عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > غير مصنف > عازار نجار > رسالة إلى صديق من جبل الشَّيخ

غير مصنف

مشاهدة
563

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رسالة إلى صديق من جبل الشَّيخ

اتهمني صديقي جميل طنوس بالخوف والجبن عندما كنت أصارع الجحيم في جبل الشَّيخ في حرب حرب الثَّمانين يوماً الأستنزاف كما سموها
فأجبته بهذه الرسالة بما فيها من المزاح:
ما عُدْتُ أستلهِمُ الماضي ولا خَطَرَتْ
في البالِ ذِكرى لِمَنْ قَدْ كنتُ أَهْوَاهُ
مشاعلُ الحرفِ أطفأتُ الحنينَ بِهَا
حتَّى ترمَّدتِ الأشواقُ والآهُ
فلمْ يَعُدْ دونَ قلبي أيُّ سَالِفةٍ
تُغْرِي الشُّعورَ بهِ حتَّى حَكَايَاهُ
زهِدْتُ باليأسِ حتَّى صارَ مُنْتَجَعِي
أَغْدُو وأُمْسِي ومَا في القلبِ إلاَّهُ..
وكُنْتُ قَبْلَ زمانٍ بَاسِطَاً قَدَمِي
على جبينكَ يا مَنْ كِدْتُ أَنْسَاهُ.
لكنَّني اليومَ والآلامُ تَنْهَشُنِي
و لستُ أَدْرِي فُؤَادِي أينَ مَنْفَاهُ
تشكُّ بِيْ؟؟ كيفَ تَعْزُو ما تَرَى سَبَبَاً
يا مَنْ تصَالَعَ حتَّى في مَزَايَاهُ..
جَرَّدْتَ كلَّ عظيمٍ فيكَ مِنْ أَلَقٍ
حتَّى غَدَوْتَ حِمَاراً فَاتِحَاً فَاهُ…
هَلْ بلَّدَتْكَ رِيَاحُ البَحْرِ أَمْ خَرِفَتْ
بَنَاتُ عَقْلِكَ أَمْ جُنَّتْ بِمَرْآهُ ..؟
تَغُوْصُ بينَ حُرُوْفِي مِثْلَ ضفْدَعَةٍ
بَحْثَاً عَنِ الشَّكِّ في قَوْلٍ ومَعْنَاهُ
وفي نَقِيْقِكَ لا معنىً ولا هَدَفَاً
يا عَبْدَ مَنْ أَنْكَرَ الحُسْنَى لِمَوْلاهُ..
إنِّي هُنَا في جِبَالِ الشَّيْخِ مُعْتَصِمٌ
و للرِّجَالِ مِنَ الأَقْوَالِ أَشْبَاهُ
تَشكُّ بِيْ؟؟ وأنا البَانِي هُنَا قِمَمَاً
يا مَنْ تُعَشِّشُ في الأَوْحَالِ رِجْلاهُ
تَظُنُّنِيْ مِثْلَ بعضِ النَّاسِ أُغْنِيَةً
تَلُوْكُهَا الأوفُ والتَّهليلُ والآهُ؟
مَرَابِعُ المَجْدِ في حَرْمُونَ فَضْلَتنَا
أَمْسَتْ وغَارَ الإِبَا لمَّا غَزَوْنَاهُ
دَبَّابَتِي فَوْقَ أَعْلَى قِمَّةٍ ربَضَتْ
و البَعْضُ مثلكَ في القِيْعَانِ قَدْ تَاهُوا
هُنَا الشَّحاريرُ تَهْوِي وهيَ مُتْعَبَةٌ
فالنَّسرُ ما ضَاقَ ذرعاً في مَطَايَاهُ
هُنَا الزَّغاريدُ تَشْدُوهَا مَدَافِعُنَا
هُنَا يَطِيْبُ الهَوَى والحبُّ …أَحْلاهُ
هُنَا التَّصيُّدُ فالصَّاروخُ أَرْوَعُ مَا
تُشَاهِدُ العَيْنُ مِنْ سِحْرٍ وأَبْقَاهُ…!!
قَوَافِلُ الشَّمسِ مَرَّتْ مِنْ هُنا حَذَرَاً
حيثُ الجحيمُ الَّذي في الأرضِ نَغْشَاهُ
لكنَّهُ البَرْدُ وَيْحَ المُثْقَليْنَ بِهِ
و الزَّمهريرُ الَّذي في العَظمِ بَلْوَاهُ ..
أمَّا إذا انْدَفَعَ البركانُ والْتَهَبَتْ
قمِّاتُ حرْمونَ .. نهواهُ ونَنْسَاهُ
وفي الخِتَامِ لكَ الحبُّ الَّذِي نَدِيَتْ
في القلبِ أزهارُهُ واخْضَلَّ مَرْآهُ
سَلِّمْ على الأَهْلِ والأحبابِ لا سَلِمَتْ
يَدَاكَ يا مُثْقِلاً ظَهْرِيْ بِدَعْوَاهُ
لا بَارَكَ اللهُ في نَسْلٍ لَهُ شَبَهٌ
مِنْ وجْهِ فزَّاعةٍ شَمْطَاءَ وَيْلاهُ
لو كانَ فيهِ شبيهٌ مَنْ نجاةَ فَقَدْ
تَبَارَكَ الخَلْقُ والإِبْدَاعُ واللهُ…
عازار نجار

(1) من الصلع فصديقي ليس في رأسه شعر وهو من سكان الشواطئ (2) المقصود بالشحارير الطائرات الإسرائيلية التي كانت تتهاوى فوق الجبل آنذاك (3) أرسلَ لي صورة ابنته الأولى وهي شبيهة به ولا تشبه أمها (نجاة)
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2014/01/02 11:30:45 مساءً
التعديل: الجمعة 2021/08/13 12:55:41 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com