تَمَلَّكَ مُهجَتي فَرَحُ الإيابِ | |
|
| وَعادَ بِكَ الوَفاءُ مِنَ الغِيابِ |
|
وَصافَحَكَ الهَنا فَعَلَوتَ راحاً | |
|
| تَدَفَّقَ خَيرُها في كُلِّ بابِ |
|
وَعاهَدَكَ الزَمانُ عَلى اِنتِصارٍ | |
|
| كَما تَطويهِ في ثَوبِ الشَبابِ |
|
وَنِلتَ بِفِتيَةٍ زُهرَ الأَماني | |
|
| وَبِالأَحفادِ جامِعَةَ الرِّغابِ |
|
وَحَلَّ مِنَ الإِلَهِ عَلَيكَ فَضلٌ | |
|
| فَطُلتَ يَداً عَلى أَيدي الصِحابِ |
|
وَتَمَّ عَلَيكَ نِعمَتَهُ فَجَلَّت | |
|
| عَنِ الحُسّادِ أَو عَن كُلِّ عابِ |
|
وَطالَعَكَ السُعودُ وَفي سُرورٍ | |
|
| وَسانَدَ مِنكَ أَشبالَ اِنتِسابِ |
|
وَحازوا في ذَراكَ عُلاً وَجاهاً | |
|
| وَذِكراً في الحَواضِرِ وَاليَبابِ |
|
عَلى زَمَنِ الحَداثَةِ لَم يَفُتهُم | |
|
| تَقَدُّمُهُم ضَريباً في الوِثابِ |
|
وَإِن كانَ الفَتى لِأَبيهِ فَرعاً | |
|
| فَنَشرُ المِسكِ يُخبِرُ عَن سِخابِ |
|
أَرى أَنوارَ جَدِّكَ قَد تَرامَت | |
|
| أَشِعَّتُها وَنورُ عِداكَ خابي |
|
حَلَلتَ بِمُنيَةِ اِبنِ خَصيبِ تُسدي | |
|
| هُداكَ إِلى المُعَلِّمِ وَالشَبابِ |
|
وَأَسعَدَنا بِعَودَتِكُم إِلَينا | |
|
| تُحيطُ بِكَ السَلامَةُ في المَآبِ |
|
أُهنِّئُ مُنيَتي بِوُجودِ شَهمٍ | |
|
| كَريمِ النَبتِ مَحمودِ المَغابِ |
|
وَقَد لَبِسَت بِمَقدَمِهِ جَلالاً | |
|
| وَإِن يَكُ لِبسُها بِالأَمسِ كابي |
|
فَأَينَ مِنَ العَريقِ دَعِيُّ هِنوٍ | |
|
| وَأَيٌّ مِن أَبي الفَتحِ المُهابِ |
|
قُدومٌ رافقَ الإِسعادُ مِنهُ | |
|
| طَلائِعَهُ وَبَشَّرَ بِاِقتِرابِ |
|
وَخالَطَني السُرورُ فَخِلتُ حَجري | |
|
| يَطيرُ فَصُرتهُ بَينَ الثِيابِ |
|
وَحينَ رَأَيتُ وَجهَكَ قُلتُ أَهلاً | |
|
| بِرَبِّ الفَضلِ وَالأَدَبِ العُبابِ |
|
وَمَن هُوَ نابِهٌ في كُلِّ مَنحىً | |
|
| حَصيفٌ أَريَحِيٌّ ذا اِجتِذابِ |
|
وَبِالسَنَدِ المَنيعِ إِذا عُداتي | |
|
| بَدَوا كَالهابِ أَو راموا تَبابي |
|
أَجِدَّكَ قَد عَلِمتُ سَديدَ رَأيٍ | |
|
| رَصانَتُهُ تُقشِّعُ لِلضَبابِ |
|
وَيَخلُقُ في الفُؤادِ وَلَيسَ مَيناً | |
|
| سَكينَتَهُ وَإِن يَكُ في اِضِطرابِ |
|
فَقُلتُ وَقَد طَباني القَولُ فيكُم | |
|
| مُفاخَرَةً إِلَيكَ أَرى اِنتِسابي |
|
وَإِن يَكُنِ الأَشاءُ لَدَيَّ ألمَى | |
|
| ظِلالً وارِفاتٍ في الرِحابِ |
|
فَتِلكُم أَيكَتي جادَت يَداكُم | |
|
| مَشاجِرَها وكان بِكَ اِكتِسابي |
|
أَريمُ العامَ أُزجي مُستَكيناً | |
|
| تُعَلِّلُهُ العَناكِبُ بِالسَرابِ |
|
فَأُورِدُهُ المَجَرَّةَ يَستَقيها | |
|
| وَيَنهَلُ نافِراً عَذبَ الشَرابِ |
|
وَأَمنَحُهُ المَعارِفَ سائِغاتٍ | |
|
| وَأُطعِمُهُ الشَهادَ مِنَ اللُّبابِ |
|
وَأَرتَبُّ الحِجا مِنهُ اِرتِباباً | |
|
| وَإن يَكُ طَبعُهُ طَبعَ الذِئابِ |
|
وَجُلُّ مَقاصِدي أَنّي أَراهُ | |
|
| أَخا لَسَنٍ وَداهِيَةَ الجَوابِ |
|
يُنافِسُ رِفقَةً سَهِروا اللَيالي | |
|
| وَجالوا ثُمَّ صالوا في الكِتابِ |
|
فَهُم غَرسي عَلى أَضواءِ فِكري | |
|
| وَهُم ثَمَري يُشارُ لَدى الخِطابِ |
|
وَلَكِن ما يَراهُ عَلى اللَيالي | |
|
| جِهاداً أَغلَبِيٌّ لا يُحابي |
|
يُقَدِّرُ ما تُقَدِّمُهُ الأَيادي | |
|
| ثِماراً لِلثَقافَةِ مِن حِسابي |
|
هُوَ السَلوانُ لِلكَبِدِ المُعَنّى | |
|
| بِأَمرٍ مُرهِقٍ وَالجِسمِ هابي |
|
وَلَولا نَبوَةٌ بِالفِكرِ رانَت | |
|
| عَلَيهِ مِنَ الكَلالِ وَالاِنشِعابِ |
|
لَجِئتُ بِما يَرومُ الشِعرُ مِنّي | |
|
| فَرائِدَ ثاقِباتٍ كَالشِهابِ |
|
تَبينُ خَواطِري وَتَزُفُّ وُدّي | |
|
| إِلَيكَ مُجَلَّلاً بِحُلى التَصابي |
|
وَلَفظٍ راقَ مَعنىً وَاِنسِجاماً | |
|
| يَهُزُّ نُهى الجَهابِذَةِ الذِرابِ |
|
وَحَسبُ يَراعَتي عَنّي اِعتِذاراً | |
|
| بَيانٌ مِن لِسانِيَ عَن صَوابي |
|
أَبا الفَتحِ العَريقِ إِلَيكَ أُهدي | |
|
| تَحِيَّةَ مَن لِشَخصِكَ في اِرتِقابِ |
|
لَقيتُ بِكَ الرِضاءَ وَإِن لَحاني | |
|
| كَنودٌ لا يَرى إِلا مُصابي |
|
فَسافِر بِالسَلامَةِ في قِطارٍ | |
|
| يَقِلُّ بِهِ الأَزيزُ عَنِ اِضطِرابي |
|
وَعُد وَعِنايَةُ الرَحمَنِ تَرعى | |
|
| يَمينَكَ في التَنَقُّلِ وَالمَآبِ |
|
وَفي يُسراكَ مِشكاةٌ أَضاءَت | |
|
| بِها تَجتازُ مَدرَجَةَ الصِعابِ |
|
وَدُمتَ عَلى الجَديدِ عَلِيَّ قَدرٍ | |
|
| تُكَرَّمُ في الحُضورِ وَفي الذَهابِ |
|
وَما فَتِئَت مَكارِمُكُم دَوائي | |
|
| وَفَضلُكُمو يُقَلَّدُ في الرِقابِ |
|
وَظَلتَ مِنَ الوَليجَةِ في اِحتِرامٍ | |
|
| وَعِشتَ عَلى المَدى غَضَّ الإِهابِ |
|