إِلى الثَغرِ هَكطورَ زَفسُ دَفَع | |
|
| وَأَنصارَهُ وَالكِفاحُ صَدَع |
|
وَغادَرَهُم في لَظى نارِهِ | |
|
| وَحَوَّلَ وَقّادَ أَبصارِهِ |
|
لِإِثراقَةٍ أَرضٍ خَيرَ الجِيادِ | |
|
| وَميسَةَ مَهدِ قُرومِ الجِلادِ |
|
وَنَحوَ الإِفومُلغِ أَهلِ الفِطَن | |
|
| أُباةِ النُفوسِ غُذاةِ اللَبَن |
|
وَنَحوَ الأَبيّينَ رَهطِ الكَمال | |
|
| وَعَن حُسنِ إِليونَ صَدَّوَمال |
|
وَما كانَ يَخطُرُ في بالِهِ | |
|
| بِأَنَّ بَني الخُلدِ مِن آلِهِ |
|
يَثورُ بِهِم أَحَدٌ وَيَقومُ | |
|
| لِنُصرَةِ أَيِّ فَريقٍ يَرومُ |
|
وَلَكِن مُزَعزِعُ رُكنِ الثَرى | |
|
| فُسيذُ جَميعَ البَلا أَبصَرا |
|
لَقَد كانَ شَقَّ عُباب البِحارِ | |
|
| وَأَقبَلَ يَرقُبُ حَرَّ الأُوارِ |
|
وَأَمَّ سَمُثراقَ أُمَّ الشَجَر | |
|
| لِأَشمَخِ طَودٍ بِها وَاِستَقَر |
|
فَلاحَت لَهُ كُلُّ إيذا وَأَبصَر | |
|
| سَفينَ البِحارِ وَإِليونَ وَالبِر |
|
وَأَحدَقَ مُستَعجِباً وَهوَ عابِس | |
|
| وَشَقَّ عَلَيهِ نِكالُ الأَراغِس |
|
فَهَبَّ مِن القُمَّةِ الوَعِرَه | |
|
| بِنَفسٍ عَلى زَفسِ مُستَعِرَه |
|
وَتَحتَ خُطاهُ اِرتِجاجٌ شَديد | |
|
| لَهُ الشُمُّ وَالغبُ طُرّاً تَميد |
|
ثَلاثاً خَطا في الذُرى الشاسِعَه | |
|
| فَأَدرَكَ إيغاسَ في الرابِعَه |
|
هُنالِكَ شيدَت صُروحُ النُضارِ | |
|
| لَهُ خالِداتٍ بِقَعرِ البِحارِ |
|
فَشَدَّ لِشائِقِ مَركَبَتِه | |
|
| جياداً تَطيرُ بِمَرحَلَتِه |
|
حَوافِرُها ذُكرَةٌ تَلمَعُ | |
|
| وَعَسجَدُ أَعرافِها يَسطَعُ |
|
وَحَلَّ بِإِبريزِ شِكَّتِهِ | |
|
| وَسَوطُ النُضارِ بِسُدَّتِهِ |
|
فَراحَت بِقَلبِ العُبابِ تَلِجٌ | |
|
| لَها اليَمُّ مُبتَهِجاً يَنفَرِج |
|
وَخَلقُ البِحارِ وَقَد شَعَرا | |
|
| بِوَطأَةِ مَولاهُ إِذا عَبَرا |
|
مِنَ القَعرِ حيتانهُ تثبُ | |
|
| لِمرآهُ ياخُذُها الطَرَبُ |
|
فَطارَت بِجَذعٍ بِها اِتَّصَلا | |
|
| وَما سيمَ فولاذُهُ بَلَلا |
|
سِراعاً بِها خَيلُها رامِحات | |
|
| لِتُبلغَهُ السُفُنَ الراسِيات |
|
وَفي اللُجِّ ما بَينَ تينيدُسِ | |
|
| وَذاتِ الجَلاميدِ أَمبَرسِ |
|
تَوَسَّطَ مِن تَحتِ ذاكَ الطَريق | |
|
| عَلى البَحرِ في القَعرِ كَهفٌ عَميق |
|
هُنالِكَ أَوقَفَها ثُمَّ حَلّا | |
|
| وَمَدَّ لَها عَلَفَ الخُلدِ حِلّا |
|
وَقَيَّدَها ذَهَباً يَبهَرُ | |
|
| فَلَيسَ يُحلُّ وَلا يُكسَرُ |
|
لِنَبثَ ثَمَّ لَهُ بِاِنتِظار | |
|
| وَنَحوَ الأَغرِقِ بِالنَفسِ سار |
|
فَأَلفى الطَراوِدَ قَد هَرَعوا | |
|
| عَلى إِثرِ هَكطورَ وَاِندَفَعوا |
|
بِصَوتٍ جَهيرٍ وَقَلبٍ يَفور | |
|
| كَنارٍ تَثورُ وَنَوءٍ يَدور |
|
يَرمونَ أَخدَ الأَساطيلِ قَهرا | |
|
| وَذَبحَ الأَخاءَةِ ثَمَّةَ طُرّا |
|
وَلَكِنَّ فوسيذَ مَن قَبَضا | |
|
| عَلى الأَرضِ مِن فَورِهِ اِعتَرَضا |
|
مِنَ اليَمِّ أَمَّ الأَراغِسَ رِفقا | |
|
| فَماثَلَ كالنحاسَ شَكلاً وَنُطقا |
|
وَنَحوَ الأَياسينِ مالَ بِحَدَّه | |
|
| فَزادَهُما شِدَّةً فَوقَ شِدَّه |
|
أَياسُ أَياسُ أَلا فَاِحمِلا | |
|
| فَحَملَكُما فيهِ دَرءُ البَلا |
|
أَلا فَاِذكُرا شَأوَ بَأسَكُما | |
|
| نَعَم وَاِنبُذا الرُعبَ خَلفَكُما |
|
فَلَستُ بِخاشٍ ذِراعَ العِدى | |
|
| وَإِن كَتَّفوا حَولَنا العُدَدا |
|
فَهُم حَيثُما عَبروا السورَ جَهرا | |
|
| يَصُدُّهُمُ قَومُنا الغُرُّ قَهرا |
|
وَلَكِنَّما خَشيَتي ها هُنا | |
|
| وَهَكطورُ كَالنارِ ثارَ بِنا |
|
يُفاخِرُ أَن كانَ مِن نَسلِ زَفسِ | |
|
| فَرُبَّ إِلاهٍ يَقومُ بِبَأسِ |
|
وَيوليكُما العَزمَ في مُلتَقاهُ | |
|
| وَضَمَّ القُيولُ لِكَفِّ أَذاهُ |
|
يُغادِرُ أَشطةولَكُم فَشَلا | |
|
| وَإِن كانَ أَغراهُ مَولى العُلى |
|
وَمِن ثَمَّ مَسَّهُما بِعَصاهُ | |
|
| وَأَولاهُما قُوَّةَ مِن قُواهُ |
|
شَديدَ ذِراعٍ وَثَبتَ قَدَم | |
|
| وَخِفَّةَ جِسمِ وَكُلَّ الهِمَم |
|
وَحالاً تَوارى بِسُرعَةِ صَقرِ | |
|
| عَلى الفَورِ يَنقَضَّ مِن صَلدِ صَخرِ |
|
وَيَرمَحُ طَيَّ الجَناحِ الخَفيفِ | |
|
| إِلى الوادِ في إِثرِ طَيرٍ ضَعيفِ |
|
فَفيهِ أَحَسَّ أَياسُ الصَغير | |
|
| وَنَبَّهَ يَدعو أَياسَ الكَبير |
|
مِنَ الخُلدِ لا شَكَّ نَهَض | |
|
| وَماثَلَ عَرّافَنا لِغَرَض |
|
لِنوري الأُوارَ وَنَحمي السَفينا | |
|
| فَما هُوَ كَلخاسُ فَاِعلَم يَقينا |
|
تَبَيَّنتُ وَهوَ يَسيرُ خُطاه | |
|
| وَأَمرٌ يَسيرٌ بَيانُ الإِلاه |
|
فَنَفسِيَ ماجَت لِسَفكِ الدَمِ | |
|
| وَهاجَت يَدي وَعَدَت قَدَمي |
|
فَقالَ نَعَم وَأَنا الآنَ أُلف | |
|
| بِرُمحِيَ تَهتَزُّ لِلفَتكِ كَفّي |
|
وَرِجلِيَ بي شِدَّةً تَثِبُ | |
|
| وَروحِيَ لِلنَقعِ تَضطَرِبُ |
|
تُحَرِّقُني لِبِرازٍ يَجِلُّ | |
|
| مَعَ القَرمِ هَكطورَ مَن لا يَكلُّ |
|
|
| وَفوسِيذُ قَللابُهُما أَلهَبا |
|
وَراحَ لِساقَةِ جَيشِ الأَراغِس | |
|
| يُشَدِّدُ كُلَّ فَتىً مُتَقاعِس |
|
فَقامَت مَفاصِلُهُم تَنتَعِش | |
|
| وَكانَت عَلى عَيِّها تَرتَعِش |
|
إِزاءَ الأَساطيلِ يُضوَونَ غَمّا | |
|
| وَبِالسورِ جَيشُ العَدُوِّ أَلَمّا |
|
يَرَونَ وَيُذرونَ دَمعاً سَخينا | |
|
| وَبِالحَتفِ قَد أَصبَحوا موقِنينا |
|
فَفوسيذُ بَينَهُمُ اِندَفَقا | |
|
| يَحُثُّهُمُ فِرَقاً فِرَقا |
|
وَبادَرَ يَدعو قُرومَ الرِجالِ | |
|
| كَلَيطُسَ طِفقيرَ رَبِّ النِبالِ |
|
وَفينيلَ ذيفيرَ فَخرِ الكُماةِ | |
|
| وَثاوُسَ مِريونَ هَولِ العُداةِ |
|
كَذا أَنطِلوخَ وَبَكَّتَهُم | |
|
| بِقَولٍ أَثارَ عَزيمَتَهُم |
|
أَلا أَيَّ عارٍ أَرى أَيَّ عارِ | |
|
| أَفتيتَنا يا حُماةَ الذِمارِ |
|
ظَنَنتُ بِكُم إِن ثَبِتُّم جِهادا | |
|
| وِقايَةَ أُسطولِكُم أَن يُقادا |
|
وَإأِلّا فَإِن تَجبُنوا في الكِفاح | |
|
| فَفَجرُ اِنتِصارِ الطَراوِدِ لاح |
|
أَتُبصِرُ عَيني عُجاباً خطيرا | |
|
| تَيَقَّنتُ رَبّاهُ أَن لَن يَصيرا |
|
عَلَينا الطَراوِدُ مُنتَصِرَه | |
|
| وَهُم قَبلُ إِيَّلَةٌ فَرَرَه |
|
تَتيهُ بِعَجزِ بِغاباتِها | |
|
| وَلا عَزمَ يَدفَعُ آفاتِها |
|
إِلى أَن تَروحَ بِسوقِ النَصيبِ | |
|
| طَعامَ اِبنِ آوى وَفَهدٍ وَذيبِ |
|
أَهُم هُم وَلَم يَكُ مِن مِنهُمُ | |
|
| إِلينا وَلَو لَحظَةَ يَقحُمُ |
|
أَهُم هُم وَقَد غادَروا البَلَدا | |
|
| وَساموا عِمارَتَنا النَكَدا |
|
وَذاكَ لَإِنَّ المَليكَ عَثَر | |
|
| فَغيظَ الجُنودُ وَسيموا الضَجَر |
|
فَحَولَ سَفائِهِم يُذبَحونا | |
|
| وَللذَودِ عَنهُنَّ لا يَنهَضونا |
|
وَهَب أَنَّ أَتريذَ كانَ اِمتَطى | |
|
| بِإِغضابِ آخيلَ مَتنَ الخَطا |
|
هَلُمّوا بِنا نَتَلافى العَرَض | |
|
| فَعَقلُ أَخي الفَضلِ يَأبى المَرَض |
|
وَلَيسَ جَديراً بِصيدِ الرِجالِ | |
|
| مَغادَرَةُ الكَرِّ يَومَ النِزالِ |
|
وَلا أَعذُلُ النِكسِ إِن قَعَدا | |
|
| وَلَستُ بِعاذِرِكُم أَبَدا |
|
تقاعُسُكُم سَيزيدُ البَلا | |
|
| أَلا فَاِذكُروا العارَ بَينَ المَلا |
|
أَلا تَنظُرونَ الصِدامَ الشَديدا | |
|
| وَهَكطورَ ذاكَ العَميدَ العَنيدا |
|
بِأَرتاجِنا فَازَ وَالقفلَ حَطَّم | |
|
| وَحَولَ السَفائِنِ صالَ وَصَمَّم |
|
فهاجوا وَحَولَ الأَياسينِ ضُمَّت | |
|
| كَتائِبُهُم لِلصدامِ وَهَمَّت |
|
صُفوفاً تَشوقُ اِنتِظاماً أَريسا | |
|
| وَفالآسَ يَومَ تُثيرُ الوَطيسا |
|
تَرَبَّصَ صيدُ جَماهيرِهِم | |
|
| لِصَدِّ العُداةِ وَهَكطورِهِم |
|
نِصالُ القَنا لِنِصالِ القَنا | |
|
| وَفَوقَ المِجَنِّ المِجَنُّ اِنحَنى |
|
وَبالمِغفَرِ المِغفَرُ اِتَّصَلا | |
|
| وَقَد لاصَقَ البَطَلُ البَطَلا |
|
بِرَصِّهِمِ الخُوَذُ اللامِعاتُ | |
|
| تَلاقَت تَموجُ بِها العَذَباتُ |
|
وَمِن دونِ صَلدِ أَنامِلِهِم | |
|
| تَلاقي اِهتِزازِ عَوامِلِهِم |
|
فَهَبّوا بِهِنَّ بِثَبتِ جَنانِ | |
|
| تَضَرَّمَ ناراً لِحَرِّ الطِعانِ |
|
وَهَبَّ الطَراوِدُ وَالتَصَقوا | |
|
| وَفي الصَدرِ هَكطورُ مُندَفِقُ |
|
كَجُلامودِ صَخرٍ قضد اِنتَزَعا | |
|
| مِنَ الشُمِّ سَيلٌ بِهِ اِندَفَعا |
|
لَهُ الغابُ مُرتَجَّةً تَرتَجِف | |
|
| إِلى القَعرِ حَيثُ بِعُنفِ يَقِفُ |
|
وَقَد كادَ هَكطورُ يَسفِكُ سَفكا | |
|
| عَلى الخَيمِ وَالفُلكِ لِلبَحرِ فَتكا |
|
وَلَمّا بِتِلكَ الصُفوفِ اِصطَدَم | |
|
| عَلى رَغمِهِ ثَبَّطَتهُ القَدَم |
|
وَجَيشُ الأَخاءَةِ هَمَّ إِلَيهِ | |
|
| يَهيلُ القَنا وَالسُيوفَ عَلَيهِ |
|
فَصَدّوهُ وَاِنكَفَأَ القَهقَري | |
|
| يَصيحُ وَيَدعوا قُيولَ السُرى |
|
|
| وَيا آلَ دَردانُسَ الأَصفِيا |
|
قِفوا فَالعَدُوَّ قَريباً يَدين | |
|
| وَإِن رُصَّ رَصَّ الحِصارَ المَتين |
|
لَئِن كانَ خَيرُ بَني الخُلدِ طُرّا | |
|
| نَعَم بَعلُ هيرا المُعَظَّمُ قَدرا |
|
هُوَ الدافعي لِنكالِ العِدى | |
|
| فَإِنَّ لَهُم بِسِناني الرَدى |
|
فَهاجوا لِذا النُطقِ نَفساً وَلُبّا | |
|
| وَبَرَّزَ ذيفوبُ يَختالُ عُجبا |
|
بِجُنَّتِهِ مُستَجيشَ القُوى كَر | |
|
| يَحُذُ الخُطى وَبِها يَتَسَتَّر |
|
فَلَقّاهُ مِريونَ صَلدَ سِنانِه | |
|
| فَمَدَّ المِجَنَّ إِلقاءَ طِعانِه |
|
فَمِن نَصلِهِ الرُمحُ عُنفاً تَكَسَّر | |
|
| وَمِريونُ بَينَ ذَويهِ تَقَهقَر |
|
مَغيظاً لِرُمٍ قَدِ اِنصَدَعا | |
|
| وَنَجوى العَدُوِّ المُبينِ مَعا |
|
وَلِلفُلكِ وَالخَيمِ حالاً سَعى | |
|
| يَرومُ قَناةً بِها اِستَودَعا |
|
وَقَومُ أَخايَ بِكَرَّتِهِم | |
|
| يَعَجُّ القَضاءُ بِصَيحَتِهِم |
|
وَطِفقيرُ أَوَّلَ مَن ظَهَرا | |
|
| بِإِمبَريوسَ الفَتى ظِفرا |
|
هُوَ اِبنٌ لِمَنطورَ حاوي الجِيادِ | |
|
| بِفيذِيَةٍ كانَ قَبلَ الجِهادِ |
|
وَزَوجٌ لِميديسكستا الجَميلَه | |
|
| فَتاةٌ لِفريامَ غَيرُ حَليلَه |
|
فَعِندَ اِنتِسابِ الوَغى قَفَلا | |
|
| لِإِليونَ حَيثُ سَما بَطَلا |
|
وَحَلَّ لِفِريامَ ضَيفاً كريما | |
|
| عَلى حُرمَةٍ كَبَنيهِ مُقيما |
|
فَأَرداهُ طِفقيرُ بِالأُذُنِ | |
|
| وَجَرَّ القَناةَ وَلَم يَنثَنِ |
|
فَخَرَّ كَدَردارَةٍ نَبَتَت | |
|
| عَلى رَأسِ طَودٍ بِهِ ثَبَتَت |
|
يَميلُ بِها النَصلُ حينَ بَرى | |
|
| بِغَضِّ الغُصونِ لِوَجهِ الثَرى |
|
كَذَلِكَ إِمبَريوسُ التَوى | |
|
| بِصَلصَلِةِ الدِرعِ واهي القُوى |
|
وَطِفقيرُ هَمَّ يَرومُ السَلَب | |
|
| وَلَكِنَّ هَكطورَ حالا وَثَب |
|
وَأَقبَلَ يَرميهِ بِالعامِلِ | |
|
| وَطِفقيرُ ما كانَ بِالغافِلِ |
|
تَنَحّى فَراحَ السِنانُ يَطير | |
|
| لِصَدرِ الفَتى أَمفِماخَ المُغيرَ |
|
فَتىً أَقطِياطُ أَبوهُ وَكانا | |
|
| لِأَقطورَ يُنسَبُ نَسلاً وَشانا |
|
فَخَرَّ يَصِلُّ وَهَكطورُ كَرّا | |
|
| لِيَسلُبَ خوذَتَهُ حَيثُ خَرّا |
|
|
| أُطيرَ عَلَيهِ يُعاجِلُهُ |
|
فَلَم يَبلُغِ الرُمحُ جِسماً تَرَدّى | |
|
| حَديداً يَصُدُّ العَوامِلَ صَدّا |
|
وَلَكِن بِمَتنِ المِجَنِّ وَقَع | |
|
| وَهَكطورَ بِالعُنفِ رَغماً دَفَع |
|
فَظَلَّ القَتيلانِ حَيثُ هُما | |
|
| وًَقَومُ أَخايَ خَلَوا بِهِما |
|
ففي أَمفماخَ مِنستُ المُوَقَّر | |
|
| وَإِستيخيسُ قَفَلا لِلمُعَسكَر |
|
وَإِمبريوسُ الأَياسانِ سارا | |
|
| بِهِ يَقدَحانِ اِحتِداماً شِرارا |
|
كَلَيثَينِ مِن تَحتِ نابِ الكِلابِ | |
|
| قَدِ اِنتَزَعا سَخلَةً وَسَطَ غابِ |
|
لِغَضِّ الغِياضِ قَدِ اِحتَمَلاها | |
|
| وَما بَينَ فَكَّيهِما أَعلَياها |
|
كَذا بَينَ أَيديهِما رَفَعا | |
|
| وَشائِقَ شِكَّتِهِ اِنتَزَعا |
|
وَظَلَّ اِبنُ ويلوسَ يَشتَدُّ حِقداً | |
|
| لِقَتلِ الفَتى اِمفِماخَ المُفَدّى |
|
فَهامَةَ إِمبريوسَ اِقتَضَب | |
|
| رَحا وَرَماها شَديدَ الغَضَب |
|
فَدارَت وَلا كُرَةٌ حَيثُ مَرَّت | |
|
| وَتِلقاءَ هَكطورَ في التُربِ قَرَّت |
|
وَفوسيذُ مُنتَقِماً لِحَفيدِه | |
|
| يُعِدُّ لِطُروادَ شَرَّ وَعيدِه |
|
فَهَبَّ إِلى الفُلكِ وَالخَيمِ يَجري | |
|
| يَهيجُ النُفوسَ لِوَقعٍ أَمَرِّ |
|
فَأَبصَرَ إيذومِناً قَفَلا | |
|
| إِلى الحَربِ مِن بَعدِما اِعتَزَلا |
|
يُعالِجُ حيناً فَتىً طُرِحا | |
|
|
فَمِن بَعدِ أَن حَمَلواهُ إِلى خِيامِهِم | |
|
|
وَأَلقاهُ إيذومِنٌ لِلإِسى | |
|
| لِلخَيمَتِهِ جَدَّ بادي الأَسى |
|
يَشُكُّ بِها بِثَقيلِ السِلاحِ | |
|
| وَيُقبِلُ مُقتَحِماً لِلكِفاحِ |
|
تَلَقّاهُ فوسيذُ يَعدو بِباسِ | |
|
| بِشَكلِ اِبنِ أَنذَرِمونَ ثَواسِ |
|
ثُواسُ الَّذي كانَ مَلكاً كبيرا | |
|
| وَسادَ الإِتولَ أَميراً خَطيرا |
|
عَلى كالدونةَ أُمِّ الجِبالِ | |
|
| كَذاكَ فُلوزونَةٍ بِالجَلالِ |
|
فَقالَ أَإِيذومِنٌ أَينَ ما | |
|
| لَفيفُ الأَخاءَةِ قَد زَعَما |
|
بِبَأسٍ يَقُدُّ الطَراوِدَ قَدَّ | |
|
| وَعيدٌ أَراهُ قَدِ اِنهَدَّ هَدّا |
|
أَجابَ وَلَستُ أَرى أَن يُلام | |
|
| بِنا أَحَدٌ لِاِعتِزالِ الصِدام |
|
كَرَرنا جَميعاً وَما مِن أَحَد | |
|
| عَنِ الحَربِ جُبناً وَذُلّاً قَعَد |
|
فَلاشَكَّ زَفسُ القَديرُ اِستَطابا | |
|
| نَكالاً وعاراً لَنا وَاِغتِرابا |
|
تُواسُ وَأَنتَ الفَتى الباسِلُ | |
|
| بِنُصحِكَ يَسترشِدُ الحامِلُ |
|
فَلا تَألَوَنَّ بِرُشدِكَ جَهدا | |
|
| وَحُضَّ الفَوارِسَ فَرداً فَفردا |
|
فَقالَ أَإِيذومِنٌ مِن بَغى | |
|
| قُعوداً عَنِ الكَرِّ في ذا الوَغى |
|
عَسى أَن يَعِزَّ عَلَيهِ المَآب | |
|
| وَيَبقى هُنا مُضغَةً لِلكِلاب |
|
فَشُكَّ وَهَيِّ اِتلُني مُسرِعا | |
|
| عَسى الفَوزُ في أَن نَكُرَّ مَعا |
|
فَأَعجَزُ ما في الرِجالِ لَدى | |
|
| تَكافُلِهِم يُحرِزنَ القُوى |
|
وَزِد أَنَّنا بِقرومِ الرِجالِ | |
|
| إِذا اِشتَدَّتِ الحَربُ لَسنا نُبالي |
|
وَلَمّا اِنتَهى راحَ وَجهتَهُ | |
|
| وَإيذومِنٌ أَمَّ خَيمتَهُ |
|
فَأَلقى زَهِيَّ السِلاحِ عَلَيهِ | |
|
| وَهَبَّ بِرُمحَينِ بَينَ يَدَيهِ |
|
كَصاعِقَةِ زَفسُ مِن عِندِهِ | |
|
| عَلى الأَرضِ يَدفَعُ مِن زَندِهِ |
|
يَطيرُ لَها في الأُلِمبِ شَرَر | |
|
| فَيُنبِئُ بِالشُؤمِ بَينَ البَشَر |
|
شُعاعُ حَكَتهُ عَلى صَدرِهِ | |
|
| صَفائِحُهُ الغُرُّ في كَرِّهِ |
|
فَأَبصَرَ تابِعَهُ الشَهمَ أَضحى | |
|
| لَدى الخَيمِ يَطلُبُ مِن ثَمَّ رُمحا |
|
فَصاحَ اِبنَ مولوسَ مِريونُ حِب | |
|
| بي أَعَزَّ الفَوارِسِ مِن كُلِّ صَحبي |
|
عَلامَ بَرِحتَ الصِدامَ الأَصَم | |
|
| أَصابَكَ سَهمٌ وَزادَ الأَلَم |
|
أَمِ الآنَ تَحمِلُ لي خَبَرا | |
|
| أَلَستَ تَرانِيَ مُستَعِرا |
|
أَبَيتُ التَخَلُّفَ بَينَ خِيامي | |
|
| وَيَدفَعُني عامِلي وَحُسامي |
|
فَقالَ أَتَتيتُ نَعَم عاجِلا | |
|
| أَرى في خِيامِكَ لي عامِلا |
|
فَإِنَّ قَناتي قَدِ اِنقَعَرَت | |
|
| عَلى تُرسِ ذيفوبَ وَاِنكَسَرَت |
|
فَقالَ هُنا خَيمَتي اِدخُل تَنَقّى | |
|
| قَناةً وَإِن شِئتَ عِشرينَ تَلقى |
|
صُفوفاً بِها عُلِقَت ساطِعاتِ | |
|
| بِأَكنافِها مِن سِلاحِ العُداةِ |
|
لِأَنِّيَ مُقتَحِمٌ أَبَدا | |
|
| بِوَجهِيَ وَجهَ عُلوجِ العِدى |
|
فَفيها تُروسٌ وَفيها رِماح | |
|
| وَبَيضٌ وَلامٌ بِزاهي الصِفاح |
|
أَجابَ وَفي خَيمَتي وَبِفُلكي | |
|
| سِلاحٌ كَثيرٌ ذَخَرتُ بِفَتكي |
|
وَلِكَنَّهُ وَالعَدُوُّ اِستَطال | |
|
| عَسيرُ المَنالِ لِبُعدِ المَجال |
|
وَإِنِّيَ مِثلَكَ أَفتَخِرُ | |
|
| بِأَنِّيَ بَأسيَ أَدَّكِرُ |
|
وَأَنِّيَ يَومَ الطِعانِ أُرى | |
|
| إِذا التَحَمَ النَقعُ صَدَرَ السُرى |
|
فَغَيرُكَ إِن أُبلِ قضد لا يَراني | |
|
| وَلَكِنَّ إيذو مِناً قَد بَلاني |
|
فَقالَ وَمِثلِيَ مَن خَبَرَك | |
|
| فَلَستَ لِتُنمِيَ لي خَبَرَك |
|
عَلِمتُ بِأَنّا إِذا ما أَقَمنا | |
|
| كَميناً لَهُ صَفوَةَ البُهمِ رُمنا |
|
هُنالِكَ حَيثُ يَكونُ المِحَك | |
|
| فَيُعرَفُ مَن صَكِّ مِمَّن فَتَك |
|
هُنالِكَ حَيثُ الجَبانُ اِمتُقِع | |
|
| وَمِن جَوفِهِ قَلبُهُ يَنخَلِع |
|
بِمُهجَتِهِ هَلَعاً يَحقُقُ | |
|
| وَمِن خَشيَةِ المَوتِ يَصطَفِقُ |
|
وَتَصطَكُّ أَسنانَهُ وَيَقِف | |
|
| فَتُقعِدُهُ رُكَبٌ تَرتَجِف |
|
وَأَمّا الجَسورُ فَلَيسَ لِيَعبا | |
|
| وَلا يَتَغَيَّرُ لَوناً وَقَلبا |
|
يُعالُ وَقَد رَصَد القَومَ صَبرا | |
|
| إِلى الكَرِّ وَالبَطشِ طَعناً وَنَحرا |
|
هُنالِكَ مَن ذا الَّذي يَجِدُ | |
|
| عَلَيكَ سَبيلاً فَيَنتَقِدُ |
|
فَإِمّا طُعِنتَ وَإِمّا ضُرِبتَ | |
|
| قَريباً إِذاً أَو بَعيداً أُصِبتَ |
|
فَلَيسَ بِظَهرِكَ وَقَعُ سِلاح | |
|
| وَصَدرُكَ ذاكَ مَحَطُّ الرِماحُ |
|
وَلَكِن دَعِ البَحثَ في صَدَدِ | |
|
| نُلامُ عَلَيهِ وَلا نَجتَدي |
|
هَلُمَّ اِدخُلَنَّ عَزيزاً مَكينا | |
|
| وَمِن خَيمَتي اِقتَل سِناناً مَتينا |
|
فَهَبَّ كَآرِسَ مِريونُ يَحمِل | |
|
| مِنَ الخَيمِ رُمحاً حَديداً وَيَقفِل |
|
وَفَوراً بِإِيذومِنٍ لَحِقا | |
|
| بِنَفسٍ مُضَرَّمَةٍ لِلقا |
|
فَراحا وَعِندَ رَواحِهِما | |
|
| تَأَلَّقَ نورُ سِلاحِهِما |
|
كَأَنَّما آفَةُ الخَلقِ آرِس | |
|
| يَثورُ فَيهَمي الدَواهي الدَراهِس |
|
يَحِفُّ بِهِ الهَولُ ذو الغَمَرات | |
|
| فَتاهُ الحَبيبُ أَبو الأَزَمات |
|
مُرَوِّعُ قَلبِ كُماةِ الحَديدِ | |
|
| وَخافِضُ كُلِّ رَفيعٍ عَنيدِ |
|
فَيا لِلوَبالِ إِذا عَمَدا | |
|
| مَعاً مِن ثَراقَةَ وَاِتَّقدا |
|
يَهُبّانِ لا لِدُعا قُبِلا | |
|
| وَلَكِن لِنَكبَةِ أَيِّ المَلا |
|
فَإِمّا لِظَهرِ الإِفيرَةِ كَسرا | |
|
| وَإِمّا لِقَمعِ الفَليجَةِ قَهرا |
|
كَذَلِكَ إيذومِنُ اِعتَصَما | |
|
| وَمِريونُ بِالبَأسِ وَاِقتَحَما |
|
فَقالَ اِبنُ مولوسَ أَينَ تُرى | |
|
| تَرومُ بَأَنَّ نِلجَ العَسكَرا |
|
يَميناً أَمِ القَلبِ أَم عَن شَمال | |
|
| أَرى عَمَّ كُلَّ النَواحي القِتال |
|
أَجابَ فَفي القَلبِ صفوَةُ بَأ | |
|
| سِ جَديرونَ أَن يَدرَأوا كُلَّ بَأسِ |
|
هُناكَ الأَياسانِ بِالعَزمِ كَرّا | |
|
| وَطِفقيرُ أَرمى الأَغارِقِ طُرّا |
|
لَئِن يَرمِ ما مِثلُهُ نابِلُ | |
|
| وَإِن كَرَّ فَهوَ الفَتى الباسِلُ |
|
فَهُم كُف هَكطورَمَهما طَغى | |
|
| فَلَن يَبلُغَنَّ بِهِم ما بَغى |
|
وَمَهما يَكُن عَزمُهُ لَن يَهونا | |
|
| عَلَيهِ المَنالُ فيوري السَفينا |
|
فَلا نالَها غَيرُ زَفسَ إِذا | |
|
| رَماها بِمقباسِ نارِ الأَذى |
|
وَلا بَشَرٌ مِن جَميعِ البَشَر | |
|
|
وَيُغذى نِتاجَ الثَرى مُستَمِرّا | |
|
| يُطيقُ لِآياسَ ذُلّاً وَقَهرا |
|
وَلَيسَ بِغَيرِ السِباقِ يُطال | |
|
| وَلَو نَفسُ آخيلَ بِالعَزمِ صال |
|
فَقُم ففَنَسيرُ إِذا لِليَسار | |
|
| لِنولِيَ أَو نَحنُ نولى الفَخار |
|
وَمِريونُ حالاً كَرَبِّ القِتالُ | |
|
| تَقَدَّمَ يَجري إِلى حَيثُ قال |
|
وَدونَ الطَراوِدِ مُذ ظَهَرا | |
|
| يُضَرَّمُ إيذومِنٌ شَرَرا |
|
وتابِعُهُ بِالسِلاحِ المَتين | |
|
| تَرامَوا لِكَبحِهِما مُجمِعين |
|
هُناكَ السُرى اِشتَبَكَت والغُبار | |
|
| إِزاءَ السَفائِن لِلجَوِّ ثار |
|
وَقَد سَتَرَ ا لسُبلَ سحقٌ رَفيع | |
|
| فَتَنسُفُهُ لِعُبابِ الرَقيع |
|
كَأَنَّ الرِياحَ قَدِ اِصطَدَمَت | |
|
| بِنَوءٍ تَفاقَمَ فَالتَطَمَت |
|
كَذا اِشتَبَكوا فَوقَ تِلكَ الفَلا | |
|
| وَقارَنَتِ الأَسَلُ الأَسَلا |
|
رِماحٌ تُمَزِّقُ صَدرَ الرِجالِ | |
|
| وَأَفئِدَةٌ لَهِبَت لِلنِزالِ |
|
وَلَمعُ الدُروعِ وَغُرِّ التُروسٍ | |
|
| وَزُهرُ التَرائِكِ فَوقَ الرُؤوسِ |
|
وَقَد عانَقَ الفَيلَقُ الفَيلَقا | |
|
| بِمَنظَرِهِ يَبهَرُ الحَدَقا |
|
وَلَيسَ سِوى الفاتِكِ الباسِلِ | |
|
| يُسَرُّ لِذا المَشهَدِ الهائِلِ |
|
وَكُلٌّ مِنَ اِبنى قُرونُسَ رام | |
|
| خِلافَ مَرامِ أَخيهِ الهُمام |
|
فَزَفسُ لإِعزازِ شَأنِ أَخيل | |
|
| لِهَكطورَ كانَ مَلِيّاً يَميل |
|
وَلَكِنَّهُ لَم يَشأ أَن يُبيدا | |
|
| بِإِليونَ قَومَ الأَخاءِ بَعيدا |
|
بَلِ اِختارَ إِجلالَ ثيتيسَ قَدرا | |
|
| كَذاكَ أَخيلَ اِبنَها الشَهمَ جَهرا |
|
وَفوسيذُ سِرّاً مِنَ البَحرِ هَبّا | |
|
| لِيُحيي الأَراغِسَ نَفساً وَقَلبا |
|
يُؤَلِّمُهُ أَنَّ زَفسَ جَنَف | |
|
| عَلَيهِم وَنحوَ العُداةِ اِنحَرَف |
|
هُما اِبنا أَبٍ واحدٍ لَيسَ إِلّا | |
|
| وَثَمَّ التَكافُؤُ فَرعاً وَأَصلا |
|
وَلَكِنَّما البِكرُ زَفسُ غَدا | |
|
| وَقَد فاقَ عِلماً وَطالَ يَدا |
|
|
| بِجَيشِ الأَراغِسِ أَن يَظهَرا |
|
فَجابَ يَخوضُ الصُفوفَ خَفِيّا | |
|
| يُماثِلُ بَينَ الكُماةِ كَمِيّا |
|
وَأَورى الإِلاهانِ نارَ نَكالِ | |
|
| لَهُ بَسَطا حَبلَ حَربٍ سِجالِ |
|
بِأَطرافِهِ كُلُّهُم وَقَعوا | |
|
| فَقَطَّعَهُم وَهوَ لا يُقطَعُ |
|
وَخَرَّت سَراةُ كَتائِبِهِم | |
|
| لَدَيهِ بِعُنفٍ تَجاذُبِهِم |
|
|
| وَإِن كانَ بِالشَيبِ قَد وُخِطا |
|
لِقَلبِ العُداةِ بِثَبتِ القَدَم | |
|
| دَعا قَومَهُ حَنِقاً وَهَجَم |
|
وَهَدَّ عَزائِمَهُم مُذ قَتَل | |
|
| بِكَرَّتِهِ أَثرِيونَ البَطَل |
|
فَتىً مِن قَبيسَةَ قَد أَقبَلا | |
|
| حَديثاً وَنَيلَ العُلى أَمَّلا |
|
بِكَسَّندَرا رَبَّةِ الحُسنِ هام | |
|
| فخاطَبَ فِريامَ في ذا المَرام |
|
وَما ساقَ مَهراً لَها بَل وَعَد | |
|
| بِقَهرِ العَدُوِّ وَحِفظِ البَلَد |
|
وَمُذ وَعَد الشَيخُ أَبهدى بَناتِه | |
|
| يُزَوِّجُهُ اِنقَضَّ فَوقَ عُداتِه |
|
مَضى شامِخاً بِعَزيمَتِهِ | |
|
| فَلَم يَقهِ صُلبُ جُنَّتِهِ |
|
وَغارَ السِنانُ بِمُهجَتِهِ | |
|
| فَخَرَّ يَصِلُّ بِشِكَّتِهِ |
|
فَناداهُ إيذومِنٌ يَفتَخِر | |
|
| أَيا أُثرِيونُ لَئِن تَنتَصِر |
|
فَتُتبِعُ خُبرَكَ بِالخَبَرِ | |
|
| عَلِمتُكَ خَيرَ بَني البَشَرِ |
|
فَإِن كانَ فِريامُ أَبدى العُهود | |
|
| فَنَحنُ نَبَرُّ كَذا بِالوُعود |
|
عَلى دَكِّ إِليونَ إِن تَلِنا | |
|
| فَعَهدَكَ نوثِقُهُ عَلَنا |
|
وَنَجعَلُ عِرسَكَ أَجمَلَ بِنتِ | |
|
| لأَتريذَ مِن أَرغُليذَةَ تَأتي |
|
هَلُمَّ إِلى الفُلكِ نُبدي القَرار | |
|
| فَأَحماؤُنا لَن يُشابوا بِعار |
|
وَمِن خَلفِهِ الخَيلُ يَحرُسُها | |
|
| فَتىً قَد عَلاهُ تَنَفُّسُها |
|
فَهَمَّ وَإيذُومِنٌ سَبَقا | |
|
| بِزُجٍّ بِحُلقومِهِ مَرَقا |
|
فَمالَ أَمامَ الجِيادِ يَصِرُّ | |
|
| بِأَسنانِهِ لِلحَضيضِ يَخِرُّ |
|
كَأَرزَةِ طَودٍ وَحَورَتِهِ | |
|
| وَمَلّولَةٍ فَوقَ قُنَّتِهِ |
|
تَميلُ بِفَأسٍ لَها شَحَذوا | |
|
| لِصُنعِ السَفائِنِ تُتَّخَذُ |
|
وَسائِقُهُ ظَلَّ مُضطَرِبا | |
|
| وَحازَ فَلَم يَنهَزِم هَرَبا |
|
وَرُمحُ اِبنِ نَسطورَ وافى يَميد | |
|
| بِأَحشائِهِ فَوقَ دِرعِ الحَديد |
|
فَأَهوى إِلى الأَرضِ يَشهَقُ شَهقا | |
|
| وَأَفراسَهُ أَنطِلوخُ تَلَقّى |
|
وَسارَ بِها لِلحِمى مَغنَما | |
|
| وَذيفوبُ إيذومِناً يَمَّما |
|
لآسِيُّسٍ هَبَّ يَطلُبُ ثارا | |
|
| مَشى وَعَلَيهِ السِنانَ أَطارا |
|
وَإيذومِنٌ مُذ رَآهُ تَقَدَّم | |
|
| وَزَجَّ فَتَحتَ المِجَنِّ تَلَملَم |
|
مِجَنٌّ يُغشيهِ جِلدُ البَقَرا | |
|
| وَفولاذُهُ ساطِعٌ لِلنَظَر |
|
لَهُ مِقبَضانِ مَتينٌ كَبيرُ | |
|
| يَجِفُّ الفَتيرُ بِهِ مُستَديرُ |
|
فلا مَسَ بَطنُ السِنانِ المِجَنّا | |
|
| وَطارَ وَمِن وَقعِهِ التُرسُ رَنّا |
|
وَغَلّى وَما طاشَ إِذ صَدَرا | |
|
| إِلى اِبنِ هِفاسُسَ إِفسينُرا |
|
فَأُنفِذَ يُصميهِ بِالكَبشدِ | |
|
| وَذيفوبُ يَشهَدُ عَن بُعُدِ |
|
فَراحَ بِخَيلَةِ مُفتَخِرِ | |
|
| يَصيحُ بِنَعرَةِ مُنتَصِرِ |
|
نَعَم دَمُ آسِيُّس ما اِنهَدَر | |
|
| وَإِن أَمَّ آذيسَ هَولَ البَشَر |
|
سَيَأمَنُ ضِمنَ المَقامِ العَميقِ | |
|
| لِأَنِّيَ أَتبَعتُهُ بِرَفيقِ |
|
فَساءَ الأَراغِسَ ذاكَ النَعيرُ | |
|
| وَأَورى حَشا أَنطِلوخَ السَعيرُ |
|
عَلى بَثِّهِ راحَ وَالصَبرُ عيلا | |
|
| يَقي بِالمَجَنِّ الخَليلَ القَتيلا |
|
وَآلَسطُرٌ وَمِكِستُ أُسيرا | |
|
| بِهِ لِلسَفائِنِ يُعلى الزَفيرا |
|
وَإِيذومِنٌ ظَلَّ في حَزمِهِ | |
|
| يَكُرُّ بِعَزمٍ عَلى عَزمِهِ |
|
فَإِمّا لَيُردي كَمِيّاً بِبَأسِهِ | |
|
| وَإِمّا لِيَفدي ذويهِ بِنَفسِه |
|
أَصابَ سَليلاً لِزَفسَ الأَغَر | |
|
| بِأَلقاثِ بنِ إِسيتَ اِشتَهَر |
|
لِأَنخيسَ قَد كانَ صِهراً صَفِيّا | |
|
| عَلى بِنتِهِ البِكرِ هيفوذَمِيّا |
|
فَتاةٌ بِصَرحِهِما أَبَواها | |
|
| بِمَنزِلِ قَلبِهِما أَنزَلاها |
|
وَما كانَ بَينَ لِداتِ الزَمانِ | |
|
| لَها مَثَلٌ في العَذاري الحِسانِ |
|
وَفاقَت بِوَشيٍ وَعقلٍ وَحُسنِ | |
|
| كَما فاقَ ذاكَ بِضَربٍ وَطَعنِ |
|
فَزُفَّت إِليهِ وَلَكِنَّما | |
|
| أَبى الرَبُّ فوسيذُ أَن يَسلَما |
|
فَحَلَّ قُواهُ وَغَشى البَصَر | |
|
| فَضاقَ المَفَرُّ وَحالَ المَكَر |
|
وَظَلَّ بِغَيرِ حَراكٍ مُقيم | |
|
| كَرُكنٍ مَكينٍ وَجَذعٍ عَظيم |
|
بِدِرعٍ مِراراً وَقَتهُ الرَدى | |
|
| فَلَم تَقِهِ الآنَ طَعنَ العِدى |
|
فَمَزَقَها الزُجُّ مُذ رُشِقا | |
|
| وَفي الصَدرِ مِن دونِها مَرَقا |
|
فَصَلَّت وَخَرَّ وَكَيفَ المَناص | |
|
| وَفي قَلبِ العامِلُ اللَدنُ غاص |
|
وَعودُ السِنانِ إِلى الكَعبِ ماد | |
|
| بِعُنفِ اِشتِدادِ وَجيبِ الفُؤاد |
|
وَما زالَ يَهتَزُّ حَتّى تَلاشى | |
|
| وَإيذومِنٌ صاحَ يَشتَدُّ جاشا |
|
أَذيفوبُ ها قَد فَرى ساعدي | |
|
| ثَلاثَةَ صيدٍ لِقا واحِدِ |
|
عَلامَ التَشَدُّقُ أَقبِل هُنا | |
|
| فَتَعلَمَ أَيَّ اِبنِ زَفسِ أَنا |
|
أَلَم يَأتِكَ العِلمُ عَن نَسَبي | |
|
| وَأَنَّ ذُقَليونَ كانَ أَبي |
|
وَعاهِلُ إِقريطَ مينوسُ جَدّي | |
|
| بِزَفسَ أَبيهِ رَقى طَودَ مَجدِ |
|
وَأَنَّ بِإِقريطَ باعي شَديدَه | |
|
| لِمُلكي دانَت شُعوبٌ عَديده |
|
أَتَيتُ أُريكَ هُنا وَأَباك | |
|
| وَكُلَّ الطَراوِدِ سُبلَ الهَلاك |
|
فَنازَعَ ذيفوبَ في أَمرِهِ | |
|
| مَرامانِ رَدَّدَ في فِكرِهِ |
|
أَيَبرُزُ فَذّاً إِلى مُلتَقاهُ | |
|
| أَمِ الرَأيُ أَن يَلتَجي لِسِواهُ |
|
فَعَوَّلَ في شِدَّةِ المَعمَعَه | |
|
| يَلوذُ بِأَنياسَ يَأتي مَعَه |
|
فَأَلقاهُ في طَرَفِ الفَيلَقِ | |
|
| تَقاعَدَ مِن شِدَّةِ الحَنَقِ |
|
يُؤَلِّمُهُ أَنَّ فِريامَ أَزرى | |
|
| بشهِ وَبِإِقدامِهِ لَم يَبَرّا |
|
فَوافاهُ قالَ إِذَن فَهَلُمّا | |
|
| أَأَنياسُ صَدرَ الطَراوِدِ عِلما |
|
فَإِن كُنتَ تَرعى حُقوقَ النَسَب | |
|
| فَذاصِهرُكَ الآنَ بادي العَطَب |
|
فَكَم كُنتَ تَرعى حُقوقَ النَسَب | |
|
| فَذا صَهرُكَ الآنَ بادي العَطَب |
|
فَكَم بِكَ في سالِفِ الزَمَن | |
|
| وَقَد كُنتَ طِفلاً قَديماً عُني |
|
وَأَلقاثَ إيذومِنٌ أَدرَكا | |
|
| فَقُم ذُبَّ عَنهُ فَقَد هَلَكا |
|
فَهاجَ بَأَنياسَ لُبُّ الحَشا | |
|
| وَنَحوَ العَدُوِّ الأَلَدِّ مَشى |
|
وَإيذومِنٌ مُستَجيشاً مَكَث | |
|
| وَلَم يَرتَعِد كَالغُلامِ الحَدَث |
|
أَقامَ كَخِرنَوصِ بَرِّ خَبَر | |
|
| قُواهُ فَقامَ بِطَودٍ أَغَر |
|
بِمُنفَرَجٍ في البَراحَ تَرَبَّص | |
|
| لِيَرقُبَ مَن جاءَهُ يَتَقَنَّص |
|
فَيَلهَبُ عَيناً وَيَعقِفُ ظَهرا | |
|
| وَيَشحَذُ ناباً وَيُكمِنُ شَرّا |
|
وَيَذخَرُ بَطشاً بَعيدَ المَنالِ | |
|
| لِذَبحِ الكِلابِ وَكَبحِ الرِجالِ |
|
|
| لِأَنياسَ مُذ حَنَقاً زَحَفا |
|
وَنادى الرَفاقَ بِصَوتٍ جَهيرِ | |
|
| كَذيفيرَ مِريونَ ذاكَ الجَسورِ |
|
وَآفارِسٍ عَسقَلافَ البَطَل | |
|
| كَذا أَنطِلوخَ وَصاحَ العَجَل |
|
هَلُمّوا رِفاقي فَلَيسَ لَدَيّا | |
|
| مُعينٌ وَأَنياسُ خَفَّ إِلَيّا |
|
هُوَ القَرمُ يُبلي بِجَمذٍ غَفيرِ | |
|
| وَما زالَ غَضَّ الشَبابِ النَضيرِ |
|
خَشيتُ وَلَم أَخشَ لَو كانَ تِربي | |
|
| وَذا العَزمُ عَزمي وَذا القَلبُ قَلبي |
|
فَلا شَكَّ كانَ النِزالُ سِجال | |
|
| فَإِمّا يُعالُ وَإِمّا أُعال |
|
فَحَرَّكَهُم عامِلٌ واحِدُ | |
|
| وَهَزَّهُمُ الجَلَلُ الوافِدُ |
|
فَهَبّوا إِلَيهِ بِأَصنافِهِم | |
|
| وَأَجوابُهُم فَوقَ أَكتافِهِم |
|
وَأَنياسُ صاحَ بِمَن لَمَحا | |
|
| يُنادي السَراةَ بِذاكَ الوَحى |
|
فَهَبَّ أَغيورُ ذيفوبُ فارِس | |
|
| وَمِن خَلفِهِم هَبَّ كُلُّ القَوامِس |
|
كَما تَبِعَ الكَبشَ سِربُ الشِياه | |
|
| تَعافُ المَراعي لِوِردِ المِياه |
|
وَأَنياسُ بادي السُرورِ رَقَب | |
|
| كَما هَزَّ راعي الغَنيمِ الطَرَب |
|
وَمِن حَولِ أَلقاثِ اِصطَدَموا | |
|
| صِدامَ الكَواسِرِ وَاِزدَحَموا |
|
وَفَوقَ الصُدورِ دُروعٌ تَصِلُّ | |
|
| بِضَربٍ يَحُلُّ وَطَعنِ يَفُلُّ |
|
وَأَفتَكُهُم كانَ إيذومِنا | |
|
| وَأَنياسَ كُلٌّ لِكُلٍّ دَنا |
|
كَآريسَ في بَأسِهِ اِندَفَقا | |
|
| وَأَنياسُ عامِلُهُ سَبَقا |
|
فَأَبصَرَ إيذومِنٌ وَاِحتَفَز | |
|
| وَفي الأَرضِ راسُ السِنانِ اِرتَكَز |
|
فَلَم تَكُ بِالطَعنَةِ الصادِرَه | |
|
| وَإِن أَنفَذَتها يَدٌ قادِرَه |
|
وَبالرُمحِ إيذومِنٌ رَشَقا | |
|
| عَلى وينُماسَ فَما زَهَقا |
|
فَفي الدِرعِ غاصَ وَشَقَّ الحَشا | |
|
| فَخَرَّ عَلى الأَرضِ مُرتَعِشا |
|
وَإيذومِنُ اِجتَرَّ ذاكَ المُثَقَّف | |
|
| وَهَمَّ يُجَرِّدُهُ فَتَوَقَّف |
|
فَإِنَّ السِهامَ عَلَيهِ هَمَت | |
|
| وَبِالعَيِّ أَعضاؤُهُ وَهَنَت |
|
فَلا قُوَّةٌ لِاِلتِقاطِ الزِجاجِ | |
|
| وَلا لِفِرارٍ بِذاكَ العَجاجِ |
|
وَلَكِنَّ فيهِ بَقِيَّةَ حَزمِ | |
|
| بِها يَدفَعُ الحَتفَ عَنهُ يُصمي |
|
وَذيفوبُ أَبصَرَهُ يَتَقَهقَر | |
|
| وَقَد كانَ حِقداً عَلَيهِ تَسَعَّر |
|
وَزَجَّ فَطاشَ السِنانُ وَطار | |
|
| إِلى عَسقَلافَ اِبنِ رَبِّ البِدار |
|
فَحَلَّ بِعانِقِهِ فَتَلَقّى | |
|
| بِراحَتِهِ الأَرضَ يَخفُقُ خَفقا |
|
وَلَم يَدرِ آريسُ أَنَّ فَتاه | |
|
| بِذا المُلتَقى فارَقَهُ الحَياه |
|
لَقَد كانَ فَوقَ الأُلِمبِ اِحتَجَب | |
|
| تُحيطُ بِهِ سُحُبٌ مِن ذَهَب |
|
هُنالِكَ زَفسُ بِحُكمِ القَدَر | |
|
| عَلى الخاليدنَ القِتالَ حَظَر |
|
وَحَولَ القَتيلِ الوَغى صَدَعا | |
|
| وَذيفوبُ مِغفَرَهُ اِنتَزَعا |
|
وَلَكِن كَآريسَ مِريونُ خَف | |
|
| عَلى يَدِهِ بِالقَناةِ قَذَف |
|
فَمِنهُ التَريكَةُ في الحالِ فَرَّت | |
|
| وَصَلَّت عَلى الأَرضِ حَيثُ اِستَقَرَّت |
|
وَهَبَّ إِلَيهِ هُبوبَ العُقاب | |
|
| وَمشن يَدِهِ الرُمحَ جَرَّ وَآب |
|
وَفوليتُ بَينَ يَدَيهِ رَفَع | |
|
| أَخاهُ القَتيلَ وَفيهِ رَجَع |
|
إِلى حَيثُ سائِقُهُ قَد تَخَلَّف | |
|
| بِمَركَبَةٍ دونَها الخَيلَ أَوقَف |
|
فَراحَت لِإِليونَ فيهِ تَطير | |
|
| عَلى أَلَمٍ وَدَمٍ وَزَفير |
|
وَسائِرُهُم فَوقَ ذاكَ الفَجاج | |
|
| يَعَجُّ بِهِم بِالصِدامِ العَجاج |
|
فَآفارِسُ بنُ قِليطورَ راما | |
|
| بِأَنياسَ فَتَكاً فَأَلقى الحِماما |
|
فَأَنياسُ مِن فَورِهِ وَثَبا | |
|
| بِرُمحٍ بِحُلقومِهِ نَشِبا |
|
فَمالَت عَلى الصَدرِ هامَتُهُ | |
|
| وَأَهوى المِجَنُّ وَخوذَتُهُ |
|
وَأَحدَقَ فيهِ ظَلامُ الرَدى | |
|
| فَأَخمَدَ أَنفاسَهُ سَرمَدا |
|
وَرامَ ثوونُ فِراراً فَأَحدَق | |
|
| بِهِ أَنطِلوخُ وَكاهِلَهُ شَق |
|
بِطَعنَتِهِ اِبتَتَّ حَبلَ الكَتَد | |
|
| فَمُستَلقِياً في التُرابِ رَقَد |
|
يَمُدُّ ذِراعَيهِ مُستَنجِدا | |
|
| وَقاتِلُهُ يَنزَعُ العُدَدا |
|
وَيَنظُرُ حَولَيهِ في صَخَبِه | |
|
| فَكَرَّ الطَراوِدُ في طَلَبِه |
|
وَفَوقَ المِجَنِّ العَريضِ البَديع | |
|
| ظُباتٌ حِدادٌ وَقَرعُ ذَريع |
|
وَما مَسَّهُ مِن ظُباهُم ضَرَر | |
|
| فَفوسيذُ واقيهِ كُلَّ الخَطَر |
|
وَما اِرتاعَ فَاِنصاعَ بَل ظَلَّ فيهِم | |
|
| يُجيلُ مُثَقَّفَهُ وَيليهِم |
|
يُفَكِّرُ إاِمّا يَزُجُّ وَإِمّا | |
|
| يَشُقُّ الصُفوفَ بِسَيفٍ أَصَمّا |
|
|
| فَأَدرَكَ ما بالخِفا هَجَسا |
|
فَزَجَّ بِرُمحٍ إِلَيهِ يَطير | |
|
| فَغاصَ بِقَلبِ المِجَنِّ الكَبير |
|
وفوسيذُ يَأبى مَنِيَّتَهُ | |
|
| فَأَوقَفَ في التُرسِ طَعنَتَهُ |
|
وعودُ القَناةِ وَفيهِ اِنصَدَع | |
|
| فَشَطرٌ إِلى الأَرضِ مِنهُ وَقَع |
|
وَشَطرٌ بِمَتنِ المِجَنِّ التَصَق | |
|
| حَكى وَتَداً بِاللَهيبِ اِحتَرَق |
|
وَأَمّا أَداماسُ فَاِنقَلَبا | |
|
| إِلى قَومِهِ يَتَّقي العَطَبا |
|
وَلَكِنَّ مِريونَ مُذ كانَ أَعدى | |
|
| لَهُ بِالسِنانِ الشَحيذِ تَصَدّى |
|
فَأُنفِذَ حَيثُ أَريسُ يَهيل | |
|
| عَلى الإِنسِ مَوتاً أَليماً وَبيل |
|
بِأَسفَلِ حالبِهِ فَسَقَط | |
|
| إِلى الأَرضِ مُصطَفِقاً وَخَبَط |
|
كَثَورٍ عَلى جَبَلٍ رُبِطا | |
|
| بِعُنفٍ عَلى رَغمِهِ ضُغِطا |
|
وَما دامَ هَذا الوَجيبُ وَطال | |
|
| سِوى لَحظاتٍ قِصارٍ قِلال |
|
فَما اِنتُزَعَ الرُمحُ حَتّى اِنسَدَل | |
|
| عَلى مُقلَتَيهِ ظَلامُ الأَجَل |
|
وَهيلينُسٌ صُدغَ ذيفيرَ فَل | |
|
| بِسَيفٍ بِإِثراقَةٍ قَد صَقَل |
|
أَطارَ تَريكَتَهُ تَتَدَحرَج | |
|
| إِلى قَومِهِ بِالدِماءِ تُضَرَّج |
|
بِها مِن ذَويهِ خَلا نَفَرُ | |
|
| وَأَظلَمَ في عَينهِ البَصَرُ |
|
فَشَقَّ فُؤادَ مَنيلا الأَسى | |
|
| وَأَقبَلَ يَطلُبُ هيلينُسا |
|
وَهَزَّ القَناةَ وَذاكَ حنى | |
|
| حَتِيَّتَهُ وَمَعاً طَعَنا |
|
فَهيلينُسٌ سَهمُهُ نَشِبا | |
|
| بِلَأمَةِ أَتريذَ ثُمَّ نَبا |
|
وَحَلَّقَ وَاِنطادَ ثُمَّ وَقَع | |
|
| كَما الحَبُّ بَينَ المَذاري اِندَفَع |
|
وَذو الزَرعِ في بَيدَرٍ عاجِلا | |
|
| ذَرى الحُمُّصَ اليَبسَ والباقِلي |
|
فَبَينَ الرِياحِ وَجُهدِ المُذَرّي | |
|
| تَدافُعُ حَبٍّ إِلى الأَرضِ يَجري |
|
وَلَكِنَّ رُمحَ مَنيلا اِستَقَر | |
|
| بِكَفٍّ بِها لا يَزالُ الوَتَر |
|
فَأُنفِذَ مِنها وَفي القَوسِ غاصا | |
|
| فَأَمَّ ذَويهِ يَرومُ الخَلاصا |
|
فَوافاهُمُ النَصلُ في يَدِهِ | |
|
| يُقَوِّضُ رُكنَ تَجَلُّدِهِ |
|
فَأَقبَلَ فَوراً أَغينورُ يُخرِج | |
|
| بِرِقَّتِهِ النَصلَ مِن حَيثُ أولِج |
|
وَمِن صوفِ مِقلاعِ تابِعِهِ حَل | |
|
| ضِماداً عَلى ذَلِكَ الجُرحَ أَسبَل |
|
وَفيسَندَرُ اِنقَضَّ مُتَّقِدا | |
|
| وَلِلحَتفِ ساقَتهُ أَيدي الرَدى |
|
لَدَيكَ مَنيلا رَماهُ القَدَر | |
|
| لِتُعمِلَ فيهِ حُسامَ الظَفَر |
|
كِلا البَطَلَينِ مَشى وَرَشَق | |
|
| وَلَكِنَّ رُمحَ مَنيلا زَهَق |
|
وفيسَندَرٌ رُمحُهُ وَقَعا | |
|
| عَلى التُرسِ لَكِنَّهُ اِرتَدَعا |
|
بِفولاذِهِ الصُلبِ ما صَدَرا | |
|
| وَمِن كَعبِ نَصلَتِهِ اِنكَسَرا |
|
وَلَكِنَّ فيسَندَراً طَرِبا | |
|
| لِما خالَ مِن نَيلِهِ الأَرَبا |
|
فَسَلَّ مَنيلا حُساماً تَرَصَّع | |
|
| قَتيرَ لُجَينٍ بَهِيٍّ وَأَسرَع |
|
وَذَلِكَ تَحتَ المِجَنِّ قَبَض | |
|
| عَلى فَأسِهِ وَإِلَيهِ رَكَض |
|
|
| وَزَيتونُ مِقبَضِها صُقِلا |
|
فَما كانَ إِلّا أَنِ اِقتَرَبا | |
|
| وَكُلٌّ بِشِدَّتِهِ ضَرَبا |
|
فَمِن يَبضَةِ الخوذَةِ الفَأسُ حَلَّت | |
|
| عَلى عَذَباتٍ بِهِنَّ تَحَلَّت |
|
وَلَكِن مَنيلاً بِطَعنَتِهِ | |
|
| أَحَلَّ السِنانَ بِجَبهَتِهِ |
|
فَأولِجَ وَالعَظمَ سَحقاً سَحَق | |
|
| وَمِن مُقلَتَيهِ النَجيعُ اِندَفَق |
|
وَطُيِّرَتا بِخَضيبِ الدَمِ | |
|
| مِنَ الرَأسِ حَتّى ثَرى القَدَمِ |
|
فَقُوِّسَ ظَهراً وَخَرَّ صَريعا | |
|
| وَقاتِلُهُ الصَدرَ جداسَ سَريعا |
|
وَجَرَّدَهُ مِن بَهِيِّ السِلاحِ | |
|
| وَمُفتَخِراً صاحَ أَيَّ صُياحِ |
|
أَلا يا طَراوِدَةق يا لِئام | |
|
| وَيا ظَمِئينَ لِوردِ الصِدام |
|
أَلا هَكَذا سَتَعافونَ قَهرا | |
|
| سَفائِنَنا اللاءِ يَمخَرنَ مَخرا |
|
عَلامَ إِذافَةَ عارٍ لِعارِ | |
|
| تَحَرَّيتُمُ يا كِلابَ الشَنارِ |
|
فَهَلّا غَنيتُم عَنِ الغَدرِ نَفسا | |
|
| وَهَلّا خَشيتُم إِثارَةَ زَفسا |
|
إِلاهِ القِرى مَن سَيَهدِمُ هَدما | |
|
| دِيارَكُمُ إِذ جَنَيتُمُ ظُلما |
|
وَزَوجِيَ لَمّا رَعَتكُم ضُيوفا | |
|
| فَرَرتُم بِها وَالكُنوزِ صُنوفا |
|
أَلا ما اِجتَزَأتُم قَد سَبَق | |
|
| لِتوروا السَفينَ وَتُردوا الفِرَق |
|
فَلا لا وَمَهما اِضطَرَمتُم غُرورا | |
|
| سَتَلقَونَ تَحتَ العَجاجِ التُبورا |
|
أَيا زَفسُ يا مَن بِسامي النُهى | |
|
| عَلى الإِنسِ وَالجِنِّ طُرّاً سَما |
|
بِقُدرَتِكَ اِستَعصَمَ المَكَرَه | |
|
| فَكَيفَ تَلي زُمراً غَدَرَه |
|
جَنَوا وَسَيَبجنونَ طولَ الزَمَن | |
|
| وَلا يَرتوونَ وَغىً وَفِتَن |
|
فَرَقصُ السُرورِ وَعَذبُ المَنامِ | |
|
| وَطيبُ الأضغاني وَكُلُّ هُيامِ |
|
وَكُلُّ سُرورٍ وَإِن طَمَحا | |
|
| لَهُ المَرءُ فَوقَ شُرورِ الوَحى |
|
فَلا بُدَّ صاحِبُهُ أَن يَمَلّا | |
|
| وَلَكِن مِنَ العَيثِ طُروادَةٌ لا |
|
وَلَمّا أَتَمَّ مَقالَتَهُ | |
|
| وَجَرَّدَ ذَلِكَ شِكَّتَهُ |
|
وَأَدلى بِها لِزَفيقِ بَطَل | |
|
| وَعادَ فَبَرَّزَ بَينَ الأُوَل |
|
فَهَرفَلِيونُ بنَ فيليمشنِ | |
|
| بَدا لِلقَواضِبِ لا يَنثَني |
|
وَراءَ أَبيهِ لِإِليونَ قِدما | |
|
| أَتى لِيوافي القَضاءَ المُلِمّا |
|
فَبادَرَ أَتريذُ في طَعنَتِه | |
|
| فَلَم يَنفُذِ الرُمحُ في جُنَّتِه |
|
وَنَحوَ ذويهِ التَوى يَنظُرُ | |
|
| حَوالِهِ خَيفَ العِدى تَغدُرُ |
|
فَما كادَ يَنصاعُ حَتّى تَلَقّى | |
|
| مُثَقَّفَ مِريونَ يَخرُقُ حُقّا |
|
بِأَيمَنِ فَخذَيهِ بِالعَظمِ مَرّا | |
|
| وَشَقَّ مَثانَتَهُ وَاِستَمَرّا |
|
فَأَقعى وَوَجهُ التُرابُ تَرَوّى | |
|
| دَماً وَاِرتَمى دودَةً تَتَلَوّى |
|
فَأَلفاهُ خُلّانُهُ بِالحَضيض | |
|
| بِطَرفٍ غَضيضٍ وَروحٍ تَفيض |
|
فَحَفَّ بِهِ البَفلَغونُ ذَووهُ | |
|
| وَبَينَ أَكُفِّهِم رَفَعوهُ |
|
وَأَلقَوهُ مِن فَوقِ مَركَبَةِ | |
|
| يَهُدُّهُمُ فادِحُ المِحنَةِ |
|
لِإِليونَ ساروا اَمامَهُمُ | |
|
|
فَإِذ ذاكَ مَقتَلُهُ عَظُما | |
|
| عَلى نَفسِ فاريسَ فَاِقتَحَما |
|
لَقَد كانَ قَبلاً نَزيلاً لَدَيهِ | |
|
| فَشَقَّ عَظيمُ المُصابِ عَلَيهِ |
|
فَزَجَّ وَكانَ هُناكَ فَتى | |
|
| بِأوخينُرٍ بَينَهُم نُعِتا |
|
هُمامٌ بِقورِنثُسٍ ذو رِياش | |
|
| وَأَيقَنَ بِالحَتفِ مُنذُ اِستَجاش |
|
لِأَنَّ أَباهُ فُليذَ النَبيل | |
|
| مِراراً لَهُ قالَ قَبلَ الرَحيل |
|
فَإِمّا الحِمامُ بِداءٍ عُضال | |
|
| وَإِمّا لَدى الفُلكِ يَومَ القِتال |
|
فَلَم يَرضَ داءً يُؤَرِّقُهُ | |
|
| وَعَذلاً وَحُزناً يُحَرِّقُهُ |
|
فَجاءَ وَفاريسُ فيهِ فَتَك | |
|
| بِزُجٍّ تَلَجلَجَ تَحتَ الحَنَك |
|
فَأَودى عَلى لَهَبِ الغَمَراتِ | |
|
| وَهامَ عَلى أَوجُهِ الظُلُماتِ |
|
هُناكَ كَاللَهيبِ السُرى اِقتَتَلوا | |
|
| وَهَكطورُ مَقتَلَهُم يَجهَلُ |
|
وَلَم يَدرِ أَنَّ يَسارَ السَفينِ | |
|
| عَثَت بِذَويهِ أَيادي المَنونِ |
|
وَكادَ العِدى يُحرِزنَ الظَفَر | |
|
| وَفوسيذُ فيهِم يَهيجُ الزُمَر |
|
فَإِنَّ مُزَعزِعَ رُكنِ الثَرى | |
|
| لِنُصرَتِهِم بِقُواهُ اِنبَرى |
|
وَهَكطورُ ما زالَ حَيُ اِندَفَع | |
|
| بِهِم أَوَّلاً وَالصِفاقَ اِقتَلَع |
|
هُنالِكَ حَيثث جَرى حَنَقا | |
|
| وَفَيلَقَ دُرّاعِهِم خَرَقا |
|
وَحَيثُ سفينُ فُروطُسِلاس | |
|
| لَقَد قُرِنَت بِخَلايا أَياس |
|
وَقَد جُذِبَت لِجُدودِ البِحارِ | |
|
| تُحاذي أَداني اِرتِفاعِ الحِصارِ |
|
هُناكَ الفَوارِسُ وَالخَيلُ مالَت | |
|
| بِجُملَتِها لِلصِدامِ فَجالَت |
|
هُنالِكَ هَكطورُ كَالنارِ شَبّا | |
|
| عَلى فُلكِهِم فَتَلَقّوهُ غَضبى |
|
وَصَدّوهُ عَنها وَما ظَفِروا | |
|
| بِإِجلائِهِ فَلَهُ صَبَروا |
|
|
| تَخوضُ المَنايا وَتَقتَحِمُ |
|
هُناكَ البِيوتَةُ جُندُ أَثينا | |
|
| بِصَدرِ طَلائِعِهِم يَصدُرونا |
|
مِنستِسُ قائِدُهُم وَفِداسُ | |
|
| يَليهِ وَإِستيخيُس وَبياسُ |
|
وَمُستَر سِلو الأمِ يونلنُهُم | |
|
| تَصَدَّرَ لِلطَعنِ فِتيانُهُم |
|
إِلَيهِم قَد اِنضَمَّ قُربَ الخَلايا | |
|
| بَنو أَفشُسٍ بِلَفيفِ السَرايا |
|
وَميدونُ في قَومِهِم آمِرُ | |
|
| وَفوذَرفِسُ البَطَلُ القاهِرُ |
|
فَميدونُ كانَ فَتىً رَبَّ باسِ | |
|
| لِويلوسَ مِن غَيرِ أُمِّ أَياسِ |
|
بِها هامَ ويلوسُ مِن غَيرِ حِلِّ | |
|
| وَميدونُ عَن مَوطِنِ الأَهلِ أُجلي |
|
لِفيلافَةٍ كانَ مُذ قَتَلا | |
|
| أَخا عِرسِ والِدِهِ رَحَلا |
|
فَهاجَت لِذا إِريفيسُ اِستِعارا | |
|
| فَأَخلى البِلادَ وَعافَ الدِيارا |
|
وَفوذَرفُسُ بنُ إِفِقلوسَ كانا | |
|
| سَليلاً لِفيلافُسٍ عَزَّ شانا |
|
وَيَصحَبُهُم باسِلو لُقرِيا | |
|
|
لِإِمرَتِهِ كُلُّهُم ذَعِنا | |
|
|
وَأَمّا الأَياسانِ فَاِندَفَقا | |
|
| مَعاً لَحظَةً قَطُّ ما اِفتَرَقا |
|
كَثَورَينِ في مَزرَعٍ أَسحَمينِ | |
|
| بِنيرٍ لَقَد قُرِنا كُفُؤَينِ |
|
جَرى مِحرَثُ الأَرضِ خَلفَهُما | |
|
| بِعَزمٍ تَعاذَلَ بَينَهُما |
|
فَيثلِمُ ثَلماً وَيَنثَنِيانِ | |
|
| وَصَدراهُما عَرَقاً يَرشَحانِ |
|
وَلَكِن لَدى اشبنِ تِلامونَ ثارَت | |
|
| عِصابَةُ بَأسٍ حَوالَيهِ دارَت |
|
لِجُنَّتِهِ تَتَناوَبُ حَملا | |
|
| لِتَخفِضَ مِن ثِقلَةِ العَيِّ حِملا |
|
وَأَمّا رِجالُ اِبنِ ويلُس فَما | |
|
| جَرَوا خَلفَهُ عِندَما هَجَما |
|
فَما لِبَني لُقرِيا مُهَجُ | |
|
| بِصَدرِ الكَتائِبِ كَي يَلِجوا |
|
فَلَيسَ لَهُ مُخُوَذٌ سابِحات | |
|
| عَلى صُلبِ فولاذِها العَذَبات |
|
وَلَيسَ لَهُم جُنَنٌ مِن صِفاح | |
|
| أُديرَت وَلا أَسَلٌ وَرِماح |
|
وَلَكِنَّهُم أَقبَلوا لِلقِتالِ | |
|
| بِتِلكَ القِسِيِّ وَتِلكَ النِبالِ |
|
وَتِلكَ الخادِفِ تُحكَمُ جَدلا | |
|
| مِنَ الصوفِ تُمطِرُ في الحَربِ وَبلا |
|
بِعُدَّتِهِم تِلكَ هُم أَبَدا | |
|
| نَكالُ كَتائِبِ جَيشِ العِدى |
|
فَظَلَّ مُجيلو السِلاحِ الكَثيرِ | |
|
| يَصُدّونَ أَعداءَهُم بِالصُدورِ |
|
وَهُم خَلفَهُم جَحفَلاً ثانِيا | |
|
| يَظَلُّ وَبالُهُمُ هامِيا |
|
فَرَبَّكَ وَجهَ العَدُوِّ الأَلَد | |
|
| وَأَوهى عَزيمَتَهُ وَالجَلَد |
|
وَكادَ الطَراوِدُ يَنكَفِئونا | |
|
| إِلى حُصنِ إِليونَ مُكتَئِبينا |
|
وَلَكِنذَ فوليدَماسَ سَبَق | |
|
| فَصاحَ بِهَكطورَ بَينَ الفِرَق |
|
عَنَوتَ فَلا تَرعَوي لِمَقالِ | |
|
| أَأَنتَ سَبوقٌ بِكُلِّ مَجالِ |
|
أَمُذ كُنتَ هَكطورَ تَسمو بِعَزمِك | |
|
| زَعَمتَ بِأَنَّكَ فُقتَ بِعِلمِك |
|
أَلَم تَرَ آلَ الخُلودِ العِظام | |
|
| يُنيلونَ هَذا فَخارَ الصِدام |
|
وَيُؤتونَ ذَلِكَ صَوتاً رَقيقا | |
|
| وَقيثارَةً ثُمَّ رَقصاً أَنيقا |
|
وَذَيّاكَ زَفسُ الحَكيمُ يَزين | |
|
| بِثاقِبِ فِكرٍ وَعَقلٍ رَزين |
|
فَذَيّاكَ ذَيّاكَ خابِرُ نَفسِه | |
|
| وَواقي الذِمارِ وَنافِعُ جِنسِه |
|
إِذاً خُذ مَعالِيَ رَأياً صَوابا | |
|
| فَحولَكَ ثارَ القِتالُ التِهابا |
|
فَأَصحابُنا مُنذُ عِبرِ الحِصارِ | |
|
| هُمُ بَينَ مُعتَزِلٍ لا يُباري |
|
وَنَزرٍ لِجَيشِ العِدى صَدَرا | |
|
| وَحَولَ السَفائِنِ قَد ذُعِرا |
|
فَعُدوا عِقدَنَّ مِنَ الصَيدِ مَحضَر | |
|
| لِنَبحَثَ فيما بِهِ نَتَدَبَّر |
|
أَبِالفُلكِ فَتكاً بِزَحفٍ وَكَر | |
|
| لَعَلَّ إِلاهاً يُنيلُ الظَفَر |
|
أَم العَودُ عَنهُنَّ مُنقَلِبينا | |
|
| وَنَحنُ بِأَرواحِنا سالِمونا |
|
فَإِنِّيَ أَخشى اِتِثارَ الأَعادي | |
|
| لِنَكبَةِ أَمسِ بِحَرِّ الجِلادِ |
|
هُنا قُربَ فُلكِهِمِ رَجُلُ | |
|
| مشنَ الفَتكِ لا يَرتَوي بَطَلُ |
|
وَظَنِّيَ لا يَلبَثَنَّ طَويلا | |
|
| فَيَبرُزُ لِلحَربِ سُخطاً وَبيلا |
|
تَلَقّاهُ هُكطورُ رَأياً مُصيبا | |
|
| وَقالَ لِفوليدَماسَ مُجيبا |
|
هُنا أَوقِفَنَّ خِيارَ الجُنود | |
|
| إِلى أَن أَكُرَّ أَنا وَأَعود |
|
أُثيرُ بِقَومِيَ نارَ الكِفاحِ | |
|
| وَأُرشِدُهُم لِسَبيلِ الصَلاحِ |
|
وَهَبَّ بِخوذَتِهِ يَستَطيرُ | |
|
| كَطَودٍ مِنَ الثَلجِ راحَ يَسيرُ |
|
وَخاضَ يَصيحُ بِصَوتٍ جَفا | |
|
| صُفوفَ الطَراوِدِ وَالحُلَفا |
|
فَكُلٌّ أَصاخَ لِوَقعِ النِدا | |
|
| وَمِن حَولِ فوليدَماسَ عَدا |
|
وَهَكطورُ بَينَ الطَلائِعِ هام | |
|
| يُسائِلُ عَن هيلِنوسَ الهُمام |
|
وَعَن آدَماسَ بنِ آسِيُّسا | |
|
| وَآسِيُّسٍ نَجلِ هِرطاقُسا |
|
وَذيفوبَ لَكِن أُتيحَ القَضا | |
|
| فَبَعضُ جَريحٌ وَبَعضٌ قَضى |
|
فَمِن بَطَلٍ بِطِعانِ الأَراغِس | |
|
| قَتيلٍ أَمامَ السَفائِنِ راكِس |
|
وَمِن باسِلٍ لَم تَغُلهُ المَنون | |
|
| جَريحٍ بَأِكنافِ تِلكَ الحُصون |
|
فَأَبصَرَ فاريساً المُجتَبى | |
|
| يَسارَ الجَناحَينِ مُلتَهِبا |
|
يَكُرُّ وَيَدفَعُهُم لِلقِتالِ | |
|
| فَعاجَلَهُ بِأَمَرِّ مَقالِ |
|
أَلا يا شَقِيّاً بَديعَ الجَمالِ | |
|
| وَعَشّاقَ خَدّاعَ غيدِ الدَلالِ |
|
أَلا أَينَ ذيفوبُ هيلينُسُ | |
|
| كَذا أُثريونُ الفَتى الأَكيسُ |
|
|
| وَآسِيُّسٌ نَجلُ هِرطاقُسا |
|
أَشَمّاءَ إِليونَ تَمَّ المًصابُ | |
|
| بِكِ اليَومَ حَتماً يَحوقُ الخَرابُ |
|
فَقالَ كَرَبّس يَفيضُ جَمالا | |
|
| أَخي أَلبَريءَ اِتَّهَمتَ مُحالا |
|
أَفي مِثلٍ ذا اليَومِ بَأسِيَ أَنسى | |
|
| وَأُمِّيَ ما وَلَدَتني نِكسا |
|
فَمُذ سِرتَ بِالقَومِ قُربَ العِمارَه | |
|
| فَنَحنُ هُنا بِطعانٍ وَغارَه |
|
فَمَن رُمتَ مِن دونِ هيلينُسا | |
|
| وذيفوبَ عَنهُم وَرَثنا الأضسى |
|
وَذانِ جَريحانِ قَد رُغِما | |
|
| وَزَفسُ مِنَ الحَتفِ صانَهُما |
|
بِنا الآنَ سِر حَيثُ شِئتَ فإِنّا | |
|
| لَكَ التابِعونَ قِراعاً وَطَعنا |
|
وَحَقِّكَ لَن نَبرَحَنَّ الرِهانا | |
|
| نَكُرُّ إِلى أَن تَكلَّ قُوانا |
|
فَمَهما عَتا القَرمُ لَن يَجدا | |
|
| سَبيلاً إلأى البَطشِ إِن جُهِدا |
|
لِذا لانَ هَكطورُ ثُمَّ زَحَف | |
|
| وَفاريسُ حَيثُ اِصطِكاكُ الحَجَف |
|
وَحَيثُ الفَتى قِبريونُ ضَرَب | |
|
| وَفَلقيسُ ثارَ وَأُرثيسٌ هَب |
|
وَفوليدَماسُ وَفَلميسُ كَرّا | |
|
| وَفولِفِتٌ ذو الجَلالِ اِستَقَرّا |
|
وَنَجلا هِفُتيونَ قَد ثَبَتا | |
|
| مُروسُ وَعَسقانِيوسُ الفَتى |
|
|
| لِرَهطٍ لِعَسقانِيا رَحَلا |
|
وَزَفسُ إِلى الحَربِ حَثَّهُما | |
|
| وَجَمعُ السُرى واحداً هَجَما |
|
كَأَنَّ مِنَ الجَوِّ نَوءاً شَديد | |
|
| بِهِ زَفسُ يَقذِفُ طَيَّ الرَغيد |
|
يَعيثُ بِبَرٍّ وَيُهوي لِبَحرِ | |
|
| وَيَدوي بِصَعقَةِ هَولٍ وَيَجري |
|
فَيَركُمُ مَوجاً وَيُزيدُ يَمّا | |
|
| تَدافَعَ مُرتَفِعاً مُدلَهِمّا |
|
فَذاكَ اِندِفاعُ لَفيفِ السُرى | |
|
| عَلى أَثَرِ الصَيدِ مُستَبشِرا |
|
صُفوفٌ تُدَفِّعُ دُهمَ صُفوفِ | |
|
| تَأَلَّقَ فولاذُها لِلحُتوفِ |
|
وَهَكطورُهُم عِدُّ آريسَ في | |
|
| زَعامَتِهِم باهِرٌ الشَرَفِ |
|
مَشى بِمِجَنٍّ جُلودُ البَقَر | |
|
| كَسَتهُ وَفولاذُهُ قَد بَهَر |
|
وَمِن حَولِ صُدغَيهِ خوذَتُهُ | |
|
| تَهجُ فَتَسطَعُ جَبهَتُهُ |
|
دَنا جائِلاً يَسبُرُ القَومَ سَبرا | |
|
| يَرى هَل يُذِلُّهُمُ اليَومَ قَهرا |
|
فَما راعَهُم هَولُهُ وَتَقَدَّم | |
|
| أَياسُ يَحُثُّ الخُطى وَتَكَلم |
|
هَلُمَّ إِلَيَّ وَأَلقِ الوَساوِس | |
|
| عَلامَ كَذا رُمتَ ذَعرَ الأَراغِس |
|
بَلَونا القِتالَ بِثَبتِ الخُطى | |
|
| وَلَكِنَّما صَوتُ زَفسَ سَطا |
|
تَوَهَّمتَ أَن تَنهَبَ الفُلكَ نَهبا | |
|
| وَفينا أَكُفٌّ تَقيهِنَّ ذَبّا |
|
وَتَسبُقُ مُفتَتِحاتٍ حِماكُم | |
|
| وَمُغتَنِماتٍ جَزيلَ غِناكُم |
|
وَلَم يَبقَ ظَنِّيَ غِلّا اليَسير | |
|
| أَهكطورُ حَتّى فِرارااً تَطير |
|
تَلوذُ بِزَفسَ وَكُلِّ إِلاه | |
|
| لِيُجرِيَ خَيلَكَ جَريَ البُزاه |
|
فَتُلقيكَ خَوفَ العَدُوِّ المُفاجي | |
|
| بِإِليونَ تَحتَ غَمامِ العِجاج |
|
وَما كادَ يَفرَعُ حَتّى تَراءى | |
|
| بِقَلبِ الفَضا طائِرٌ يَتَناءى |
|
هُوَ النَسرُ مِن فَوقِ هامَتِهِ | |
|
| يُبَشِّرُ خَيراً بِحَومَتِهِ |
|
فَضَجَّ الأَراغِسُ لِلفَألِ بِشرا | |
|
| لِما أَنِسوا فيه مِن خَيرِ بُشرى |
|
وَلَكِنَّ هَكطورَ حالاً أَجاب | |
|
| أَثَرنا ثارَةَ زاغَ غَثَّ الخِطابُ |
|
هَرَفتَ أَياسُ بِما قُلتَهُ | |
|
| وَقَد خابَ ما أَنتَ أَمَّلتَه |
|
أَلا لَيتَ لي أَن أَقولَ بِنَفسي | |
|
| بِأَنِّيَ مِن وُلدِهيرا وَزَفسِ |
|
وَيا لَيتَ لي بِاِعتِزازي يَقينا | |
|
| كَعِزَّةِ آفُلُّنٍ وَأَثنيا |
|
كَما أَنَّن موقِنٌ بِبَوارِ | |
|
| لَفيفِ الأَخاءَةِ في ذا النَهارِ |
|
فَإِمّا اِغتَرَرتَ وَعَرَّضتَ نَفسَك | |
|
| لِرُمحِيَ تُؤتي عَلى الرَغمِ بُؤسَك |
|
يُمَزِّقُ جِلدَكَ ماضي سِناني | |
|
| فَتُلقى لَدى الفُلكِ مَيتَ الهَوانِ |
|
وَفي شَحمِكَ الغَضِّ وَاللَحمِ تَرتَع | |
|
| نَواهِسُ إِليونَ وَالطَيرُ تَشبَع |
|
وَمِن ثَمَّ هَمّض وفيهِم تَصَدَّر | |
|
| وَفي إِثرِهِ زُعَماءُ المُعَسكَر |
|
بِهِم خَلفَهُ اِرتَفَع الصَخَبُ | |
|
| وَمِن خَلفِهِم جَحفَلٌ لَجِبُ |
|
وَجَيشُ الأَخاءَةِ بأساً تَدَرَّع | |
|
| بِمَوقِفِهِ ظَلَّ لا يَتَزَعزَع |
|
تَرَبَّصَ يَلقى عُلوجَ العِدى | |
|
| بِنَقعٍ لِقَلبِ الفَضا صَعِدا |
|
وَعَجُّ الخَميسَينِ شَقَّ الفَضا | |
|
| إِلى حَيثُ في الجَوِّ زَفسُ أَضا |
|