الما بها صرفا فقد ساغت الخمر |
ولا تنكروا فالأمر يعقبه الأمر |
ألا والحقا كأساً بكأس تتابعاً |
وان نم من اولي الكؤوس بي السكر |
بكف رشاً يقضي على حدق المها |
جفوناً على أهدابها الكسر والجبر |
صقيل محيا ماج ماء جماله |
ومن موجه في خده ذكي الجمر |
وتعتاده من ميعة التيه هزة |
كما اهتز مرتاح تخامره الخمر |
فقد نها رشدي بسكر وصبوة |
فشطر لها منه ومنه له شطر |
ويا رب عصر بالشباب قضيته |
وقد كان في استجلاب سلمى به سر |
مضى إذ مضى غض الأطاريف والهوى |
به ريق والدهر بالبشر يفتر |
وكم قاد لي سعدي وسلمى وبيننا |
على البين فيما بيننا مهمه قفر |
وتطلع شمس الراح في راح مقمر |
تهاوت لنا من كفه الأنجم الزهر |
واني لولا غصة الهجر ما ورت |
بفودي نار الشيب واحد ودب الظهر |
وعينان نجلاوان وان تنظر فيهما |
مهى الرمل أو ظبي يصدره الذعر |
من الهيف يشكو الضعف مرهف خصرها |
واني منها أشكي ما اشتكى الخصر |
لها نظر شزر تعالق حبها |
وسيان حد السيف والنظر الشزر |
ففي كبدي منها أمض جراحة |
وليس لها ثار لدي ولا وتر |
ولو ان هاروناً رأى غمز عينها |
لكان يرى غمز الجفون هو السحر |
من البيض لو تبدو بمحلولك الدجى |
ترى الشمس منها حيث لم يطلع الفجر |
ولو اوجست من حرس الحي خيفة |
تلوذ بليل بث ظلمائه الشعر |
وتبسم عن در تحدث مثله |
فذا لؤلؤ نظم وذا لؤلؤ نثر |
لقد لامني بكر عليها ولو رأى |
محاسن راقتها لأعذرني بكر |
فيا بكر خلي اللوم واذكر لي الهوى |
فان شجي القلب يرتاحه الذكر |
وعرج على ذكر اللوى من ديارها |
ديار بها الأفراح اطلقها البشر |
منازل لو جرت بها الريح ذيلها |
لضمخه نشر يفوح به الضفر |
وقد فرش ابن السحب أسنى مطارف |
على اجرعيها وهي من سندس خضر |
أرحنا بها الأنضاء يوماً وليلة |
بجثجاثة غناء قد بلها القطر |
كأنا بدارين استقلت ركابنا |
وإلا فمن دارين هب لنا عطر |
ويا صاحبي نجواي باللَه هزجا |
بصوتيكما جهراً فقد غفل الدهر |
لقد أقبلت للهو والانس دولة |
على دولة الأحزان كان لها النصر |
الا تشمما عرف المسرة ساطعاً |
ألم تريان الشمس قارنها البدر |
فذي ليلة زفت بها فاطمية |
لعرس علي من تعالى له قدر |
رأته لها كفؤاً فألقت قيادها |
لديه ولولا ذاك ما قادها مهر |
فهن المعالي الغر أن ابن ربها |
اصاب فقل أرمي فريسته الصقر |
وهن به الهادي إلى طرق الندى |
فاما إليه او فلا يهتدي السفر |
طليق محيا اطلق البشر وجهه |
وكل كريم من سجيته البشر |
وما الروض غاداه النسيم مبكراً |
وقد ثج وهنأ فوق جثجاثه القطر |
باطيب من أخلاقه وهي التي |
على كل قطر هب من طيبها نشر |
كفى الدهر فخراً انه بعض ولده |
وليس له في غيره أبداً فخر |
همام جرى في حلبة الفضل سابقاً |
فلا زيد يدنو من مداه ولا عمرو |
مليك كفاه الحزم حمل سلاحه |
ويا رب حزم دونه البيض والسمر |
لان انكر الحساد نيل اكفه |
فأي يد من صفر عسجده صفر |
لقد شبهوه البحر جوداً ولا كذا |
ألم ترمد البحر يعقبه جزر |
فلا بحر إلا جوده فيه زاخر |
ولا بر إلا فيه من جوده بر |
اذا هم فكري ان يفي بصفاته |
تعاظم قدراً ان يحوط بها فكر |
وكل صفات المجد فيه عظيمة |
وأدنى معانيه به يزدهي الشعر |
من القوم اما فخرهم فمشيد |
وليس بعاليه لغيرهم ذكر |
واما سواهم في العلى فنازل |
وهم في علاهم حيث كانوا هم الصدر |
فديناك يا من حلق العزم طائراً |
به لعلى من دونه وقع النسر |
تود السموات العلى ان تكون في |
ذراها وللأرض الكواكب والبدر |
وتشمخ أقطار العراق بانك من |
ذويها وقد دانت بهذا لها مصر |
فلله ما يحويه مجدك من على |
ومأثرة في كل جو لها اثر |
تتبعت اقصى المكرمات فحزتها |
جميعاً وما شئت عوان ولا بكر |
ولا بدع ان حزت المكارم كلها |
ففي باء بسم اللَه ما قد حوى الذكر |
تدوم لك البقيا بارغد عيشة |
منعمة خدامها العبد والحر |