وَمَحبوبٌ لَهُ تَصبو البَرايا | |
|
| وَتُعشِقُه الأَسافِل وَالأَعالي |
|
تَخر لَهُ المُلوكِ عَلى النَواصي | |
|
| وَتَلقى بِاليَمينِ وَبِالشِمالِ |
|
إِذا لاقى هَزبراً ذا مراس | |
|
| رَحيب الصَدرِ في ضَيَّق المَجال |
|
يُغادِرُهُ خفوقُ القَلبِ قَسراً | |
|
| صَريعاً لا يَعودُ إِلى النِزال |
|
يُلاقي الجَمع في بَأسٍ شَديد | |
|
| وَلَم يَعبَأ بِما تَجني العَوالي |
|
لَهُ عِندَ النِزال ثَبات نَدب | |
|
| جَريئاً لا يزعزِع بِالصيال |
|
إِذا ما صادَمَ الأَقران يَوماً | |
|
| لِوى بَأسَنَة الأَسل الطِوال |
|
تُطاعِنُهُ الفَوارِسُ كُلَّ يَوم | |
|
| فَما مَلَّ الطِعاُ وَلا يُبالي |
|
وَفي أَبوابِهِ وَقَفَت فَصاحَت | |
|
| مُلوكُ الدَهرِ في ذل السُؤال |
|
حَماهُ مُمنَع مِن يَستَبحِه | |
|
| يَصبه الخَزي مَع سوءِ المَآل |
|
يَروقُكَ إِن بَدا ضَخم المَحيا | |
|
| وَيَمقِتُ بِالنَحافَةِ وَالهزال |
|
إِذ اِلتَحَفَ الكَساء يَرى ذَميما | |
|
| وَيُلبِسُهُ العَرى ثَوبَ الجَمال |
|
عَلى شَفَتَيهِ مَد لَهُ لِساناً | |
|
| وَلكِن لَيسَ يَفصَح بِالمَقال |
|
لَهُ ثُغرَ وَلا أَسنان فيه | |
|
| يَمج بَريقَهِ لا كَالزلال |
|
إِذا أَعطَيتَهُ عَهداً صَحيحاً | |
|
| يُطابِقُ ما أَتى عَن ذي الجَلال |
|
يُعاطيكَ الصَفا بِأَلَذ عَيش | |
|
| وَيَمنَحَكَ الوُدادِ بِخَيرِ حال |
|
عَلَيكَ بِهِ عَلى وَجه رَضي | |
|
| تَنالُ بِهِ المساعد والموالي |
|
وَتَكسِبُ راحَةً وَلَذيذ أَنس | |
|
| وَيَقصر عِندَهُ طولُ اللَيالي |
|
وَيَغبِطكَ الَّذي قَد حادَ عَنهُ | |
|
| وَمَن وَلّى إِلى قُبحِ الفِعالِ |
|
وَلَم يَعرِف لَهُ المِقدار إِلّا | |
|
| لَبيبَ في التَجارُب ذو كَمال |
|