ردّي عليَّ رقادي فهو مختلَسُ |
وَكفكفي غربَ دمعي فهو منبجسُ |
جفناكِ قد سَلَبا جفنيَّ نومَهما |
وَشاهدي فيهما ذيّالك النعس |
أَحقُّ صبٍّ بأَنْ يولى المعونةَ مَنْ |
لم يأْلُ جهداً وَلكنْ حظه تمس |
أَنّى قسوتِ وَلمْ تعطفْكِ مرحمة |
وَقد يلينُ لقولي العارمُ الشرس |
مَنْ آخذٌ بيدي مما أُكابدُه |
فإِنَّ ما بيَ قد حارَتْ به النطس |
قالوا السلوُّ: وَقدْ سيط الهوى بدمي |
وَزفرةُ الشوقِ موصولٌ بها النفس |
يا رشفةً مِنْ لمى (لمياءَ) باردةً |
كم شبَّ من ذكرِها بين الحشا قبس |
وَزفرةٍ تلو أُخرى بت أَقذِفُها |
يكاد ينشقُّ من تسعيرها الغلس |
إِنّا إِلى الله.. ما بالعيش من أَربٍ |
بل الأَمانيّ في نعمائه هوس |
ذكراكِ ما قد مضى: همٌّ، وَأنتِ عَلَى |
حالٍ: تسوءُ، وَما يأْتيك ملتبس |
لا بدَّ من وَقفةٍ أَوفي النذورَ بها |
فطالما استنجزتني الأربعُ (الدرس) |
لها عَلَى العينِ أَنْ تذري المدامعَ أَو |
يَخْضَلَّ فيها يبيسُ العشبِ واليبس |
إنْ لم أبرَّ بأَيمانٍ حلفتُ بها |
فإنني بوبالِ الحنْثِ منغمس |
وَقفتُ في الدارِ أقضي من مناسِكها |
بفيضٍ دمعٍ وَنار في الحشا تطس |
أطوفُ مستلماً أَركانها وَبها |
سحائبُ الدمعِ من عينيَّ ترتجس |
وَللأسى في الحشا نارٌ إذا اتقدتْ |
سمعت منها أَزيزاً دونه الجرس |
والليلُ يصنع من ظلمائه صوراً |
شتى لقد أنكرتها الجفنُ والأنس |
إذا رفعتُ إليها طرفَ ذي مقةٍ |
تخازرت بيَ منها أَوجهٌ عبس |
تخالها (وَهي لا تنفك ماثلةً |
في كلِّ مطرحِ طرفٍ) أنها حرس |
يا دارُ ما حال من جدَّ الرحيلُ بهم |
فحالُ من قعدوا يا دارُ منتكس |
من كلِّ أَسيان مطويِّ الضلوعِ عَلَى |
نارٍ يروح ويغدو وَهو مبتئس |
إذا تشاكوا بعادَ الأقربين كنوا |
خوفَ الوشاةِ وَإِمّا صرَّحوا همسوا |
فما لجفنيَ لا يُجري الدموعَ دماً |
والشامُ تبكي وَ (بغداد) وَ (أَندلس) |
بل ما لعينيَّ لا تبيضُّ من حزنٍ |
وَأَعينُ المجدِ والعلياءِ تنطمس |