عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > سعيد الكرمي > أيها السابح في بحر الكرى

فلسطين

مشاهدة
983

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أيها السابح في بحر الكرى

أيها السابح في بحر الكرى
وهو من راحته في تعبِ
ليس يدري في الحمى ما قد جرى
قم نشيطاً ممعناً في الطلب
حيث أنّ الحيّ خلاّك وراه
وهو أسرى في ذرى البر الفسيح
ليت شعري يا رفيقي مادهاه
ودعاه بين صب وطريح
فهو يسعى حول غدراك مناه
بالعنا والكل منا مستريح
ثم ها نحن نبذنا بالعرا
وحرمنا انس ذاك الموكبِ
بعد هذا هل نراه يا ترى
ونداوي ما بنا من صب
قل لمن يركب من متن الصبا
جَسرةً أدماء في اللهو جموح
يتهادى بين هاتيك الربى
مشية التيه فيغدو ويروح
ومتى ما نسّمت ريح الصبا
يذكر الألف فيبكي وينوح
ساقياً من دمعه وجه الثرى
فيروّيه بغيثٍ صيِّب
حامداً من سيره طول السرى
وهو في الحق أسير النصب
عج على أرض الحمى مستطلعاً
خبر الساكن فيه كيف صار
تجد الحيّ يباباً بلقعاً
لعبت في أهله أيدي الدمار
بعضهم مات أسى منفجعاً
من دواهي دهره والبعض سار
يختفي من خول هم قد عرا
كل حيّ من فتى أو اشيبِ
سلب مالٍ مع هرج وافترا
جعل الكون كجحرٍ خرِب
واعتبر بي أيها الشهم الأديب
وبما بي الدهر ظلماً صنعا
واستمع من قصتي الأمر العجيب
فهي من أعجب ما قد سمعا
والليالي حالها حال غريب
أبلغت في الوعظ لكن من وعى
مزَّقت كسرى وافنت قيصرا
بعد أن قد ذلّلا كل أبي
وأرتنا مثل هذا عبرا
تنجلي حتى لمن كان غبي
ذات يوم كنت في شهر الصيام
اقرأ القرآن في بيتي أمين
وإذا الشرطة وافوا باهتمام
وعليهم غضب الرب المتين
ثم قالوا أجب القائمقام
وهو فظ أعجمي لا يلين
فتوجهت وعيني للورا
بفؤادٍ ذاهلٍ مضطربِ
قائلاً يأهل ترى ماذا جرى
حيث جدوا هكذا في طلبى
وإلى عاليه في لبنان قد
ساقني الضابط قيد الإعتقال
وهناك المجلس العرفي انعقد
وأخذنا في جواب وسؤال
سألوني عن أمورٍ لم تكد
قطّ أن تخطر والله ببال
وأتى ألأَمُ من فوق الثرى
ذلك الشنطيّ بحر الكذبِ
وافترى لمّا على الله اجترا
فاتوا في حكمهم بالعجب
حكموا الحكم الذي جنكيز مع
كفره يأنف أن يُعزى اليه
ومتى ماذكرُ نيرون وقع
مَثَلاً قل رحمة الله عليه
وإلى محكمة التفتيش دع
فهي يالتحقيق لا شيء لديه
وعلى الجور وفرط الافترا
بشّر الملك بداني العطبِ
مثل هذا قد روينا سِيرا
مُلئت منها بطون الكتب
مجلسٌ جُمّع من قاسي القلوب
نابذي الدين العتاة الظّلمه
لا يقرّون بعلاّم الغيوب
لا ولا يدرون معنى المرحمه
ويرون الدين من ضمن العيوب
وعلى أهليه شنّوا ملحمه
وعليهم رَأسوا من شهرا
باسم فخر الدين مثل العقربِ
أعرجٌ نحسٌ تراه كوّرا
رأسه في المشي عند الذنب
لا أري البحث عمّن شنقوا
حين عمّوا كل حيّ بالحزن
قل لهم إن ارعدوا أو أبرقوا
أين أنتم من تصاريف الزمن
أين من ضاموا الورى بالأجترا
لاعتزازٍ بغرور المنصبِ
قلب الدهر فصاروا أثراً
بعد عين من مزيد الغضب
إنما حيّر فكري عجباً
كونهم قد جرّموا مثلي بري
والذي لفَّق عني الكذبا
صلبوه مذ رأوه مفتري
وبلهم لِم لم يخافوا العطبا
من سهام الليل وقت السحر
فدعا المظلوم ان جدّ السرى
ليس ينجي منه جد الهربِ
وترى المظلوم ان جدّ السرى
يأتِهِ المقت بادنى سبب
ظلموا والله فيما حكموا
حين القوني بسجنٍ أبدي
كذبوا والله فيم ازعموا
ليس في العالم شيءٌ سرمدي
ويلهم إذ أنهم ما علموا
أن مولاي غدا معتمدي
وهو لا يُبقي لظلمٍ مظهرا
ويفاجي أهله بالنوبِ
وترى الحال سريعا غُيّرا
من عناءٍ لصفاءٍ معجب
وتعجّب للذي قد عملوا
من فعال ذكرها يُبكي الجماد
ويلهم كم من بريء قتلوا
واستباحوا نهب أموال العباد
وعن العدل بقصدٍ عدلوا
وإذا هم كل يوم في ازدياد
جعلوا فعل الدنايا متجراً
وهو شرّ الكسب للمكتسبِ
لا يجلّون سوى من سكرا
أو اذا هامَ ببنت العنبِ
ثم ساقوني إلى الفيحا دمشق
لأقَضّي السجن في قلعتها
عندما وافيتها ذقت الأشق
رغم ما يؤثر من سمعتها
بين ناموسٍ وبرغوث وبق
سال مثل السيل في بقعتها
فتري الكل يعاني السهرا
من مساءٍ لاختفاء الشهبِ
فلو الراحة كانت تشترى
لشريناها بكل الذهب
وأهم الهم عندي أَن أرى
كاتب المحبس داود الأغر
رجلٌ جُسّم لؤماً ومرا
فلهذا كان أدهى وأمر
دأبه النصب لنهب الفقرا
فحرامٌ عدّه بين البشر
يدّعي زوراً مقام الكبرا
وهو عن كل كمالٍ اجنبي
ويرائي فإذا ما اختبرا
عاد في القبح كجلد الأجرب
قلت لما أن طما الخطب الجليل
من زمانٍ ماله قط أمان
لا تراعي منه يا بنت خليل
وطّني النفس على حكم الزمان
واعصمي نفسك بالصبر الجميل
فهو في الشدة نعم المستعان
ولنا ربٌ سما فاقتدوا
فهو كشافلإ لكل الكربِ
ويجازي دائماً من صبرا
بجزاء الصابر المحتسب
لستُ أنسى حين أولادى الصغار
مذ أحسّوا العيد منهم في اقتراب
سألوا أمَّهمُ بالانكسار
لِمَ مِن والدنا طال الغياب
فأجابتهم بأنفاس حِرار
راح يأتيكم يحلوى وثياب
حيث في العيد ترى كل الورى
بالصفا في لهوهم والطربِ
عمّ منه الأنس حتى الفقرا
فتراهم في صنوف اللعب
ثم لما أقبل العيدن ولم
يجدوني بين هاتيك الجموع
أدركوا ما لفراقي من ألم
ثم لم يستنجدوا غير الدموع
ثم قالوا حينم الأمر انفهم
يا ترى هل لأبينا من رجوع
كي نرى وجه التهاني أسفرا
لنطفَّي مابنا من لهبِ
إذ صبرنا للذي قد قدّرا
وجعلنا ذخرنا جاه النبي
صبيتي يا صاح خبِّر إنَّني
عن قريبٍ لتهنّى بالمنى
حيث لم يثنهمُ أو يثنني
عن جميل الصبر إفراط العنا
واعتصمنا بالملاذ الأمكن
جاه خير الخلق ملجا من جنى
يا هنا مَن قد غدا منتصرا
بالنبيِّ الهاشميِّ العربي
من أتاه الحق في غار حِرا
فجلا عنه ظلام الغيهب
النبيّ المصطفى نور الهدى
خيرة الله من الخلق الشفيع
شرف الكونين لما أن بدا
نوره الزاهي الذي عمّ الجميع
عمَّم الدارين منه بالندى
فأتى منه ربيعٌ في ربيع
ضمَّخ الأكوان عرفاً عطِرا
قد أتى في فعله بالعجبِ
حيث في أسرع وقتٍ قد سرى
نافذاً من مشرقٍ للمغرب
ظهرت أياته في النيّرين
بوقوف الشمس مع شق القمر
وتجلّى سرّه في العمرين
في أبي بكر المفدّى وعمر
فهما في ديننا قرة عين
رغم من عادى وولّى وكفر
فلك بالأنس زانوا منبراً
حين يتلى ذكرهم في الخطبِ
مثلما قد شرّفوا دون امترا
بقعة حلّوا بها في يثرب
فرعى الله مكاناً أطلعا
ذلك النور الذي عمّ الأَّنام
فحماه ونعم قد صنعا
فهو قد سمَّاه بالبيت الحرام
وله من كل باغٍ منعا
حينما أسكنه العرب الكرام
ولكم أولت قرى أم القرى
وهدتنا لنوال الأربِ
ورأينا أهلها أسد الشرى
عدة فينا لدفع النوب
نسل عدنان الذيي حاز العلا
وروى التمجيد عن أم وأب
ولهم سلّم بالفضل الملا
فاستحقوا بينهم أعلى الرتب
وإذا تبلو السوى تلقاه لا
فارس الخيل ولا وجه العرب
كان عز الكون سراً مضمراً
فجلوه في صميم النسبِ
فسما بالمجد لما استظهرا
بالعوالي من كريم الحسب
ورثوا من سنَّة المختار أن
يمنعوا الجار وأن يحموا النزيل
فاذا ما حادث الضرّاءِ عن
فهمُ في دفعه نعم الكفيل
وهمُ لا يتبعون الفضل مَن
وعلى مجدهم قام الدليل
همُّهم نجدة عانٍ أو قرى
شيمة نعرفها في العربِ
قد بنوا من مجدهم سامي الذرى
قمة صينت بحدّ القضيب
يا رسول الله إني استجير
بك فاشفع لي لدى المولى الرحيم
فهونعم الملتجا نعم النصير
والعظيم الكشاف الكرب العظيم
كي ينجّيني من خطبٍ خطير
جاءَني من نسل قنطورا اللئيم
لأرى في وطني مستبشرا
رغم أعدائي ومن يشمت بي
ويريني الأنس وجهاً ازهرا
طالما قد غاب خلف الحجب
فأجب يا سيد الخلق دعاي
فعليك الله اثنى بالعظم
وبعلياك لقد نُطتُ رجاي
بانفراج الهم عني والغمم
ويقيني أنني أعطى مناي
فلقد لذتُ بساحات الكرم
وأرى جيش المدى منكسرا
ذاهلاً من ويله والحربِ
حيث والى عامداً من كفرا
وتغالى في الخنا والكذب
وعليك الله صلّى كلمَّا
سجعت في أيكها ورق الحمام
أو بدا برق الحمى مبتسماً
ضاحكا لما بكى جفن الغمام
وعلى الآل مع الصحب الكرام
صلوات لهما المسك ختام
ولقد جئت بذنبي جاهراً
واقفاً وقفة ذل المذنبِ
وإليه تائباً مستغفراً
والرضا والعفو أقصى مطلبي
سعيد الكرمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/10/24 01:31:02 صباحاً
التعديل: الخميس 2013/10/24 01:33:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com