عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > خليل شيبوب > تبدَّد الليلُ مضمحلا

سورية

مشاهدة
703

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تبدَّد الليلُ مضمحلا

تبدَّد الليلُ مضمحلا
إذ أَفَلَت أنجمُ العلأ
وأقبل الفجر مستهلا
يضاحكُ الأرضَ والسمأ
أطلَّ في الشرق زاهراً
تصبغه حمرةُ الشفق
يخترق الغيم باهرا
بنوره عندما ائتلق
ويرسل النورَ زائرا
يُنبِّهُ الطيرَ في الورق
كأنما الكونُ إذا تجلى
وامتزج الليلُ بالضياء
بقيَّةُ البؤس حين ولّى
في مطلع السعدِ والهناء
وأقبلت ربةُ النهار
في موكبِ النور رافعه
الويةَ النصر والفخار
ورديَّة اللون ساطعه
كأنها والنسيمُ ساري
في الروض يغدو الشذا معه
تاجُ عقيقٍ به تحلى
وزاد حسناً هذا الفضاء
أو مَلكُ عزٍّ وافى محلّا
يغمره الشرقُ بالبهاء
فقمتُ أمشي إلى الحقول
أشاهدُ الشمسَ مشرقه
والنورُ من وجهها الجميل
يسكب في قلبي المِقَه
في مسرحٍ بالضحى حفيل
حيث الرياض المنمقه
إن شئت ورداً أو شئت فلا
وكلها نابتُ الخلاء
تقلَّد رونقاً وطلّا
وابتسمت بسمة الحياء
واستعرض العشبُ فرشه
خضراء مثل الزمرد
إذ نشر الطيرُ ريشه
ملتمعاً فوقها ندي
وبارح الفرخُ عشه
في ملع الجِدِّ والدد
على الربى طائراً تعلّى
مستشرقاً هابط الجِواء
يسبح اللَه مستقلّا
لواحفيه ملكُ الهواء
جئت إلى النهر قاصداً
جمامَ نفسي على حصاه
مسرَّحَ الفكرِ ناشداً
من العلا راحة الحياه
انظر حولي إلى مدى
والشجرُ الخافرُ المياه
يرسم فوق المياه ظلّا
مضطرباً عابس الوراء
قلت لنفسي يا نفس مهلاً
لا ينفع الهمُّ والعناء
فكل هذي الحصى نجومُ
على الرمال استقرَّتِ
والمرجُ وجه السما الوسيمُ
ولانهرُ نهرُ المجرَّةِ
والنبت زاهٍ به عميم
يبعث روحَ المسرَّةِ
والزهرُ فيه يشبه طفلا
ضجيج مهدٍ رحبٍ رخاء
إذا يهب النسيم سهلا
يلعب فيه كما يشاء
الماءُ والنورُ والعبير
والرملُ والنبتُ والحصى
والنسمات التي تسير
والظلُّ إمّا تقلصا
رمزٌ لكنٍ به السرور
على المدى قد تخصصا
وجاءَ هذا عنه مُقِلّا
بكل ما فيه من عَداء
يقتصُّ فيه الإلهُ عدلا
ممن بغى فيه أو أَساء
الكل في الكون لازم
حتى جماد بغير حس
والحيوان المسالم
يسرح في مأمن وأنس
له الفضا والنواسم
وظلُّ دوحٍ ونورُ شمس
واتَّخذ اللَه فيه كِفلا
لما يوافيه من غذاء
يُنتج ولداً له وأهلا
ويُكثِر الخصبَ والنماء
كذاك كل العناصر
تنضمُّ حتى تُوَحَّدا
أواصرٌ في أواصر
أوائل لن تعددا
موصولةٌ بالأواخر
وهي بناءٌ تفردا
لمن بناه فهو مصلّى
يُعبدُ فيه سرُّ البقاء
واللَه فيه عز وجلّا
يدبِّرُ الكلَّ بالسواء
خليل شيبوب
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2013/10/06 02:53:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com