صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ | |
|
| أَلا قدْ ضَلَلْتَ الضَّلالَ البعيدْ |
|
أَتُنشدُ صوتَ الحَيَاةِ الرخيمَ | |
|
| وأَنتَ سجينٌ بهذا الوجودْ |
|
وتَطْلُبُ وَرْدَ الصَّبَاحِ المخ | |
|
| ضَّبَ مِنْ كفِّ حَقْلٍ حَصِيدْ |
|
إلى المَوْتِ إنْ شِئْتَ هَوْنَ الحي | |
|
| اة فَخَلْفَ ظلامِ الرَّدى مَا تُرِيدْ |
|
إلى المَوْتِ يا ابنَ الحَيَاةِ التعيسَ | |
|
| ففي الموتِ صَوْتُ الحَيَاةِ الرخيمْ |
|
إلى المَوْتِ إن عَذَّبَتْكَ الدُّهورُ | |
|
| ففي الموتِ قَلْبُ الدُّهورِ الرَّحيمْ |
|
إلى المَوْتِ فالموتُ رُوحٌ جميلٌ | |
|
| يُرَفْرِفُ مِنْ فوقِ تِلْكَ الغُيومْ |
|
فَرُوحاً بفَجْرِ الخُلُودِ البهيجِ | |
|
| وما حَوْلَهُ مِنْ بَنَاتِ النُّجومْ |
|
إلى المَوْتِ فالموتُ جامٌ رَوِيٌّ | |
|
| لمنْ أَظْمَأَتْهُ سُمُومُ الفَلاةْ |
|
ولَسْتَ براوٍ إِذا مَا ظَمِئْتَ | |
|
| من المنبعِ العذْبِ قبلَ المَمَاتْ |
|
فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ | |
|
| وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ |
|
إلى المَوْتِ فالموتُ مهدٌ وَثيرٌ | |
|
| تَنَامُ بأَحضانهِ الكَائناتْ |
|
إلى المَوْتِ إن حاصَرَتْكَ الخُطوبُ | |
|
| وسَدَّتْ عليكَ سَبيلَ السَّلامْ |
|
ففي عالمِ الموتِ تَنْضُو الحَيَاةُ | |
|
| رِداءَ الأَسى وقِنَاعَ الظَّلامْ |
|
وتبدو كما خُلِقَتْ غَضَّةً | |
|
| يَفيضُ على وَجْهِها الإِبْتِسامْ |
|
تُعيدُ عليها ظِلالَ الخُلودِ | |
|
| وتهفو عليها قُلُوبُ الأَنامْ |
|
إلى المَوْتِ لا تَخْشَ أعماقه | |
|
| ففيها ضياءُ السَّماءِ الوَديعْ |
|
وفيها تَمِيسُ عذارى السَّماءِ | |
|
| عواريَ يُنْشِدْنَ لحناً بَديعْ |
|
وفي رَاحِهنَّ غُصُونُ النَّخيلِ | |
|
| يُحَرِّكْنَها في فَضَاءٍ يَضُوعْ |
|
تضيءُ بهِ بَسَمَاتُ القُلُوبِ | |
|
| وتخبو بهِ حَسَراتُ الدُّموعْ |
|
هو الموتُ طيفُ الخلودِ الجميلُ | |
|
| ونِصْفُ الحَيَاةِ الَّذي لا يَنُوحْ |
|
هنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدِ | |
|
| يَعيشُ المنونُ القَوِيُّ الصَّبُوحْ |
|
يَضُمُّ القُلُوبَ إلى صَدْرِهِ | |
|
| ليأسوَ مَا مَضَّها مِنْ جُروحْ |
|
ويبعثَ فيها رَبيعَ الحَيَاةِ | |
|
| ويُبْهِجُها بالصَّباحِ الفَرُوحْ |
|