عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > محمد حسام الدين دويدري > يا أرض الرياحين

سورية

مشاهدة
947

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا أرض الرياحين

ضاق الفؤاد لعصفٍ بات يطويني
بين الرماح وأنصاف الموازين
أنعي خلاصة أحلامٍ طربتُ لها
ليت الزمان بما فيها يوافيني
كم كنت فيها نزيل الأمنيات فلم
أعمل لما يَعِدُ الآتي ويحييني
أهملتُ كلّ شؤون العزمِ منشغلاً
باللهو أو بلهاثٍ كان يغريني
أحسو صداه سراباً لا رجاءَ به
حتى غدوتُ رهين الهمّ والبَين
أرنو إلى صخب الأيام منفعلاً
لا فاعلاًº فأرى الدنيا تجافيني
تَمضي السنونُ وأوجاعي يلذّ لها
أن تستبيحَ دمائي ثُمَّ تُشقيني
أغشى الرماد وأنجو بالصدى ويدي
بين ارتعاشة موهومٍ ومرهونِ
ِيا ليتما نبضات الروح تُبعثُ بي
بعد السُبات وليت الصحو يَشفيني
في ذِكرِ من وَهَبَ الأيام زهوتها
خيرِ الأنام ونهج العلم والدينِ
ما لي أضعت مع الأيام ذخر دمٍ
كم كان يبعث آمالي وتكويني
وصرت أحتطب الآمال منكفئاً
يرتادني لهب الحسرات تكويني
فانسلّ من جعب الأيام ما بيدي
تحت الرمال وبين الماء والطينِ
مذ بِتُّ أبحثُ عن وجهي وعن شفتي
مستجدياً قسماتٍ ليت تغنيني
**
**
مزّقتُ فوق سراب الوعد أوردتي
جلست أندب أوجاع الملايين
أصحو على جلدات الذات تحرقني
أبيع خير جيادي للسلاطينِ
أطفأت في عتمات الصمت قافيتي
ورحت أشرب كأس الوهمّ تغويني
حتى ظننتُ بعزمي ظنّ من رسفوا
تحت القيود لعجزٍ في براهيني
ما كنتُ في لغة الإعثار مرتحلاً
بين التواكل والماضي كمسجونِ
لكنني خجِلٌ مما جنته يَدي
وأنا أقلِّبُ أطيافي كمفتونِ
كمْ كٌُنتُ عبر عصور النورِ مُتَّقِداً
أُغْني الحياةَ بألوان المضامين
ما أرهبتني عصور الحادثات ولا
سطو النِصَالِ ولا ضنك المواعين
أو كنت في عَنَتِ الأيام مُنكمِشَاً
خوفَ الصعابِ فأجفوها وتجفوني
**
**
يا قلب هونكº دع عنك السهاد ولا
تيأس فنبضك أمر مدبّر الكونِ
صِلْني، ففي نفحات النور يقظتنا
دع المفاتن في أرض الشياطين
وانهل من الأمل البشرى فموردها
مازال يغدق في أرض الرياحين
ما بين منبر خير الخلق كلِّهِمِ
وبين خير مقامٍ بات يدعوني
كي أستزيد بِهَديِ الله في سفري
عبر الحياة فأثريها وتثريني
هل أستعين بذكرى مولدٍ حَمَلَتْ
طِيبَ الثناء وزندي غُلّ في هَونِ؟!
والليل يرشق بالظلماء باصرتي
فأُشيحُ عن دفقات النور في عيني؟!
**
**
يا نفسُ حسبكِº.. هل في الصبر مُتَّسَعٌ
أسعى إليه عسى بالصبر يسقيني
يعيد لي بصدى الذكرى مَدَى حُلُمي
يزيد عبر صفاء النفس تمكيني
ها قد وقفت بباب الله معترفاً
والدمع يُزْبِدُ عصفاً كالبراكينِ
مُسْتَنفِرَاً لدمائي كلّ أوردتي
مستغفراً لذنوبٍ كالثعابينِ
باتتْ تُحيق بقلبي كي تصبّ به
سوءَ الزُعاف وفي الرمضاء ترميني
غوثاه...º ما لفؤادي غير رحمته
تجلو المرارة عن ذاتي وتكفيني
إني لجأتُ إلى المختار أسأله
منه الشفاعة علّ الغوث يأتيني
أشكو الحليمَ بقلب ضارعٍ ويدٍ
حيرى تلاحق أشلاء العناوينِ
في غصّةٍ حفرت في القلب مسربها
غدوت أبحث عن آهٍ تداويني
يا سيدي طغت الدنيا بقسوتها
أمسيت أمسك جمري بين فكينِ
ضاق الحصار وما سيفي بممتنعٍ
عن نيل حقي في عجز القوانين
هذا العراق غدا رهن العلوج وما
ألقى الكنانة في ذلّ المساجينِ
والقدس تحتضن الشهداء مُنكِرَةً
زعم الغزاة بميعاد وتوطينِ
أغفو على سرر الأوهام تسكرني
قيد التراخي في زهو البساتينِ
أبغي السلامة من ضنكٍ ومخمصةٍ
أغيب بين زغاريدٍ وتلوينِ
ماذا أقول لمن قد يقتفي أثَري
بعد الرحيل إلى مُسجى الجثامين
أقول: جئت إلى الدنيا وصِرْتُ إلى
مثواي دون حصادٍ في موازيني...؟!
**
**
يا طيبة العطر إنّ الشوق يحملني
عبر البلاد إلى طُهرِ الميامين
حيث الحبيب رسول الله أُقرِئُهُ
مني السلام فأسمو إذ يُحَيِّيني
أشكو إليه هموماًُ بتّ أحسبها
وحشاً يعربد في وجهي ليرديني
فإنْ وقفت بباب الله عُدتُ إلى
عزمي وحزمي في صبرٍ وتسكينِ
ربّاه عفوك إني تائبٌ خجِلٌ
والعفو منك بطهر القلب يزكيني
فاغفر ذنولي واجعلني لسان هدى
واختم لعمري عفواً منك ينجيني
محمد حسام الدين دويدري

السبت، 12 ربيع الاول، 1425 الموافق 1/5/2004 من مجموعة: بين انزلاق وانطلاق
التعديل بواسطة: محمد حسام الدين دويدري
الإضافة: الخميس 2013/11/21 09:57:30 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com