عم المصاب فأي خطب قد عرا |
أم أي جلا قد دهت جل الورى |
رزء يذوب القلب من اشجانه |
فيسيل من طرفي نجيعاً أحمرا |
لولاه لم أدر المصاب ولا البلى |
بل لم أكن متوجعاً متفكرا |
يا نفس صبراً للمصاب وان دهى |
شيم الكرام على الردى ان تصبرا |
قد مات رب المكرمات زعيمها |
من دين أحمد في البرية أظهرا |
ذاك الامام ومن نوال اكفه |
كالبدر ما بين الخلايق قد سرى |
رفع الإله على الأنام محله |
وغدا به بدر الامامة نيرا |
ذو طلعة بالفضل يشرق نورها |
كالشمس إلا انها لن تسترا |
جمعت شتات المكرمات صفاته |
وحوى مزايا لن تعد وتحصرا |
عجباً لأرض لا تمور لفقده |
أسفاً وللجلمود لن يتفجرا |
فالطرف يقظان عليه كأنما |
في قبره لما قضى دفن الكرى |
والبيت مغبر الجوانب بعده |
والدين من مسراه منهد الذرا |
علم الحطيم بفقده فتحطمت |
أعلامه وذوى الصفا فتكدرا |
لولا الفتى المهدي من يهدي الملا |
لقضيت من أسفي عليه تحسرا |
علم له العلماء ألقت مقوداً |
وغدت علي علياه تعقد خنصرا |
لا غرو أن ألقت اليه زمامها |
أو لم يكن فيه أحق واجدرا |
أو أنهم عقدوا الخناصر إنما |
عقدوا على أزكى البرية عنصرا |
حبر حوى رتب العلوم بأسرها |
قلم القضاء بما هنالك قد جرى |
وبه أنار الحق بعد ظلامه |
وبه غدا صبح الهداية مسفرا |
وعنت لغرّته الوجوه لأنها |
علمت به أن خير من وطأ الثرى |
من معشر ما غاب بدر منهم |
إلا وبدر بالهداية أزهرا |
جمعوا مزايا لن يحاط بكنهها |
وسموا على هام المجرة مفخرا |
هم عصمة اللاجي إذا ما امّهم |
بل هم ملاذ الخلق ان خطب عرا |
حكت السماء أكفهم لكنها |
تهمي على المسترفدين الجوهرا |
أقمار تم في البرية أشرقت |
ما خاب من قد أمهم يبغي القرا |
منهم إمام العصر مهدي الورى |
وترى بهم خير المذاهب جعفرا |