عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > تونس > صالح السويسي القيرواني > حل العَناءُ بِنا وَنَحن صِغارُ

تونس

مشاهدة
655

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حل العَناءُ بِنا وَنَحن صِغارُ

حل العَناءُ بِنا وَنَحن صِغارُ
ضُعَفاءُ قَومٍ وَالهُمومُ كِبارُ
لا أُمَّ يَدفَعُها الحَنان وَلا أَبٌ
يَبدو إِذا حَلَت بِنا الأَغيارُ
تَجري دُموعُ الحُزنِ مِن أَجفانِنا
فَكَأَنَّها تِلكَ المَدامعُ نارُ
جُبنا الأَزقةَ وَالطَرايقَ شُرَّداً
خُمصُ البُطونِ وَثَوبنا الأَطمارُ
وَمِن الحفاء تَشَقَقَت أَقدامُنا
وَجُسومُنا قَد مَسَها الأَضرارُ
حَتّى إِذا اَرخى الظَلامُ سدولَهُ
صِرنا حَيارى وَاليَتيمُ يَحارُ
وَالناسُ طَرا أَقفَلَت أَبوابَها
وَتَنَعَّمَت في وكرِها الأَطيارُ
نِمنا عَلى فُرُش التُرابِ جَميعنا
حَيث العَنا وَوسادُنا الأَحجارُ
فَسلِ الكَواكب فَهِيَ أَدرى بِالَّذي
قاسى اليَتيم وَعِندَها الأَخبارُ
رَحَلَ الشِتاءُ بِبَردِهِ وَعَذابِهِ
وَبِجسمِنا مِن باسِهِ آثارُ
وَأَتى المَصيفُ بِحَرِهِ وَسُمومِهِ
أَفَمَا لَنا بَينَ المَنازلِ دارُ
في كُلِّ هاجِرةٍ تَرانا هُمَّلاً
يا وَيلَنا أَفَما لَنا أَنصارُ
لا علمَ يُرشِدُنا إِلى طُرُقِ الهُدى
وَبِهِ يُنارُ الكَونُ وَالأَفكارُ
وَالجَهلُ أَفسَدَنا وَغَيَّرَ حالَنا
وَهُوَ الَّذي تَنمو بِهِ الأَشرارُ
يا أَيُّها الكبراءُ هَل مِن رَحمةٍ
تَنأى عَلَينا بِصَوبِها الأَكدارُ
هَل قَد سَمعتُم صَوتَنا بِقُصورِكُم
حَيث الكُؤوسُ مِن الهَناءِ تُدارُ
فَصِغارُكُم قَد يَضحَكونَ بِأُنسكم
وَدُموعَنا فَوقَ الخُدود غِزارُ
أَبناؤُكُم لَبِسوا الحَريرَ تَرفُّهاً
وَجُلودُنا فَوقَ العِظامِ دثارُ
أقلوبُكم قُدَّت مِن الأَحجارِ أَم
ذَهَبَ الحَنانُ وَقَلَّت الأَخيارُ
هَل تَعلمونَ بِأَننا مِن جِنسِكُم
وَضَياعُنا بَينَ البَريةِ عارُ
إِن اليَتامى إِن تَنَغَّصَ حالُهُم
غَضِبَ الإِلَهُ وَاَجَدَبَت أَقطارُ
هَذي مَصائِبُنا وَهَذا حالُنا
أَفما لَكُمُ لِصَلاحنا اِستبصارُ
يا أُمَةَ الإِسلامِ هَل مِن مَلجأٍ
كَرَماً تُؤسِّسُه لَنا الأَبرارُ
فيه يُسرُ مُحَمَّدٍ في قَبرِهِ
وَبِهِ تُكفَّرُ عَنكُمُ الأَوزارُ
هَيا اَبذلوا لِصَلاحنا أَموالَكُم
فَلِمثلِ هَذا تَعمَلُ الأَطهارُ
فَإِذا بَذَلتُم نِلتُمُ كُلَّ المُنى
في هاتِهِ الدُنيا وَتِلكَ الدارُ
فَالحورُ في اِستقبالِكُم في جَنةٍ
تَجري لَكُم مِن تَحتِها الأَنهارُ
يا أَيُّها المَلأُ الَّذي قَد ضَمَّهُ
ناد بِهِ لِلمُحسنينَ فَخارُ
كفِّي تُصافحُ جَمعَكُم عَن كُلِّ ما
يَعلو بِهِ للمُسلمينَ مَنارُ
صالح السويسي القيرواني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2013/12/03 12:31:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com