إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هل تظنّ يا سيدي |
أنه بات علينا من السهل |
أن نحلم |
أن نعشق |
أن نحبّ |
في زمن الموت والقهر والدّمار |
في زمن تعجّ به الضّحايا |
في زمنٍ حُكم فيه على حكاياتنا |
بالإعدام |
وعلى أحيائنا بالإعدام |
وعلى أمواتنا بالإعدام |
في زمن سرقوا فيه هُويّتنا |
سرقوا فيه كراماتنا وإنسانيتنا |
فهل نستطيع أن نتذوق الحبَّ |
في زمن الخيانات |
وزمن العولمات |
وزمن المراهنات؟ |
وهل نستطيع أن نشرب قهوتنا الصّباحيّة |
ونبشّر ضحايانا بالحريّة |
في زمن القتل المجّانيّ |
في زمن المطر العنقوديّ |
في زمن الفتك الهولاكيّ |
وفي زمن الحقد النيرونيّ؟ |
لذا يا سيدي لا تخاطبني باسم الحبّ |
وحاول أن تعرف مدى الحزن |
الذي ينتابني |
حين تصرخ دمشق |
حين تدمع بغداد |
حين تصلّي القدس |
على أرواح شهداء بلادي |
فأحكام الإعدام السّود تصرف بالجملة |
والزّعتر البريّ يُقلع بالجملة |
وشجر التّفّاح والعنب، والزّيتون |
جميعُها تُباع بسوق الجملة |
وتسألني عن الحبّ |
وتكلّمني باسم الحبّ |
وكيف لي أن أحبّ؟ |
وأنا أخاف من رائحة الورود |
ومن تغريد الطّيور |
ومن هديل الحمام |
ومن هدير البحر |
ومن إشراقة الشّمس |
أن تتلو على جثثنا ترانيم الحياة |
وتقتل أنغام الطفولة |
وتُغلقُ أبوابها في وجه قاتلينا |