وتمرّ يا ولدي السّنونَ وزادنا أبداً أنين
|
ها كلّ ثانيةٍ تمرّ كأنّها ريبُ المنون
|
فالغمّ يمتلك الفؤادَ ويملكُ الفكرَالشّجون
|
كيف السّرور وغاب عن عينيّ ريحانُ السّنين؟
|
كيف السّرورُ ووجه إسلامٍ تُغيّبهُ السّجون؟
|
كيف السّرورُ وغاب عنّا الرّوضُ والماءُ المعين؟
|
كيف السّرورُ وذا الشبابُ يغيبُ عن هذا العرين؟
|
كيف السّرورُ ولم تمتعنا بذا العمر الثمين؟
|
فشبابك الرّيانُ يا إسلامُ نورُ للعيون؟
|
إنّا لنطوي العمْرَ يا إسلامُ في دمعٍٍ سخين
|
ندعو الإله بأن يُفرّجَ كربنا من بعد حين
|
فهوَ الرّحيمُ بنا وشبّانٍ مضَوا في الخالدين
|
يا ربّ إنّ شبابنا الإبطالَ آسادُ العرين
|
فامنن بعفوكَ عنهمُ أطلق سراحَ الموثقين
|
جادوا بزهرة عمْرهِم في نصر ربّ العالمين
|
|
ولقد تخلّى عنهمُ مَن يدّعي النّسب السّمين
|
خانوا الأمانة وارتَضَوا أتباعَ إبليسَ اللعين
|
صاروا عيوناً لليهود ومارسوا الفعلَ المشين
|
عاثوا فساداً في البلاد ودمرّوا عِلماً ودِين
|
باعوا القضيّة وانتهَوا من كلّ رابطة القرون
|
حتّى غدَوا وكأنّهم ليسوا من الوطن الطّعين
|
وتآمروا جهْراً على أجناد ربّ العالمين
|
فهمُ شهيدٌ أو جريحٌ أو طريدٌ أو سجين
|
تبّاً لمَن عشِق الخيانة وارتضى عار السّنين
|
هل ينجُوَنّ من العقاب عقابِ جبّارٍ متين؟
|
كلاّ فإنّ الله بالمرصاد يا ذاكَ المَهين
|
أمّا جنودُ الحقّ فاعلم أنّهم في الفائزين
|
فاللهُ راضٍ عنهمُ وهمُ رضُوا دنيا ودين
|