قدْ غَرّدتْ في صمتنا حُمَمُ
|
تشدو بما قدْ هدّهُ الغَشَم
|
تسْتنْفر الأضْدادَ في بدني
|
كيْما بلادُ العُرْبِ تنْتَقِم
|
كمْ صرّختْ في أرضنا لُجَجٌ
|
واسْتنْفرتْ غِزْلانَها الرّخَمُ
|
|
|
وتَوثّبتْ أعناقُنا أنَفًا
|
عَنَّتْ لَهُ المِبْرَاةُ والقلمُ
|
|
لوْ قطّعوا الأرحامَ ما جَزَمُوا
|
تحكي عن الأمجادِ مِن سلَف
|
شدّوا وثاقَ الموتِ ما رحِموا
|
واستشْرفُوا التاريخَ ما وجِلُوا
|
قَضَمُوا لسانَ الجمْرِ والتهموا
|
عضُّوا على الأشواك ما وجِعُوا
|
ولَوَوْا رُؤوسَ اليأْسِ مابرِمُوا
|
همْ وزّعوا الآمالَ منْ صَدقوا
|
همْ وزّعوا الأهوالَ مَنْ ظلموا
|
همْ حرَّكوا الدنيَا فما سَكَنَتْ
|
حتّى الدوَاهِي قدْ عَنَتْ لهُمُ
|
|
فزعتْ لها النيرانُ والصّنمُ
|
|
فتفجّرتْ من كَرّهم حُمَمُ
|
وتَنطّقَتْ لغةُ الجهادِ بهمْ
|
|
إنّا حميْنا الشُّهْب من غَبَشٍ
|
والنجْمَ علّمْناهُ يبتسمُ
|
والغيْمَ زوّجْناهُ وادِيَنا
|
فَحَبَا على أزْهارِهِ الوَحَمُ
|
إنا نُرَبّي الشمسَ إن بزغتْ
|
إلاّ ومنْ إشْعاعنا خَتَمُ
|
ونعلّمُ الأموَاجَ إنْ هَدَرَتْ
|
إلاّ ولفظ الضادِ مُضطرِمُ
|
ونُروّضُ الأفلاكَ إن سبحتْ
|
|
نادتْ صُقورُ الأرض حائرةً
|
لَبَّتْ لها من غَمْرنا ذِممُ
|
شُمُّ الرؤوس غدتْ لنا جِزَرًا
|
هذا هوَانا الشَّاءُ والغنمُ
|
والجنُّ أَسْكنّاهُ قمْقُمَهُ
|
كيْما يشادُ العقلُ لا وهَمُ
|
حتى البحارُ بِهَامِنَا فُلِقَتْ
|
فاصْطفّتِ الحيتانُ تزْدحمُ
|
كيما ترى الأعْجُوبَ من عَرَبٍ:
|
نَحَرُوا السماءَ ..وما أُريقَ دَمُ
|
حتى الجبالُ الجُدْبُ قدعطِرت
|
وهمَتْ على أرْجائها النِّعَمُ
|
والرّيحُ من فرْط الهوى رقصتْ
|
فرْحى بعُرْس العُرْب إذ غنموا
|
عصرواالمباهج في دُنى ظّلَمٍ
|
فتنَطَّقَ الأمواتُ والبُكُمُ
|
وتضَوَّعَ النّوّارُ يَنْضَحُهمْ
|
فترَشَّفتْ أنفاسَهُ الأممُ
|
وتوهّجتْ أنوارُهمْ بِدَعًا
|
أهوَى لها العملاقُ والقَزَمُ!!
|
|
ماذا أداوي اليوم من وجعي؟
|
ماذا أنوحُ اليومَ يا ألمُ؟
|
|
|
إمّا حياةٌ نحن نقْهَرُهَا
|
ما عاش شعْبٌ قلْبُه هرِمُ
|
إمّا حياةٌ نحن نُرْغِمُها
|
كيما يُشدُّ اللحْمُ والعظَمُ
|
أوْ رخْوَةُ الظلماءِ في بَلَلٍ
|
فيها قفانَا الجِرْذُ يلتهمُ
|
يا أيّها الكنديّ اُمْحُ صدًى
|
دوّتْ لهُ أُذْنٌ بها صممُ
|
كيف احتمال الصوتِ من أذُنٍ
|
تَعْوِي بها الأشْعارُ والحِكَمُ؟
|
يا طالبَ الشرف الرفيع ..صهٍ
|
العِرْضُ في أصْقاعِنا.. ثَلِمُ
|
|
وصَديعُ صوت المُرِّ محْتدِمُ
|
إنّا أيا متنبّئًا ..فِرَقٌ
|
بِتْنا شظايا.. ليس تلْتحمُ
|
|
إنّا هُنَا ..نارٌ ولا ضرَمُ
|
طار ابْنُ هُودا في الأذى صُعُدًا
|
والقُدْسَ أهلُ الغدْرِ قد.. غشمُوا
|
|
إنّا رُقادٌ مثلما الرِّمَمُ
|
جالتْ على أعمارِنا دُوَلٌ
|
مالتْ إلى الأدْنى لها القِمَمُ
|
وزَنَتْ على أنفاسنا عَهِرٌ
|
شوْهَاءُ أو ذفراءُ ..لا نَسَمُ
|
وغَفتْ على أبصارنا سِنَةٌ
|
عجّتْ بها الأضغاثُ والوهَمُ
|
ضربوا الحصارَ على قرائحنا
|
وعَدَوْا على القرآن..ما..رُجمُوا
|
قَطَعَ اللئامُ جلودَنا وبها
|
ضُفِرتْ لنا الأسْواطُ ..واللُّجُم
|
وعلى مقابِرِنا بكَوْا زَلَفًا
|
ظنُّوا بأنّ الكِذْبَ ينْهضِمُ
|
يا مادحًا سيْفًا على حلبٍ
|
اليَوْمَ ..نُحْ حَطَبًا به ..وَرَم
|
ما سَّرنا ما قال حاسدُكُمْ
|
والجَرْحُ رُغم الرّفضِ ..لا.. ألَمُ
|
إن عشْتَ تشكو الجهل من عَرَبٍ
|
|
أيّام كنتم في الورى صُعُدا
|
ولكُمْ على هامِ الورى قدَمُ
|
أيّام غار الجبْرُ من فلكٍ
|
وتعانَق التّفسيرُ والحِكمُ
|
|
|
والنّاصرُ الأمَوِيُّ من جَلَلٍ
|
أحْنَى له الإسبَانُ ما سَلِمُوا
|
وبدائعُ الإعْجازِ قرطبةٌ ...
|
آيٌ مِن العمْران مُنْسجِمُ
|
|
تعْني بأن الليثَ يبْتَسِمُ
|
فاليومَ كيف الْهَمّ تُعْرِبُه
|
وجيَادُ ساحِ العِلْمِ هُمْ.. عجَمُ؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
قد بدّدوا بنْتي ولا عصِمُ
|
قد فسْفروا أنفاسنا كَرَما
|
قد عطّرونا .. فالشذى نسِم
|
لا تونسٌ ..لا شامُ.. لا يمَنٌ
|
لا مغربٌ.. لا مشرقٌ هجموا
|
لا ليبيا..لا مصرُ لا قطرٌ
|
|
لا مكةُ الإسلام.. لا أحدٌ
|
لا شيعةٌ.. لا سنةٌ.. رحموا
|
تبكي القرى لا أمَّ تنجدها
|
لا أمَّ للدنيا ..وإن وهموا
|
أين المشايخ كي يروا وجعي:
|
|
والكلُّ عريانٌ ..ولا خجلٌ
|
والكلُّ من خذلانهم طعِموا!!
|