عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > تَوافَدَ القَومُ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرِ

مصر

مشاهدة
402

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تَوافَدَ القَومُ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرِ

تَوافَدَ القَومُ مِن بَدوٍ وَمِن حَضَرِ
إِلى رِحابِكَ في حَلٍّ وَفي سَفَرِ
اِنظُر تَرَ الناسَ كَيفَ الحُبُّ يَدفَعُهُم
وَالحُبُّ يَظهَرُ في وَجهٍ وَفي نَظَرِ
وَقَد حَلَلتَ مِنَ الأَكبادِ مَنزِلَةً
عُليا وَذِكرُكَ مِلءُ السَمعِ وَالبَصَرِ
لَولا المَحَبَّةُ ما أَلفَيتَ وَاِفدَنا
نَحوَ السَماحَةِ يأتي غَيرَ مُنتَظَرِ
مَلَكتَ أَفئِدَةً تَهفو إِلَيكَ هَوىً
بِالعَطفِ بِالرِفقِ بِالمَعروفِ بِالأَثَرِ
وَشاقَنا مِنكَ آدابٌ وَمَكرُمَةٌ
فَما لَنا عَنكَ في بُعدٍ بِمُصطَبَرِ
وَالحالُ تُنبيكَ عَمّا في ضَمائِرِنا
مِنَ الوِدادِ وَما رُؤياكَ كَالخَبَرِ
وَهَل لَنا غَيرُ مَن طالَ الزَمانَ يَداً
وَأَكرَمَ الصَحبَ في وِردٍ وَفي صَدَرِ
يأسو الجِراحَ بِأَخلاقٍ وَطائِلَةٍ
هِيَ المراهِمُ فيها البُرءُ مِن ضَرَرِ
دانَ الزَمانُ لِراحٍ مالَ شانِئُها
لِلحِلمِ لِلصدقِ لِلإجهادِ لِلسَهَرِ
حَسبُ المحبِّ مِنَ المَحبوبِ حاضِرُهُ
وَلِلعَواذِلِ كُلُّ الغَيظِ وَالضَجَرِ
لَمّا عَزَمتَ عَلى مِصرٍ أَهَجتَ بِنا
عَواطِفَ الحُبِّ في قُربٍ وَمُنحَدِرِ
وَوَدَّ كابِرُنا أَلّا تُفارِقَنا
لَكِنَّنا نَستَكينُ اليَومَ لِلقَدرِ
لِعِلمِنا أَنَّكَ الآسي سَواسِيَةً
أَكُنتَ في مِصرَ أَم في مَنزِلِ القَمَرِ
أَم في دِيارٍ لَها في القَلبِ مَنزِلَةٌ
مِنِ اِحتِرامٍ وَإِجلالٍ وَمُعتَبَرِ
مَنشاةَ قَيسي لَقَد أَزهَرَت فَاِبتَهِجي
لا زِلتِ كَعبَةَ رُوّادٍ عَلى البِكرِ
وَظَلَّ دَوحُكِ بَينَ الرَوضِ زاهِرُهُ
رَمزُ السَعادَةِ يُؤتي أَطيَبَ الثَمَرِ
مَنشاةَ قَيسي إِلَيكِ الناسُ قَد نَهَضوا
شِبهَ الحَجيجِ يُؤَدّي فَرضَ مُعتَمِرِ
كُلُّ المَراكِزِ قَد هَبَّت مُوادِدَةً
وَبَندَرُ المُنيَةِ الفَيحاءِ في الصَدَرِ
حَتّى القُرى ساهَمَت وُدّاً أَفاضِلُها
وَأَقبَلَ الرَكبُ مِن قِبلي وَمِن بَحري
هَذي الوُفودُ مِنَ الأَمصارِ جَمَّعَها
طيبُ الشَمائِلِ في إِصلاحِ مُختَبَرِ
وَمُنيَةُ اِبنِ خَصيبٍ وَفدُها طَرِبٌ
أَقامَني شاعِرَ الوُجدانِ وَالفِكرِ
أَشتارُ مِن رَوضِكُم شِعري أُقَصِّدُهُ
أَريجُهُ يَملَأُ الدُنيا مِنَ العطرِ
يا سَيِّدي كُلُّنا بِالفَضلِ مُعتَرِفٌ
بَل كُلُّنا يَرتَجي إِطالَةَ العُمُرِ
إِنَّ الرِجالَ بِأَعمالٍ مُعَجَّلَةٍ
لا بِالكَلامِ مِنَ المَملولِ في الصُوَرِ
فَهُم هُداةُ الشُعوبِ الناهِضينَ إِلَى
ظِلِّ الهَناءَةِ في أَفياءِ مُبتَكِرِ
وَهُم بُناةُ فَخارٍ خالِدٍ أَبَداً
في كُلِّ مَملَكَةٍ أَو كُلِّ مُؤتَمَرِ
وَهُم أَساطينُها إِبّانَ نَهضَتِها
وَهُم ذَخيرَتُها لِلمَوقِفِ العَسِرِ
بِهِم نَنالُ عَلى الأَيّامِ بُغيَتَنا
وَيُدرِكُ الشَعبُ ما يَبغيهِ مِن وَطَرِ
وَهَكَذا فَلتَكُن سُوّاسُ جامِعَةٍ
ذِكراً وَإِلّا فَفي الماضي مِنَ العِبَرِ
بَيتٌ نَماكَ سَمَت لِلنَجمِ شُهرَتُهُ
وَأَصلُهُ ثابِتٌ مِن أَعرَقِ الأُسَرِ
نَما أَبِيّاً وَفِيّاً نابِهاً فَطِناً
وَحازِماً في المُلِمِّ الحافِزِ الخَطِرِ
وَالمُنقِذَ المُرتَجي في كُلِّ صارِخَةٍ
وَالآخِذَ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالحَذَرِ
لِمِثلِ ذا عُظَماءُ الدَهرِ قَد خُلِقوا
كَالشَمسِ في نورِها فَضلٌ عَلى الزَهرِ
مَحمودُ لَولا يَقيني أَنَّ لي ثِقَةً
في اللَهِ تَمنَعُني مِن مِدحَةِ البَشَرِ
لَصُغتُ فيكُم نَظيمَ الدُرِّ مُعتَقِداً
أَنَّ الكَرامَةَ في الأَبياتِ وَالسِيَرِ
لَكِنَّما قالَتي لِلحَقِّ أُرسِلُها
وَإِن نَظَمتُ فَفي أَوضاعِ مُختَصِرِ
سافِر تُرافِقكَ آمالٌ وَأَفئِدَةٌ
تَحدو القِطارَ وَعَينُ اللَهِ في السَفَرِ
وَاِطوِ الزَمانَ إِلى ما رُمتَ مُعتَصِماً
بِاللَهِ في طَلَبِ المَأمولِ مِن ظَفَرِ
وَالبَس كِساءَ الهَنا في صِحَّةٍ كَمُلَت
عَلَيكَ نِعمَتُها مِن غَيرِ ما بَطَرِ
وَعِش يُحيطُ بِكَ الرضوانُ مِن مَلِكٍ
حامِي الكنانَةِ وَالإِسلامِ مِن كَدَرِ
يحيا المَليكُ أَدامَ اللَهُ طَلعَتَهُ
وَزادَهُ بَسطَةً في المُلك وَالعُمُرِ
وَصانَ ذاتَ وَلِيِّ العَهدِ قُرَّتِهِ
زَينِ الشَبابِ وَزَينِ المُلكِ وَالسُرُرِ
أَبقاهُما اللَهُ لِلآمالِ مُدَّخَراً
وَلِلحِمى بِهِما إِسعادُ مُنتَصِرِ
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:44:12 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com