كانَ نَسطورُ لَدى كَأسِ الشَراب | |
|
| مُصغِياً يَسمَعُ عَجّاً وَاِصطِخاب |
|
فَلِما خاوونَ قالَ أَفكِر فَما | |
|
| عَلَّهُ يَنجُمُ عَن قَرعِ الحِراب |
|
حَولَ تِلكَ الفُلكِ فِتيانُ الوَحى | |
|
| نَقعُهم يَعلومَهٍ لا تَبرَحا |
|
وَاِشرَبِ الخَمرَةَ صِرفاً رَيثَما | |
|
| هيكَميذا لَكَ تَحمي المِسبحا |
|
وَتُنقي الجُرحَ مِن هَذا الخِضاب
|
وَأنا ماضٍ أَرى ماذا جَرى | |
|
| بِالسُرى وَاِقتالَ تُرساً أَكبَرا |
|
كانَ تَرسيميذُ قَد غادَرَهُ | |
|
| مُؤثِراً تُرسَ أَبيهِ نَسطُرا |
|
وَعَلى رُمحٍ طَويلٍ قَبَضا | |
|
| بِسِنانٍ قاطِعٍ صُفراً أَضا |
|
بِبَني الإِغريقِ قَد جَلَّ المُصاب
|
دُفِعوا دونَ عَدُوٍّ مُندَفِع | |
|
| خَلفَهُم مِن خَلفِهِ السورُ صُدِع |
|
لَبِثَ الشَيخُ عَلى هاجِسِهِ | |
|
| خامِدَ الجَأشِ كَبَحرٍ مُتَّسِع |
|
بدُنُوِّ النَوءِ في الجَوِّ شَعَر | |
|
| يَمُّهُ فَاِربَدَّ لَوناَ وَاِكفَهَر |
|
لا يَمَجُّ المَوجُ فيهِ مائِلاً | |
|
| أَيَّ مَيلٍ قَبلَ ما زَفسُ اِنتَهَر |
|
ريحَهُ تَنقَضُّ مِن فَوقِ العُباب
|
هَكَذا الشَيخُ عَلى أَمرينِ جاش | |
|
| لِبُلوغِ الجَيشِ مِن فَوقِ الرَشاش |
|
أَلحاقاً بِأَغا مَمنونَ أَم | |
|
| بِالحَواشي حَيثُما اِصطَكَّ الكِباش |
|
فَعَلى ذاكَ أَخيراً عَوَّلا | |
|
| وَاِشتِباكُ السُمرِ يُصمي النُبَلا |
|
يَقرَعُ الجُنّاتِ في دُرّاعِهِم | |
|
| أَبتَرٌ ماضٍ وَرُمحٌ صُقِلا |
|
نافِذُ الحَدَّينِ رَيّانُ الذُباب
|
فَإِذا في الثَغرِ جَرحى الأُمرا | |
|
| مِن بَني زَفسَ تَراءَوا زُمَرا |
|
|
| ريذَ مِن فُلكِهِمِ أَمّوا السُرى |
|
فُلكُهُم عَن مَوقِفِ الطَعنِ المُبيد | |
|
| أُرسِيَت بِالجُرفِ في بونٍ بَعيد |
|
دونَها للسَهلِ فُلك أُدنِيَت | |
|
| دونَهُنَّ السُورُ بِالإِحكامِ شيد |
|
مَعقِلاً يَمنَعُ أَن جَدَّ الطِلاب
|
ذَلِكَ الجُرفُ العَريضُ المثتَّسِع | |
|
| كُلَّ هاتيكَ الخَلايا ما وَسِع |
|
خَوفَ تَضييقِ مَجالٍ حالَ مِن | |
|
| دونِها فيهِ السَرايا تَجتَمِع |
|
فَصُفوفاً كُنَّ في ذاكَ الخَليج | |
|
| بَينَهُنَّ النَفسُ في الصيدِ تَهيج |
|
فَاِنبَروا كُلٌّ عَلى عامِلهِ | |
|
| يَتَوَكا راقِباً عَجَّ الأَجيج |
|
وَإِذا بِالشَيخِ نَسطورَ المُجاب
|
فَالتَظَوا طُرّاً لِمرآهُ أَسى | |
|
| وَأَغا مَمنونُ نادى يَئِسا |
|
يا اِبنَ نيلا قِدوَةَ الإِغريقِ لم | |
|
| عُدتَ مِن قَرعِ القَنا مُحتَرِسا |
|
خَشيَتي وَيلاهُ إِنفاذُ وَعيد | |
|
| ذَلِكَ القَتّاكِ هَكطورَ العَنيد |
|
يَومَ في شُوراهُ آلى أَنَّهُ | |
|
| يُحرِقُ الأَشراعَ وَالقَومَ يُبيد |
|
قَبلَ أَن يَنوي لِإِليونَ المآب
|
وَعدُهُ رَبّاهُ فيهِ اليَومَ بَر | |
|
| وَفُؤادُ الجَيشِ بِالغَيظِ اِستَعَر |
|
كَأَخيلٍ كُلُّهُم لاحٍ وَقَد | |
|
| عَذَلوني وَأبوادَفعَ الضَرَر |
|
قالَ هاقَد قُضِيَ الأَمرُ فَلا | |
|
| نَفسُ زَفسٍ دافِعٌ هَذا البَلا |
|
ذَلِكَ السورُ بِهِ مَنعَتُنا | |
|
| وَتَراهُ اِندَكَّ وَالنَقعُ عَلا |
|
وَلَدى الأُسطولِ مَيدانُ الضِراب
|
فَأَجِل طَرفَكَ ي كُلِّ طَرَف | |
|
| لا تَرى أَينَ بنا جَلَّ التَلَف |
|
حَيثُما تَنظُرُ فَالقَتلى هَوَت | |
|
| وَهديدُ القَومِ في الجَوِّ قَصَف |
|
فَلنَرُم رَأياً نُؤتى الفَلا | |
|
| إِن يَكُن ذا الحينَ للرَأيِ صَلاح |
|
إِنَّما الحِكمَةُ في عُزلَتِنا | |
|
| ما عَلى المَجروحِ إِتيانُ الكِفاح |
|
فَأَغامَمنونُ مُلتاعاً أَجاب
|
إِن يَكُن ذَيّالِكَ السورُ الخَطير | |
|
| ما وَفى ضُرّاً وَلا صَدَّ الحَفير |
|
أَو تَكُن خابَت أَمانينا بِه | |
|
| بَعدَ إِجهادِ قُوى الجَيشِ الكَثير |
|
أَو يَكُن ثارَ الوَغى دونَ السَفين | |
|
| إِنَّما مِن زَفسَ ذا الذُلُّ المُهين |
|
نَصرَهُ عايَنتُ قَبلاً مِثلَما | |
|
| قَد شَهِدتُ اليَومَ ذا الخَذلَ المُبين |
|
موقِناً بِالحَتفِ في دارِ اِغتِراب
|
غَلَّ أَيدينا وَأَعدانا الثِقال | |
|
| عِزَّ آلِ الخُلدِ إِجلالاً أَنال |
|
فَلنَجُرَّنَّ مِن الأُسطولِ ما | |
|
| كانَ أَدناهُ إِلى الجُرفِ مَجال |
|
وَبِقَلبِ البَحرِ نُرسيهِ إِلى | |
|
| أَن نَرى جَيشَ الدَياجي أَقبَلا |
|
فَإِذا أَوقَفَ كَرَّاتِ العِدى | |
|
| سائِرَ الفُلكِ اِجتَذَبنا عَجَلا |
|
وَكُفينا شَرَّ فَضّاحِ العَذاب
|
فَفِرارُ المَرءِ أَولى أَبَدا | |
|
| مِن نِكالِ الأَسرِ في أَيدي العِدى |
|
لَيسَ عارٌ لا وَلا في اللَيلِ أَن | |
|
| يَتَوارى المَرءُ عَن خَطبِ بَدا |
|
قالَ أوذسُ وَبِالغَيظِ اِشتَعَل | |
|
| يا أَخا العَيِّ فَما هَذا المَلَل |
|
لَكَ أَولى إِمرَةُ الأَنكاسِ لا | |
|
| إِمرَةٌ في البُهمِ مِن كُلِّ بَطَل |
|
شَيخُهُم يَبطُشُ كَالغَضِّ الشَباب
|
زَفسُ قَد عَلَّمَنا سَلَّ السُيوف | |
|
| بِصِبانا وَإِلى يَومِ الحُتوف |
|
أَبِنا رُمتَ اِرتِداداً وَتَرى | |
|
| بِحِما إِليونَ قَتلانا أُلوف |
|
مَه فَلا يَسمَع سِوانا بِالفِرَق | |
|
| نُطقَ عَجزٍ ما بِهِ قَطُّ نَطَق |
|
لا أَخو ذَوقٍ وَلا قَيلٌ وَلا | |
|
| قائِدٌ مِثلَكَ لِلحَربِ اِندَفَق |
|
جَيشُهُ الجَرّارُ كَاللُبِّ اللُباب
|
أَإِلى اليَمِّ نَسوقُ الأَغرِبَه | |
|
| وَالوَغى لِلجوِّ أَعلى صَخَبَه |
|
إِنَّما الأَعداءُ ذي مُنيَتُهُم | |
|
| وَلَئِن فازوا بِحُكمِ الغَلَبَه |
|
فَإِذا ما نَحنُ باشَرنا العَمَل | |
|
| ما الَّذي يَدفَعُ أَهوالَ الفَشَل |
|
وَإِذا الأَجنادُ مِن خَلفِهِمِ | |
|
| أَبصَرونا وَجِلوا أَيَّ وَجَل |
|
وَالتَوَوا لا لا فَما هذا الصَواب
|
قالَ أتريذُ لَقَد كَلَّمتَني | |
|
| بِمَقالٍ فيهِ قد كَلَّمتَني |
|
أَنا لا أَرغَمُ فَسراً جُندَنا | |
|
| أَن يَسوقوا راسِياتِ السُفُنِ |
|
فَليَقُم أَيُّكُمُ لا فَرقَ إِن | |
|
| كانَ غَضَّ العُمرِ أَو شَيخاً مُسِن |
|
وَيُوافينا بِرَأيٍ صالِحٍ | |
|
| أَتَلَقّاهُ بِقَلبِ مُطمَئِن |
|
فَاِنبَرى يَلقى ذِيوميذُ الخَطاب
|
دونَكَ اِنظُر فَهُنا المَرءُ المُراد | |
|
| فَاِستَمِعهُ إِن تَرُم قَولَ السَداد |
|
لا يُعيظَنَّكُمُ نُصحُ فَتىً | |
|
| فَبِهِ فَخراً سَما فَضلُ التِلاد |
|
فَأَبي تيذِيُّس الشَهمُ الصَحيح | |
|
| مضن لَهُ في ثيبَةٍ سامي الضَريح |
|
جَدُّهُ فُرثوسُ في أُفلورُنا | |
|
| وَكَليدونا حَوى المُلكَ الفَسيح |
|
وَبِها مَغناهُ بِالإِعزازِ طاب
|
وُلدُهُ أَغرِيُّسٌ ثُمَّ مِلاس | |
|
| وَوِنوسٌ خيرُهُم عَزماً وَباس |
|
ذاكَ جَدّي ظَلَّ في أَوطانِهِ | |
|
| وَأَبي أَرغوسَ مُذ أُجليَ داس |
|
قَدَرٌ مِن زَفسَ وَالأَربابِ كان | |
|
| فَلَهُ تيذِيُّسٌ بِالرَغمِ دان |
|
ثُمَّ في غُربَتِهِ تَمَّ عَلى | |
|
| بِنتِ أَدرَستَ لَهُ عَقدُ القِران |
|
وَثَوى في مَنزِلٍ زاهي الرِحاب
|
مَلَكَ الأَريافَ وَاِحتازَ الحُقول | |
|
| خَصبَةً فيها مَواشيهِ تَجول |
|
وَبِهَزِّ الرُمحِ ما ماثَلَهُ | |
|
| أَحَدٌ وَالحَقَّ تَدرونَ أَقولُ |
|
فَإِذا ما كُنتُ بِالفَرعِ الضَئيل | |
|
| لا ولا في الحَربِ مِهياباً ذَليل |
|
وَلِذا لا تَحقِروا قَولِيَ إِن | |
|
| قُلتُ لِلهَيجاءِ فَلنلقَ السَبيل |
|
وَلَئِن ظَلَّت دِمانا بِاِنسِراب
|
فَالضَروراتُ لَها حُكمٌ عَظيم | |
|
| إِنَّما عَن مَوقِفِ الطَعنِ نُقم |
|
بِاِعتزالٍ فيه لا يُدرِكُنا | |
|
| في الوَغى جُرحٌ عَلى جُروحٍ أَليم |
|
نَدفَعث الجُندَ وَنَدعو لِلمَدَد | |
|
| مَن هَوى النَفسِ بِهِ جُبناً قَعَد |
|
فأصاخوا وَوَعَوا حَتّى اِنتَهى | |
|
| وَجَرَوا وَالقَلبُ بِالحَزمِ اِتقَد |
|
خَلفَ أَتريذَ بِقَلبٍ لا يَهاب
|
إِنَّما فوسيذُ عَن قُربٍ رَقَب | |
|
| فَحَكى شَيخاً جَليلاً وَاِقتَرب |
|
وَأَغامَمنونَ وافى قابِضاً | |
|
| يَدَهُ اليُمنى بِرَوّاعِ الغَضَب |
|
قالَ يا أَتريذُ آخيلُ الحَقود | |
|
| فَرِحٌ بِالفَتكِ في بُهمِ الجُنود |
|
فَليَمُت وَليَضمَحِلَّنَّ عَلى | |
|
| غَيِّهِ وَاِعلَم فَأَبناءُ الخُلود |
|
لَم يَسوموكَ قِلىً يولي العِقاد
|
سَوفَ يَربَدُّ عَلى السَهلِ الغُبار | |
|
| بِبَني الطُروادِ يَبغونَ الفِرار |
|
ثَمَّ مِن دونِهِم اِنقَضَّ عَلى | |
|
| هَدَّةِ كَالرَعدِ تَشتَدُّ وَسار |
|
بِصَديدٍ صاحَ مِن صَدر حَديد | |
|
| عَن وَحيِ تِسعَةِ آلافٍ يَزيد |
|
بَل وَحى عَشرَةِ آلافٍ إِذا | |
|
| صَدَّ يَومَ الطَعنِ دُرّاعُ الحَديد |
|
فَالتَظى الإِغريقُ لِلحَربِ التِهاب
|
مِن ذُرى الأُولِمبِ عَن عَرشِ النُضار | |
|
| نَهَضَت تُلفِتُ هيرا لِلأَوار |
|
فَأَخاها أَبصَرت مُندَفِعاً | |
|
| وَحُبوراً قَلبُها المَيمونُ طار |
|
وَلِإيذا أَرسَلَت طَرفَ المَها | |
|
| فَرَأَت زَفسَ الذي أَلَّمَها |
|
قَرَّ مُعتَزّاً عَلى قُنَّتِهِ | |
|
| فَكَّرَت في هاجِسِ كَلَّما |
|
عَلَّها تُعزيهِ في أَمرٍ عُجاب
|
فاِرتَأَت مُذ أَعمَلَت فِكرَتَها | |
|
| لَتُعِدَّنَّ لَهُ زينَتَها |
|
فَإِذا ما جاءَها مُفتَتِناً | |
|
| بِسَناها أَنفَذَت حيلَتها |
|
وَعَلى عَينَيهِ إِن تَلقَ السَبيل | |
|
| سَكَبَت روحَ السُباتِ المُستَطيل |
|
ثُمَّ أَمَّت غُرفَةض شادَ لَها | |
|
| نَجلَها الصانِعُ هيفَستُ النَبيل |
|
لِسواها قَطُّ لا يُفتَحُ باب
|
فَوقَ أَبراجٍ عَلَت أَرتاجُها | |
|
| لا يُرى إِلّا لَها مِزلاجُها |
|
أَقفَلَت مُذ دَخَلَت ثُمَّ خَلَت | |
|
| بِطُيوبٍ نَفحُها وَهاجُها |
|
طَهَّرَت أَعضاءَها بِالعَنبَرِ | |
|
| ثُمَّ بِالزَيتِ العَلِيِّ الأَذفَرِ |
|
أَرَجٌ أَيّانَ مَسَّتهُ يَدٌ | |
|
| فاحَ مِن قُبَّةِ زَفسَ الأَكبَرِ |
|
عابِقاً في الأَرضِ يَسمو لِلسَحاب
|
وَاِنثَنَت تَجدُلُ بَرّاقَ الضُفور | |
|
| بيَدَيها بَعدَ تَسريحِ الشُعور |
|
نَظَمَتها حَلقاً هُدّابُهُ | |
|
| فَوقَ ذاكَ الراسِ فَتاناً يَدور |
|
وَاِرتَدَت مُسبِلَةً بُرداً رَقيق | |
|
| صُنعَ آثينا بِهِ وَشيٌ أَنيق |
|
بِعُرى العَسجَدِ زَرَّت وَاِنثَنَت | |
|
| لِناطاقٍ يَشمَلُ القَدَّ الرشيق |
|
مِئَةٌ أَهدابُهُ غُرُّ العِصاب
|
ثُمَّ قُرطَينِ جَمالاً شائِقَين | |
|
| مَهلاً ناطَت بِكِلتا الأُذُنَين |
|
كُلُّ شَنفٍ بيتَيماتٍ ثَلا | |
|
| ثٍ بَديعُ الصُنعِ غَضُّ المُقلَتَين |
|
وَنِقابُ الحُسنِ وَهّاجٌ عَلى | |
|
| رَأسِها كَالشَمسِ في جَوفِ الفَلا |
|
ثُمَّ خِفّاً أَوثَقَت يَسطَعُ في | |
|
| كُلِّ رِجلٍ بِسناها اِشتَعلا |
|
وَاِنبَرَت تَبرُزُ مِن طَيِّ الحِجاب
|
ثُمَّ عَفروذيتَ نادَتها إِلى | |
|
| عُزلَةٍ عَن كُلِّ أَربابِ العُلى |
|
وَلَها قالت أَتُصغينَ إِذاً | |
|
| أم تَسوميني اِبنَتاهُ الفَشلا |
|
حَنَقاً مِنّي لِإيثارِ الأَخاء | |
|
| مُذ بَني الطُروادِ أولَيتِ الوَلاء |
|
فَأَجابت كُلُّ أَمرٍ رُمتِهِ | |
|
| كانَ مَقضِيّاً بِطيبٍ وَرِضاء |
|
إِن يُطق أَو كانَ مِمّا يُستَجاب
|
قالَت الرَبَّةُ وَالحيلَةَ قَد | |
|
| أَكمَنَت إيهٍ إِذاً مِنكِ المَدَد |
|
لَهَبُ الشَهوَةِ وَالحُبُّ الذي | |
|
| بِقُلوبِ الجِنِّ وَالإِنسِ اِتَّقَد |
|
لِأَقاصي الأَرضِ أَزمَعتُ اِرتِحال | |
|
| لِأُوافي أَبَوَي رَهطِ الكَمال |
|
أَوقِيانوسَ وتيثيسَ اللَذي | |
|
| نَ أَشبّاني عَلى كَفِّ الدَلال |
|
فَعَسى أَرأَبُ مَصدوعَ الشِعاب
|
طالَ عَهدُ الكَيدِ في بُعدِهِما | |
|
| وَاِطِّراحُ الوُدِّ في حِقدِهِما |
|
لَهُما مُذ قَبلُ القَتني رِيا | |
|
| عُنِيا بي مُنتَهى جُهدِهِما |
|
عِندَما أُفرونَساً زَفسُ العَظيم | |
|
| غَلَّ تَحتَ الأَرضِ وَالبَحرِ العَقيم |
|
فَإِذا بِاللينِ وَسَّدتهُما ُسُدَ الحُبِّ فَلي الفَضلُ العَميم
|
وَذُرّي الحَظوى وَمَرعِيُّ الجَناب
|
فَأَجابَتها بِبِشرٍ وَاِبتِسام | |
|
| أَوَمِثلي لا يُلَبّي ذا المَرام |
|
كَيفَ لا يارَبَّةً زَفسُ لَها | |
|
| بَسَطَ الذَرعَينِ مَفتوناً وَهام |
|
ثُمَّ حَلَّت مِن عَلى الصَدرِ النِطاق | |
|
| مُعلَمَ الطَرزِ موَشّىً بِانتِساق |
|
تَعلَقُ اللَذّاتُ في أَكنافِهِ | |
|
| مِن هَوى نَفسٍ وَوَجدٍ وَاِشتِياق |
|
وَأَطاريفِ الحَديثِ المُستطاب
|
وَبِهِ مِن كُلِّ خَلّابِ الشُعور | |
|
| مَنطِقٌ يَعبَثُ بِالشَيخِ الوَفور |
|
بِيَدِ الرَبَّةِ أَلقَتهُ وَقا | |
|
| لَت بِبِشرٍ شَفَّ عَن بادي السُرور |
|
دونِكَ الآنَ النِطاقَ المُعلَما | |
|
| كُلُّ حِرزٍ رُمتِ فيهِ رُسِما |
|
فَعَلى صَدرِك أَخفيهِ فَقَد | |
|
| لاحَ لي في الغَيبِ أَن قَد حُتِما |
|
لَكِ بِالإِقبالِ مِن قَبلِ الإِياب
|
بَسَمَت هيرا لَهُ مُستَبشِرَه | |
|
| ثُمَّ ضَمَّتهُ وَأَمّا الزُهَرَه |
|
فَاِنثَنَت تاوي إِلى مَنزِلِها | |
|
| ثُمَّ هيرا اِنبَعَثَت مُنحَدِرَه |
|
مِن ذُرى الأولِمبِ كَالبَرقِ تَطير | |
|
| لإِفيرِيّا عَلى الرَوضِ النَضير |
|
فَإِماثِيّا فَأَطوادٍ بِإِث | |
|
| راقَةٍ فُرسانُها البُهمُ تُغير |
|
وَاِكتَسَت ثَلجاً يُغَشّيهِ الضَباب
|
كُلَّ ذاكَ البَونِ طافَتهُ وَلَم | |
|
| تَطَأِ الأَرضَ بِوَضّاحِ القَدَم |
|
وَجَرَت مِن شُمِّ آثوسَ إِلى | |
|
| حَيثُ يَمُّ البَحرِ بِالمَوجِ التَطَم |
|
بَلَغَت مِن بَعدِ تَطوافِ البِلاد | |
|
| لِمنُساً حَيثُ ثُواسُ الفَضلِ ساد |
|
فَبِها قَرَّت بِمِلءِ البَشرِ إِذ | |
|
| لقِيَت فيها أَخا المَوتِ الرُقاد |
|
فَتَلَقَّتهُ بِأَلفاظٍ عِذاب
|
يا وَلِيَّ الجِنِّ وَالإِنسِ وَمَن | |
|
| قَد حَباني الفَضلَ في ماضي الزَمَن |
|
زِدنِيَ الآنَ عَلَيهِ مِنَّةً | |
|
| تَولِني لِلدَهرِ مَذخورَ المِنَن |
|
أَلقِ لي في مُقلَتَي زَفسَ السُبات | |
|
| إِن عَلى رَندي بِوَجدِ الحُبِّ بات |
|
وَلَكَ العَهدُ إِذا لَبَّيتَني | |
|
| صِلَةٌ مِن دونِها غُرُّ الصِلات |
|
مِن لُبابِ التِبرِ عَرشٌ لا يُعاب
|
يُفرِغُ الصَنعَةَ فيهِ وَالحِكَم | |
|
| نَجلِيَ الأَعرَجُ هيفَستُ الحَكَم |
|
وَيليهِ مِدوَسٌ تَبسُطُهُ | |
|
| زَمَنَ الأُدبَةِ مِن تَحتِ القَدَم |
|
قالَ مَهلاً وَحِلى النَومِ لَدَيه | |
|
| أَيَّ رَبٍّ شِئتِ أَستَولي عَلَيه |
|
وَمجاري أُوقيانوسَ الَّذي | |
|
| كُلُّ شَيءٍ كانَ مِنهُ وَإِلَيه |
|
لي تَعنو أَبَداً دونَ اِرتِياب
|
بَيدَ أَني زَفسَ لا أولي الكَرى | |
|
| أَبَداً إِلّا إِذا ما أَمَرا |
|
حِكمَةً عَلَّمتِني مِن قَبلُ مُذ | |
|
| طَرفَهُ الحَوّاطَ طَيفي خَدَّرا |
|
يَومَ إِليونَ هِرَقلُ اِكتَسَحا | |
|
| وَمَضى يُقلِعُ عَنها فَرِحا |
|
زَفسَ بي أَغفَلتِ حَتّى تُنزِلي | |
|
| بِابنِهِ القَوّامِ خَطباً فَدَحا |
|
ثُمَّ هِجتِ حَتّى تُنزِلي | |
|
| بِاِبنِهِ القَوّامِ خَطباً فَدَحا |
|
ثُمَّ هِجتِ البَحرَ فَوراً بِاِضطِراب
|
وَهِرَقلٌ بَينَ تَبريحٍ وَضيق | |
|
| حَلَّ قَوصاً لا يَرى فيها صَديق |
|
فَعَلى الأَربابِ بِالغَيظِ التَظى | |
|
| زَفسُ لَمّا هَبَّ فيهم يَستَفيق |
|
هَدَّهُم هَدّاً وَمِن دونِ الجَميع | |
|
| في اطِلابي هاجَهُ السُخطُ الفَظيع |
|
كادَ يُلقيني مِنَ الجَوِّ إِلى | |
|
| لُجَّةِ البَحرِ إِلى القَعرِ صَريع |
|
إِنَّما الظُلمَةُ حالَت بِاِحتِجاب
|
لُذتُ فيها وَهيَ حَيثُ اللَيلُ قَر | |
|
| هابَها كُلُّ إِلاهٍ وَبَشَر |
|
فَتَرَوّى زَفسُ في حِدَّتِهِ | |
|
| وَرَعى حُرمَتَها ثُمَّ غَفَر |
|
أَوَبَعدَ الخُبرِ ذا رُمتِ المُحال | |
|
| فَأَجابَتهُ بِدَلٍّ وَجَلال |
|
أَكَذا ظَنُّكَ غَيظاً يَلتَظي | |
|
| أَلِزَفسٍ جَيشُ طُروادٍ تَخال |
|
كَاِبنِهِ يُدنيهِمِ فَضلُ اِنتِساب
|
إيهِ قُم أُعطِكَ زَوجاً تُستَباح | |
|
| بَهجَةً إِحدى الخَريداتِ الصِباح |
|
تِلكَ سَعدَيكَ فَسيثيّاً وَكَم | |
|
| رُمتَها وَجداً مَساءً وَصَباح |
|
قالَ يَهتَزُّ حُبورا أَقسمي | |
|
| لي بِإِستِكسَ الرَهيبِ الأَعظَمِ |
|
وَضَعي كَفَّيكِ كَفّاً في الثَرى | |
|
| ثُمَّ كَفّا فَوقَ بِحرٍ مُظلِمِ |
|
يَشهدِ الأَيمانَ أَربابٌ رِهاب
|
أَن تُعِدّي لي زَوجاً تُستَباح | |
|
| بَهجَةً إِحدى الخَريداتِ المِلاح |
|
فَتُنيليني فَسيثِيّا التي | |
|
| أَتَمّناها مَساءً وَصَباح |
|
أَشهَدَت نُقسِمُ بِالحَلفِ العَظيم | |
|
| حَفلَ أُفرونُسَ أَربابَ الجَحيم |
|
جُملَةَ الطيطانِ وَالقَومَ الأولى | |
|
| رَهطُهُم في قَعرِ طَرطارِ يُقيم |
|
أَنَّها لَم تُؤتِهِ قَولاً كِذاب
|
ثُمَّ طارا تَحتَ أَذيالِ الغَما | |
|
| وَسَريعاً أَدرَكا حَدَّ الخِتام |
|
مِن عَلى لِمنوسَ حَتى لَمُبَرو | |
|
| سَ إِلى إيذا الينابيعِ العِظام |
|
فَلَدى لِقطوسَ حَيثُ الوَحشُ ذاع | |
|
| غادَرا البَحرَ وَسارا في اليَفاع |
|
وَفُروعُ الغابِ مِن وَقعِهما | |
|
| قَلِقَت تَرتَجُّ في تِلكَ البِقاع |
|
وَبِتِلكَ الغابِ رَبُّ النَومِ غاب
|
وَاِختَفى عَن مُقلَتي زَفسَ عَلى | |
|
| أَرزاةٍ شَمّاءَ تَعلو في الفَلا |
|
حَلَّ في مُشتَبِكِ الأَغصانِ طَي | |
|
| راً رخيمَ الصَوتِ يَأوي الجَبَلا |
|
قد دَعاهُ الجِنُّ خَلقيسَ العِبَر | |
|
| وَقِمِنديسَ يُسَمّيهِ البَشَر |
|
رَقِيَت هيراً أَعالي غَرغَرو | |
|
| سَ وَزَفسٌ مِن مَعاليهِ نَظَر |
|
فَلَها وَجداً كَيومِ الوَصلِ ذاب
|
يَومَ في الخِفيَةِ عَن أُمٍّ وَأب | |
|
| عَلِقا حُبّاً وَفازا بالأَرب |
|
قال لِم جِئتِ وغادَرتِ الأُلِم | |
|
| بَ وَأَينَ الجُردُ قالت لا عجب |
|
لأقاصي الأرض أزمعت ارتحال | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
| إن يكن لا بد من هذا المراد |
|
أكف في الخلوة فضاح المعاب
|
|
| من بني الإنسان أو ربٍّ رهيب |
|
|
| من نضارٍ دونَهُ الشمس تغيب |
|
|
|
|
|
|
بهما النور عن الأرض ارتفع | |
|
|
|
|
فأبو الأرباب في ظل النعيم | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
كلل الإغريق بالمجد الخطير | |
|
| وابل ماشئت ولو حيناً يسير |
|
|
|
|
ثم جد السير يسعى في الورى | |
|
| وانبرى فوسيذ في صدر السرى |
|
|
|
|
| يحرزن الأسطول والمجد الأغر |
|
|
|
|
|
|
فأصيخوا الآن طراً وانهضوا | |
|
|
|
|
وأولو العزم الأولى جناتهم | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
| دمهم بل وازنوا حمل السلاح |
|
|
فبدا ذو الطول بالحمل الكثيف | |
|
| وضعيف العزم بالثقل الخفيف |
|
|
| وزنوها اندفعوا الدفع العنيف |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
| بين طروادٍ وهذا في الأخاء |
|
|
| قاصفاً والجيش بالجيش النصق |
|
|
| إذا الموج على الجرف اندفق |
|
|
|
| عندما الكل على الكل انطلق |
|
|
| حين بطن الغاب بالشم احترق |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
والتوى مستلقياً فوق الترب
|
|
|
|
|
|
| أمطروا الأسهم تهمي كالبرد |
|
|
| إذ سعى كالبرق يؤتيه المدد |
|
نخبة الطرواد والغر الصحاب
|
أسبلوا من حوله صلد المجان | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
جارياً من فيه ينصبُّ انصباب
|
ثم فوق الترب مغشيّاً عليه | |
|
|
|
|
وبنو الإغريق مذ هكطور راح | |
|
| هاج في ألبابهم وجد الكفاح |
|
|
|
|
شق ذاك الرمح من تحت الكتف | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
| عامِلاً صَلدا لِأَخذِ الثارِ ثار |
|
|
| غاصَ يُلقيهِ مُغَشّى بالغُبار |
|
صَرَخ الظافر والفخر انتحل | |
|
| لم يطش رمح ابن فنثوس البطل |
|
|
|
|
فالتظى الإغريق من هذا النعير | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
| يا ابن فنثوس الميلك الأعظم |
|
|
| كان كفوء ابن أريليق الجري |
|
إي نعم ما لاح لي إلا فتىً | |
|
|
|
فهو لا شك ابنه القرم البطل | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
يا بني الإغريق حذاف النبال | |
|
| وأولي الدعوى غروراً واختيال |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
قال يعليها على ذاك النصاب
|
|
|
|
|
لا تراه سار حين الجيش سار | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مذ إلى الإغريق إبان النزال | |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
سامه زفس انخذالاً وانقلاب
|