إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هذي الشُّموسُ بَدتْ في أُفقِ باريها
|
والنُّورُ يسعى على الأزمانِ طاويها
|
واسْتَبْسلَ الصُّبْحُ في الأشهادِ فَيضَتَهُ
|
يستفلقُ الفرْحَ مِنْ دمعاتِ باكيها
|
والطَّيرُ يشْربُ قطْرَ الطَّلِّ في وَلَهٍ
|
راحتْ أناشيدُها في الرُّوحِ تشجيها
|
والسَّوْسنُ الخًطلُ في وجهِ الهِضابِ زَهَتْ
|
والرِّيمُ قدْ نَبَهتْ في خُضْرِ وآديها
|
والْعُشْبُ دقَّتْ نفِيرَ الطَّلِّ فانتبهتْ
|
فيه العصافيرُ في الأعشاشِ تسقيها
|
تلكَ الفَراشُ غَدَتْ في الحقْلِ تذْرعُهُ
|
والنَحلُ قدْ طرحتْ شَهداً حواريها
|
والرَّمشُ قدْ فتشتْ والمُقلةُ ارتعَشْتْ
|
في رقصةٍ نبشتْ في الرَّوحِ ماضيها
|
ماضي الهوى وبهِ مِن ظلمِ فاتنةٍ
|
أو لحظِ فارِهةٍ تنضو مواضيها
|
فِي مَحْرَمِ الشَّعرِ قِفْ وادنُ طواعيةً
|
هذي الدُّنَى احتفَلتْ تشدو أغانيها
|
طافَ الحجيجُ بها مِن كلِّ واجهةٍ
|
والفُلكُ قدْ وصلتْ ترمي مراسيها
|
تَأتِي الحُرُوفُ لَهُ طَوعَاً بِلا رهََقٍ
|
كًالمَاءِ يشربُها قدْ راقَ مِنْ فِيها
|
واستَوطَنَ الشِّعرُ في كَفَّيْهِ مَسلكَهُ
|
فَاستَحوذَ النُّورَ فُلكَاً مِن نواصيها
|
هذي العُيونُ السِّواجِيْ في مُقَيلتِها
|
ترجُو القوافي مِلاحاً في سواجيها
|
راحتْ صبايا القُرى ترجو سحابتَهُ
|
فاستَمطَرتْ كُحُلاً يروي مآقيها
|
لَوْ رَاحَ يكْتُبُ حرْفاً في الطُّروسِ بدتْ
|
في الطُّرسِ حُوراً تسامتْ في حواشيها
|
منْ نشوةِ الحرفِ زَهْراً في أنامِلِهْ
|
لو دارَ في الطُّرسِ دارَ العِطْرُ راويها
|
والرَّندُ قدْ نشرتْ في الجوِّ هيبتَها
|
والرِّيحُ قد وقفتْ والسِّرُّ حاويها
|
دامُ الوقوفُ لهَ حُبَّاً نردِّدُهُ
|
والشِّعرُ توجَّهُ والرُّوحُ ترضيها
|
دَارُ الإِمَارَةِ ضَاقتْ في رَحَابَتِهَا
|
فاسْتَفتَحَ الشِّعْرُ عَرْشَاً في موانيها
|
هذا ابن تمَّارَ حازَ الشِّعرُ نخلتَهُ
|
واستنبذَ الناسُ كأساً مِن دوانيها
|
حَازَ القَصِيدَ ومِنْ مِجْراهُ قد شربتْ
|
كلُّ القوافلِ قد أروتْ خَماصيها
|
إنِّي الكريم فَلَو صُغتُ المَديحَةْ أنْ
|
قدْ حُزتُتها كَرَماً مُلْكاً يُساويها
|
في روحهِ خُلُقٌ يرضى بقافيتي
|
لوْ تطلُبِ الشَّمسَ في عَينيكَ يرميها
|
هذي عُكاظٌ تسوقُ الشِّعرَ موردَهُ
|
كلُّ الرُّواةِ قضتْ في مُلكِهِ فيها
|