عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبد الجليل الطباطبائي > تَبارَكتَ يا مَولى المُلوكِ الأَعاظِم

العراق

مشاهدة
1088

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تَبارَكتَ يا مَولى المُلوكِ الأَعاظِم

تَبارَكتَ يا مَولى المُلوكِ الأَعاظِم
وَعَزَيتُ يا مُبدي الجَميلِ وَراحِمي
لَكَ الحَمدُ إِذ أَولَيتَنا مِنكَ أَنعُماً
يَضيقُ لَها ذَرعاً يُراعُ لِراقِم
وَأَتحَفتَنا بِالدينِ دينُ مُحَمَّد
عَلَيهِ صَلاةُ مَعَ سَلام مُلازِم
فَأَضحَت بِالدينِ دينُ مُحَمَّد
وَتَزهو كَما يَزهو الرُبى بِالسَواجِم
فَأَعظم بِها مِن نِعمَة حَق شكرها
عَلَينا وَشُكر اللّه آكد لازم
جَزى اللّه رَبِّ العَرشِ بِالصَفحِ وَالرِضى
وَبِالخَيرَ مِن قَد كانَ أَصدَق قائِم
بِنُصرَةِ دينِ المُصطَفى وَظَهيرِهِ
هُوَ الحِبرُ ذو الافضالِ حاوي المَكارِمِ
هو الوَرع الاوّاه شَيخي مُحَمَّد
هُوَ القانِت السجاد في جنح فاحم
لَقَد قامَ يَدعو لِلمُهَيمِن وَحدَهُ
فَريداً طَريداً مالَهُ مِن مُسالِم
وَجاهد لِلرَّحمن حَق جِهادِهِ
وَفي اللّهِ لَم تَأخُذُهُ لَومَةُ لائِم
هِمامُ بَدا وَالنّاسُ إِلا أَقَّلِهِم
عَلى مَحضِ شِركٍ في العِبادِ لاجِم
يَعدون لِلضَّراءِ قَبة ميت
كَما طَلَبوا مِنها نَتاجِ العَقائِم
فَهُم بَينَ مَوم بِالرُكوعِ لِسَيد
وَآخَر يَعنو وَجهَهُ لِلبَهائِم
وَمِن بَينِ داع هاتِف بِاِسم شَيخِهِ
يَرومُ بِهِ نَفعاً وَدَفعُ العَظائِم
يَقرُبُ لِلمَقبورِ قُربانَ رَبِّنا
وَيَجهَدُ في تَسليمِ نَذرِ الكَرائِم
وَيَدفَعُ عَينُ الحاسِدينَ بِأَعظَمِ
وَيَرجو لَدى الحِمى عُقود التَمائِم
وَقَد طَمَسَت أَعلامُ سنة أَحمَد
وَقَد زادَ سُلطانَ الهَوى وَالمَآثِم
وَقَد طَم أَكنافِ الدِيارِ وَعَمِّها
فَسوق وَعِصيانِ وَهَتكِ المَحارِمِ
عُقوق وَشُرب وَاللِواطِ مَع الزِنى
وَزورُ وَقَذف المُحصِناتِ النَواعِم
وَلَم تَلقَ عَن بادي المَناكِرِ ناهِياً
وَلا آمِراً بِالعُرفِ بَينَ العَوالِمِ
فَجَرِّد عَضبَ العُزمِ إِذا وَضَحَ الهُدى
بِآياتِ حَق لِلضَّلالِ صَوارِم
وَقَدَّ بِها هامَ الغَوايَة فَاِنمَحَت
قَواعِدَ زيغ مُحكِمات الدَعائِم
سَقى اللّه قَبراً ضَم أَعظَمَهُ الَّذي
حَوى شَرَفاً مِن هامِياتِ الغَمائِم
هُتونا بِرِضوان وَعَفو وَرَحمَة
وَأَسكَنَهُ في الفِردَوسِ يا خَيرَ راحِم
وَوالَ الرِضى عَبدَ العَزيزِ الَّذي احتَمَت
بِهِ بيضَة الاسلام عَن كُل ظالِم
إِمامُ كَسا ظَهر البَسيطَة عَدلِه
مَطارِف أَمن شامِلات المَعالِم
فَلَو ضاعَ حِلس في الفَلا مِن مُسالِم
أَتاهُ بِهِ مَن غابَ ضاري الضَراغِم
فَيَرحَل مِن أَقصى تُهامَة راكِب
إِلى الخَط لا يَخشى مَكائِد غاشِم
عَزيزُ جِوارِ لَم يَنَل جارِه الرَدى
وَفي العَهدِ تَلقى خَير واف مُلازِم
حَليف اِلتَقى وَالعِلمُ وَالفَضل وَالنَدا
وَيَأبى المَعالي بِالقَنا وَالصَوارِم
تَساوى لَدَيهِ ذو الغِنى وَاِبنِ فاقَة
لَدى الحَق أَو حالَ المَليكِ وَخادِم
غِناءِ اِتى لِلمعتَفين وَكافِلاً
لِذي اليَتيمِ أَو لِلمُرَمَّلاتِ وَآيِم
يغار عَلى الإِسلامِ عَن أَن يُصيبُهُ
طَوارِقُ شَر فَهوَ أَمنَعَ عاصِم
لَياليهِ بِالبَرِّ العَميمِ بِواسِم
وَأَيّامِهِ بِالخَيرِ خَيرُ مَواسِم
فَفازَت رَعاياهُ بِكُلِّ مَسَرَّة
وَعَيشُ رَغيد مَترَع بِالمَغانِم
يُحِبُّ أَخا التَقوى وَيَرفَعُ قَدرَهُ
وَيَبغَضُ ذا الفَحشاءَ رَبُّ الجَرائِم
إِذا رَمَت أَن تَحظى لَدَيهِ بِرِفعَة
تَقرَبُ إِلَيهِ بِالتُقى وَالمَكارِم
لَقَد عَمَرَ الدُنيا وَآثَرَ غَيرَها
فَفازَ بِكِلتا الضرتَينِ البَواسِم
حَريص عَلى إِعلاءِ أَمر الهَنا
بِإِظهارِ دين الأَبطَحي اِبنُ هاشِم
فَأَسرَجَ لِلأَعداءِ كُل طَمرَة
مِنَ الضَمّر القَب العراب العَدائِم
وَرب جُيوش كَالسُيولِ يَقودُها
لَها لَجب كَالرَعدِ اِثرُ الغَمائِم
فَأَلبَسَ أَهلَ الشِركِ أَثوابُ ذِلَّة
بِأَسرِ وَقَتل وَاِكتِسابِ الغَنائِم
إِلى أَن أَبادَ اللّهَ كُل مُعانِد
وَمَزَّقَ شَملَ الباطِلِ المُتَراكِم
وَقَد عايَنَ الكُفّارِ نَصرَ الهَنا
وَفَتحا بِهِ قَد جاءَنا خَيرُ عالِم
وَرَد جُموعُ المُشرِكينَ بِغَيظِهِم
وَما قَط نالوا غَيرَ شَر الهَزائِم
فَآبوا لِدينِ اللّهِ مِن بَعدِ ما أَبوا
وَدانوا مِن بَعدِ كُفرٍ مَفاقِم
وَأَعلَنَ بِالتَوحيدِ كُل مُوَحِّد
وَطَأطا لَهُ رَأسَ الكَفورِ المراغِم
بِعَونِ إلهِ العَرشِ جَلَّ ثَناؤُه
وَتَأييدِه تاجَ المُلوكِ القَماقِم
سعود أَدامَ اللّه أَيّامَ سَعدِهِ
وَكانَ لَهُ الإِقبالُ خَيرَ مُلازِم
إِمامَ الهُدى بَحرُ النَدى مَن سَقى العدا
كُؤوسَ الرَدى حَتّى اِهتَدى كُل راغِم
أَخو هِمة يستصغر الخَطبُ عِندَها
وَتَعلو عَلى هامِ السُهى وَالنَعائِم
إِذا نَزَلَ الأَمرُ الفَظيعُ رَأَيتَهُ
نُهوضاً بِأَعباهُ بهمة حازِم
لَقَد عَلِمَ الاعداءُ شِدَّةَ بَأسِهِ
وَكَيفَ أَذيقوا مِنهُ طَعمَ العَلاقِم
فَكَم غادَرَ الأَقرانَ في كُلِّ مُنهَل
مَعاشَ وُحوشَ أَو خماص الحَوائِم
وَقَد قَذَفَ الرَحمنُ مِنهُ مَهابَة
بِكُلِّ فُؤاد مِن عَدو مُخاصِم
يَبيتُ المَعادي مِنهُ يَحرُسُ نَفسَهُ
وَلَو لَم يَكُن في قُربِهِ مِن مُراوِم
لَهُ عَزماتُ تَتَّقي الأُسدَ بَأسَها
بِها اللّهُ عَنا زاحَ هَولُ العَظائِم
وَذو خَلقٍ يُستَعبَدُ الحر حَسنَهُ
لَطافَتَهُ فاقَت لَطيفَ النَسائِم
إِمامَ حَوى مَجداً وَعَزَّ مناقِب
فَلَيسَ لَهُ في فَضلِهِ مِن مُزاحِم
إِذا رَمَت عَلَماً فَهوَ في العِلمِ لجة
تَدَفَّقَ بِالدُرِّ النَفيسِ لَناظِم
وَاِن رَمَت جوداً فَهوَ كَالغَيثِ لِلوَرى
إِذا أَخلَفتَ أَيدي السَحابِ الرَواكم
وَرَأي سَديد يُستَضاءُ بِنورِهِ
إِذا عَمَّ أَمرُ المُعضِلاتِ الكَوالِم
وَحِلم رَزينِ لا يُجارى بِبَعضِهِ
أَلَيسَ مُحاكي الراسِياتِ بِواهِم
صُفوحُ عَنِ الزِلاتِ مَع فَرطِ قدرة
وَخَذ صدق ما قَد قلتَ عَن خَيرِ عالِم
أَلَستَ تَرى ما كانَ مِن سوءِ فِعلِنا
مِن الصَدِّ وَالأَغراضِ عَن خَيرِ حاكِم
وَتَفصيلِ أَمرٍ قَد جَنَيناهُ واضِح
شَهيرُ فَأَغنى عَن إِعادَة ناظِم
فَأَرسَلَ جَيشاً سابِقِ الرُعبِ أَهلَهُ
وَقَدامَه الفَتحُ المُبينِ لِشائِم
وَقادَتهُ مِن كُلِّ أَروَعِ باسِل
سَري كَريمِ الأَصلِ ماضي العَزائِم
فَمُذ نَزَلوا حُلوانَ وَالسَعد أَمهم
أَقاموا حُدودَ اللّهِ مِن كُلِّ ثالِم
وَقَد حَكَموا في الناسِ شَرعَ نَبِيِّهِم
وَقَد طَهَروا البُلدانَ مِن كُلِّ آثِم
وَاِلقى اِلَيهِم أَمرَهُ اِبنُ خَليفَة
وَعض لِاِمرِ غره كَف نادِم
فَأَولاهُ غُفراناً وَصَفحاً إِمامَنا
وَناصحهُ في أَخذِهِ لِلكَرائِم
وَعَم عَلى كُلِّ الرَعِيَّةِ أَمنَهُ
وَعامَلَهُم بِالرُفقِ في كُلِّ لازِم
فَيا مَلِكاً دانَت لِدَولَتِهِ الوَرى
وَقَيَّدَت لَهُ غلبَ الأُسودِ الضَراغِم
وَطاعَ لَهُ عُربَ القَبائِلِ كُلَّها
وَإِنّا لَنَرجوا اللّهَ طوعَ الأَعاجِم
هَنيئاً لَكَ المُلكَ الَّذي أَنتَ أَهلِهِ
وَمانِعَهُ مِن سوءِ باغ وَظالِم
أَعَزَّ بِكَ اللّهُ الحَنيفي دينَهُ
فَأَنتَ لَشَملُ الدينِ أَحسَنُ ناظِم
فَشُكراً لِمَولى قَد حَباكَ بِفَضلِهِ
وَخَولكَ الحُسنى بِرُغمِ الخَياشِم
فَأَوَّلُ رَعاياكَ الضِعافُ رِعايَة
وَكُن مانِعاً عَنهُم مَريدَ المَظالِم
وَكَفَّ أَكُفَّ الظالِمينَ وَكُن بِنا
رَفيقاً تَنَل أَجراً بِيَومِ التَخاصُم
وَهاكَ إِمامُ المُسلِمينَ خَريدَة
أَتَت مِن مُحِبِّ لِلإِخاءِ مُلازِم
قَوافِ بَديعاتِ المَعاني يَزينُها
أَنيقُ بَيانٍ كَالرِياضِ البَواسِم
عَلى صَفَحاتِ الدَهرِ يَبقى ثَناؤُها
عَلَيكَ وَأَنتَ الكُفءُ يا اِبنَ الأَكارِم
دَعاني إِلى ما قُلتُ فيكَ مَوَدَّة
وَصِدقُ وَلاءٍ جاءَ مِن فِرعِ هاشِم
وَما أَمَلي إِلّا قَبول فَريدَتي
وَإِتحافُها بِالسَمعِ عَن قَصدِ رائِم
فَلَستُ أَخا شِعرٍ أُريدُ تَكَسُّباً
بِشِعري فَأَحوي فيهِ نَقدُ الدَراهِم
فَلا زِلتُ يا عَينَ الزَمانِ موفِقا
لِأَمرك مُنقادُ جَميعِ العَوالِم
وَعِشتُ طَويلاً في سُرورٍ وَنِعمَةٍ
وَعِزٍّ وَإِقبالٍ وَنَصرٍ مُداوِم
وَدُمتُ سَعيداً ما هما وَدق مزنة
وَاِياكَ وَفقنا لِحُسنِ الخَواتِمِ
عبد الجليل الطباطبائي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2014/01/05 12:14:29 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com