إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
رأيتُكِ في الحُلُمِ الأطهَرِ |
كنبضِ فؤادٍ غريرٍ طَرِيْ |
تقولين: فيكَ عرفتُ الحياة |
عطاءً غويَّ الجمالِ ثَريْ |
وتنسينَ أني نزيلُ زَمانٍ |
أُكابدُ في سفحِهِ المُحْجِر |
فيوماً تثورُ بقلبي الهُمومُ |
لتَملأني بالصدى المُقْفِرِ |
ويوماً أذوبُ بِنَفحِ خيالٍ |
تسامى على دفقِهِ المُسْكِرِ |
ليشربَ كأسَ الصبابةِ حيناً |
فيغرقَ في طعمها السُكّري |
ويستوقد الصبرَ حيناًº وحيناً |
يُغَرِّد في شِعره العبقري |
فينسى غُلالةَ حزنٍ و عصفاً |
يزمجر في وجهه المُسْفِرِ |
*** |
رأيتكِ في الحلم المثمر |
تثيرين فيَّ رماد الأماني |
وتزجين في مَسْمَعيَّ الأغاني |
كطيرٍ يرفرف في خاطري |
وها أنت في مزهرات الليالي |
نهضتِ فمزفتِ لي مئزري |
وقلتِ: كفاك فمالي سبيلٌ |
إلى حَرِّ شَوقِكَ يا شاعري |
ملأتَ فؤاديَ بالوهم حتى |
تعلقتُ في وهمِكَ الكوثريِ |
وصدقت أنك غصنٌ ظليلٌ |
أغَرِّدُ في رَحْبِهِ المُزهِرِ |
لأصحو على صخرةٍ ليس فيها |
سوى ظلِّ وعدٍ بلا جوهرِ |
فَعُدْ حيث كُنْتَ ودَعْ لي هدوئي |
ودعنيَ من حبك الأمهَرِ |
فما عُدتُ أصبر... والعُمرُ يمضي |
على رشف وهم ِ الصدى المُنكَر ِ... |
*** |
أيا وردة الحُلُم الساحرِ |
ويا برعم الأمل الأخضرِ |
أردتُ لقلبي أن يستريحَ |
بفيءٍ تضوّع بالعنبرِ |
وجدت حنانكِ كنزاً فرحت |
أناشد قلبكِ أن تُكثري |
فلوحتِ لي بالصدود ولكن |
تجاهلتُ ذا ولم أبصِرِ |
فحقّ عليّ الرحيل و مالي |
رجاء يكفكف لي مِحجري |
فلا تستثيري فيّ شجوني |
وسطو جنوني ولا تثأري |
أريحي جَنَانَكِ من حَرّ وجدي |
ومن سطو قيدي ومن أبْحُري |
ولا تستسيغي رضابي فإني |
كحنظلةٍ مرّة المَعصَرِ |
دعيني وحيداً أُعِدُّ الحقائب |
في هدأة الليل كالأزوَرِ |
وأُسرجُ خيلي فأسري بليلي |
على ضوء صمتِ الرضا المُقْهَر ِ |
لأعلي المناديل كم ضرَّجتها |
دموع الرجال فلم تشعري |
فحسبي البيادر في ذكرياتٍ |
طربتُ لموردها المُقتِرِ |
دهيني وحيداً أعيد بناء وجودي |
وجودي بصمتك |
ولتهجري |