الحَمدُ لِلَّهِ مُجيرِ السائِل |
مَأمولِهِ وَلَيسَ بِالمُماطِل |
وَواصِل المَقطوعِ وَالضَعيفِ |
إِذ وَرَدوا بِبابِهِ المُنيف |
وَعاضَدَ الَّذي إِلَيهِ آبا |
مَع غَيرِهِ ما اِستَحسَنَ الخِطابا |
وَرافَعَ الَّذي لَهُ قَد صَحَّحا |
نِياتِهِ وَبَرِّهِ كَم مَنحا |
أَحمَدُهُ عَلى تَواتُرُ النِعَمِ |
سُبحانُهُ فَفَضلِهِ تَمِّ وَعَم |
ثُمَّ الصَلاة مِنهُ تَغشى المُرسلا |
مَعَ السَلامِ دائِماً مُتَّصِلاً |
هُوَ الحَبيبُ من بِهِ مُستَندي |
إِذا وَهت قُوايَ مِنّي في غَد |
وَالآل هُم سَفن نَجاة المتبع |
آثارهُم مِن اِقتَدى بِهِم رَفع |
وَصَحبِهِ من بَذَلوا النُفوسا |
فيهِ وَقاسوا شِدَّةَ وَبوسا |
فَأَحكَموا تَأسيسَ رُكنِ الدينِ |
بِكُلِّ حَد لَيسَ بِالخَؤون |
وَقَد مَحوا مَعالِمَ الضَلال |
إِذ أَخلَصوا لِلَّهِ في الأَعمال |
وَتابِعيهِم وَرَثوا عُلوما |
لِلأَنبِيا جاءَت بِها قَديما |
مِن حرس الدينِ بِهِم عَنِ الغَيرِ |
فَاِحتَفَظوهُ سيما أَهلَ الأَثَر |
وَكانَ مِنهُم أَوحَد الزَمانِ |
أَلفائِقَ الأَمثال وَالأَقرانِ |
مَن أَصبح العِلم بِهِ مَشيدا |
إِذ كانَ قَبلَ ركنه تَهددا |
فَقَد أَعادَ رَسمِهِ وَأَحيى |
وَكانَ ميتا عَدّ بَينَ الأَحيا |
فَأَسفَرَت بِهِ وُجوهُ الكُتُب |
لما نَفى عَنها ظَلامُ الريب |
جَدد أَمرُ الدينِ بَعدَ ما وَهى |
فَهُوَ الَّذي اليَومَ إِلَيهِ المُنتَهى |
مَن لَم يَزَل يَذُب عَن ذا الدينِ |
بِكُلِّ نَص قاطِع مُبين |
فَطالَما أَطفى لَهيبَ البدع |
إِذ كُلَّ كُلُّ أَشوس وَأَروَع |
قَطب ذَوي التَحقيق وَالعرفان |
طاعَت لَهُ شَوارِد المَعاني |
رَحب الثَناء واسِعَ العَطاءِ |
لِلمُجدِبينَ في دها البَلاء |
ما خابَ قَط مَن أَتاهُ راجِياً |
فَكَم أَنالَ خائِباً وَعافِياً |
تَرى الوُفودَ عِندَهُ أَفواجا |
لِرَفدِهِ قَد قَطَعوا الفِجاجا |
مَن اِرتَقى هامَ العُلا وَالفَخر |
فَأَذعَنَت لَهُ دهاةَ العَصر |
أَقر بِالفَضلِ لَهُ الأَعادي |
فَالحاضِرِ اِنقادَ لَهُ وَالبادي |
عَنيتُ مَن عَلياهُ لَن تُضاهى |
شيخي وَمَولايَ سميُّ طه |
مَن اِصطَفى مِن آلِ فَيروزِالكِرام |
هُوَ اِبنُ عَبدِ اللّهِ ذو المَجدِ الهِمام |
لا زالَ في بَردِ المَعالي رافِلا |
وَبِاِكتِسابِ الحَمدِ دامَ كافِلا |
ما أَم رَكبٌ وادِيَ العَقيقِ |
أَو ما أَضا فيهِ سَنا بروق |
وَبَعدَهُ فَأَيُّها الَّذي غَدا |
شَمسَ الهُدى لِمَن أَرادَ الإِقتِدا |
مَن لَم يَزَل بِهِ مَحط الركب |
فَيَرتَوي مِن أَعجَم وَعرب |
بِالسوحِ مِنكُم قَد حَطَطتَ الرحلا |
مُستَظمئا فَاِمنُن وَقُل لي أَهلا |
وَإِنَّني مُنذُ زَمانٍ غابِر |
راجَ وَلكِن لَم أَكُن بِجاسِر |
مَتى أَرُد أَن يَعرِض الخِطابَ |
أَصُد إِذ مَجلِسُكُم مَهاب |
وَها أَنا اِرتَكَبتُ سوءَ الأَدَب |
لكِنَّما مَولايَ يَعفو كَالأَب |
فَجِد عَلِيَّ سَيِّدي بِكُلِّ ما |
رَوَيتَهُ عَنِ السُراةِ العلما |
وَكُلُّ ما دَرَيتُ مِن عُلوم |
مِن كُلِّ مَنثور كَذا مَنظوم |
وَكُلُّ حزب وَدعاء صنفا |
أَو كانَ عَن طه النَبِيِّ المُصطَفى |
وَكُلُّ ما أَلفَت مِن رِسالَه |
حاكِية في حُسنِها الغَزالَه |
إِجازَة لا تَنزَوي في سِلك |
قَومٍ بِهِم غَدا دَوامُ المَلِك |
وَإِن أَعد في رِجال السَند |
فَإِن يَكُن أَسَعَدتَّني لِلأَبَد |
وَاِسقِني مِن عَذبِ مَنهَل الرِضا |
راحاً أَكونُ ملحقا بِمَن مَضى |
لا زِلتَ تولي وافِر الجَميلِ |
وَدُمتُ رَبَّ السُؤدُدِ الأَثيلِ |
وَعِشتُ تَحيي لِلثَنا مَعالِمَه |
وَأَحسَنَ المَولى لَكُم بِالخاتِمَة |
بِالمُصطَفى اللّهُ عَلَيهِ صَلّى |
وَآلِهِ وَصَحبِهِ الأَجِلّا |
ما دَرسُ الحَديثِ في المَنابِرِ |
أَو ما هَمي سَحب بِأَرض حاجر |
ما قامَ لِلَّهِ مُنيب شاكِر |
مُبتَهِلاً في حندس الدَياجِر |
نظم الفَقيرِ المُذنِب الذَليل |
جَم الخَطايا عابِدُ الجَليل |
هُوَ اِبنُ ياسينَ سَليل المُصطَفى |
سامَحَهُ اللّهُ وَعَنهُما عَفا |