بَشائِر السَعد وافَت تَرفَعُ الحجبا |
مُنيرَة فَاِزدَهَت أَلبابُنا طَرَبا |
وَمُذ بَدَت أَنجُمَ الاِقبال طالِعَة |
في مَركَزِ العِزِّ وَلى الهَم مُنشَعِبا |
وَأَمطَر الاِنس رَوضات القُلوب وَكَم |
أَنشا بِهِن اِرتِياحاً مزق الوَصبا |
فَعاطنا مِن كُؤوسِ البِشر صافِيَة |
إِنّا وَجَدنا بِه الأَحزانَ صِرنَ هِبا |
حَمراءُ صَرفا بِلا مَزج يَكدرها |
عَتيقَة دنها قَد أَخلَقَ الحَقبا |
وَغَننا بِحَديثِ الحُبِّ تنعِشنا |
فَفيهِ تِرياقُ قَلب بِالجَوى التهبا |
طابَ الزَمانُ لَنا إِذ أَن ما لَكَتي |
مِن بَعدِ طولِ الجَفا قَد واصَلت رَغبا |
زارَت بِلا عدة مِنها فَعادَ لَنا |
بَردُ الشَبابِ جَديداً بَعدَ ما قشبا |
فَكانَ صَفو حَياتي لا يَكدره |
صَرفُ الزَمانِ الَّذي قَد عودَ النوبا |
وَصرت أَختالُ ما بَينَ الوَرى جَذَلاً |
حَيثُ الزَمانُ اِرعَوى عَن كُلِّ ما اِرتِكبا |
فَليَهنني العَيش في وَصل الحَبيب وَقَد |
زالَ الرَقيب وَياما ظَل مُرتَقِبا |
فَاليَوم لا لَوم قَد أَدرَكت مَطلَبي |
وَصل وَصفو وَأَمن وَالشَباب ربا |
كَأَن وَقتي هذا في نَضارَتِهِ |
أَيّامَ تَزويج نَجل المُجتَبى حَسبا |
السَيِّد الماجِد النَدبِ الَّذي اِنحَصَرَت |
بِهِ المَكارِمُ حَيثُ اِستَغرَقَ الرُتبا |
اِبي عَلي حسين من رقا شَرَفاً |
إِلى مَقامِ سَموّاً يَعجَزُ الشَهبا |
مِنَ الرَسول تَبَدّى فَرعُ دوحَته |
فَمَن يُجاريهِ في مَجد إِذا اِنتَسَبا |
عَن جودِهِ حَدَّثَت لِسن العُفاة إِذا |
ما أَبصَرَت أَبحراً أَو ما رَأَت سُحبا |
تَلقاهُ طَلق المُحيا باسِماً بَهجاً |
يَومَينِ يَومَ هياج أَو بِيَوم حبا |
ما شابَ بِالمَنِّ ما يَسديهِ مكرمَة |
فَلَو حَبا الكَون لَم يَعبَأ بِما وَهبا |
لَم يَعرِف الوَعدَ في مَعروفِهِ أَبَداً |
يَجودُ قَبلَ يَنيخ الوافِد النَجبا |
فَسَل بَني عامِر كَعباً وَمُنتَفِقاً |
وَسل رَبيعَة عَنهُ تَلقَ خَيرَ نَبا |
ذو هِمَّة قَصرت عَن بَعضِها همم |
مِنَ المُلوكِ ذَوي العَصرِ الَّذي ذَهَبا |
يُقارِعُ القَرنَ في بَأس يَراهُ بِهِ |
عَدوه وَهُوَ فَرد جَحفَلاً لَجبا |
إِنَّ العَشيرَةَ أَضحَت مِنهُ في عَدَدِ |
جَم وَلَو عَدها نَزراً إِذا حَسَبا |
فَقَد يَقومُ مَقام الجَيشِ واحِدَه |
وَلَيلَة القَدر كانَت في البَها حَقبا |
أَضحى بِهِ الجار في عِز وَفي دعة |
وَلَو تَراكَمَ وَقع الخَطبِ ما اِكتَربا |
إِذا التَجا بِجِماهُ طامِع وَجَل |
يَسره الأَمن وَاِستيفاء ما طَلَبا |
مِن هَمِّهِ حوز ما يوليه محمدة |
لا ضم من جَمَعَت في ثَغرِها الضَربا |
حازَ المَفاخِرَ وَالأَسبابَ شاهِدَة |
بِالجِدِّ وَالجِدِّ موروثا وَمُكتَسِبا |
كَهف الأَرامِل وَالمُستَضعَفينَ ثَما |
ل لِليَتامى لَهُم في البر فاقَ وجبا |
غَدا رَبيع أَولي الحاجات بَحر نَدى |
يَرى الصَلاةَ صَلاة فَرضُها وَجبا |
سَهل الخَليقَة بِالمِسكينِ ذو شَرس |
عَلى اِمرىءٍ عَجبُه قَد أَظهَر العَجَبا |
فَيا أَخا الفَضلِ يا مَن لا يَرومُ لَهُ |
سَبقاً بِمِضمارِ فَضل مِن زَكا حَسبا |
يُهنيكَ عَقد عَلَيٍّ إِذ بِهِ اِنعَقَدَت |
لَهُ المَسَرّاتِ وَالإِقبالِ قَد صَحبا |
عَقد أَغَر غَدا مَيمون طالِعَه |
نَجم السَعادَة في أُفق العُلا رَقبا |
فَبِالرِفا وَالبَنينِ الغُر غايَتَه |
وَفيهِ جَمعُ لِشَملِ الأَقرِبا اِقتَرَبا |
سِر القُلوبُ فَأَضحى وَجه أَربَعها |
أَبهى مِنَ الرَوضِ حَسناً في أَنيقِ رَبى |
فَيا لَهُ مِن زَواج طابَ فَاِبتَهَجَت |
كُلُّ القُلوبُ بِهِ بشراً نَفى الكُربا |
فَهذِهِ نِعمَة وَالشُكرُ مُفتَرَض |
لَها عَلَينا وَشُكرُ اللَهِ قَد وَجَبا |
وَهذِهِ غايَة الآمالِ قَد حَصَلَت |
إِذ في عَلِيّ بَلغنا القَصد وَالأَربا |
عَلَيكَ يا عَم عِندَ الحادِثاتِ بِهِ |
تَجِدهُ خَيرُ وَزير يَدفَعُ النَوبا |
فَأَنتَ عَينٌ لِهذِهِ العَصرُ وَهَولَه |
كَف وَبِالكَفِّ تَكفى العَينُ ما وَصَبا |
عَوّل عَلَيهِ بِكُلِّ الأُمورِ عَن ثِقَةٍ |
وَاِركِن إِلى الرَأيَ مِنهُ تَلقَهُ عَجَبا |
وَلا تَقُل إِنَّهُ في السِنِّ ذو صِغَر |
كَم مِن صَغيرٍ لِشَيخ فائِقِ أَدَبا |
هذا مُعاذ عَن الهادي عَلى يَمن |
بِخَمس عَشرَة عاماً لِلقَضا اِنتَدَبا |
إِنّا نَرى الرُشدَ يَبدو مِن مَخايِلَه |
في المَهدِ وَاليُمنِ مَع آدابِهِ اِصطَحَبا |
مُهَذَّب فَطِن مُوَفَّق يَقِظ |
يَفوقُ في فَضلِهِ مَن قالَ أَو كَتَبا |
أَولاكَ مَولاكَ مِنهُ ما تَسر بِهِ |
وَمِن بَنيهِ لُيوثاً قادَة نجبا |
وَهاكَ مِنّي عَروساً كاعِباً فَضلت |
أَترابَها ذاتَ حُسن لِلنَّهي سَلبا |
حَوَت بَديعَ مَعان بِالبَيانِ زَهَت |
تَنسي بَلاغَتِها قَسا وَما خَطبا |
تَوليكَ في صَفحاتِ الدَهرِ حُسنَ ثَنا |
يَميد عَطف أَخي فَضل لَهُ طَرَبا |
زَفت اِلَيكَ وَأَنتَ الكُفءُ في شَرَفِ |
مِنكَ القُبولُ لَها مِن خَيرِ ما وَهَبا |
تَجر ذيل اِختِيال بِالحَيا بَرَزَت |
اِلَيكَ قَدمتها لا أَبتَغي نَشبا |
تَأبى المُرُوَّةُ وَالآدابُ مِن خَلقي |
بِأَن أَكونَ بِنُظمِ الشِعرِ مُكتَسِبا |
لكِنَّ سابِقَة الأَيدي عَلي لَكُم |
تَستَوجِب الشُكرَ أَعظَمُ لي بِها سَبَبا |
لا زِلتَ وَاِبنَكَ في عَيشِ صَفا لَكُما |
بشهِ الزَمانُ وَقَد وَقيتُما العَطبا |
وَالسَعد مُلق عَصاهُ في رُبوعِكِما |
وَنِلتُما الأَمَلَ الأَقصى كَذا الطَلَبا |
ما قَهقَه الرَعدُ أَو عَينُ السَحابِ بَكَت |
فَجَلَّلَت لُؤلُؤاً رَطِباً رِياضَ قَبا |