كَمْ ذا أُجمجمُ داءً كاد يقتلني |
والداءُ أَقْتَلَه ما كان محتجبا |
الرزءُ أَعظمُ مِنْ صبرٍ يهوِّنه |
هيهاتَ لست تراني فيه محتسبا |
أَعالمٌ أَنتَ من أَبكي وَأَندبُه |
فإِنني أَندبُ الإِسلامَ والعربا |
يحقُّ للعينِ أَنْ تبيضَّ من حَزَنٍ |
إِذا قضتْ من لُباناتِ البكا أَربا |
بَيْنا نؤملُ من مجهودِ أُمَّتِنا |
حسنَ المصيرِ لنا إِذْ ساءَ منقلبا |
ملَّ المقام بأَرضٍ ما نزالُ بها |
نكابدُ الهونَ والأَحداثَ والنوبا |
قمْ فابغني سلَّماً أَبغى النجاةَ به |
إِلى السمواتِ أَو تحت الثرى سربا |
إِيهٍ فتى العُربِ من (قيسٍ) وَمن (يمنٍ) |
أَما نمى لَكَ عَمّا نَحْنُ فيه نَبا |
إِنّا من المضحكِ المبكي عَلَى مضضٍ |
في كل يومٍ نرى من شأْنِهِ عجبا |
بفضلِه وَبفضلِ العاملين به |
لقد جُعِلْنا مكانَ الهامةِ الذنبا |
"بني أبيº وَعساكمْ تنذرون دمي" |
إِذا أَمطتُ لكم عن أَمرِكم حجبا |
ما سَوَّلَتْ لكمُ النفسُ الخبيثةُ إِذْ؟ |
وَأدتمُ للعلى أُماً زكتْ وَأَبا |
ذوقوا وَبالَ الذي أيديكمُ كسبتْ |
كذاك كلُّ امرئٍ رَهْنٌ بما كسبا |
دَعْ عَنْكَ هذا وَخذْ فيما شَرَعْتَ به |
فربَّما قد سعى الواشي به خببا |
كم حَرَّفَ القولَ بَغْياً عن مواضِعه |
وَجَدَّ يَبْني عَلَى حَبّاه قُببا |
وَربَّ نضوِ أَسىً فاضتْ مدامعُهُ |
فاهتزَّ نبتُ الأسى في صدرِه وَربا |
قد لوَّحَ الهمُّ ضاحي وَجههِ فإِذا |
رأَيته خلته بالهمِّ منتقبا |
أَنشا يقول وَفجرُ العيدِ منتشرٌ |
قولاً يشبُّ بقلبِ الواجدِ اللهبا |
كنّا نكبّر تنويهاً بعزتِنا |
فما نقولُ؟ وَمِنّا العزُّ قد سُلبا |
قمْ فارفعِ الصوتَ بالتكبيرِ إِنَّ به |
معنى النعيِّ إِذا كبَّرتَ منتحبا |