عُيوني رَمَتني في المَحبة لا يدي | |
|
| وَمَن همتُ وَجداً فيهِ إِن يَصمِ لا يدي |
|
وَشاركها في صَبوَتي وَهوَ ظالمٌ | |
|
| لِجسمي فُؤادٌ ذابَ في حُبِّ أَغيد |
|
فَما حيلَتي وَالهَجر غَيَّر حالَتي | |
|
| وَجَيش الكَرى أَصماه سهم التَسهُّد |
|
وَبي جدَّ وجدي وَالحَبيب صَغى إِلى | |
|
| فُضول عَذول كالح الوَجه مُعتَدي |
|
أَما وَليالي شعره وامتداده | |
|
| عَلى غُصن بان في الملاحة أَميد |
|
وَضُوء مَحيّاً قَد تَجلّى بِغُرة | |
|
| بِها كُلُّ صَبٍّ في الغَياهب يَهتَدي |
|
وَسحر جُفون فَوقَها نُون كاتبٍ | |
|
| لَها بِأَسير العشق فعلُ المهنَّد |
|
وَعابد نار لا يَزال منعماً | |
|
| بِجَنّة خدّ بِاللظى مُتَوقد |
|
وَثَغر عَلى در اليواقيت حافظ | |
|
| كَحارس كَنز بالحسام المجرد |
|
وَجيد تَحلَّى كُلُّ عَقد بِحُسنه | |
|
| فَأَصبَح لِلعُشاق يَزهو كَفرقد |
|
لَئن جاءَ بِالبُشرى نَسيمُ أَحبتي | |
|
| وَنبَّأني بِالقُرب مِن غَير مَوعد |
|
سَمحتُ لَهُ مِني بِرُوحي وَإِنَّها | |
|
| لأَيسرُ ما يُهدي بِهِ ذو تَودّد |
|
وَأَطفأت ما بي مِن شَواظ صَبابة | |
|
| بِرَشف رِضاب سكَّريٍّ مبرَّدِ |
|
فَإِن قامَ لِلمحراب صَليتُ خَلفَه | |
|
| وَحَسبيَ أَني بِالمَهفهف مُقتدي |
|
وَإِن طافَ بِالخمّار كُنتُ خَليلَه | |
|
| وَقاطَعتُ نسكي في الهَوى وَتعبدي |
|
فَلَيسَ عَلى مَجنون لَيلى مَلامة | |
|
| إِذا كانَ لا يَسعى إِلى باب مَسجد |
|
وَهَل يَطمَع المَغرور مني بسلوة | |
|
| وَهذا الرشا بِالوَصل في الحُب مسعدي |
|
عَلى أَنَّني لا زلت مِن عَهد نَشأتي | |
|
| إِماماً بِهِ جُند المُحبين يَقتدي |
|
فَطوراً تَراني بِالغَزالة مُغرَماً | |
|
| وَطَوراً بِبَدر كامل الحُسن مُفرد |
|
وَيَوماً تَراني في الهَوى مُتهتكاً | |
|
| بِقدّ رَشيق أَو بَخَد مَورَّد |
|
وَيَوماً بتشبيبي أَهيم وَأَجتلي | |
|
| كؤوس اِمتِداحي في الأَمير المسوّد |
|
أَمين بِضاعات العَزيز بجدة | |
|
| وَحامي حِمى العَليا برأيٍ مسدد |
|
وَأَفضل مِن هنأت في الخُلد روحه | |
|
| بِنَجل بَدا كَالشَمس في يَوم مَولد |
|
فَقُلت بِأَوقات الصَفاء مؤرِّخاً | |
|
| أَتى مصطفى كَالبَدر في بر أحمد |
|
وَقُلت لإبداء السُرور مؤرِّخاً | |
|
| أَتى المُصطفى الشبل العَزيز لأَحمد |
|
وَلما اِنتَشى هَذا السَليل وَأَشرَقَت | |
|
|
وَأَنسى بِما أَنشا بَلاغة مَن مضى | |
|
| كَقسٍّ وَسحبانٍ بِغَير تَردُّد |
|
وَوشَّى فَحشَّى بِالبَراعة وَالنُهى | |
|
| شُروحاً غَدَت تَقضي لَهُ بِالتَفَرُّد |
|
تَباهَى بِهِ التَحرير وَهوَ مراهقٌ | |
|
| وَفازَ بِسَبق عَن يَقين مُؤكد |
|
وَكُلُّ فَتى أَمسى لَهُ في فُنونه | |
|
| يُشير بِأَطراف البَنان مَع اليَد |
|
لَهُ اللَه مِن شَهم تَقيٍّ موفق | |
|
| إِلى الخَير وَالمَعروف في كُل مَعهد |
|
وَبُشراه فَالمَولى تَقبل حجَّه | |
|
| وَنال الأَماني بِالنَبي محمد |
|
وَعادَ لِمَصر بِالقبول مُتوَّجاً | |
|
| عَلَيهِ مِن الإِقبال حلة أَسعَد |
|
فَأَنشده فيهِ السُعود مؤرِّخاً | |
|
| بِحَق وَحَج مصطفى أَنتَ مُهتدي |
|
فَأَنشده فيهِ السُعود مؤرِّخاً | |
|
| لوهبي بعيد الحج أعظم سؤدد |
|
وَمُذ لاحَ للإنشاء ضوءُ جَبينه | |
|
| جَلا كَعروسٍ قَد تحلت بِعسجد |
|
وَقالت لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً | |
|
| بِحافظ عَهدي وَاِبن ودّي وَسَيدي |
|
أَيا مَن سَما كابن العَميد بسحره ال | |
|
| حلال وَلَكن زادَ عَنهُ بِمحتد |
|
وَأَحيا له عَبدَ الحَميد وَجَعفراً | |
|
| وَكُل مُجيد أَو نبيهٍ ممجَّد |
|
وَأَضحى لأَبواب العَزيز مُباشراً | |
|
| بِمَصر عَلى رغم الحَسود المفنِّد |
|
وَأَعرب عَما أَضمر الصَدر للوَرى | |
|
| مِن الخَير إن وشي بأعذب مَورد |
|
تَهنأْ بِأسمى رُتبة قَد تحملت | |
|
| بِمَنصب مجد ذي بِناء ممهد |
|
وَدُونك من أَبكار فكري خَريدةً | |
|
| بِعَلياك تَحظى في العَشية وَالغَد |
|
وَإِني عَن التَعقيد وَاللَحن صُنتُها | |
|
| وَهَذَّبت مَعناها بَدرٍّ منضَّد |
|
وَحسن وِدادي للأمير هُوَ الَّذي | |
|
| غَدا ليَ في بث الثَنا خَير مُرشد |
|
وَلي مِنك إن قصرت في المَدح شافع | |
|
| رضاك وَإِني مِن علاك بمشهد |
|
وَقَدرك يا مَولاي فَوقَ مَدائح | |
|
| أَتَت مِن فَتى لَم يَدرِ أَحرُفَ أَبجَد |
|
وَتِلكَ رَعاكَ اللَه مِني هَدية | |
|
| عَلى قَدر ما عندي وما ملكت يدي |
|
فَخُذها بِلا مَهرٍ فَإِنَّكَ أَهلُها | |
|
| وَأَنتَ بِها أَولى لِما لَكَ مِن يَد |
|
وَعش آمناً في دَولة العز صاحباً | |
|
| لِهَذا الخَديويّ السَعيد المؤيد |
|
وَدُم في ارتقاء ما شَدَوتُ مؤرِّخاً | |
|
| صبت للبَها وَهبي مَراتب أَمجَد |
|