عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > حمزة قفطان > لعمري لقد طالت بواسط ليلتي

العراق

مشاهدة
532

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لعمري لقد طالت بواسط ليلتي

لعمري لقد طالت بواسط ليلتي
وأطول منها لو علمت نهاري
أصارع فيها الهم حتى إذا انجلت
غدوت أجاري بالخلاعة جاري
أبث بها للبدر وجدي وهاجسي
وأغدو أواري عن ذكاء أواري
أبيت أساري النجم طلقاً بفكرتي
وأصبح موثوقاً علي اساري
وما استغربت سري النجوم أبثها
كما استغربت أهل العداء جهاري
فقد صحبتني في الدجى وصحبتها
لزاماً على نائي وبعد مزار
فلم لي إذا ما الشعريان تجارتا
دموع جرت شعراً تبل شعاري
فإن عبرت تلك العبور فادمعي
طفحن وما نهر المجرة جاري
وقد أبكت الأخرى الغميصاء زفرتي
وما هجرتها اختها بجوار
وللطرف والقلب التهاب كانما
سرت لهما تحت الدجنة ناري
إذا قرط النسران زنجية الدجى
وناطت لها الجوزاء عقد دراري
وكللها الإكليل تاجاً مرصعاً
عليها نظام النجم در نثار
وأبرزت الكف الخضيب مختماً
وصاغت هلال الأفق طوق نضار
وقد ودعت كف الثريا بمعصم
له الشفق المبيض شكل سوار
واصحر للطعن السماك برمحه
ولاذ أخوه أعزلاً بفرار
وقد سدد الرامي معابل قوسه
إليه ودون النزع قال حذار
واصعد في السر الدليلان موهناً
يجران نجم النعش جر قطار
كأن السها ما بينها متضائلا
أديب له في الحي دار قرار
كأن سعود النجم في غير أهلها
طلعن فاعطاهن نظرة زاري
وحامت حوالي النجوم كأنما
لها موقفي في الليل قطب مدار
نظرت إليها نظرة كلها جوى
وكل جفوني للدموع مجاري
تعللت بالشكوى إليها ولم تكن
لتصغي إلى شكواى وهي سواري
ولكنني لم ألق في الأرض مثلها
صديقاً بدعوى الحب غير مماري
حفظن ذمار الود لما تذمرت
بنو أرضنا منحفظ كل ذمار
فناجيتها الآلام حتى حسبتها
تزيد خفوقاً لاستماع سراري
وقد كدت أعديها ببثي ودونها
غمار دجى موصلة بغمار
وهيهات عز النجم من أن تناله
يد الظلم إن مدت له بضرار
وأين له داري فيدر الذي بها
أقاسي ألا يا ليته هو داري
فقد جر فيها الجهل ذيل ظلامه
وضم عليها الظلم طوق حصار
ألا علمت هذي النجوم صبابتي
وشوقي إدليها لو ملكت خياري
فلو أسعدتني الكهرباء بفعلها
لقربت منها بالمسير دياري
إذا لا رتضيت العيش غضاً بقربها
وألبست ثوب العز غير معار
ولو نظرت في الأرض نظرة شاهد
لغطت حياء وجهها بخمار
هل الأرض تدعى في السما كوكب الشقا
فقد دعيت في الناس دار بوار
يقولون في كل النجوم عوالم
كعالمنا في نظمه المتباري
شموس بدت مركوزة وكواكب
تدور واقمار بكل مدار
فهل بينها أرض لها حال أرضنا
وساكنها من ذلة وصغار
تعارضت الأهواء فيها فلم تجد
وفاقاً يغطي جهلهم بستار
نزاع يجر النزع للروح نزعة
بسم من البلوى كسهم قدار
قويهم مغرى باكل ضعيفهم
سجية وحش بالفريسة ضاري
يقولون حفظ النوع في الناس واجب
على الناس من باد هناك وقاري
فأي قوي لو تمكن لم يكن
مريق دم يروي صداه جبار
ينازعه أمر البقاء كأنما
لديه اتحاد الجنس أعظم نار
على أن حد السيف أهون فيهم
من الجهل في الأحياء وقع غرار
فكم جاهل فيهم رمى العلم جهله
بما شاء من عار به وشنار
يرى النقص كل النقص تعليم جاهل
يؤهل يوماً لاكتساب فخار
يظن احتكار اعلم فيهِ بزعمهِ
يدر عليه الرزق در عشار
فآلى يميناً أن يحارب نهضة
إلى العلم سدت عنهُ باب يسار
فناهض في أوطانه كل ناهض
وشن على الأفكار أي غوار
وفي الناس أدواء كرهن دواءها
فمالت إلى تغرير كل مماري
وما هم وإن عاشوا وشادوا مساكناً
سوى جثث موتى مشت بقفار
أرى الحي في حال لها كل هذه
ينام بمهد الجهل غير غرار
فقد أقفر النادي وأقوت ربوعه
وعادت هضاب المجد فيهِ صحاري
فمرت لياليهِ كأن نحومها
بكت بدموع في سماه غزار
عجبت لها مبيضة في سواده
وكم لحقت للجار صبغة عار
فت أراعيها وأشكو لها الجوى
دجى الليل حتى ودعت لسفار
ألا ما لهذا النجم قد مل موقفي
طويلاً فألوى سربه لنفار
هل الفجر عاداني فقصر ليلتي
وجار فأعطى فضلها لنهاري
فخضب مصقول الشبا من أديمها
نجيعاً كما عصفرت شق ازار
فما ذر قرن الشمس حتى عاورت
دواعي هموم في القؤاد كثار
تخادعني عيني وسمعي بان أرى
مظاهر نسك كلهن فجار
توهمت ستر الليل بيني وبينها
فكشف ضوء الصبح كل عوار
أرى بشراً تسعى طوالا جسومهم
ذوي همم دون العلاء قصار
تراهم وإن كانوا كباراً بنخوة
لهم أنفس بالجهل جد صغار
وأعظم داء الحر في العيش أنه
يرى الأمر لا يرضى فيه فيداري
لعمرو أبي الأيام رنقن مشربي
وأكثرن في طرق الحياة عثاري
لقد أفردتني في الحياة كأنما
لسكان هذي الأرض غير نجاري
إذا ما بكى شعري سقتني دموعهُ
علي من السلوان كأس عقار
وإن جل ما بي أن ينهنه بالكبا
شدا باسماً في الطرس شدو هزار
لحا الله دهراً أوردتني بحكمهِ
على دفر بالعيش أم دفار
يريد بأمثالي هواناً وإنه
لأظلم حكماً من مهين عرار
خطوب أطافت بي كأني بها على
شفا جرف مما أحاذر هار
فطال بها ليلي علي كأنما
تمطي بصلب جوزه وفقار
ولما لبست الصبح أوقد ضوؤه
شهاب جوي بين الأضالع واري
على أن ذا ما هد ركن تجلدي
ولا خف يوماُ منهُ طود وقاري
حمزة قفطان
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/09/25 01:20:53 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com