اتهمني صديقي جميل طنوس بالخوف والجبن عندما كنت أصارع الجحيم في جبل الشَّيخ في حرب حرب الثَّمانين يوماً الأستنزاف كما سموها فأجبته بهذه الرسالة بما فيها من المزاح: |
ما عُدْتُ أستلهِمُ الماضي ولا خَطَرَتْ | |
|
| في البالِ ذِكرى لِمَنْ قَدْ كنتُ أَهْوَاهُ |
|
مشاعلُ الحرفِ أطفأتُ الحنينَ بِهَا | |
|
| حتَّى ترمَّدتِ الأشواقُ والآهُ |
|
فلمْ يَعُدْ دونَ قلبي أيُّ سَالِفةٍ | |
|
| تُغْرِي الشُّعورَ بهِ حتَّى حَكَايَاهُ |
|
زهِدْتُ باليأسِ حتَّى صارَ مُنْتَجَعِي | |
|
| أَغْدُو وأُمْسِي ومَا في القلبِ إلاَّهُ.. |
|
وكُنْتُ قَبْلَ زمانٍ بَاسِطَاً قَدَمِي | |
|
| على جبينكَ يا مَنْ كِدْتُ أَنْسَاهُ. |
|
لكنَّني اليومَ والآلامُ تَنْهَشُنِي | |
|
| و لستُ أَدْرِي فُؤَادِي أينَ مَنْفَاهُ |
|
تشكُّ بِيْ؟؟ كيفَ تَعْزُو ما تَرَى سَبَبَاً | |
|
| يا مَنْ تصَالَعَ حتَّى في مَزَايَاهُ.. |
|
جَرَّدْتَ كلَّ عظيمٍ فيكَ مِنْ أَلَقٍ | |
|
| حتَّى غَدَوْتَ حِمَاراً فَاتِحَاً فَاهُ
|
|
هَلْ بلَّدَتْكَ رِيَاحُ البَحْرِ أَمْ خَرِفَتْ | |
|
| بَنَاتُ عَقْلِكَ أَمْ جُنَّتْ بِمَرْآهُ ..؟ |
|
تَغُوْصُ بينَ حُرُوْفِي مِثْلَ ضفْدَعَةٍ | |
|
| بَحْثَاً عَنِ الشَّكِّ في قَوْلٍ ومَعْنَاهُ |
|
وفي نَقِيْقِكَ لا معنىً ولا هَدَفَاً | |
|
| يا عَبْدَ مَنْ أَنْكَرَ الحُسْنَى لِمَوْلاهُ.. |
|
إنِّي هُنَا في جِبَالِ الشَّيْخِ مُعْتَصِمٌ | |
|
| و للرِّجَالِ مِنَ الأَقْوَالِ أَشْبَاهُ |
|
تَشكُّ بِيْ؟؟ وأنا البَانِي هُنَا قِمَمَاً | |
|
| يا مَنْ تُعَشِّشُ في الأَوْحَالِ رِجْلاهُ |
|
تَظُنُّنِيْ مِثْلَ بعضِ النَّاسِ أُغْنِيَةً | |
|
| تَلُوْكُهَا الأوفُ والتَّهليلُ والآهُ؟ |
|
مَرَابِعُ المَجْدِ في حَرْمُونَ فَضْلَتنَا | |
|
| أَمْسَتْ وغَارَ الإِبَا لمَّا غَزَوْنَاهُ |
|
دَبَّابَتِي فَوْقَ أَعْلَى قِمَّةٍ ربَضَتْ | |
|
| و البَعْضُ مثلكَ في القِيْعَانِ قَدْ تَاهُوا |
|
هُنَا الشَّحاريرُ تَهْوِي وهيَ مُتْعَبَةٌ | |
|
| فالنَّسرُ ما ضَاقَ ذرعاً في مَطَايَاهُ |
|
هُنَا الزَّغاريدُ تَشْدُوهَا مَدَافِعُنَا | |
|
| هُنَا يَطِيْبُ الهَوَى والحبُّ
أَحْلاهُ |
|
هُنَا التَّصيُّدُ فالصَّاروخُ أَرْوَعُ مَا | |
|
| تُشَاهِدُ العَيْنُ مِنْ سِحْرٍ وأَبْقَاهُ
!! |
|
قَوَافِلُ الشَّمسِ مَرَّتْ مِنْ هُنا حَذَرَاً | |
|
| حيثُ الجحيمُ الَّذي في الأرضِ نَغْشَاهُ |
|
لكنَّهُ البَرْدُ وَيْحَ المُثْقَليْنَ بِهِ | |
|
| و الزَّمهريرُ الَّذي في العَظمِ بَلْوَاهُ .. |
|
أمَّا إذا انْدَفَعَ البركانُ والْتَهَبَتْ | |
|
| قمِّاتُ حرْمونَ .. نهواهُ ونَنْسَاهُ |
|
وفي الخِتَامِ لكَ الحبُّ الَّذِي نَدِيَتْ | |
|
| في القلبِ أزهارُهُ واخْضَلَّ مَرْآهُ |
|
سَلِّمْ على الأَهْلِ والأحبابِ لا سَلِمَتْ | |
|
| يَدَاكَ يا مُثْقِلاً ظَهْرِيْ بِدَعْوَاهُ |
|
لا بَارَكَ اللهُ في نَسْلٍ لَهُ شَبَهٌ | |
|
| مِنْ وجْهِ فزَّاعةٍ شَمْطَاءَ وَيْلاهُ |
|
لو كانَ فيهِ شبيهٌ مَنْ نجاةَ فَقَدْ | |
|
| تَبَارَكَ الخَلْقُ والإِبْدَاعُ واللهُ
|
|