حل العَناءُ بِنا وَنَحن صِغارُ | |
|
| ضُعَفاءُ قَومٍ وَالهُمومُ كِبارُ |
|
لا أُمَّ يَدفَعُها الحَنان وَلا أَبٌ | |
|
| يَبدو إِذا حَلَت بِنا الأَغيارُ |
|
تَجري دُموعُ الحُزنِ مِن أَجفانِنا | |
|
| فَكَأَنَّها تِلكَ المَدامعُ نارُ |
|
جُبنا الأَزقةَ وَالطَرايقَ شُرَّداً | |
|
| خُمصُ البُطونِ وَثَوبنا الأَطمارُ |
|
وَمِن الحفاء تَشَقَقَت أَقدامُنا | |
|
| وَجُسومُنا قَد مَسَها الأَضرارُ |
|
حَتّى إِذا اَرخى الظَلامُ سدولَهُ | |
|
| صِرنا حَيارى وَاليَتيمُ يَحارُ |
|
وَالناسُ طَرا أَقفَلَت أَبوابَها | |
|
| وَتَنَعَّمَت في وكرِها الأَطيارُ |
|
نِمنا عَلى فُرُش التُرابِ جَميعنا | |
|
| حَيث العَنا وَوسادُنا الأَحجارُ |
|
فَسلِ الكَواكب فَهِيَ أَدرى بِالَّذي | |
|
| قاسى اليَتيم وَعِندَها الأَخبارُ |
|
رَحَلَ الشِتاءُ بِبَردِهِ وَعَذابِهِ | |
|
| وَبِجسمِنا مِن باسِهِ آثارُ |
|
وَأَتى المَصيفُ بِحَرِهِ وَسُمومِهِ | |
|
| أَفَمَا لَنا بَينَ المَنازلِ دارُ |
|
في كُلِّ هاجِرةٍ تَرانا هُمَّلاً | |
|
| يا وَيلَنا أَفَما لَنا أَنصارُ |
|
لا علمَ يُرشِدُنا إِلى طُرُقِ الهُدى | |
|
| وَبِهِ يُنارُ الكَونُ وَالأَفكارُ |
|
وَالجَهلُ أَفسَدَنا وَغَيَّرَ حالَنا | |
|
| وَهُوَ الَّذي تَنمو بِهِ الأَشرارُ |
|
يا أَيُّها الكبراءُ هَل مِن رَحمةٍ | |
|
| تَنأى عَلَينا بِصَوبِها الأَكدارُ |
|
هَل قَد سَمعتُم صَوتَنا بِقُصورِكُم | |
|
| حَيث الكُؤوسُ مِن الهَناءِ تُدارُ |
|
فَصِغارُكُم قَد يَضحَكونَ بِأُنسكم | |
|
| وَدُموعَنا فَوقَ الخُدود غِزارُ |
|
أَبناؤُكُم لَبِسوا الحَريرَ تَرفُّهاً | |
|
| وَجُلودُنا فَوقَ العِظامِ دثارُ |
|
أقلوبُكم قُدَّت مِن الأَحجارِ أَم | |
|
| ذَهَبَ الحَنانُ وَقَلَّت الأَخيارُ |
|
هَل تَعلمونَ بِأَننا مِن جِنسِكُم | |
|
| وَضَياعُنا بَينَ البَريةِ عارُ |
|
إِن اليَتامى إِن تَنَغَّصَ حالُهُم | |
|
| غَضِبَ الإِلَهُ وَاَجَدَبَت أَقطارُ |
|
هَذي مَصائِبُنا وَهَذا حالُنا | |
|
| أَفما لَكُمُ لِصَلاحنا اِستبصارُ |
|
يا أُمَةَ الإِسلامِ هَل مِن مَلجأٍ | |
|
| كَرَماً تُؤسِّسُه لَنا الأَبرارُ |
|
فيه يُسرُ مُحَمَّدٍ في قَبرِهِ | |
|
| وَبِهِ تُكفَّرُ عَنكُمُ الأَوزارُ |
|
هَيا اَبذلوا لِصَلاحنا أَموالَكُم | |
|
| فَلِمثلِ هَذا تَعمَلُ الأَطهارُ |
|
فَإِذا بَذَلتُم نِلتُمُ كُلَّ المُنى | |
|
| في هاتِهِ الدُنيا وَتِلكَ الدارُ |
|
فَالحورُ في اِستقبالِكُم في جَنةٍ | |
|
| تَجري لَكُم مِن تَحتِها الأَنهارُ |
|
يا أَيُّها المَلأُ الَّذي قَد ضَمَّهُ | |
|
| ناد بِهِ لِلمُحسنينَ فَخارُ |
|
كفِّي تُصافحُ جَمعَكُم عَن كُلِّ ما | |
|
| يَعلو بِهِ للمُسلمينَ مَنارُ |
|