حبست الهوى ما بين حزوى وبابل |
وانزلته من حي كهلان في السر |
بذي مقلة نجلاء تقضي لها حياً |
عيون المها بين الرصافة والجسر |
معاطفه رقت فراقت شمائلاً |
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري |
يلاعب آرام الظباء بجيده |
ويسفر عن وجه ينوف على البدر |
ويا حبذا أيامنا بمحجر |
مضت طلقة في ملتقى مطلق الثغر |
بها سمحت أيدي الزمان بحالة |
لها ينطوي الواشي على حنق الصدر |
لثمت بها من ليلة الوصل شامة |
بها تزدهي من حسنها وجنة الدهر |
وعانقت فيها من جآذر جاسم |
هضيم الحشا عذب اللمى عقص الشعر |
ونحن بحيث السحب ينهل وبله |
على روضة غنّاء طيبة النشر |
والطف ما يستحسن الروض بعدما |
يغاديه من وسيمها واكف القطر |
ومما يهيج الوجد عن مستقره |
حنين حمامات ينحن على الوكر |
طردن الكرى عن ناظري بنغمة |
لها قصرت أجفان عيني إلى الفجر |
ويا قلب صبراً والهوى كله جوى |
وحسبك شجواً من جوى الوجد والصبر |
وكل ملمات الزمان على الفتى |
تهون سوى قطع الأحبة والهجر |
ويا طرف كفكف في همولك بعدهم |
فما في مجاري الدمع غير حشا يذري |