عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد سعيد الحبوبي > أعربت لي بك ألحان الغنا

العراق

مشاهدة
4663

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أعربت لي بك ألحان الغنا

أعربت لي بك ألحان الغنا
السن البشري بنيل الأرب
وغدت تحلب لي كف المنى
بكؤوس الأنس ضرع الطرب
حيث برق السعد بالأفق بدا
وبه انهل سحاب الفرح
فكسا الروض من اليمن ردا
أخضراً وشته بيض المنح
وبه ناتج آمالي غدا
قطفه دان به لم يبرح
كلما فاح شذىً عرفنا
عرفه أفراح كل الحقب
في ليال عدن بالوقت السعيد
وبها شمل الهنا قد جمعا
فهي أيام غدت أيام عيد
ناهجاً للإنس نهجاً مهيعا
قد صفا فيهن لي عيش رغيد
مذ غدا روض الملاهي ممرعا
إذ تلا يهزج في روض العنا
بلبل الأنس بنادي الطرب
رشأ يختال في أبهى البرود
فسباني جيده لما سنح
نرجسي اللحظ وردي الخدود
يمنع الريق ويسخو بالقدح
أبيض المنظر مسود الجعود
كلما استمسك يثنيه المرح
ما حكاه كل من قد حسنا
كيف يحكى وهو بالحسن نبي
قام يجلو راحة في راحتيه
خلتها شمساً لها البدر مدير
وزهت شهب الدجى بين يديه
فترى الآفاق فيها تستنير
لاح في مرآتها من وجنتيه
إذ جلاها وهي في نشر العبير
حمرة الياقوت بل أبهى سنا
وبها شعت لئالي الحبب
أشرقت في كفه مشكاة نور
بالتهاب من حباب كالنجوم
قام فيها ناشراً من في القبور
فهي الروح أعيدت للجسوم
إنها أقوى براهين الثغور
لك فيما تدعيه وتروم
كيف أسقاها ومشروع القنا
حكمت منه بمنع الطلب
ولبيض القضب من سود المقل
برق استمطر منه العطبا
أترى إن جئت في صادي الغلل
كيف من ثغرك أسقي الضربا
وبها عنون محتوم الأجل
لم أجل لي عن شباها مهربا
آه من ذي صبوة قد فتنا
فيك لا يحظى بغير العطب
وبك أنهل دماً دمعي وقد
صبغت حمراً به مني الثياب
وبقلبي قبس الشوق وقد
فلك النور ولي منه الشهاب
يا رشيقاً قلبه للقلب قد
أفلا ترحم صباً فيك شاب
ولماذا لم أنل منك المنى
أفلا تغفر ذنب المذنب
من لصب كلما رام لماك
رغبة فيه عن الكأس الدهاق
أو بخلاً فيه قد حرمت فاك
أم دلالاً منك يا واهي النطاق
لم يزل فيك وإن قل وفاك
شغفاً مورىً بنار الاشيتاق
أنا في حبك قاسيت العنا
لم أجد غيرك في من مذهب
لم أزل أطوي الليالي في قلق
حين أبدلت عن الوصل الصدود
وأسأل الوجد دمعي في الحرق
لا هباً ينهل من فوق الخدود
يا بديع الحسن يا ساهي الحدق
أتراك اليوم موفٍ بالعهود
وترى ينتظم الشمل لنا
بعد ما ولى كعنقا مغرب
حبذا طيب وصل لا يعود
بك في مغنى الغنا آنسه
كان لي فيك به مخضر عود
والنوى ما بيننا أيبسه
أترى الدهر بما فات يجود
يأخذ اليوم ويعطي أمسه
فلقد كان به منهجنا
مهيعاً للكاعبات العرب
عربٌ تسطع ما بين السجوف
فتحاكي بسناها النيرين
ولها من فاحم الشعر صفوف
قد حكى لسعاً أفاعي الواديين
تتلوى فأرى فيها الحتوف
ترصد الصب بأعلى المنكبين
أو بها أرسلن نحوي شطنا
فمنحن الدمع من ذا الوصب
قال رائيها بأكناف المراح
كمصابيح انجلت في خندس
أصباح لاح أم بيضٌ صباح
أسفرت تجلو دياجي الغلس
بيض أوراكٍ صقيلات الصفاح
لم تزل مولعة بالميس
بدرياتٌ لها البدر عنا
وغدت تخجل زهر الشهب
نشرت أنفاسها عرف الخليط
بشذا قيصومها أو شيحها
وطوت أيدي مطاياها البسيط
تترامى في مرامي فيحها
فغدا بحر دموعي كالمحيط
حيث أشجاني صدى تطويحها
وبه أجرى دموعي سننا
من هيامي للحسان الكعب
فلها لا زلت خوار العنان
وعن الحب لها صعب القياد
ليت تجب العيس قد كان بطان
كورها لما سرت مني الفؤاد
أو فجنبي لطلاح البزل كان
مطرحاً تمرح فيه بالوهاد
أو فعيني بوأتها مسكنا
من جفاها ورفيع الطنب
لست أنفك على طول الدهور
لهجاً في ذكر أقمار حسان
سرحت عاقدة تاج الشعور
حائزات الحسن في سبق الرهان
ولوت في جيدها أطواق نور
كالتواء السعد في جيد الزمان
إذ تغنت لي في لحن الهنا
ألسن البشرى بنيل الأرب
محمد سعيد الحبوبي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/10/23 01:26:50 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com