عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > محمد حسام الدين دويدري > هواجس على أسوار بغداد

سورية

مشاهدة
713

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هواجس على أسوار بغداد

رُوَيدَكَ أيها القلبُ العَجيبُ
أما لشِغافِكَ الحَيرى طَبيبُ
تفتشُ عن صدى وصلٍ لليلى
وليلى تزدريكَ فلا تُجيبُ
أيُشجيكَ التعلُّلُ بالأماني
ويغويكَ التوسُّلُ والنحيبُ
لتمضي باحثاً بين القوافي
عن الأحلامِ تملؤكَ الكروبُ
تقولُ: وليتَ يا ليلى يوافي
هوانا ذلك الحُلُمُ السَليبُ
عسى الأيام تزهرُ في رُبانا
فقد أقصى بنا الزمنُ المُريبُ
أتنسى أنْ مضى زمنُ التصابي
وأنّ العمر موكبُهُ مَهيبُ
وأن الشوق والنجوى لصبٍّ
غزاه الشيب مشتعلاً مُعيبُ
فمهلاً...، هل ترى الدنيا رياضاً
يلوح بأفقها القصرُ الرحيبُ
وتنسى أن رأسَكَ مُستَباحاً
لألوانِ الهمومِ فلا تؤوبُ
أتُمضي العمرَ مشغوفاً بليلى
ويصهركَ التوقّد واللهيبُ
وتَشغَلكَ الصبابة ُ عن قراعٍ
تلذّ بنصرها فيه الخطوبُ
وليلى عنكَ شاغلة ٌ تمني
رغائبها وتشغفها الطيوبُ
صِفاتُكَ لَمْ تَعُدْ تُنشِي صِباها
وإن حَارتْ بِمَنطِقِكََ العُيوبُ
وإنْ كنتَ الذي التَزَمَ النواهي
ومِنْ أوصافِهِ العَدلُ النجيبُ
فشِعرُكَ لمْ يَعُدْ يَجتاحُ ليلى
ولا سِحْرُ الشروقِ ولا الغروبٌ
لأنَّ العصرَ باتَ لِمَنْ تغنّى
بمالٍ أو تَخطّاه الوجوبُ
فذو السُلطانِ والطَولِ المُرَجَّى
إذا يخطو تَحُفُّ بِهِ القُلوبُ
وتَحمِلُهُ أكفُّ الناسِ حتى
تكادُ لِفَرطِ لَهفَتِها تذوبُ
فإنْ رامََ التَكَلًّم زِيدَ حتى
تغنَّتْ بابتسامتِهِ السُهوبُ
وصفَّقَ كلُّ مَنْ يَسعى لِكَسبٍ
يقاسمه إذا غَفل الرقيبُ
رأيتُ الناسَ قد باتوا حيارى
ترامت في أَكُفِّهُمُ النُدُوبُ
يَرَونَ العُمرَ من ضنك الليالي
حِصاراً ليس تفتحه الغيوبُ
مَضَتْ فيهِ النِصَالُ على رقابٍ
وغاصتْ في تَرَهُّلِها شعوبُ
وفاضتْ أعينٌ ثكلى بدمع ٍ
تَفَجَّرَ فاستزادته الحُروبُ
وتاهت في توجُّسِها فئاتٌ
وأخرى تستخفّ بها الذنوبُ
تُعَربِدُ في مدى الأحقادِ حتى
يؤرّقها فيشغلها الوُثوبُ
فآهِ... لحيرةٍ تكوي ظنوني
كَرَحَّالٍ يطاردُهُ الكَثِيبُ
أتاهُ الناس عن ركب المعالي
بلهو ٍ صاغه الزمنُ الخصيبُ...؟!
بما يُبدي من الإغواء حتى
ليغدو الشوكُ تكسوه القُشُوبُ
ويُمزَجُ سُمُّ رقطاءِ البراري
بشهدٍ حُلوُهُ موتٌ قريبُ
أتُغرينا حَضَارَةُ مَنْ أتانا
بأصناف القُيود فلا نُصيبُ...؟!
وننسى أننا قومٌ حملنا
مشاعلَ نهضةٍ ليستْ تَخيبُ
فنقبع في صدى لهوٍ وجهلٍ
ويغوينا التفاخر والنسيبُ
فتسبقنا الشعوب لكسب عِلمٍ
أضعناه فحاق بنا النضوبُ
وبتنا نحتسي كأس التأسّي
لضعف ليس يَحمده حبيبُ
أنُهْدِرُ جهدَنا في غير كسبٍ
يُثاب به المُواطنُ والنَقيبُ
ونستجدي صناعاتٍ غزتنا
وليس لنا بصنعتها نصيبُ
فيأتزروا بحسرتنا وتغزو
جحافلُهُم ثرانا أوتُريبُ
تآمرُهُم على دمنا رهينٌ
بِقُوَّتِنا وما غَزَت العيوبُ
فخَفِّفْ عنكَ يا قلبي لهيفاً
وقُُلْ لهواكَ إنَّ غداً قريبُ
وإنّ الله لا يرضى لعبدٍ
قُنُوطاً بات يَحصُدُهُ الهُروبُ
محمد حسام الدين دويدري

الأربعاء 14/ 1 /2004 من مجموعة: بين انزلاق وانطلاق
التعديل بواسطة: محمد حسام الدين دويدري
الإضافة: الخميس 2013/11/21 09:47:25 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com