عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > خليل بن جبرائيل الخوري > قُم لا تَقَع خَلِّ عَنكَ اليَأس كُن رَجُلا

سورية

مشاهدة
839

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قُم لا تَقَع خَلِّ عَنكَ اليَأس كُن رَجُلا

قُم لا تَقَع خَلِّ عَنكَ اليَأس كُن رَجُلا
وَأَيقظ فُؤادكَ وَأَكفُف مَدمَعاً هَملا
وَأَمسك جِراحَك لا تَهوي عَلى خَطَرٍ
فَكُلُ جَرحٍ إِذا داوَيتَهُ اِندَملا
دَع لَطم خَديكَ إِنَّ اللَطمَ يوجعها
سُدىً كَمَن يَندُبُ الأَحجار وَالطَلا
وَأَرفق بِذاتَكَ قَد أَوشَكتَ تَعدمها
قَلبي عَليكَ اِكتَوى وَالجسمُ قَد نحلا
وَأَنتَ قَلبكَ لَم يُشفق عَلَيكَ وَلَم
أَعهدهُ يَقسي إِذا ما حادِثٌ نَزَلا
أَو أَنتَ في الحُزن لَم تشفق عَلَيهِ لِذا
قَد ضَلَّ في ظُلماتِ الياسِ مُشتَعِلا
قَلبٌ بِهِ لِيَ قسمٌ لَستُ أَترُكَهُ
فَأَنتَ خَصمي إِذا أَورَثتَهُ العِلَلا
لا بدع إِن ذابَ وَيَحي وَهُوَ مُتَقِدٌ
عَلى أَخٍ لَكَ لَا تَلقى لَهُ بَدَلا
ناداكَ لَما دَعاهُ صَوتُ خالِقِهِ
يَبغي وَداعكَ حالَ البُعدِ مُرتَحِلا
فَاِعتاضَ باسمكَ زاداً وَهُوَ يَرسُمُهُ
ذِكراً عَلى شَفَتَيهِ حينَما اِنتَقَلا
فَكانَ لإِسمكَ حَظٌّ أَنتَ تَحسدُهُ
لِأَنَّهُ قَد جَنى مِن لَمسِهِ القُبُلا
وَكُنتَ بِالروحِ تَسخى قَبل مَصرَعِهِ
لِكَي تَراهُ وَلَكنَّ القَضا بَخلا
إِن كُنتَ في غُربَةٍ تَشقى فَكُن أَبَداً
بِالحلم فيها غَريباً يُذهِلُ العُقلا
مالي أَراكَ ضَعيف القَلب منسحقاً
وَطالَما كُنتَ تَنفي الحادِثَ الجَلَلا
تَبكي فَتىً في رَبيع العُمر مُنصَرِعاً
كَالغُصنِ منقَصِفاً في الرَوض قَد ذَبلا
تَبكي أَخاكَ سَليمَ المَوتِ يَلسَعَهُ
لا تَبكِ فَهُوَ سَليمٌ لِلجِنانِ عَلا
تَبكي عَلى عَضدٍ قَد بَتَّ تَندبهُ
تَبكي لِحادِثِ فَقدٍ خَيَّبَ الأَمَلا
وَالدَهرُ يَفتك بِالآمال مُشتَغِلاً
بِهَدم أَبراجِها لا يَعرِفُ المَلَلا
هاجَتكَ يا صاحِ في الأَوطانِ نادِبَةٌ
ثَكلي تَنوحُ عَلى نجمٍ لَها أَفلا
أُمٌّ تُناديكَ عَن بُعدٍ لِسَلوَتِها
وَمِن دَعاكَ لِكَشفِ الضَيم ما اِنخَذَلا
فَقُمتَ في مَصر تَهدي الشامَ عَن حَرَقٍ
مِن النواحِ حَنيناً يُقلِقُ الحللا
تَسعى إِلى النيلِ ظَمأَناً فَتَحسَبَهُ
نَهراً مِن النارِ لا تَلقى بِهِ بَلَلا
قَد هاجَمَتكَ خُطوبٌ لَستَ تَعرِفُها
فَاِعرف مِن الحَزم ما تَغدو بِهِ مَثَلا
آهاً فَذي المَرة الأُولى الَّتي سَكَبَت
عَلَيكَ في حَربِها هَولاً فَكُن بَطَلا
وَيَحي عَلَيكَ أَضَعتَ الرُشدَ مُنسَلِباً
سَكران لا بِالطَلا حَيران مُنذَهِلا
تَظن إِن وجود الناس منكبةً
لَهُم وَإِن نِظام الكَون ما اِكتَمَلا
ماذا السوادُ وَما ذا الثَوبُ تَلبَسَهُ
كُلُّ امرءٍ في ظَلامِ البينِ قَد رَفَلا
إِن كُنتَ تَبغي أَكدادَ النَفسِ في نَظَرٍ
فَاِنظُر إِلى الدَهر دَوماً تَلتَقي الوَجلا
إِمِلتَ إِذنكَ عَن صَوتِ الخَليلِ وَقَد
رامَ اِنتِباهُكَ حَتّى اِلتاعَ وَاِشتَعَلا
وَفَوقَ صَدرِكَ يا اِسكَندَراِنتَقَشَت
حَقايقٌ تَركَها يَستَوجِبُ الخَجَلا
لَئِن فَقَدتَ أَخاكَ اليَومَ وَا أَسَفاً
فَاِخضَع إِلى الحاكم الجَبار مُبتَهِلا
وَالحُزنُ ضَيفٌ ثَقيلٌ إِن عِشتَ بِهِ
وَإِن تَبَسَّمتَ حلاً هَبَّ وَاِنتَقَلا
كَثيفُ طَبعٍ فَلا يَهوى اللَطيف لِذا
إِذا رَأى وَجه أُنسٍ باسِماً رَحَلا
وَالصَبرُ يَلفى لِجَرح القَلب خَيرَ شِفا
فَكُلَمّا مَرَّ في طَيِّ القُلوبِ حَلا
وَالكُلُّ في الأَرضِ إِخوانٌ يُفَرِقُهُم
داعي المَنون وَلا مِن يَدفَع الأَجَلا
خليل بن جبرائيل الخوري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2013/10/05 12:28:20 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com