ألمت بنا والصبح منهتك الستر |
هلالية ثنت لنا غرة الفجر |
اذا انبعثت من خدرها قلت بانة |
تقل محيا الشمس أو طلعة البدر |
يمينا بها سكر الصبا وقلوبنا |
إلى حيث ما مالت تميل بلا سكر |
يميل بعينيها وتلك إلية |
تبر اذا كانت بأعينها الفتر |
لها نفثات تعقد السحر بالحجا |
وهيهات حل العقد من نفثة السحر |
وإلا فما بالي اذا ما تلفتت |
إلي بعينيها هتكت جنا صبري |
لقد ذرأت عنها وتلك سجية |
لأخلاقها والريم دائبة الذعر |
ويا ربما بتنا وقد ضمنا الهوى |
ببرد التقى ضم النطاق على الخصر |
يعانقني منها غزال وهل ترى |
يعانق ظبي ملبداً دامي الظفر |
موشحة في ساعدي وحمائلي |
سواعدها والثغر منها على ثغري |
تطار على غض الحديث رقيقه |
فمن لؤلؤ نظم ومن لؤلؤ نثر |
وكم قيدتني في بنود غدائر |
يخيل لي من سحرها أنها تسري |
ونحن بذات الأثل من أيمن الحمى |
على القبضة الحمراء من منبت الدر |
وتلك التي مدّ السحاب مطارفا |
على اجدعيها وهي من سندس خضر |
اذا سرحت فيها العيون توهمت |
بحصبائها قد كان رضراضة الدر |
او استنشق الرّواد نشر ترابها |
تظن سحيق المسك من نفحة النشر |
وتوردنا من صيب القطر بارداً |
ويصرف عنها روحها طارق الحرّ |
وما برحت حتى الينا تلفتت |
بنات الليالي بالتفرّق والهجر |
وما دارت الأيام إلا وبيننا |
على الرغم مني مهمه موحش القفر |
فصرت اناجي النجم والنجم طافح |
إلى أن يغور النجم في لجة الفجر |
وما انفك فرط الوجد يلهب في الحشا |
كأني مطوي على ساعر الجمر |