أَيا مُبدي الجَميلَ بِمَحضِ مَن |
وَيا مَن سيبَهُ مِن غَيرِ مَنِ |
إِلهَ الخَلقِ يا رَباهُ يا مَن |
إِلَيهِ مُشتَكى بِثي وَحُزني |
وَيا ذا الفَضلِ يا جَم الأَيادي |
وَمِن إِحسانِهِ لِلعَبدِ يُغني |
وَمِن نُعماهُ لا تُحصى بِعَدٍّ |
وَمِن جَدواهُ في أُنسٍ وَحُسنِ |
إِلهي سَيِّدي مَولايَ حُلماً |
فَما لي غَيرُ حُلمِكَ مِن مُجَنِّ |
أَتَيتُكَ هارِباً مِن عِبءِ وِزري |
وَتَقصيري وَما قَد كُنتُ أَجني |
عَمِلتُ إِساءَة وَظَلَمتُ نَفسي |
وَحُزتُ مِنَ الخَطايا وقر بدن |
أَضَعتُ العُمرَ في قيلٍ وَقالِ |
وَأَرخَيتُ العَنانَ بِكُلِّ فَنِّ |
لِلهَوى وَالبَطالَة صِرتُ حلفاً |
وَرِحتُ قَرينَ خَسراني وَغَبني |
نَوافِلي التَغَزل والتَصابي |
وَإيماني التَحَلّي وَالتَمَنّي |
فَلا زادٌ يَبلُغُني لِأَنّي |
أقلب في الهَوى ظهراً لِبَطن |
إِذا ذَكَّرت يَوماً سوءَ فِعلي |
عَضَضت أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي |
وَمالي حيلَة إِلّا اِطراحي |
بِبابِكَ يا كَريم وَأَنتَ قَطني |
فَعَفواً يا عَظيمُ الصَفحِ عَفواً |
وَغُفراناً لِما قَد كانَ مِنّي |
بذلي بِاِفتِقاري بِاِنكِساري |
قَصَدتُكَ لا بأَعمالي تَهِنّي |
وَتَوحيدي إِلهي رَأس مالي |
وَتَصديقُ الرَسولِ أَشَدُّ رُكني |
أَقَل لي عثرَتي وَاِرحَم مَشيبي |
وَمسكنَتي وَإِفلاسي وَوَهني |
قِني مِن كُلِّ سيئَة وَإِثمٍ |
وَزَوَّدني مِنَ التَقوى وَزِدني |
إِلى الطاعات وَجهني إِلهي |
مِنَ الأَهواءِ وَالأَسواءِ صَني |
وَوَفَّقَني لِما تَرضاهُ فَضلاً |
إِلى تَدبيرِ نَفسي لا تَكلني |
إِلَيكَ وَسيلَتي وَبِكَ اِعتِصامي |
وَأَنتَ مَحَطّ آمالي وَحِصني |
وَكَيفَ أَخافُ تَوثِقُني ذُنوبي |
وَقَد أَحسَنتُ بِالرَحمنِ ظَنّي |
إِلهي قَد رَجَوتُكَ عِندَ خَوفي |
فَأُبَدِّلُ خيفَتي مَنّاً بِأَمنِ |
أَعِد كَرَماً عَلَيَّ بِفَيضِ عَطفِ |
لِتُسعِدُني بِإيمانِ وَيُمنِ |
وَمَن أَرجوهُ غَيرُكَ يا إِلهي |
وَمَن ذا للفَقيرُ سِواكَ يُغني |
وَمالي غَيرُ ظِلِّكَ مِن مُقيلٍ |
وَحاشا أَن تَصُدُّ الفَضلَ عَنّي |
وَقَولُكَ رَحمَتي سَبَقَت عَذابي |
وَقَد وسِعتَ فَكَيفَ تَضيقُ عَنّي |
فَجِد لي بِالرِضى عِندَ اِنتِقالي |
وَرَحمَة وَعَفو بَعدَ دَفني |
وَخُذ بِيَدي إِذا ما جِئتَ فَرداً |
بِأَوزاري بِلا خَدّ وَخَدن |
وَهَب لي مَنزِلاً بِجِوارِ طه |
خَيار الخَلقِ في جَنّاتِ عَدنِ |
عَلَيهِ اللّهُ صَلّى كُلَّ حينِ |
وَما غَنّى هَزارٌ فَوقَ غُصنِ |
تَعُم الآلُ وَالأَصحابُ طُراً |
حماة الدينِ في بيضِ وَلَدن |
وَحَقَّقَ ما رَجَوتُكَ يا إِلهي |
بِما في الذِكرِ مِن عَلَمٍ لِدَنّي |