ضَعي اللِثام اُسبلي الأزار وَاستَتِري | |
|
| وَحجبي مُدهِشات السَمعِ وَالبَصَرِ |
|
إِن تَحجِبي الوَجه لَم تَحجب أَشعَّتُهُ | |
|
| وَالعَينُ تَعرف حَسَن العَين بِالأَثَرِ |
|
هَيا أَشرِدي وَأِهرُبي مني عَلى عَجَلٍ | |
|
| وَإِلَهي أذانكِ عَن ذِكري وَعَن خَبَري |
|
غِضي لَحاظَكِ عَني وَاِعرِضي أَنفاً | |
|
| مني وَلا تَرحَمي دَمعي وَلا سَهَري |
|
لا تَسأَلي عَن رَشادي وَهُوُ مُنسَلِبٌ | |
|
| وَلا تَفكي قِيادي مِن عَنا الأَسرِ |
|
وَأَنسي وَدِادي وَلا تَرثي لمسكنَتي | |
|
| وَلا تُبالي بِتَعذيبي وَلا سَهَري |
|
وَمَزِقي أَن تَشي قَلبي فَلا أَسَفاً | |
|
| عَلَيهِ يا مَنيَتي يا مُنتَهى وَطَري |
|
وَكَيفَ كُنتِ فَإِني ثابِتٌ أَبَداً | |
|
| عَلى غَرامَكِ لا أَلوي عَلى بَشَرِ |
|
أَقفوكِ في القفر في الوديان مُنسَلِباً | |
|
| في البر في البَحر في الأَسفار في الحَضَرِ |
|
أَسري وَلَو كُنتُ مَحمولاً عَلى لَحجٍ | |
|
| أَغدو وَلو كُنتُ مَقذوفاً إِلى شَرَرِ |
|
حَتّى تَضجّ أَقاصي الأَرض مُعلنَةً | |
|
| وَجدي التياعي وَجودي في يَدِ الخَطَرِ |
|
وَيَصبح الكَون يَروي مِن غَرائِبِهِ | |
|
| حَديث حُبك بِالأَسفار وَالسَيرِ |
|
فَتَعلَمينَ بِأَني عاشِقٌ وَلِهٌ | |
|
| يَحقُّ لي بَعد جَدي في الهَوى ظَفري |
|
وَعِندَ ذَلِكَ لا يَعفيكِ سَيدَتي | |
|
| حُب السِيادة مِن أَن تَقتَفي أَثَري |
|
مالِلمَليحَة مِن حال الثَباتِ سَوى | |
|
| ما لِلسَفينة في الأَهواءِ وَالغَمرِ |
|
فَسَوف يَمضي قُطوب الوَجه مُنجَلِياً | |
|
| وَسَوفَ يُسفِر هَذا اللَيل عَن سحرِ |
|
وَتَعرِفينَ بِأَني في الهَوى بَطَلٌ | |
|
| أَكاد أَخطف نَصري مِن يَد القَدَرِ |
|
وَإِنَّ حُبي حُبٌّ لا شَبيهَ لَهُ | |
|
| إِلا العِبادَة عِندَ الخالِص الطَهرِ |
|
أَنا الَّذي شَهِدتُ أَهلَ الغَرامِ لَهُ | |
|
| بِأَنَّهُ أَوحَد العُشاق في العَصُرِ |
|
وَقائِعي في مَيادين الهَوى اِشتَهَرت | |
|
| مثل اللَهيب بِجنحِ اللَيل لِلنَظَرِ |
|
أَغشى وَغى الحُب لا أَخشى طَوارِقُهُ | |
|
| أَواه لَو كُنت فيهِ غَير مُنكَسِرِ |
|
يا أَيُّها الفتئة العُشاق ما لَكُمُ | |
|
| طَيشاً تَداوَلتُم ما بَينَكُم سيري |
|
جَهلاً قَصَدتُم لَحاقي وَهُوَ يَعجزكم | |
|
| هَذا غُباري رِفاقي فَأَلحَقوا أَثَري |
|
قِفوا قِفوا لَستُم مِمَن يَحمّلهُ | |
|
| فَرط الغَرام عَلى الإِفراط بِالخَطَرِ |
|
بَحرٌ عَميقٌ غَرقتم فيهِ وَيلَكُم | |
|
| قَبلَ النُزول إِلى شاطيهِ بِالسَفَرِ |
|
فنُّ الغَرام طَويلٌ لَيسَ يتقنهُ | |
|
| إِلا المجرد لِلتَعذيب وَالسَهَرِ |
|
ما بِالزُهور وَتَصفيف الشُعور لَدى | |
|
| تِلكَ القُصور اِجتِذابُ الحور لِلوَطَرِ |
|
بَل بِالشَقاق وَاقتِحام المَوت قَد طَلَبت | |
|
| كَراهَةَ الروح حَتماً رَغبة الصورِ |
|
ما بِالتَخطُرِ في الأَرجاءِ مِن شُركٍ | |
|
| يُقيّد الظَبي لِلصَياد وَالوَتَرِ |
|
ما أَنتُم غَيرَ عُشاق الهَواءِ سُدىً | |
|
| ما لِلهَوى فيكُمُ يا قَوم مِن أَثَرِ |
|
فَاحدقوا بي إِذا شئتُم لاذهلكم | |
|
| بِشَرح حال غَرامي وَاِسمَعوا سمري |
|
عَشِقتُ وَالعِشقُ داءٌ لا دَواءَ لَهُ | |
|
| إِلا التَصَبُر وَيَحي ضاعَ مُصطَبِري |
|
رَضعتهُ بِالعَنا طفلاً فَلا عَجَباً | |
|
| إِن شبتُ مِنهُ وَلَم أَبلغ إِلى كُبرى |
|
هُوَ العَدو الَّذي نَهوى وَكَم فَتَكت | |
|
| بِمَن أَحِبَّ يَداهُ غَير مُعتَذِرِ |
|
يُهاجم الكَون لا سُوراً يُمانِعهُ | |
|
| إِلا التَحَصُنُ في الأَجداثِ وَالحُفَرِ |
|
أَضحت لَدَيهِ عِباد اللَهِ مَلعَبَةً | |
|
| دَوماً تَقلب بَينَ الصَفوِ وَالكَدَرِ |
|
يَوماً يَطيرُ بِنا نَحوَ السَماء عَلى | |
|
| وَهمٍ وَيَوماً بِنا يَهوي إِلى صَقرِ |
|
مُهَندِسٌ قامَ مَجنوناً عَلى عَجَلٍ | |
|
| يَبني وَيَهدم بَينَ اللَيل وَالسحرِ |
|
يَفوتُ مِنهُ الَّذي قَد كانَ مُنتَظِراً | |
|
| يَوماً ويَأتي بِشَيءٍ غَير مُنتَظرِ |
|
غَرَستُ في رَوضِهِ الآمال مُبتَهِجاً | |
|
| فَضاعَ عُمري وَلَم أَحصَل عَلى الثَمَرِ |
|
أَذابَني كَلفاً في حُبِ غانِيَةٍ | |
|
| هَتَفَت لَما بَدَت ما ذاكَ مِن بَشَرِ |
|
مشن عالم الغَيب قَد جاءَت مَحجَّبةً | |
|
| لا بِالضَبابَةِ بَل بِالنور وَالشَرَرِ |
|
مِن المَلائك لَكن لا جَناحَ لَها | |
|
| غَير الغَلائِلِ وَالأَثوابِ وَالحبرِ |
|
لَم أَنسَ يَومَ اِلتَقَينا في مَرابِعِها | |
|
| وَالقَلبُ يَرقُص بَينَ العودِ وَالوَتَرِ |
|
وَضَمنا شَملَنا تَحتَ السَماءِ عَلى | |
|
| رَوض المَسَرة بَينَ الزَهر وَالشَجَرِ |
|
في مَجلس جَمع الغاداتِ خاضِعَةً | |
|
| لَحُسنِها وَهُوَ يَجلو رايَة الظفرِ |
|
فَكدتُ لَو لَو تَثر نَكباءُ عاصِفَةٍ | |
|
| مِنها أَنالُ عَلى رَغم العِدا وَطَري |
|
يَومٌ بِهِ دارَتِ الأَقداحُ لاعِبَةً | |
|
| فَوقَ الصَبابَة بِالأَرواح وَالصُوَرِ |
|
لَكِنَّها نَفرت مني وَقَد نَظَرت | |
|
| سكري وَما قَبلت عُذري وَكُنتُ بري |
|
راحَت عَلى الراح غَضَبي حَيث شَبهَّهُ | |
|
| نَديمُها بِلماها المُنعِشِ العَطِرِ |
|
داسَت بِأَقدامِها كاساتِهِ حَنقاً | |
|
| كَالبَدر داسَ جَبين الأَنجُمِ الزُهرِ |
|
فَخِلتُ شَمس الضُحى بِالنجم قَد عثرت | |
|
| حَتّى ظَنَنتُ نِظامَ الكَونِ في خَطَرِ |
|
وَاِستَنهَضَت كَغَزال القَفر شارِدَةً | |
|
| عَني وَقَد أَنكَرتَ نَحوَ السِوى نَظَري |
|
وَهَبَّت الغيرة العَمياء في كَبدٍ | |
|
| مِن الحَديد عَلى قَلبٍ مِن الحَجَرِ |
|
وَفارَقَتني صَريعاً في مَحبتها | |
|
| أَبكي وَأَشكو وَأمري غَير مُستترِ |
|