قُم لا تَقَع خَلِّ عَنكَ اليَأس كُن رَجُلا | |
|
| وَأَيقظ فُؤادكَ وَأَكفُف مَدمَعاً هَملا |
|
وَأَمسك جِراحَك لا تَهوي عَلى خَطَرٍ | |
|
| فَكُلُ جَرحٍ إِذا داوَيتَهُ اِندَملا |
|
دَع لَطم خَديكَ إِنَّ اللَطمَ يوجعها | |
|
| سُدىً كَمَن يَندُبُ الأَحجار وَالطَلا |
|
وَأَرفق بِذاتَكَ قَد أَوشَكتَ تَعدمها | |
|
| قَلبي عَليكَ اِكتَوى وَالجسمُ قَد نحلا |
|
وَأَنتَ قَلبكَ لَم يُشفق عَلَيكَ وَلَم | |
|
| أَعهدهُ يَقسي إِذا ما حادِثٌ نَزَلا |
|
أَو أَنتَ في الحُزن لَم تشفق عَلَيهِ لِذا | |
|
| قَد ضَلَّ في ظُلماتِ الياسِ مُشتَعِلا |
|
قَلبٌ بِهِ لِيَ قسمٌ لَستُ أَترُكَهُ | |
|
| فَأَنتَ خَصمي إِذا أَورَثتَهُ العِلَلا |
|
لا بدع إِن ذابَ وَيَحي وَهُوَ مُتَقِدٌ | |
|
| عَلى أَخٍ لَكَ لَا تَلقى لَهُ بَدَلا |
|
ناداكَ لَما دَعاهُ صَوتُ خالِقِهِ | |
|
| يَبغي وَداعكَ حالَ البُعدِ مُرتَحِلا |
|
فَاِعتاضَ باسمكَ زاداً وَهُوَ يَرسُمُهُ | |
|
| ذِكراً عَلى شَفَتَيهِ حينَما اِنتَقَلا |
|
فَكانَ لإِسمكَ حَظٌّ أَنتَ تَحسدُهُ | |
|
| لِأَنَّهُ قَد جَنى مِن لَمسِهِ القُبُلا |
|
وَكُنتَ بِالروحِ تَسخى قَبل مَصرَعِهِ | |
|
| لِكَي تَراهُ وَلَكنَّ القَضا بَخلا |
|
إِن كُنتَ في غُربَةٍ تَشقى فَكُن أَبَداً | |
|
| بِالحلم فيها غَريباً يُذهِلُ العُقلا |
|
مالي أَراكَ ضَعيف القَلب منسحقاً | |
|
| وَطالَما كُنتَ تَنفي الحادِثَ الجَلَلا |
|
تَبكي فَتىً في رَبيع العُمر مُنصَرِعاً | |
|
| كَالغُصنِ منقَصِفاً في الرَوض قَد ذَبلا |
|
تَبكي أَخاكَ سَليمَ المَوتِ يَلسَعَهُ | |
|
| لا تَبكِ فَهُوَ سَليمٌ لِلجِنانِ عَلا |
|
تَبكي عَلى عَضدٍ قَد بَتَّ تَندبهُ | |
|
| تَبكي لِحادِثِ فَقدٍ خَيَّبَ الأَمَلا |
|
وَالدَهرُ يَفتك بِالآمال مُشتَغِلاً | |
|
| بِهَدم أَبراجِها لا يَعرِفُ المَلَلا |
|
هاجَتكَ يا صاحِ في الأَوطانِ نادِبَةٌ | |
|
| ثَكلي تَنوحُ عَلى نجمٍ لَها أَفلا |
|
أُمٌّ تُناديكَ عَن بُعدٍ لِسَلوَتِها | |
|
| وَمِن دَعاكَ لِكَشفِ الضَيم ما اِنخَذَلا |
|
فَقُمتَ في مَصر تَهدي الشامَ عَن حَرَقٍ | |
|
| مِن النواحِ حَنيناً يُقلِقُ الحللا |
|
تَسعى إِلى النيلِ ظَمأَناً فَتَحسَبَهُ | |
|
| نَهراً مِن النارِ لا تَلقى بِهِ بَلَلا |
|
قَد هاجَمَتكَ خُطوبٌ لَستَ تَعرِفُها | |
|
| فَاِعرف مِن الحَزم ما تَغدو بِهِ مَثَلا |
|
آهاً فَذي المَرة الأُولى الَّتي سَكَبَت | |
|
| عَلَيكَ في حَربِها هَولاً فَكُن بَطَلا |
|
وَيَحي عَلَيكَ أَضَعتَ الرُشدَ مُنسَلِباً | |
|
| سَكران لا بِالطَلا حَيران مُنذَهِلا |
|
تَظن إِن وجود الناس منكبةً | |
|
| لَهُم وَإِن نِظام الكَون ما اِكتَمَلا |
|
ماذا السوادُ وَما ذا الثَوبُ تَلبَسَهُ | |
|
| كُلُّ امرءٍ في ظَلامِ البينِ قَد رَفَلا |
|
إِن كُنتَ تَبغي أَكدادَ النَفسِ في نَظَرٍ | |
|
| فَاِنظُر إِلى الدَهر دَوماً تَلتَقي الوَجلا |
|
إِمِلتَ إِذنكَ عَن صَوتِ الخَليلِ وَقَد | |
|
| رامَ اِنتِباهُكَ حَتّى اِلتاعَ وَاِشتَعَلا |
|
وَفَوقَ صَدرِكَ يا اِسكَندَراِنتَقَشَت | |
|
| حَقايقٌ تَركَها يَستَوجِبُ الخَجَلا |
|
لَئِن فَقَدتَ أَخاكَ اليَومَ وَا أَسَفاً | |
|
| فَاِخضَع إِلى الحاكم الجَبار مُبتَهِلا |
|
وَالحُزنُ ضَيفٌ ثَقيلٌ إِن عِشتَ بِهِ | |
|
| وَإِن تَبَسَّمتَ حلاً هَبَّ وَاِنتَقَلا |
|
كَثيفُ طَبعٍ فَلا يَهوى اللَطيف لِذا | |
|
| إِذا رَأى وَجه أُنسٍ باسِماً رَحَلا |
|
وَالصَبرُ يَلفى لِجَرح القَلب خَيرَ شِفا | |
|
| فَكُلَمّا مَرَّ في طَيِّ القُلوبِ حَلا |
|
وَالكُلُّ في الأَرضِ إِخوانٌ يُفَرِقُهُم | |
|
| داعي المَنون وَلا مِن يَدفَع الأَجَلا |
|