أهلاً بِزائِرَةِ تَبل غَليلا |
أَهلا بِمَن أَهدَت إِلَيَّ جَميلا |
أَهلا بِمنعشة الفُؤادِ وَمَن جَلَت |
كَمداً يُقاسيهِ الكَئيبُ وَبيلا |
زارَت فَأَرحَبَت المَنازِلَ حينَ ما |
جَرَّت عَلى طَلَل الدِيار ذُيولا |
وَتَضوأت أَرجاؤُها اِذ أَطلَعَت |
شَمساً عَلَيها لا تَغب أَفولا |
تَزهو وَتَزهر كَالرِياض بِواسِماً |
قَد جادَها صَوب الغَمام ذُيولا |
لِلَّهِ ما أَحلى لييلة وَصلِها |
إِذ أَقبَلَت وَالواشي كانَ غَفولا |
فَكَأَنَّها غُصن وَقَد عَبَثَت بِهِ |
أَيدي نَسيمات الصِبا لَيميلا |
حَيَت فَأَحيَت بِالسَلامِ مُتيماً |
صَباً اَضر بِهِ البِعاد نَحولا |
فَثَملت لِما أَن لَثمت مُقبِلاً |
أَلمى شَهياً بارِداً مَعسولا |
باتَت تُعاطيني أَحاديثُ الهَوى |
اِيّامُ كُنا في العَقيقِ حَلولا |
اِيّامُ نَركُضُ في مَيادينِ الصِبا |
مَرِحاً وَنَبعَث لِلنُّفوسِ السولا |
اِيّامُ دَهري بِالأَحِبَّةِ جامِع |
شَملي وَظَل السَعد كانَ ظَليلاً |
وَالعَيشُ رَغد وَالصَفا بِأُهيله |
قَد ذَلَلت أَفنانَه تّذليلا |
آهٍ عَلى تِلكَ الأَويقات الَّتي |
سَلَفت وَلَم اِعتض بِتِلكَ بَديلا |
مرت فَمَرَّت عيشَتي لِفُراقَها |
وَفَقَدت فَرع الأُنسِ وَالتَأصيلا |
لَم أَنسِها حَتّى يَثوبُ القارِضا |
نِ وَكَيفَ أَنسى مَعهِداً وَخَليلا |
أَو لَيسَ في تِلكَ الرُبوعِ مُحَبَّب |
لِلقَلبِ طابَ تَفَرُّعاً وَاِصولا |
اللَوذعيّ المُصقع اللِسن الَّذي |
قَد حازَ ما بَينَ الوَرى تَفضيلا |
الماجِد النَدب الأَديبِ الحَوّل ال |
يَقظ اللَبيبِ القَرم عَزّ مَثيلا |
مِن أَم اِرباب الفَصاحَة جامِعاً |
فَصل الخَطاب وَبِالبَيانِ كَفيلا |
ما قالَ أَما بَعدَ قَس قَبلَه |
وَأَتى كَما يَأتي بِهِ مَقبولا |
كَم مِن خَراعِب قَد جَلا بِمَنصة |
الإِبداعِ ضاءَت غُرَّة وَحَجولا |
مَن ذا الَّذي يَحكي فَصاحَة مَدرِه |
قَد صَح في إِبرازِها مَجبولا |
بَكر المَعاني مِن بَديعِ بَيانِه |
مُستَنتِج اِلا يَعيد مَقولا |
بيراعه راعَ العُداة كَأَنَّما |
أَلفاتُهُ في الضَد عَدن نُصولا |
ما شِئتَ مِن خَلقِ أَرقَّ مِنَ الصَبا |
سِحراً وَيَحكي الزَهرَ باتَ بَليلا |
يَنفي رَسيسَ جَوى الجَليس نَفيس ما |
تَكسو بَشاشَتِهِ القُلوبَ قَبولا |
حُسنُ الشَمائِلِ لا يَزالُ مُحافِظاً |
لِذِمامِ أَهلِ وُدادِهِ المَأمولا |
قَد فاتَ أَربابَ المَكارِمِ مَجدَهُ |
وَلَهُ يَدُ في كُل فَضل طولا |
فَهو الأَمين عَلى عُهود اِخائِه |
وَبِهِ دَعوهُ فَلَستَ عَنهُ عَدولا |
يا أَيُّها المَولى الأَمينِ وَمِن غَدا |
لِرُؤوس أَربابِ العُلا اِكليلا |
قَلدتني بِنِظام دُرّ عَقده |
قَد فَصَلت عَقيانَه تَفصيلا |
بِفَريدَة حَلى نِثار جُمانِها |
جيدي فَلَن أَخشى لَهُ التَعطيلا |
أَعددتها وَرداً فَمَن طَرَبَ بِها |
تَجلى عَلَينا بَكرَة وَأَصيلا |
وَجَعَلتُها أَنسي وَبَهجَة مَجلِسي |
بَينَ الصِحابِ وَما أَرومُ بَديلا |
فَكَسَوتَني مُنَناً يَنوءُ بِعِبئِها |
شُكري وَلَو اِفنَيتُ فيهِ القيلا |
أَنى يَقومُ بِكنه شكرك مَقولي |
وَبحده تَرك البِعاد فَلَولا |
وَمِنَ الشَواغِل فِكرَتي رَهنُ الصَدا |
وَحُسامُها مِن قِبَلِ كان صَقيلا |
لِخَلو داري من أَهيل بَلاغَة |
قَد صارَ عَهدي بِالقَريضِ طَويلا |
لَولا اِقتِباسي مِن ضِياءِ قَريضِكُم |
لَرَأَيتَ طَرفي لِلجَوابِ كَليلا |
فَبِعَين راض سيدي كُن ناظِراً |
نَظمي وَلا تَكُ لِلعُيوبِ مُذيلا |
أَرسَلتَها لِتَنوب عَنّي لَيتَني |
كُنتَ اِتخذت مَعَ الرَسولِ سَبيلا |
خُذها إِلَيكَ عَريقَة أحسابُها |
بَكراً رَصوفاً غادَة عَطبولا |
تَأبى لِغَيرِكَ أَن يَنالُ وِصالَها |
كِلا وَلَو جارى نَداه النيلا |
تَنمى إِلى خَيرِ الأَنامِ أَرومَة |
تَعلو السَنام عُمومَة وَخَؤولا |
تُبدي ثَناءَكَ في مَحافِلِ قَومِها |
أَذكى مِن المِسكِ الفَتيت شُمولا |
فَلَئِن أَجَبتَ فَذاكَ خَيرُ صَداقِها |
نَقداً يَكونُ عَلى القُبولِ دَليلا |
لا زِلتَ في عِز سَعيداً بالِغاً |
عيشاً رَغيداً دائِماً مَوصولا |
ما فاحَ مِسكُ خِتامِها فَاِرتاحَ سا |
مِعُها لَها وَاِستَوضَحَ التَكميلا |