حَمامَ الدارِ حُبَّ المُكثُ فينا | |
|
| وَحُبَّ إِلَيَّ ما نَشَرَ الدَفينا |
|
هَتَفتَ فَرَوَّحَت عَنّي هَتوفٌ | |
|
| وَنُحتَ فَكُنتَ بي طَبّاً رَصينا |
|
حَمامَ الدارِ قَد أَيقَظتَ مِنّي | |
|
| شُجوناً ظَلتُ أَكتُمُها سِنينا |
|
أَهَجتَ عَواطِفي فَذَكَرتُ عَهداً | |
|
| قَطَعتُ بِهِ الصبا أَرعى الخَدينا |
|
وَرَجَّعتَ الهَديلَ ضُحىً وَعَصراً | |
|
| فَعَوَّدَني اِستِماعَ الناظِمينا |
|
وَأَرسَلتَ الأَغانِيَ شاهِداتٍ | |
|
| بِأَنَّكَ فُقتَ أَفصَحَ ناطِقينا |
|
وَطَرَّبَني الهَديرُ فَخِلتُ ناياً | |
|
| يُوَقِّعُهُ الحُداةَ المُقبِلونا |
|
رَخيمُ الصَوتِ مِنكَ لَهُ اِستَقادَت | |
|
| مَشاعِرُنا وَرَنَّ بِها رَنينا |
|
لُغاكَ وَحُسنُ شَكلِكَ قَد أَهاجا | |
|
| وَأَيضاً عبرَتي وَجداً كَمينا |
|
وَناجَيتَ الفُؤادَ جَوىً وَمَوراً | |
|
| فَعَزَّ عَلَيَّ أَن تَبقى رَهينا |
|
فَجاوَبَتِ الصُدورُ هَوىً صُدوراً | |
|
| وَخاطَبتِ العُيونُ رِضاً عُيونا |
|
وَواصَلتَ البُكاءَ لِبُعدِ خِلٍّ | |
|
| فَأَينَ بُكاكَ مِن شَجوِي حَنينا |
|
وأَينَ الصَدحُ مِن خَلَجاتِ قَلبي | |
|
| وَأَينَ النَوحُ مِن نَجوايَ حينا |
|
وَفاؤُكَ مَضرِبُ الأَمثالِ مِنّا | |
|
| لِإِلفِكَ وَالأَيادي المُحسِنينا |
|
خَطَرتَ عَلى الوُكونِ وَفي رِحابي | |
|
| وَطِرتَ عَلى رُءوسِ الحاسِدينا |
|
فَحَلَّقَ في سَماءِ الوِدِّ فِكري | |
|
| وَصَفَّ عَلى النُجومِ السابِحينا |
|
تَعاهَدَكَ الحَواضِرُ وَالبَوادي | |
|
| وَكُلٌّ ضَنَّ بِالزُلفى ضَنينا |
|
بَهَرتَ عُيونَنا بِخُطى الهُوَينى | |
|
| وَصِنفُكَ قَد يَزيدُ عَلى المَئينا |
|
فَمِنهُ مُسَروَلاتٌ قَد تَباهَت | |
|
| بِتاجٍ زانَ مَنظَرُهُ الجَبينا |
|
تَفَرَّدَ فاقِعٌ لَوناً وَقانٍ | |
|
| بِزَهوٍ يَستَفِزُّ الناظِرينا |
|
وَبَهجَةُ ناصِعٍ خَلَبَت شُعوري | |
|
| فَما تَرَكَت لِسانِحَةٍ كَنينا |
|
وَفاختُهُ يُصَلصِلُ فَوقَ غُصنٍ | |
|
| فَيَشرَحُ جرسُهُ صَدرَ الحَزينا |
|
وَزَيّافٌ وَقَلّابٌ وَدِبسٌ | |
|
| وَزَجّالٌ أَهاجَ اللاعِبينا |
|
وَأَورَقُ ثُمَّ أَدكَنُ قَد عَلاهُ | |
|
| مِنَ الرَهّاجِ ريشٌ يَطَّبينا |
|
وَأَسفَعُ دارَ فَوقَ الطَوقِ مِنهُ | |
|
| سَوادٌ مِثلُ خَطِّ الكاتِبينا |
|
وَكَالوَرشانِ وَالقُمرِيِّ خَلقاً | |
|
| يَمامٌ لا يُرى إِلّا ظَعينا |
|
سَمَوِّيَّاتُهُ يَرسِمنَ جَمعاً | |
|
| عَلى الأَجواءِ رَسمَ مُهنَدِسينا |
|
وَعَهدِيّاتُهُ صَغُرَت وَدَقَّت | |
|
| مَناقيرٌ لَها فَتُباعُ زونا |
|
وَنَقّازاتُهُ لِلسِربِ أَغوَت | |
|
| فَراقَت في عُيونِ الراغِبينا |
|
وَخُلسٌ مَعَ مَراعيشٍ تَهادَت | |
|
| بِرَقصٍ صارَ لِلغاوينَ دينا |
|
وَنَقُّ الراعِبِيّاتِ اِجتَواني | |
|
| وَصَيَّرني لِغَشيَتِها حَزينا |
|
كَذا الجَدَلِيُّ مِنهُ ثَقيلُ جسمٍ | |
|
| لَذيذٌ مُنعِشٌ لِلآكِلينا |
|
وَهُدّاءٌ أَجَبنَ لَنا بَريداً | |
|
| عَلى سَرَعٍ فَبَهَّلنَ الهَجينا |
|
وَمِن دارِ السَلامِ لِمِصرَ يَأتي | |
|
| فَيَحمِلُ مِن كَلامِ المُرسَلينا |
|
حِمانا قَلعَةٌ يَهوي إِلَيها | |
|
| إِذا بُلبَيسُ آلَكَتِ الحُصونا |
|
أَو الصَلحِيَّةُ اِئتَمَرَت بِأَمرٍ | |
|
| أَتاها مِن أَميرِ المُؤمِنينا |
|
مُلوكُ العُربِ قِدماً قَد تَهادوا | |
|
| بِفارِهِهِ الَّذي جابَ الحُزونا |
|
وَحَسبُكَ لِلقَطا هَدياً وَصِدقاً | |
|
| مِثالٌ في كَلامِ الغابِرينا |
|
فَأَهدى مِن قَطاً مَثَلٌ يُروَّى | |
|
| وَأَصدَقُ مِن قَطاً لِلصادِقينا |
|
وَأَكذَبُ مِن فَواخِتَ لِلمُرائي | |
|
| يُقالُ وَقَد تَعَدّى السامِعينا |
|
صِفاتُكَ يا حَمامُ طَبَت فُؤادي | |
|
| وَهَزَّت مِن حَصاةِ النابِهينا |
|
مَراحُكَ في الحِمى أَوفى صَلاحٍ | |
|
| يُرى بَينَ الحَجيجِ الزائِرينا |
|
وَفي البَيتِ الحَرامِ عَرَفتَ أَمناً | |
|
| فَتَلقُطُ مِن أُكُفِّ الباسِطينا |
|
مَكانُكَ في البُيوتِ لَهُ اِعتِزازٌ | |
|
| لِخَيرِكَ يَقتَنيكَ الرائِمونا |
|
ذَواتُ التاجِ مِنكَ لَزَمْنَ خِدراً | |
|
| وَعانَقنَ العَوانِقَ وَالشَبينا |
|
وَعِكرِمَةٌ تَطوفُ الأَرضَ بَحثاً | |
|
| لِتَجمَعَ مِن ثِمارِ الزارِعينا |
|
وَأَيضاً ساقُ حُرٍّ يَغتَديها | |
|
| خِماصِيّاً وَيَأتيها بَطينا |
|
تَراهُ وَقَد تَجَذّى يَصطَفيها | |
|
| حَناناً فائِضاً وَهوىً دَفينا |
|
وَفِيّاً عَبقَرِيّاً أَريحِيّاً | |
|
| أَليفاً ناهِضاً شَهماً رَزينا |
|
وَيُؤثِرُ عِزهِلٌ أُنثاهُ حُبّاً | |
|
| عَلى نَفسٍ طَوَت كَالساغِبنيا |
|
فَيُرسِلُ إِلفَهُ وَيَزُقُّ بُجّاً | |
|
| وَيُطعِمُ جَوزَلاً وَيَلي جَنينا |
|
وَقاكَ اللَهُ شاهينَ الأَعالي | |
|
| وَقَنَّصَ لِلنَواجِذِ أَربَعينا |
|
تَخِذتُكَ مَسرَحاً أَلهو عَلَيهِ | |
|
| وَفي عُقباكَ أُلحِدُكَ البَطونا |
|