سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق |
وَأَشرَقَت تَزدَهي مِن ساحِل الحَدق |
مرت مَشيدَة ما مَسَّها لغب |
شَفاف منظرها في أَحسن النَسق |
وَنورُها ضاحِك تَبدو نَواجِذه |
لِما تَنفس صُبح الصَحو عَن شَفَق |
قَد ضم بِالشَوق مَحبوا يعوّذه |
من الوُشاة برب النور والفَلَق |
فَيا وُلاة الهَوى في صِدقِكُم شَغفي |
اِذ أَنَّني مِن ذُهول الوجد لَم أَفِق |
بكَعبَة الحُسن اِنسانا أَرى فَلَوا |
عَيني الَّتي طالَما ضَلَّت من الغَسق |
وَخبروني أَاِنساني صفا وَدَنا |
لِمُستَهام رَماه البَين بِالأَرق |
نعم ببشر اللقا تَهديك أَنفُسَنا |
وَقَد دَنا وَصَل مَن تَهواهُ فَاِستَفِق |
أَهلا بِنورِ عُيون راق لي وَصفا |
من بعد يَأسي وَطول الخَوف وَالفرق |
فَيا تَحيات برء شهدها بِفَمي |
حلى مَرارَة تَسهيدي مِنَ القَلَق |
بِأى قَول أَحييه وَعِزَّتُه |
عَزت مَنالا فَلَم تُدرِك لِمُستَبِق |
لكن ضَمير التَهاني غَير مُستَتِر |
وَنور أُنسي بَدا لِلنّاسِ كَالفَلق |
وَذا الرَشا مُذ نَشافى حُسن طَلعَتِهِ |
كانَت مَنازلُه شَفاقَة الحَدق |
اِنسان عَيني المُفَدّى أَنتَ لحت بِها |
لا أَوحش اللَهُ من اِحسانِكَ الغَدق |
آليت لِما سَقيت السم في سَقمى |
وَأَحوَجَتني لَياليهِ لكُل شَقى |
لا أَشتَكي لَوعَتي اِلّا لِمَن هُوَ لي |
في كُل ضيم بِالعُيونِ بَقى |
وَقَد مُنِحتَ بِنور مِنكَ مُقتَبَس |
بَرت يَميني وَكانَ الصدق من خلفي |
ملت لَيالي مصابى من جَوى وَأَما |
وَحملتني أَثقالا عَلى عُنُقي |
قادَت زَمامي لِكَهف السَقم وَاِستَنَدَت |
بِبابِهِ أَشهَرا طالَت فَلَم أَطق |
كَأَنَّها ضُرَّة قَد ضَرَّها رَفهي |
بِالقُربِ مِنكَ فَجابَت اِسوَأ الطُرُق |
فَهَل نَوَت طهر أَحقادِ تَواريها |
بِسُبُل دَمع مِن الآماق مندَفِق |
لِما اِستَغَثت بِفَضل اللَهِ يسرلي |
اِكحال صَبر أَقالَتني مِن القَلَق |
وَرَدك اللَهُ نور المُقلَتَين عَلى |
صَب بِغَيرِكَ هاد قَط لَم يَثِق |
كَم دق عَظمي بِاِسقام تُغادِرُني |
كاثمد لِعُيون العَينِ منسحق |
كَم قُلت في مِحنَتي يا رَب خُذ بِيَدي |
وَاِكشِف سَقامي وَجد بِالنَومِ للارق |
فَبِالصَغيرَين أَهدى الشُكر مُعتَرِفا |
لِخالِقي ما صَفا البَدران بِالافق |