عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > صالح الكواز > ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا

العراق

مشاهدة
2470

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا

ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا
فهل طربت لوقع الخطب مذ وقعا
تزداد بشراً إذا زادت نوائبه
كالبدر إن غشيته ظلمةً سطعا
وكلما عثرت رجل الزمان عمى
أخذت في يده رفقاً وقلت لعا
وكم رحمت الليالي وهي ظالمةٌ
وما شكوت لها فعلا وإن فضعا
وكيف تعظم في الأقدار حادثةً
على فتى ببني المختار قد فضعا
أيام أصبح شمل الشرك مجتمعاً
بعد الشتات وشمل الدين منصدعا
ساقت عدياً بنو تيم لظلمهم
أمامها وثنت حرباً لها تبعا
ما كان أوعر من يوم الحسين لهم
لولا لنهج الغصب قد شرعا
سلا ظبا الظلم من أغماد حقدهما
وناولاها يزيداً بئس ما صنعا
فقام ممتثلاً بالطف أمرهما
ببيض قضب هما قدماً لها طبعا
لا غرو إن هو قد ألفى أباه على
هذا الظلال إذا ما خلفه هرعا
وجحفل كالدبا جاء الدباب به
ومن ثنية هرشي نحوكم طلعا
يا ثابتاً في مقام لو حوادثه
عصفن في يذبل لأنهار مقتلعا
ومفرداً معلماً في ضنك ملحمةٍ
بها تعادي عليها الشرك واجتمعا
للَه أنت فكم وتر طلبت به
للجاهلية في أحشائها زرعا
قد كان غرساً خفياً في صدورهم
حتى إذا أمنوا نار الوغى فرعا
واطلعت بعد طول الخوف أرؤسها
مثل السلاحف فيما أضمرت طمعا
واستأصلت ثار بدر في بواطنها
وأظهرت ثار من في الدار قد صرعا
وتلكم شبهةٌ قامت بها عصب
على قلوبهم الشيطان قد طبعا
ومذ أجالوا بأرض الطف خيلهم
والنقع أظلم والهندي قد لمعا
لم يطلب الموت روحاً من جسومهم
إلا وصارمك الماضي له شفعا
حتى إذا بهم ضاق الفضا جعلت
سيوفكم لهم في الموت متسعا
وغص فيهم فم الغبرا وكان لهم
فم الردى بعد مضغ الحرب مبتلعا
ضربت بالسيف ضرباً لو تساعده
يد القضاء لزال الشرك وانقشعا
بل لو تشاء القضا أن لا يكون كما
قد كان غير الذي تهواه ما صنعا
لكنكم شئتم ما شاء بارؤكم
فحكمه ورضاكم يجريان معا
وما قهرتم بشيءٍ غير ما رغبت
له نفوسكم شوقاً وإن فضا
لا تشمتن رزاياكم عدوكم
فما أمات لكم وحياً ولا قطعا
تتبعوكم وراموا محو فضلكم
فخيب اللَه في ذلكم طمعا
أني وفي الصلوات الخمس ذكركم
لدى التشهد للتوحيد قد شفعا
فما أعابك قتلٌ كنت ترقبه
به لك اللَه جم الفضل قد جمعا
وما عليه هوان أن يشال على
المياد منك محيساً للدجى صدعا
كأن جسمك موسى مذ هوى صعقاً
وإن رأسك روح اللَه مذ رفعا
كفى بيومك حزناً أنه بكيت
له النبيون قدماً قبل أن يقعا
بكاك آدم حزناً يوم توبته
وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا
ونوح أبكيته شجواً وقل بأن
يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا
ونار فقدك في قلب الخليل بها
نيران نمرودٍ عنه اللَه قد دفعا
كلمت قلب كليم اللَه فانبجست
عيناه دمعاً دماً كالغيث منهمعا
ولو رآك بأرض الطف منفرداً
عيسى لما اختار أن ينجو ويرتفعا
ولا أحب حياة بعد فقدكم
وما أراد بغي الطف مضطجعا
يا راكباً شدقمياً في قوائمه
يطوي أديم الفيافي كلما ذرعا
يجتاب متقد الرمضاء مستعراً
لو جازه الطير في رمضائه وقعا
فرداً يكذب عينيه إذا نظرت
في القفر شخصاً وأذنيه إذا سمعا
عج بالمدينة واصرخ في شوارعها
بصرخةٍ تملأ الدنيا بها جزعا
ناد الذين إذا نادى الصريخ بهم
لبوه قبل صدى من صوته رجعا
يكاد ينفذ قبل القصد فعلهم
لنصر من لهم مستنجداً فزعا
من كل آخذٍ للهيجاء اهبتها
تلقاه معتقلاً بالرمح مدرعا
لا خيللاه عرفت يوماً مرابطها
ولا على الأرض ليلاً جنبه وضعا
يصغي إلى كل صوتٍ على مصطرخاً
للأخذ في حقه من ظالميه دعا
قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم
قامت دعائم دين اللَه وارتفعا
قوموا فقد عصفت بالطف عاصفةً
مالت بأرجاء طود العز فانصدعا
لا أنت أنتم إن لم تقم لكم
شعواء مرهوبةً مرأى ومستمعا
نهارها أسودٌ بالنق معتكر
وليلها أبيض بالقضب قد نصعا
إن لم تسدوا الفضا نقعاً فلم تجدوا
إلى العلا لكم من منهج شرعا
فلتلطم الخيل خد الأرض عاديةً
فإن خد حسين للثرى ضرعا
ولتملأ الأرض نعياً في صوارمكم
فإن ناعي حسين في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كل مرضعةٍ
فطفله من دما أوداجه رضعا
لئن ثوى جسمه في كربلاء لقى
فراسه لنساه في السباء رعى
نسيتم أو تناسيتم كرئمكم
بعد الكرام عليها الذل قل وقعا
أتهجعون وهم أسرى وجدهم
لعمه ليل بدر قط ما هجعا
فليت شعري من العباس أرقه
أنينه كيف لو أصواتها سمعا
وهادر الدم من هبار ساعةٍ إذ
بالرمح هودجٌ من تنمى له قرعا
ما كان يفعل مذ شيلت هوادجها
قسراً على كل صعب في السرى ظلعا
ما بين كل دعى لم يراع بها
من حرمة لا ولا حق النبي رعى
بني علي وأنت للنجا سببي
في يوم لا سبب إلا وقد قطعا
ويوم لا نسب يبقى سوى نسب
لجدكم وأبيكم راح مرتجعا
لو ما أنهنه وجدي في ولايتكم
قذفت قلبي لما قاسيته قطعا
من حاز من نعم الباري محبتكم
فلا يبالي بشيءٍ ضر أو نفعا
فإنها النعمة العظى التي رجحت
وزناً فلو وزنت بالدر لارتفعا
من لي بنفس على التقوى موطنةً
لا تحفلن بدهرٍ ضاق أو وسعا
صالح الكواز
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/12/04 12:55:19 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com