانَقَني مَن قَلبُهُ رَهنُ مِشيَتي
وَثَنّى رَفيقٌ بِالسَلامِ وَسُؤلِهِ
وَثَلَّثَ بِالتَقبيلِ في حُرِّ وَجنَتي
طَرِبت لِقُربي مِن حَظيرَةِ والِدي
وَأُمّي وَعَمّي وَالشَقيقِ وَبيئَتي
رَكِبتُ حِصاناً مُسرَجاً وَشيُ سَرجِهِ
مِنَ الذَهَبِ الغالي وَسُرعٌ بِقَبضَتي
وَقُلتُ لِرَكبي سِر إِلى خَيرِ مَوطِنٍ
بِهِ خَيرُ مَن في الأَرضِ لا زالَ قِبلَتي
وَكُنتُ كَوالٍ بَينَ شَعبٍ يُجِلُّهُ
فَأَنشَدَت شِعراً طَرَّبَ الرَكبَ نَغيتي
وَما بانَ لي رَبعٌ قَضَيتُ بِهِ الصِّبا
وَعِشتُ رَغيدَ العَيشِ وَسطَ عَشيرَتي
وَما حَدَجَتهُ العَينُ إِلّا وَأَرسَلَت
تُنقِّطُهُ دُرّاً وَتصفيهِ رَغبَتي
وَصِرتُ أُجيلُ الطَرفَ في الرَوضِ عَلَّني
أُكَفكِفُ ما قَد سالَ مِن فَرطِ عَبرَتي
وَغالَ فُؤادي ما يَرِنُّ بِمَسمَعي
زَغاريدُ حورِ الحَيِّ بُشرى بِعودَتي
وَبَينَ المَغاني هَلَّلَ الجَمعُ واقِفاً
وَسَلَّمَ لَثماً في يَدَيَّ وَجَبهَتي
وَطَوَّقَ جيدي كُلُّ من جَمَّ حَبُّهُ
وَفاضَت حَناياهُ فَعادَلَ زَفرَتي
جَلَسنا عَلى صَدحِ الرَبابِ وَمُنشِدٌ
يُغَنّي بِشِعرِي بَينَ رَقصٍ وَنَقرَةِ
وَحَرَّكَ مِنّي الشِعرَ وَالشِعرُ تابِعي
فَصُغتُ فَريدَ الدُرِّ يُروى كَشُهرَتي
وَجُدتُ بِما قَد كانَ عِندي مُخَبَّأً
أَضِنُّ بِهِ الأَيّامَ إِلّا لِعِترَتي
وَيا زَهوَ نَفسي حينَ أَسمَعُ مِدحَتي
فَأَزداد نَظماً مِن جَواهِر جَعبَتي
قَضَينا لَيالِي لَو تُتاحُ لِفاقِدٍ
وَحيداً لَهُزَّ القَلبُ مِنهُ كَهِزَّتي
غَدَونا وَجُلُّ الأَهلِ يَصحَبُني إِلى
أَغَنَّ ضَحوكِ الكِمِّ أَخصَبِ تُربَةِ
مَشَيتُ عَلى الهِينَى أَرومُ خَميلَتي
أُرَوِّحُ عَن قَلبٍ بِهِ نارُ حُرقَتي
وَجَدنا صُفوفَ النَخلِ تَبدو كَعَسكَرٍ
وَفيها مِنَ الغُلبِ الَّتي قد تَعالَتِ
وَفيها مِنَ الرُّمّانِ ما مُزَّ طَعمُهُ
وَتُفّاحُها يَزهو كَخَدِّ حَبيبَتي
وَفيها مِنَ الزَيتونِ ما طالَ دَوحُهُ
وَلَيمونُها حُلوٌ غَزيرُ العُصارَةِ
وَفيها مَن الأَعنابِ ما عَزَّ صِنفُهُ
وَفاكِهَةٍ زَوجَينِ تدنو لراحتي
ومن برتقالٍ فاق وصفاً ضريبَهُ
وريحانها يحكي رَواحاً رَويحَتي
وَسِدرٌ بِها قَد عَطَّرتهُ تُرُنْجُها
خِلافَ كَثيرٍ لا يُعدُّ لِنِعمَتي
طَباني عَلى هَمّي نَضيرُ بِساطِها
فَخِلتُ كَأَنّي في رِياضِ الجَنَّةِ
وَفيها نُوَيعيرٌ يَئِنُّ وَما اَشتَكي
صَبابَةَ وَجدٍ في الحَياةِ كَأَنَّتي
وَفيها عُيونُ الماءِ تَجري سُلاسِلاً
وَفيها السَواقي غادِياتٍ كَفِكرَتي
رَأَيتُكَ تَوّاقاً إِلى أَصلِ شيعَتي
فَإِنّي إِلى عُليا جُهَينَةَ نِسبَتي
وَحَمّادُ صَحبٍّ مِن عَلِيٍّ تَشَعَّبَت
إِلى عُقبَةَ بنِ العامِرِيِّ قَبيلَتي
فَما زالَ مِنّا الشاعِرُ الناثِرُ الَّذي
إِذا قامَ هَزَّ القَلبَ عَذبُ عِبارَةِ
وَمِنّا الفُوارِسُ أَينَ حَلَّت رِكابُهُم
تَخِرُّ لَهُم كُلُّ الجِباهِ لِقُوَّةِ
وَعُثمانُ وَاِبنُ العاصِ عَمرٌ وَرَهطُهُ
تَسامى إِلَينا نَبعُهُم مِن أُمَيَّةِ
فَهَلّا رَوَيتَ الخِبرَ عَن فَتحِ جَيشِنا
لِمِصرَ وَما أَبداهُ رَجلُ جُهَينَتي
أَقَمنا بِسوهاجٍ فَعَزَّ مَكانُها
وَدانَت لَنا الدُنيا عَلى بُعدِ شِقَّةِ
تَرَكنا بِبُلبيسٍ وَبِنها عِمارَةً
وَزادَت قِنا فَخراً رِجالُ حجازَةِ
مَغاني جَميعِ الحَيِّ بِالكِلسِ دُعمُها
تُشادُ بِصاروجٍ صَليبٍ بِنورَةِ
تَرامَت مَدى الأَطرافِ عَرضاً فَطولُها
سَحابَةُ يَومٍ مِن جُنوبٍ لِدارَتي
بِسَفحِ جِبالِ اللوبِياءِ مَقَرُّها
وَفي أَرضِها الحَصَبا كَدُرٍّ مُفَتَّتِ
أَرى بَلَدي خَيرَ البِلادِ وَتاجَها
لَبِست بِهِ النُعمى وَثوبَ شَبيبَتي
عَرَفتُ بِهِ ما ضَمَّني مِن رِحابِهِ
وَكانَت مَراحي بَعدَ مَنزِلِ جَدَّتي
حَفِظتُ بِهِ القُرآنَ وَالنَحوَ وَاللُغى
وَقَرضِيَ شِعراً سارَ فيهِ كَسيرَتي
فَهَذا وَذاكَ الأَصلُ في ضَبطِ مُضغَتي
وَعَونُ الفَصيحِ النابِهِ المُتَثَبِّتِ
أَقَمتُ بِهِم شَهراً وَعِشرينَ لَيلَةً
حَسِبتُ مَداها لَحظَةً مِن بُريهَةِ
وَقَفتُ طَويلاً في وَدادِ قَبيلَتي
وَأَهلي وَمَن قَد كانَ يَهوى لِلُمَّتي
أُعَلِّلُ بِالآمالِ نَفساً حَزينَةً
أُفَرِّجُ عَنها ما اِستَجَنَّ لِكُربَتي
وَما أَنسَ لا أَنسَ الَّذي هُوَ سالِبي
حَياتي وَعَقلي ثُمَّ قَلبي بِوَقفَتي
وَكُنتُ كَنَخلٍ كَفكَفَ الريحُ سوقَها
بَلى كَسَفينٍ بَينَ ريحٍ وَمَوجَةِ
وَكانَ جَميعُ الواقِفينَ مُنَهنَهاً
يساقِطُ دَمعاً مِن دِماء حُشاشَتي
فطَوراً تَراهُم بَينَ يَأسٍ مُقنِّطٍ
وآناً تَجيشُ بِهِم لَواعِجُ عَبرَةِ
عَجِبتُ لِدَهرٍ فَرَّقَ الشَملَ بَينَنا
وَمِن عادَةِ الأَيّامِ ظُلمٌ كَقِصَّتي
صَبَرنا عَلى حُكمِ الزَمانِ وَقامَ لي
مُعيِّبُ رَحلي يُنشِدُ الشِعرَ بُغيَتي
وَجاءَ قَطينُ الحَيِّ بِالنُجبِ تَزدَهي
وَتَنغِضُ رَأساً مَع صَهيلٍ وَرَكلَةِ
رَكِبنا كَما جئنا عَلى الرَغمِ مِن أَسىً
يُفَتِّتُ كِبدي ثُمَّ يَجرَحُ مُقلَتي
وَذَكَّرني بَيني بَأَنَّ وُجودَنا
وَإِن طال مَولودٌ يَعودُ لِبَدأَةِ
وَصَلنا إِلى القَطرِ الَّذي كانَ فيهِ ما
سَمِعتَ بِرَقصي ثُمَّ زَفَّ وَليجَتي
رَكِبتُ جَزوعاً لا وَرَأسِكَ إِنَّني
كَسيرُ الحَنايا مِن فِراقِ أَحِبَّتي
هَضيمُ الحَشا وَالنارُ بَينَ أَضالِعي
تَأَجَّجُ زَفراً مِن هَلوعٍ كَمُقلِتِ
وَصَلتُ إِلى المِنيا وَلَستُ بِمُنيَتي
وَعُدتُ إِلَيها وَالسَلامُ عَلى الَّتي
بَنيَّ وَصاتي أَن أَراكُم عَلى المَدى
مَساميحَ أَجواداً بِحَقِّ أُبُوَّتي
فَما المَرءُ إِلّا كَالسِراجِ وَضَوئِهِ
يُنيرُ قَليلاً ثُمَّ يَخبو كَسَفرَتي
عَلَينا مِنَ اللَهِ الكَريمِ رِضاؤُهُ
وَرَحمَتُهُ تَغشى جَميعَ كِنانَتي
حَياةٌ وَمَوتٌ ثُمَّ عَودٌ إِلى اللِقا
هُناكَ بِفِردَوسٍ تَدومُ إِقامَتي
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:41:11 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com