باسمِ الإله بَدأتُ نَظْمِي مُطْلَقَا | |
|
| وَ زَهَا الحَدِيثُ بِخَيْرِ بَدْءٍ مُنْتَقَى |
|
وَ الحَمْدُ للهِ ابْتِدَاءَ مُسَلّمٍ | |
|
| مِنْ نَفْحِ آيَاتِ الْكِتَابِ تَعَبَّقَا |
|
ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ مُسَلِّمًا | |
|
| وَ عَلَى جَمِيعِ الأْنْبِيَاءِ مُسَبَّقَا |
|
والآلِ والأصْحَابِ... كُلُّ مَنِ اقْتَفَى | |
|
| الأَثَرَ المُبِينِ لَهُمْ وَ كَانَ مُصَدِّقَا |
|
حَمَلُوا الرِّسالةَ بَلَّغُوا بِأَمَانَةٍ | |
|
| للشِّرْكِ بالتَّوْحِيدِ حَطُّوا مَفْرِقَا |
|
فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ، نَبْضُ حَيَاتِنَا | |
|
| طَمَسَ الجَهَالةَ عِنْدَ نُورٍ حَدَّقَا |
|
قِصَصٌ تُرتَّلُ فِي القُرَانِ زَكَاتَهَا | |
|
| لِأُولِي النُّهَى، تُعْطِي اعْتِبَارًا مُشْرِقَا |
|
تُوحِي بَيَانًا وَ الْشَّوَاهِدُ سُجِّلَتْ | |
|
| فِيمَا تَدَاوَلَهُ الزَّمَانُ وَ وَثَّقَا |
|
لَيْسَتْ أساطيرًا يُرَبّي سِحْرُهَا | |
|
| عَبَثَ العَقَائدِ فِي كِتَابٍ أَفْسَقَا |
|
بَلْ إنّهَا التَّنْزِيلُ سَاقَ مِثَالُهَا | |
|
| عِبَرَ الأوائِلِ للتَّدَاوُلِ مَنْطِقَا |
|
وَ الْعَرْضُ فِي حَالِ انْفِرَاجٍ بَعْدَما | |
|
| اشْتدَّ البَلاءُ وَزَادَ ضَغْطًا طَوَّقَا |
|
بَيْتُ النُّبُوَةِ بِالخَلِيلِ مُؤَزَّرٌ | |
|
| مَهْدُ الوَقَارِ عَلَى عِبَادَتِهِ ارْتَقَى |
|
وَ فُؤَادُ إِبِرَاهِيمَ مُنْفَطِرٌ عَلَى | |
|
| طَبْعِ الأبُوَّةِ يَشْتَهِي خَلَفَ البَقَا |
|
فَتأمَّمَ المِحْرَابَ صَلَى دَاعِيَا | |
|
| يَرْجُو الذَّرَارِيَ، فِي السُّجُودِ تَعَمَّقَا |
|
مَوْلاَيَ جُودُكَ فَوْقَ كُلِّ تَفَضُّلٍ | |
|
| رَبِّي فَزِدْ فَضْلاً وَ هَبْ لِي مِرْفَقَا |
|
وَلدٌ لِمِيرَاثِ النُّبُوَّةِ وارثٌ | |
|
| فَدَفِينُ صَبْرِي عِنْدَ بَابِكَ أَطْرَقَا |
|
جَرَتِ السِّنُونَ وَلَمْ يَخِبْ ظَنَّا وَ لاَ | |
|
| أَفَلَ الرَّجَاءُ بِقَلْبِ سَارَةَ مُطْلَقا |
|
طَالَ انْتِظَارُ الْوَعْدِ فِي أَنْفَاسِهِ | |
|
| يُحْصِي الزَّمَانَ، يُلِحُّ، يَرْنُو مَنْطِقَا |
|
وَبَدَا الوِدَادُ مِنَ الكَرِيمة وَافِيًا | |
|
| صُنْعُ المُحِبِّ إلَى الْحَبيبِ تَنسَّقَا |
|
هَمَّتْ بِوِدٍّ تَسْتَثِيرُ فُؤَادَهَا | |
|
| وتَمَسُّ فقْدًا مَاضِيًا مُتَعَمِّقَا |
|
وَ قَضَتْ بِإدْخالِ السُّرُورِ مَعَزَّةً | |
|
| فِي قَلْبِ زَوْجٍ سِرُّهُ قَدْ أرَّقَا |
|
وَهَبَتْ لإبْراهيمَ جَاريةً لَهَا | |
|
| وَ الردُّ فِي كَنَفِ الْوَفَاءِ تأَلَّقَا |
|
هِي هَاجَرُ المِصْريَّةُ...الأَمْرُ اقْتَضَى | |
|
| صَارتْ لإبراهيمَ زوجًا مُعْتَقَا |
|
حَمَلَتْ فَطوَّقَتِ البَشائِرُ دَارَهُمْ | |
|
| يَا فَرْحةً دُومِي ضِياءً مُشْرِقَا |
|
قدْ أحسَنَ الصَّبْرَ الجَميلَ معَ الْرَّجَا | |
|
| نَالَ الجَزاءَ عَلَى الدُّعَاءِ مُحَقَّقَا |
|
وُلدَ النَّبِيُّ ابْنُ النَّبِيِّ بِفَرحَةٍ | |
|
| غَمَرَتْ كَيَانَ البَيْتِ زَهْرا عَبَّقا |
|
أَسْمَاهُ إِسْماعيلُ أَوَّلُ نَسْلِهِ | |
|
| اِبْنُ الشَّدَائِدِ مَنْ رَآهُ تَعَلَّقَا |
|
وَجْهُ البَشَائِرِ حَازَ كلَّ مَوَدّةٍ | |
|
| أَوَ كَيْفَ لاَ! وهوَ الرَّجاءُ تَحَقَّقَا |
|
وَبِقَلْبِ سَارةَ طَافَ طَائِفُ غُرْبَةٍ | |
|
| فَتَحَسَّسَت فَقْدًا، وَ هاجَ، فَضَايَقَا |
|
قَالتْ بِرُوحِي يَا نَبيُّ تَصَارُعٌ | |
|
| فَتَقَ الفُؤَادَ بِسَهْمِ هَمٍّ أَطْبَقَا |
|
إنِّي رَجَوْتُ الْخَيْرَ إِشْفَاقًا عَلَى | |
|
| خَلَدِي، وَ أَمْرُ اللَّهِ كَانَ مُسَبَّقَا |
|
خَيْرًا يَشَاءُ اللهُ وَ الغَيْبُ اِحْتَوَى | |
|
| إِذْنُ الإلهِ لِيَنْجَلِي ما أَلْحَقَا |
|
مَا كَانَ إِجْحافًا وَ لاَ ظُلْمًا طَغَى | |
|
| مِنْ نَفْسِ صَالِحَةٍ تُصَارعُ مَوْبِقَا |
|
إنَّ الغَرَائِزَ فِطْرَةٌ جُبِلَتْ وَ فِي | |
|
| طَبْعِ النِّسَاءِ بِغِيرَةٍ تُفْضِي الشَّقَا |
|
طَافَتْ خَوَاطِرُ بَالِ إبْرَاهِيمَ إذْ | |
|
| وَجَدَ البُعَادَ عَنِ التَّصَادُمِ ألْيَقَا |
|
فَنَوَى الْرَّحِيلَ بِأَمْرِ رَبٍّ قَدْ قَضَى | |
|
| فِي حُسْنِ ظَنٍّ، والرَّجَاءُ الُمًلْتَقَى |
|
شَدَّ السَّبِيلَ عَلَى يَقِينٍ مُمْتَطٍ | |
|
| رُوحَ التّوَكُّلِ عَازِمًا، مُسْتَرْزِقَا |
|
حَطَّ الرِّحَالَ طَوَاعَ وَحْيٍ وَ الْتَقَي | |
|
| بِرِحَابِ وَادٍ لَا حَيَاةً مُطْلَقَا |
|
ثُمّ اسْتَدَار مُغَادِرًا فَوْرًا عَلَى | |
|
| صَمْتِ الإنَابَةِ فِي رِضًا مَا عَلّقَا |
|
كَانَ ابْتِلاَءً مَا أشَدَّ فُراقَهُمْ | |
|
| وَ فُؤَادُهُ قَدَرُ الرضَاءِ تَرَقَّقَا |
|
لَكأَنَّ مَنْ يَمْشِي يُقَدِّمُ خَطْوَهُ | |
|
| وَالقَلْبُ يَأْبَى هَجْرَهُمْ فَتَمَزَّقَا |
|
فَزِعَتْ تَقُولُ لِمَنْ تُخَلِّفُنَا هُنَا | |
|
| حُبِسَ الكَلامُ فَلَمْ يُجِبْهَا مَنْطِقَا |
|
لَمْ يَلْتَفِتْ، وَ مَضَى بِوَجْهٍ مُدْبِرٍ | |
|
| وَتَعَمَّقَتْ بضَمِيرِهَا وَتَعَمَّقَا |
|
قَالَتْ: مُسَائِلَةً لِتُوقِنَ ظَنَّهَا | |
|
| ولِصَدِّ وِسْوَاسٍ تَمَادَى مُخْنِقَا |
|
آللهُ قَدْ أَمَرَ الْبَقَاءَ بِهَاتِهِ!؟ | |
|
| الأرْضِ القِفَارِ مَعَ الخَلاَءِ تَلاَسُقَا |
|
سَأَلَتْ مِرَارًا وَ النّبِيُّ بِصَمْتِهِ | |
|
| بِالرَّأسِ أَوْمَى: أيْ نَعَمْ واَسْتغْرَقَا |
|
مَا كَانَ يَهْجُرُهَا الشَّرِيفُ تَخَلِّيًا | |
|
| وَ الظَّنُّ أَبْلَسَ بِارْتِيَابٍ أَخْفَقَا |
|
هُوَ أُمَّةٌ أَبْلَى، حَنِيفًا قَانِتًا | |
|
| دَرَجَ الفَضَائِلَ كُلَّهَا وَ تَسَلَّقَا |
|
فَالصِّدْقُ فِي عَزْمِ الرِّجَالِ مرُوءَةٌ | |
|
| يَعَلُو الصَّغَائِرَ، فَوْقَ نَجْمٍ حَلَّقَا |
|
وَ تَدَثَّرَتْ بِفَضِيلَةٍ تَحْيَا بِهَا | |
|
| حُسْنُ التَّبَعُّلِ وَ الإِنَابَةِ وَ التُّقَى |
|
قَدْ سَلَّمَتْ بالحَالِ فِي حِضْنِ الرِّضَا | |
|
| وَ الدَّمْعُ فِي حِضْنِ العُيُونِ اِغْرَوْرَقَا |
|
قالَتْ لَهُ برِضًا عَمِيقٍ وَاثِقٍ | |
|
| مَا دَامَ رَبِّي كَافِلِي لَنْ نُزَهقَا |
|
أَبَدًا إِلَهِي لَنْ يُضَيِّعَنَا مَعًا | |
|
| فالله خيرٌ حافِظًا لِي مُرْزِقَا |
|
وَقَفَتْ تُرَاقِبَ ظِلَّهُ حَتَّى اخْتَفَى | |
|
| وَ خَيَالُ أَقْدَارٍ عَلَى أَمَلِ اللِّقَا |
|
طَرَقَ الطَّريقَ مُغَالِبًا شوْقًا هَمَى | |
|
| يَدْعُو بِقَلْبٍ مُؤْمِنٍ قَدْ أَشْفَقَا |
|
لَمَّا اخْتَفى.. طَرَحَ الدُّعَاءَ مُنَاجِيًا | |
|
| مَلِكَ المُلوُكِ وَ فِي انْكِسَارٍ عَلَّقَا |
|
ربِّي لقَدْ أسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي | |
|
| بِتُرَابِ وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ وَقَى |
|
أَنْتَ الأَنِيسُ لِمَنْ تَرَكْتُ مُكَابِدًا | |
|
| شَقَّ النَّوَى بَعْدَ اجْتِمَاعٍ فَرَّقَا |
|
فَاجْعَلْ رِيَاحَ الإِلْفِ تَهْوِي نَحْوَهُمْ | |
|
| وَ لِقِبْلَةِ البَيْتِ الحَرَامِ تَوَفُّقَا |
|
وَ اجْعَلْ بِأَفْئِدَةِ العِبَادِ دُرُوبَهُمْ | |
|
| تَجْرِي إِلَيْهِمْ فِي نَمَاءٍ أَغْدَقَا |
|
بَقِيَا بِحُضْنِ طَبِيعَة مَا أَخْصَبَتْ | |
|
| لا حِسَّ، لا هَمْسًا لِطَيْرٍ زَقْزَقَا |
|
وَقَرَتْ وأُنْسُ الله حَوْلَ مَقَامِهَا | |
|
| وَتَحَيَّزَتْ بسُرادِقٍ قَدْ سُرْدِقَا |
|
رَضَعَ الصّبِيُّ حَليبَهَا، وَ حَنَانُها | |
|
| غَطّى الرَّضيعَ وَ عَانَقَتْ غَيْبَ النَّقَا |
|
جَفَّتْ مَنَابِعُ شُرْبِهُمْ وَغِذَاؤهُمْ | |
|
| وَ هَمَتْ يَنَابِيعُ الحَنَانِ تَدفُّقَا |
|
فَبَكَتْ، وَكيْفَ تُجِيبُ صَرْخَةَ جَائِعٍ | |
|
| وَبُكَاءَ طِفْلٍ في لَهيبٍ أَحْرَقَا |
|
لاَ قُوَّةً، لاَ حِيلَةً تَسْعَى بِهَا | |
|
| يَا صَرْخَةً رَفَعَتْ نِدَاءً مُقْلِقَا |
|
وَ تَطَلَّعَتْ بُعْدَ القِفَارِ عَسَى تَرَى | |
|
| أَمَلاً يُؤَمِّنُ أَنْفُسًا أوْ مُنْفِقَا |
|
هَرَعَتْ تُكَاشِفُ لِلْمَكَانِ بِسِرِّها | |
|
| وَ اللَّهَ تَسَأَلُ أَنْ يُفَرِّجَ مَأْزِقَا |
|
سَبْعًا تَكَرَّرَ سَعْيُهَا بَيْنَ الصَفَا | |
|
| وَالْمَرْوَةِ، ارْتَفَعَ الدُّعَاءُ مُحَلِّقَا |
|
سَبْعًا لِأشْوَاطٍ جَرتْ بِمَنَاسِكٍ | |
|
| رَفَعَتْ شَعَائِرَ فَرْضِ حَجٍّ وُثِّقَا |
|
فِي وَهْلَةٍ لَكَأنَّمَا حِسًّا دَنَى | |
|
| بِمَكَانِهِمْ، لَكَأَنَّ صَوْتًا شَقْشَقَا |
|
قَالَتْ: أَغِثْنَا ...! ذَاك جِبْرِيلٌ أَتَى | |
|
| أَتَتِ البَشَائِرُ وَ الأمَانُ تَحَقَّقَا |
|
ضَرَبَ الثَّرَى مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِ الصَّبِيْ | |
|
| يِ، تَفَجَّرَتْ عَيْنًا بِمَاءٍ رَقْرَقَا |
|
طَفِقَتْ تُحِيطُ الْمَاءَ خَوفَ ضَيَاعِهِ | |
|
| وَ تَقُولُ: زَمْ زَمْ فِي نَعِيمٍ أَغْرَقَا |
|
هذاَ الصَّبِيُّ مَعَ الخَلِيلِ سَيَرْفَعُ | |
|
| الْبَيْتَ الْحَرَامَ إلَى الْحَجِيجِ مُعَتَّقَا |
|
وَ تَبَارَكَ الرَّحْمَنُ في عَلْيَائِهِ | |
|
| جَعَلَ الْكِفَايةَ فِي ارْتِوَاءٍ قَدْ سَقَا |
|
شَعُرَتْ بِأَمْنٍ قزَّمَ الْهَمَّ الّذِي | |
|
| كَانَ اجْتِيَاحًا بَائِسًا فَتَفَرّقَا |
|
وَ أَتَى انْحِدَارُ قَبِيلَةٍ عَرَبِيَّةٍ | |
|
| اللهُ وَجَّهَهُمْ بِغَيْبٍ وَفَّقَا |
|
فَاسْتَأْذَنُوا لِإِقَامَةٍ بِجِوَارِهِمْ | |
|
| سَكَنُوا وَ قَرَّ الأمْنُ كَوْنًا أَشْرَقَا |
|
فِي يَعرُبَ اشْتَدَّ الصَّبِيُّ مُسَالِمًا | |
|
| وَ بِحَرْفِهَا انْفَتَقَ اللِّسَانُ وَ أُطْلِقَا |
|
فَلِسَانُ إسْمَاعِيلُ أَفْصَحُ ذَاكِرٍ | |
|
| منْ ِفِطْرَةِ التَوْحِيدِ رَبَّى المَنْطِقَا |
|
وَالمَنْطِقُ اسْتَحْلَى الكَلامَ بِضَادِهِمْ | |
|
| يَسْعَى الحَدِيثُ بنَبْرِ صَوْتٍ نُسِّقَا |
|
في كُلِّ هَذَا وَالْخَلِيلُ مُزَاوِرٌ | |
|
| يَطْوِي السُّهُوبَ مَعَ الجِبَالِ مُحَلِّقَا |
|
مَا غَابَ بالوَصْلِ الِقَرِيبِ لِبُعْدِهِمْ | |
|
| يَغْدوُ الِبُراقُ بِهِ وَيُمْسِي مُبْرِقَا |
|
كَسَبَ الْغُلَامُ مَعَزَّةً كَبُرَتْ بِهِ | |
|
| وَغَدَا حَلِيمًا، بالوَفَاءِ تَأَلَّقَا |
|
وَ رَعَى الْجِوَارَ بِسُنَّةِ النَّسَبِ الذِي | |
|
| اسْتَرْعَى الشَّرِيفَ فَزَوجُوهُ تَوَفُّقَا |
|
وَبَدَا انْتِعَاشٌ للحَيَاةِ مُبَارَكٌ | |
|
| وَ الْجَدْبُ وَارَى وَجْهَهُ مُتَزَحْلِقَا |
|
زَهَتِ الحَيَاةُ وَ طَوَّرُوا عُمْرَانَهمْ | |
|
| وَتَكَاثَرَ النّسْلُ الْكَرِيمُ وَأَوْرَقَا |
|
حَانَ امْتِحَانٌ للخَلِيل بِرِؤيَةٍ | |
|
| ظَلَّتْ تُرَاودُهُ... وَثَمَّ تَحَقَّقَا |
|
رُؤْيَاهُ ذَبْحُ ابْنُ الْفُؤَادِ بِوَحْيِ مَنْ | |
|
| وَهَبَ الكَيَانَ كَمَالَ أصْلٍ أعْرَقَا |
|
وَ سَعَى بِإِسْمَاعِيلَ يُفْضِي سِرَّهُ | |
|
| عَنْ أُمِّهِ سِتْرًا بِقَلْبٍ أَشْفَقَا |
|
إنّي رَأَيْتُكَ فِي المَنَامِ بِرُؤيَةٍ | |
|
| وَ الحُلْمُ حُكمٌ صَارَ أنْ يَتَحَقّْقَا |
|
رُؤْيَ النَّبِيِّ مُؤَوَّلٌ كالوَحْيِ فِي | |
|
| الإِقْرَارِ تَطْبِيقًا بِقَلْبٍ صَدَّقَا |
|
فِي حِكْمَةٍ أَفْضَى بِعَزْمِ أولِي النُّهَى | |
|
| مَا كان يُفْجِعُهُ بِذَبْحٍ حَدَّقَا |
|
إنِي أَرَى أَنِّي سَأَذْبَحُكَ الضُّحَى! | |
|
| فَانْظُرْ بُنَيَّ بِمَا تَرَى، وَ تَرَفَّقَا |
|
خَفَضَ الذَّبِيحُ جَنَاحَهُ وَ أجَابَ اِفْمعلْ مَا ترىَ، لَمْ يَحْتَوِيهِ تَأَبُّقَا
|
وَعلَى وَدَاعٍ سَلَّمَ العُنُقَ الرَّدَى | |
|
| مُسْتَعْجِلاً ذَبْحًا أَتى مُسْتَوْثِقَا |
|
تَقْرِيرُ تَسْلِيمٍ بِمَا حَكَمَ القَضَا | |
|
| فَالأمْرُ للِهِ اِقْتَضَى وَ تَوَثَّقَا |
|
وأَطَاع رَبًّا صَابِرا وَمُسَلِّمًا | |
|
| فَأكَبَّهُ مسْتَسْلِمًا مُسْتَغْرِقَا |
|
لَوَّى الذِّرَاعَ وَتَلَّهُ لِجَبِينِهِ | |
|
| سَمَّى الإلَه وَكَبَّرَاهُ لٍيُزْهَقَا |
|
مَعَ كُلِّ هَذَا وَ الوَسَاوسُ مَا انْتَهَتْ | |
|
| مِنْ ِكَيْدِ إبْلِيسَ الرَّجِيم فَأخْفَقَا |
|
كَانَ المُقَدَّرُ فِي الْخُلاَصَةِ خَيْرُهَمْ | |
|
| مَا كَان إسِمَاعِيلُ يُدْرِكُ مَفْرِقَا |
|
سَمِعَا نِدَاءً مِنْ سَمَاءٍ بَشَّرَتْ | |
|
| نَفَشَ الهُمُومَ عَلَى فَضاءِ أُغْلِقَا |
|
مَهْلاً فَأنْتَ أَتَيْتَ أمْرًا نَافِذًا | |
|
| ثُمَّ اسْتَجَبْتَ مَعَ الغُلامِ مُصَدِّقَا |
|
فَالذَّبْحَ تََنْوِي طَاعَةً وَ اللَهُ فِي | |
|
| عَلْيائِهِ فَدَّاهُ ذِبْحًا مُعْتِقَا |
|
نَزَلَ انْفِرَاجٌ وَ الْقُدومُ لِفِدْيَةٍ | |
|
| هَبَطَ الفِدَاءُ بِوَحْيِ كَبْشٍ طَقْطَقَا |
|
وَ مِنَ الجِنَانِ فَدَى بِذِبْحٍ أمْلَحٍ | |
|
| في عِيدِ أَضْحَانَا يُسَنُّ لِيُهْرَقَا |
|
فرِحَا بأَكْمَلِ فِدْيَةٍ كَهَدَّيَةٍ | |
|
| هَذَا جَزَاءُ المُحْسِنينَ تَأَلَّقَا |
|
وَتَوالَتِ الَأحْدَاثُ تَطْوِي بَعْضَهَا | |
|
| رَبَّى الْخُيُولَ رَائضًا ومُحَذِّقَا |
|
واسْتَبْدَلَ الزَّوْجَ التِي قَدْ أَخْفَقَتْ | |
|
| طَوْعًا لِوَالِدِهِ بِعُذْرٍ طَلَّقَا |
|
وَ تَزَوَّجَ الحُسْنَ الحَصِينَ لِبَيْتِهِ | |
|
| وَ لِعِرْضهِ سِتْرًا تَزَيَّنَ مَنْطِقَا |
|
كَانَتْ لِبَيْتِ اللهِ ثَمَّ قَوَاعِدٌ | |
|
| فَبِمَكَّةَ انْطَلَقَ الضِّيَاءُ وَ حَلَّقَا |
|
أُمِرَا بِتطْهِيرِ المَكَانِ وَ مِنْ هُنَا | |
|
| مُنِحَ الخَلِيلُ مَع ابْنِهِ شَرَفَ ارْتِقَا |
|
لَبَّى النَّبِيُّ بْنُ النَّبِيِّ نِدَاءَ مَنْ | |
|
| بَرِئَ البَرِيَّةَ بِامْتِثَالٍ صَدَّقَا |
|
وَ مَعَ الخَلِيلِ اسْتَسْلَمَتْ أحْجَارُهُمْ | |
|
| وَ تَعَانَقَتْ رَصْفًا بِنَظْمٍ نُسِّقَا |
|
بَرَزَ الأسَاسُ فَشَيّدَاهُ وَ ثَبَّتَا | |
|
| أُسُسًا لِتِوْحيدِ الإلهِ وَ وُفِّقَا |
|
وَ مَقَامُ إبْرَاهيمَ لاَنَ بِصَخْرَةٍ | |
|
| لَمَّا ارْتَقَى وَصْلاً بِبُعْدٍ أَلْيَقَا |
|
رَفَعَا عِمَادَ البَيْتِ كَعْبَةِ رَبِّنَا | |
|
| وَ الفَرْضُ تَمَّ وَ دِينُ رَبّى حُقِّقَا |
|
أَعْظِمْ بِبَيْتٍ والسَّوَاعِدُ مَنْ بَنَتْ | |
|
| و سَعَتْ إلى الأوْثَانِ هَدْمًا أسْحَقَا |
|
رَسَمَتْ قَوَاعِدُهُ الطَّوَافَ بِسُنَّةٍ | |
|
| قَامَتْ تُنَزِّهُ عَنْ شَرِيكِ اُلْزِقَا |
|
بَقِيَتْ مَنَاسِكُهُمْ تُقَرِّرُ أَنَّهُمْ | |
|
| نَسْلٌ شَريفٌ مُجْتَبَى ما أخْفَقا |
|
هَذَا الذَّبِيحُ وذاكَ مَشْهَدُ بَعْضِهِمْ | |
|
| نُقِشُوا بحَرْفٍ فِي السَّرائِر أَعْرَقَا |
|
وَ الضَّادُ أَفْتَى لِلُّغَاتِ بِحُكْمِهِ | |
|
| مَا هَزَّهُ رِيحًا لَوَى، أَوْ أَصْفَقَا |
|
يَبْقَى بَيَانًا فِي ضِفَافِ قُلُوبِنَا | |
|
| وَ كِتَابُهُ ضَمَّ الكَيَانَ وَ طُبِّقَا |
|
شَرَفًا تَعَبَّقَ بالقُرَانِ مِدَادُهُ | |
|
| فَكَفَى اللِّسَانُ مِنَ الكِتَابِ تعَبُّقَا |
|
وَ كَفَى الدَّوَاةُ مِنَ الحُرُوفِ شِعَارُهَا | |
|
| قَلَمٌ بِبُرْجِ الضَّادِ رَقَّى وَ ارْتَقَى |
|
رَحَلُوا لِيَبْقَى ذِكْرُهُمْ مُتَوَاتَرٌ | |
|
| وَ أَتَى الهُدَى مِنْ غُصْنِ أصْلٍ أَوْرَقَا |
|
فَالعَهْدُ يُثْبِتُ للبِقَاعِ جُذُورَهَا | |
|
| وَ الفَرْعُ زَادَ إلَى الأصُولِ تَعَمُّقَا |
|
فِي حَضْرَةِ الأحْدَاثِ أنْسُ المُبْتَلَى | |
|
| حَتَّى يُقَزَّمَ حَجْمُ هَمٍّ قَنَّطَا |
|
سُنَنُ الزَّمَانِ تَوَاتَرَتْ وَ تَعَاقَبتْ | |
|
| وَ تَدَاوُلُ الأيَّامِ يَرْصُدُ مَفْرِقَا |
|
وَ أَتَى الرِّهَانُ بِخَيْرِ طِبٍّ للنُّهَى | |
|
| أَمَّ البَرِيَّةَ خَاتِمًا نُسُكَ التُّقَى |
|
جَاءَ الرسُولُ مُتَمِّمًا سُنَنَ الهُدَى | |
|
| وَ مَكَارِمَ الأخلاقِ أحْمَدُ حَقَّقَا |
|
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا وَطِئ الثَّرَى | |
|
| أثَرُ الخَلائِقِ والنَّسِيمَ تَنَشَّقَا |
|
حَضَنَتْ رِسَالَتُهُ المدَى حَتَّى اسْتَوَى | |
|
| نُورًا تَدَفَّقَ فِي المَغَاربِ مَشْرِقَا |
|
أمْضَى حَنِيفًا مُسْلِمًا سَيْرًا عَلَى | |
|
| مِنْهَاجِ ِإبْرَاهِيمَ والسُنَنَ ارْتَقى |
|
مَعَ خِيرَةِ الأصْحَابِ كُلُّهُمُ اعْتَلُوا | |
|
| قِمَمَ المَنَازِلِ فِى رِضَاءِ حَلَّقَا |
|
هُمْ حَقَّقُوا الإيمانَ صِدْقًا وَ اكْتَسُوا | |
|
| دِرْعَ الأمَانَةِ حَافِظًا سِيَرَ النّقَا |
|
هُمْ خَصْلَةُ الإخْلاصِ فِي سِيَرِ الوَفَا | |
|
| وَ أشَدُّ وَصْلاً بِالنَّبِيِّ تَعَلُّقًا |
|
هوَ ذَا وَ كًلُّ بِدَايَةٍ بِخِتَامِهَا | |
|
| بَعْدَ التَّحِيَّةِ والمُرَادُ تَحَقَّقَا |
|
غُفْرَانَكَ اللَّهُمَّ مِنْ زَلَلٍ أَتَى | |
|
| والحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ وَفَّقَا |
|