إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كانت تنام في سريري، والصباح |
منكب كأنه وشاح |
من رأسها لردفها |
وقطرة من مطر الخريف |
ترقد في ظلال جفنها |
والنفس المستعجل الحفيف |
يشهق في حلمتها |
وقفت قربها، أحبها، أرقبها، أشمها |
النبض نبض وثني |
والروح روح صوفي، سليب البدن |
أقول، يا نفسي، رآك الله عطشى حين بل غربتك |
جائعة فقوتك |
تائهة فمد خيط نجمة يضيء لك |
يا جسمها الأبيض قل: أأنت صوت؟ |
فقد تحاورنا كثيراً في المساء |
يا جسمها الأبيض قل: أأنت خضرة منوّرة؟ |
يا كم تجولت سعيدا في حدائقك |
يا جسمها الأبيض قل: أأنت خمرة؟ |
فقد نهلت من حواف مرمرك |
سقايتي من المدام و الحباب و الزبد |
يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة |
تبارك الله الذي قد أبدعك |
وأحمد الله الذي ذات مساء |
على جفوني وضعك |
لما رأينا الشمس في مفارق الطرق |
مدت ذراعيها الجميلتين |
مدت ذراعيها المخيفتين |
ونقرت أصابع المدينة المدببه |
على زجاج عشنا، كأنها تدفعنا |
تذهب، أين؟ |
تشابكت أكفّنا، واعتنقت |
أصابع اليدين |
تعانقت شفاهنا، وافترقت |
في قبلة بليلة منهومه |
تفرقت خطواتنا، وانكفأت |
على السلالم القديمه |
ثم نزلنا للطريق واجمين |
لما دخلنا في مواكب البشر |
المسرعين الخطو نحو الخبز و المئونه |
المسرعين الخطو نحو الموت |
في جبهة الطريق، انفلتت ذراعها |
في نصفه، تباعدت، فرّقنا مستعجل يشد طفلته |
في آخر الطريق تقت ما استطعت لو رأيت |
ما لون عينيها |
وحين شارفنا ذرى الميدان غمغمت بدون صوت |
كأنها تسألني .. من أنت؟ |