عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > صلاح لبكي > رحم الليل أعين السهاد

لبنان

مشاهدة
1161

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رحم الليل أعين السهاد

رحم الليل أعين السهاد
ومحت كفه الشعاع المنادي
أخرست كل صيحة في فم الشمس
ومالت بكبرياء المهاد
وبمثل الحنان سربلت الكون
ببرد من هينمات السواد
أي رب يا ليل أنت رئيف
بتجني الورى ورجس العباد
ما كسوت الوجود لطفك إلا
خجل الشوك بالرؤوس الحداد
واستفاقت على يديك الأماني
حالمات الألوان والأوراد
تمل الغمر والتراب كما يملك
قلب العذراء حلم غاد
ثم تغشى الجو الفسيح وتنساب
حياة ريانة في الجماد
ويفيض الجمال منك فلا يبقى
قبيح في الكون ألف حداد
بسمة أنت في السفوح وعفو
دائم الفيض دائم الميلاد
كل حسن من فضل كفك حسن
روعة الصمت والجلال البادي
انظر الأرض حين تلفح أنفاسك
وجه السهول والأنجاد
ترها والخشوع هدهد عطفيها
تهادت بالاثمد المتهادي
فشفاه الورود فوح بخور
مرسل في مجاهل الابعاد
تنحني دونك البريا وتنهد
سكارى بنشوة العباد
فالتسابيح من صدور الروابي
صاعدات ومن ذرى الأطواد
والضراعات تائهات على
رجليك مسفوحة على كل واد
شربتك الدنيا كما تتملى
هاطلات الغيوث عطشى الوهاد
عبد الناس دونك الشمس في الأعصر
قدماً فيا لجهل العباد
مرغوا الهام دون مردوك في
بابل خوف السنا المشع البادي
واستذلوا حيال آتن مصر
قبل فجر الأهرام قبل العوادي
وثرى الصين خافق بدم
الكهان غب الصلاة في الأعياد
آن تستقبل الخدود المدى
والأرجل النار والجموع نواد
ويذر الأرز والملح في النار
فتزداد فوق كل ازدياد
وتوالي الفحيح فهي أفاع
تتلوى جريحة في الرماد
وعذارى حرمن في طرق الشمس
نواجي الهوى ودفء الوداد
خالعات مني الشباب عليها
واهنات في عزلة الزهاد
ظامئات للحب في مسرح النور
فهل نلن غير غصات صاد
حملوهن فوق متسع الأنفس
طهراً وتلكم الأجساد
سائلوا بعلبك هل شهدت
شمسك إلا مواكب استشهاد
سائلوها كم مرة نثر السيف
على حده سنى الأجياد
عبد الناس وحدة الضوء قدماً
وفدوه بطارف وتلاد
رهبوا الوهج في المشارق
وارتدوا حيارى في سره الوقاد
لو دروا بعض ما تكن لخروا
في العشيات فوق صدر الجهاد
كنت قبل الزمان في خاطر
الغيب وتبقى على مدى الآباد
حين لا تشرق الشموس ولا
يلمع في الأفق كوكب فوق حاد
وتموت الأزهار إلا أريجاً
في حواشيك عالقاً في البجاد
وتروح الدنى يجلببها الثلج
بأكفانه وتمضي بداد
فإذا أنت واحد أروع الوحشة
تسمو إلى ذرى الآحاد
أنا أهواك في الشتاء غضوباً
بين لمع البروق والارعاد
غضب المؤمنين تحت مثار النقع
في حومة الوغى والجهاد
ترزح البيد تحت عصفك خوفاً
وتميد الجبال غير جلاد
أنا أهواك في الربيع رقيق
البث حلو المنى كوجه بلادي
تحلم الشهب في ذراك على الأدواح
مأخوذة بترجيع شاد
وتكاد الحياة تسعى مع الريح
على كل مورق مياد
أنا أهواك في الخريف وفي
الصيف وأهواك في غناء الحادي
ليت لي ضمة أشدك فيها
بذراعي معُانق متماد
فيميل الوجود حولي وينهار
وتبقى مخلداً لفؤادي
صلاح لبكي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/12/26 11:43:11 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com