عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > حماد علي الباصوني > حَمامَ الدارِ حُبَّ المُكثُ فينا

مصر

مشاهدة
480

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حَمامَ الدارِ حُبَّ المُكثُ فينا

حَمامَ الدارِ حُبَّ المُكثُ فينا
وَحُبَّ إِلَيَّ ما نَشَرَ الدَفينا
هَتَفتَ فَرَوَّحَت عَنّي هَتوفٌ
وَنُحتَ فَكُنتَ بي طَبّاً رَصينا
حَمامَ الدارِ قَد أَيقَظتَ مِنّي
شُجوناً ظَلتُ أَكتُمُها سِنينا
أَهَجتَ عَواطِفي فَذَكَرتُ عَهداً
قَطَعتُ بِهِ الصبا أَرعى الخَدينا
وَرَجَّعتَ الهَديلَ ضُحىً وَعَصراً
فَعَوَّدَني اِستِماعَ الناظِمينا
وَأَرسَلتَ الأَغانِيَ شاهِداتٍ
بِأَنَّكَ فُقتَ أَفصَحَ ناطِقينا
وَطَرَّبَني الهَديرُ فَخِلتُ ناياً
يُوَقِّعُهُ الحُداةَ المُقبِلونا
رَخيمُ الصَوتِ مِنكَ لَهُ اِستَقادَت
مَشاعِرُنا وَرَنَّ بِها رَنينا
لُغاكَ وَحُسنُ شَكلِكَ قَد أَهاجا
وَأَيضاً عبرَتي وَجداً كَمينا
وَناجَيتَ الفُؤادَ جَوىً وَمَوراً
فَعَزَّ عَلَيَّ أَن تَبقى رَهينا
فَجاوَبَتِ الصُدورُ هَوىً صُدوراً
وَخاطَبتِ العُيونُ رِضاً عُيونا
وَواصَلتَ البُكاءَ لِبُعدِ خِلٍّ
فَأَينَ بُكاكَ مِن شَجوِي حَنينا
وأَينَ الصَدحُ مِن خَلَجاتِ قَلبي
وَأَينَ النَوحُ مِن نَجوايَ حينا
وَفاؤُكَ مَضرِبُ الأَمثالِ مِنّا
لِإِلفِكَ وَالأَيادي المُحسِنينا
خَطَرتَ عَلى الوُكونِ وَفي رِحابي
وَطِرتَ عَلى رُءوسِ الحاسِدينا
فَحَلَّقَ في سَماءِ الوِدِّ فِكري
وَصَفَّ عَلى النُجومِ السابِحينا
تَعاهَدَكَ الحَواضِرُ وَالبَوادي
وَكُلٌّ ضَنَّ بِالزُلفى ضَنينا
بَهَرتَ عُيونَنا بِخُطى الهُوَينى
وَصِنفُكَ قَد يَزيدُ عَلى المَئينا
فَمِنهُ مُسَروَلاتٌ قَد تَباهَت
بِتاجٍ زانَ مَنظَرُهُ الجَبينا
تَفَرَّدَ فاقِعٌ لَوناً وَقانٍ
بِزَهوٍ يَستَفِزُّ الناظِرينا
وَبَهجَةُ ناصِعٍ خَلَبَت شُعوري
فَما تَرَكَت لِسانِحَةٍ كَنينا
وَفاختُهُ يُصَلصِلُ فَوقَ غُصنٍ
فَيَشرَحُ جرسُهُ صَدرَ الحَزينا
وَزَيّافٌ وَقَلّابٌ وَدِبسٌ
وَزَجّالٌ أَهاجَ اللاعِبينا
وَأَورَقُ ثُمَّ أَدكَنُ قَد عَلاهُ
مِنَ الرَهّاجِ ريشٌ يَطَّبينا
وَأَسفَعُ دارَ فَوقَ الطَوقِ مِنهُ
سَوادٌ مِثلُ خَطِّ الكاتِبينا
وَكَالوَرشانِ وَالقُمرِيِّ خَلقاً
يَمامٌ لا يُرى إِلّا ظَعينا
سَمَوِّيَّاتُهُ يَرسِمنَ جَمعاً
عَلى الأَجواءِ رَسمَ مُهنَدِسينا
وَعَهدِيّاتُهُ صَغُرَت وَدَقَّت
مَناقيرٌ لَها فَتُباعُ زونا
وَنَقّازاتُهُ لِلسِربِ أَغوَت
فَراقَت في عُيونِ الراغِبينا
وَخُلسٌ مَعَ مَراعيشٍ تَهادَت
بِرَقصٍ صارَ لِلغاوينَ دينا
وَنَقُّ الراعِبِيّاتِ اِجتَواني
وَصَيَّرني لِغَشيَتِها حَزينا
كَذا الجَدَلِيُّ مِنهُ ثَقيلُ جسمٍ
لَذيذٌ مُنعِشٌ لِلآكِلينا
وَهُدّاءٌ أَجَبنَ لَنا بَريداً
عَلى سَرَعٍ فَبَهَّلنَ الهَجينا
وَمِن دارِ السَلامِ لِمِصرَ يَأتي
فَيَحمِلُ مِن كَلامِ المُرسَلينا
حِمانا قَلعَةٌ يَهوي إِلَيها
إِذا بُلبَيسُ آلَكَتِ الحُصونا
أَو الصَلحِيَّةُ اِئتَمَرَت بِأَمرٍ
أَتاها مِن أَميرِ المُؤمِنينا
مُلوكُ العُربِ قِدماً قَد تَهادوا
بِفارِهِهِ الَّذي جابَ الحُزونا
وَحَسبُكَ لِلقَطا هَدياً وَصِدقاً
مِثالٌ في كَلامِ الغابِرينا
فَأَهدى مِن قَطاً مَثَلٌ يُروَّى
وَأَصدَقُ مِن قَطاً لِلصادِقينا
وَأَكذَبُ مِن فَواخِتَ لِلمُرائي
يُقالُ وَقَد تَعَدّى السامِعينا
صِفاتُكَ يا حَمامُ طَبَت فُؤادي
وَهَزَّت مِن حَصاةِ النابِهينا
مَراحُكَ في الحِمى أَوفى صَلاحٍ
يُرى بَينَ الحَجيجِ الزائِرينا
وَفي البَيتِ الحَرامِ عَرَفتَ أَمناً
فَتَلقُطُ مِن أُكُفِّ الباسِطينا
مَكانُكَ في البُيوتِ لَهُ اِعتِزازٌ
لِخَيرِكَ يَقتَنيكَ الرائِمونا
ذَواتُ التاجِ مِنكَ لَزَمْنَ خِدراً
وَعانَقنَ العَوانِقَ وَالشَبينا
وَعِكرِمَةٌ تَطوفُ الأَرضَ بَحثاً
لِتَجمَعَ مِن ثِمارِ الزارِعينا
وَأَيضاً ساقُ حُرٍّ يَغتَديها
خِماصِيّاً وَيَأتيها بَطينا
تَراهُ وَقَد تَجَذّى يَصطَفيها
حَناناً فائِضاً وَهوىً دَفينا
وَفِيّاً عَبقَرِيّاً أَريحِيّاً
أَليفاً ناهِضاً شَهماً رَزينا
وَيُؤثِرُ عِزهِلٌ أُنثاهُ حُبّاً
عَلى نَفسٍ طَوَت كَالساغِبنيا
فَيُرسِلُ إِلفَهُ وَيَزُقُّ بُجّاً
وَيُطعِمُ جَوزَلاً وَيَلي جَنينا
وَقاكَ اللَهُ شاهينَ الأَعالي
وَقَنَّصَ لِلنَواجِذِ أَربَعينا
تَخِذتُكَ مَسرَحاً أَلهو عَلَيهِ
وَفي عُقباكَ أُلحِدُكَ البَطونا
حماد علي الباصوني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 12:47:49 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com