مَضَى شِراعاً وَأغْرَى صَوتُهُ الألما
|
وَاسْتَنْطَقَ الغَيْمَ في أشعارِهِ كَلِمِا
|
مَضَى نَشِيْداً فَمُ الأجْيَالِ يَغْزلُهُ
|
صُبْحاً يُكَرْكِرُ في أحلامِهم نَغَما
|
مَضَى خُطاهُ تَجُرُّ الأرضَ هَيْبتُها
|
فَكُلُّ صَرْخَةِ حَرْفٍ أيقَظَتْ أُمَما
|
الصَّادِحُ.. الدَّمْعُ في أحداقِ وَحْشَتِهِ
|
وَظِلّهُ الصَّبرُ في أردانِهِ الْتَثَمَا
|
قَدْ كَانَ سَيْفاً دُوَيْلاتٌ قَواضِبُهُ
|
تَحَشَّدَ الدُّرُّ في أسْرارِهِ هَرَمَا
|
كَمْ عَظّمَ الحَرْفَ مِن إبداعِهِ العُظَمَا
|
وَأكْرَمَ الشِّعْرَ مِنْ شَلاّلِهِ الكُرَما
|
وَفَاقَ دِفْءَ الشُّمُوسِ السُّمْرِ مَرجلُهُ
|
فَنَامَتِ الشَّمسُ في أحداقِهِ حُلُما
|
أنْتَ المَنَازلُ دَمْعُ الشوقِ حُرْقَتُهُ
|
أمّا القُلُوبُ حَيَارَى تَشْتَهِيْكَ ظَمَا
|
جَناحُكَ الأفْقُ وَالذِّكْرَى مُرَفْرِفَةٌ
|
نُجُومُها في فَضاءٍ لَوّنتْهُ دِمَا
|
حِكَايَةٌ تَسْتَفِزُّ الدَّرْبَ وَالقدَما
|
وَمِحْنَةٌ تَسْتَغِيْثُ الأهلَ وَالرَّحِما
|
وَصَوْلةٌ في لَهِيْبِ الموْتِ لاهِثَةٌ
|
سَنَاكَ يَنْثُرُ من أعطافِها الحِمَما
|
لَبَسْتَ حُزْنَكَ تِيْجاناً مُهَشَّمةً
|
وَهَا لَبسْتُكَ تاجَاً أرّقَ الزُعما
|
وَهَا شَتَلْتُكَ وَسْطَ القَلْبِ أدْعِيَةً
|
مُتَمْتماتٍ بِصَدرٍ يَنْتَضِي سَأَمَا
|
فَغَارتِ الرِّيحُ مِلءَ الأُفْقِ ناشِرَةً
|
رُسُومَنَا وَاسْتَظلّتْ نارُها اللُّجُما
|
إنّا فَقَدْناكَ أشْواقاً مُسَافِرَةً
|
وَلَهْفَةً أرجَعَتْ فِي جُوعِنا النَّهَما
|
عَلَى نَشيدِكَ قَامَ المجدُ وَانْتَظَمَا
|
وَفِي حُرُوفِكَ غارَ الجُرْحُ وَالْتَأما
|
قَصيْدةٌ ثَغْرُها الدُّنْيا تُرَدّدُها
|
وَدَمْعَةٌ تُمْطِرُ الأحداقَ وَالدّيما
|
وَشَمْعَةٌ غِبطَةُ الأقمارِ تَغْمُرُها
|
صَمْتاً يُشَرِّعُ من أنْوارِها القِيَمَا
|
خَيالُكَ الليْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُهُ
|
وَعَزْمُكَ السّيلُ هَطّالٌ إذا احْتَدَما
|
إنّي شَكَوتُ وَمَوجُ الزّيْفِ مُرتَطِمٌ
|
كَمَا شَكَوتُ وَسَيفُ الشِّعرِ قدْ ثُلِما
|
وَجِئْتُ أُرْجفُ في عَينَيكَ أسئِلَتي
|
وَأُحْصِيَ العُشَّ كَمْ عُصْفُوْرَةٍ رَجَما
|
فَمَا رَأيْتُ سِوى صَحْراءِ قَافِيَةٍ
|
وَدَمْعَ أهلٍ على خَدّ الظَّلامِ هَمَى
|
هَذا عِراقُكَ مَذْبُوحٌ بِخَيْبَتِهِ
|
وَجَيْشُ كَافُورَ في الأحرارِ قَدْ حَكَما
|
لا سَيْفَ دَولَةَ في بَغدادَ يَنْصرُها
|
وَلا فُتُوحاتِ عِزٍّ رَفْرَفَتْ عَلَما
|
وَحَيْثُ نَنْظُرُ قَتْلى في مَرابعِهِ
|
وَحَيْثُ يَكبُرُ طِفلٌ بِالدِّما فُطِما
|
يَا سَيّدي، يا حُرُوْفَ الشَّمسِ، يَرسمُها
|
جَنَاحُ فِكْرِكَ يَطوي في الضُّلوعِ سَمَا
|
وَيَا حَمَامَاً تَلوَّتْ فِيْهِ حَسْرتُهُ
|
قَدْ أودَعَتْنَا الرَّزايا غُرْبةً وعَمى
|
لَقَدْ عَمِيْنَا وَلَسْنا نَأْلفُ الظُّلَما
|
وَقَدْ صَمَمْنا وَلَسْنا نَألَفُ الصَّمما
|
أعِرْ صَداكَ إلى شِعْرِي لِيَمْنَحَنِي
|
جِيْلاً مِنَ الزَّهوِ في خُطْواتِكَ ارْتَسَما
|
أعِرْ صَداكَ حُرُوفي كَيْ تُبَارِكَني
|
عَلَّي أُهشِّمُ لَو بَارَكْتَنِي الصَّنَما
|
قَالُوا تَوارَيْتَ في أصواتِنا قِممَاً
|
وَأنْتَ ضَوءُ قَصِيدٍ ذَهَّبَ القِمَما
|
نبَضْتُ شِعْراً مَتاهَاتٌ نَوافِذُهُ
|
شِغَافُهُ الحرفُ، مغزولاً بكَ اخْتَصَما
|
أبا مُحَسَّدَ قَدْ أَسْرَجْتُ أخْيِلَتِي
|
خَيلاً تُطَارِدُ مِن أصْدائِكَ الحِكَما
|