معيني عَلى نَفسٍ شتيتٌ جميعُها |
(للمياء) من دون الأنام نزوعُها |
وَطيفٌ لها وَهْناً أطافَ بمضجعي |
فأَوهمني حيناً بأني ضجيعها |
كما ارتدَّ طرفٌ ثم أعقب رعشةً |
وَقد شخصتْ عيني وَذيد هجوعها |
فما ذات طوقٍ بان عنها أَليفُها |
وما مطفلٌ قد ضلَّ منها رضيعها |
بأَكثر مني لوعة وتقطعاً |
لزائرةٍ ولَّتْ وعَزَّ رجوعها |
عهودٌ لمن تامَتْ فؤادي وذمةٌ |
وإنْ قَدَمَتْ أيامُها لا أَضيعها |
رعى الله يومَ (النيربَين) وَليلة |
سعدتُ بها حتى تولّى هزيعها |
إذا أنا من (لمياءَ) بالموقف الذي |
يطأطئُ هامَ العزِّ فيه رفيعها |
تلفتُّ في نصٍ مخافةَ كاشح |
إذا استرقَ الأَسرار فهو مذيعها |
كطائرةٍ قد أُفلتتْ من حبالةٍ |
فما سمعته أَو رأَته يروعها |
فما زلتُ أَنفي الخوفَ حتى رأيتها |
وقد سكنتْ بالاً وأفرخ روعها |
يدٌ بيدِ نيطتْ وخدٌّ لمثلهِ |
أُضيفَ وأَجفان تفيض دموعها |
إذا ما شكوتُ الحبَّ أَمررت كَفَّها |
عَلى كبدٍ ما يندملن صدوعها |
كما كنت لا أَرضى ببذلِ ليانها |
حذاراً وبقيا أَنْ يراضَ منيعها |
ولو كنتُ أدري بالذي هو كائنٌ |
لأَدرك منها ما يرجّى تبيعها |
هممتُ ولم أُقدم ولو كنتُ مقدماً |
شفيتُ بها نفساً شديداً ولوعها |