عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > سليمان الصولة > خليلي ما أحلى المدام الذي صفا

سورية

مشاهدة
607

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خليلي ما أحلى المدام الذي صفا

خليلي ما أحلى المدام الذي صفا
على خد ساقٍ بعد هجرانه صفا
حبيبٌ حباني لحظه الفاتر الضنى
ولكن سقاني ريقه البارد الشفا
من القاصرات الطرف أحلى محاجراً
وأعذب ألفاظاً وأطيب مرشفا
إذا شم ريا ريقه العاشقُ اكتفى
وقال على الدنيا وجريالها العفا
تلافى تلافي حين أقبل مشرفاً
عليَّ ومن هجرانه كنت مشرفا
وبات صريحي يمزج الراح باللمى
ويمنحني شهداً شهيّاً وقرقفا
فلم أر ريماً قبله للجفا جفا
ولم أر ريماً بعده بالوفا وفى
تردَّى رداء اللطف والظرف والبها
وأقبل كالروض الأريض مزخرفا
يميل ضعيف الطرف من غير علةٍ
فأحسب غصن البان يحمل مضعفا
وأحسب ريحان الدجى من خدوده
تلثَّم ورداً أو شقيقاً مفوَّفا
فيا حسنه من عائدٍ عاطر الشذا
حريصٍ على الحسنى مصرٍّ على الوفا
براه لنا الباري هماماً مهذباً
لطيفاً ظريفاً ضامر الكشح أهيفا
كأن محياه اكتسى من حميمه
مخافة عينٍ سابريّاً مضعَّفا
كأن خيال الهدب قد صار كاتباً
يصوِّر في خديه بالمسك أحرفا
كأن على خديه للآس جنةً
إذا لم يرح ريحانها الصب أدنفا
كأن شعاع العانسات بكفه
سحالة إبريزٍ تموِّه مصحفا
كأن رضاب الكأس ذاق رضابه
فشفَّ ومن لألاء فيه تشنَّفا
كأن عقيق الراح من وجناته اس
تحى فتردَّى بالحباب وأرعفا
كأن فم الإبريق مدَّ لسانه
ليطلب من كافور راحته الشفا
كأن عبير الراح راحةُ فارس
تهز علينا منه رمحاً مثقفا
كأن غزال المسك أصبح منصفاً
فذرَّ على خاليه مسكاً منصَّفا
كأن الذي استلقى على الخد سارق
غدا برياحين العذار مكتفا
كأن الذي في جانب الجيد بلبلٌ
على شرف من خالص الطلع أشرفا
إذا جال ماس الكأس بيني وبينه
توهمته في باطن الكأس رفرفا
خلوت به والباسقات كأنها
تمد علينا في الحدائق أسجفا
وقبلته ألفاً وألَّفتِ الطلا
قلوباً شكت عاماً من الصد ألَّفا
فصار خريفي كالربيع بوجنةٍ
عليها احمرار الورد شتَّى وصيفا
شممت شذاها واكتفيت بطيبها
وأعرضت عما خاله الناس أكيفا
وما زلت حتى صاح للَه صائحٌ
ينبِّه للمفروض عبداً مكلَّفا
أدافع إلّا عن محياه ناظري
كأن بروعي أهبط اللَه يوسفا
فيا عجباً لما صحا كيف فاتني
ويا عجباً من فوته عندما غفى
أرانيَ مُوَلّاه الفراقُ فخلتُه
كثيباً تداعى أو جباناً تخوَّفا
فكان وأيم اللَه أحلى من المنى
وأملحَ من وجه الضحى ذلك القفا
وكان نهارَ السبتِ يومُ فراقِنا
فيا ليته عن صبر صبٍّ عفى عفا
وقفت له بالباب وقفة خاسرٍ
يفكر في ما فاته فتأسفا
وقلت له لا تبخسِ السبتَ حقه
ففيه على العرش استوى اللَه واكتفى
فلجَّ وقال الأمر للَه وحده
وأعرض عني عابساً متأففا
وقلت وقد قبلت فاه ولم يزل
يتيه كفى هذا فقال وذا كفى
فثلث خديه احمرار مدامعي
كما ثلَّث البدرين في الشام مصطفى
أميرٌ عرفت الناس لما عرفته
وظِلتُ قرير العين بالعين مترفا
أصوغ تآليفي وأنظم حكمتي
لأبرع من أملى وخطَّ وألَّفا
لذي قلمٍ كالسيف طاب غراره
تحكم في كيد العدى وتصرفا
خليقته جبر الكسير وكسر من
تصلَّب في شوط الريا وتصلفا
سليمان الصولة
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/10/31 04:15:59 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com