الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ المحسن | |
|
| حَمداً بِهِ أَرجو اِتِّصالِ المنن |
|
مِن رَبِّيَ الَّذي لَهُ المَحامِد | |
|
| جَميعُها وَهوَ الإِله الواحِد |
|
سُبحانُهُ مِن منعم قَد وَصلا | |
|
| أَسبابَ إِكرامِ لمن تَذلَّلا |
|
طَوعاً لَهُ مُمتَثِلاً ما قَد أَمَر | |
|
| بِهِ وَتارِكاً جَميعَ ما حَضَر |
|
أَحمَدُهُ حَمداً بِهِ أَنتَظِم | |
|
| في سِلكِ مَن بِإِسمِ عَلم رَسَموا |
|
ثُمَّ صَلاةَ اللّهِ بِالسَلامِ | |
|
| مَوصولَة ما سَح مِن غَمام |
|
عَذب عَلى خَير بَني عَدنان | |
|
| مُحَمَّد مَن جاءَ بِالبُرهان |
|
فَاِتَّضَحَ الحَقُّ المُبين وَاِتَّصَل | |
|
| مِنهُ اِلَينا وَالضَلالُ اِضمَحَل |
|
أَزكى صَلاة وَسَلام شَملا | |
|
| آلاً وَأَصحاباً كِراماً فَضلا |
|
وَبَعد فَالعَلَم عَلا وَشَرفاً | |
|
| وَجَل قَدر مَن غَدا مُتصفا |
|
بِهِ فَكُن لِلوسع فيهِ باذِل | |
|
| تَفُز مِنَ المَجدِ بِأَعلى مَنزِل |
|
لاسيما الفِقه وَعلم السنن | |
|
| إِذ بِهِما يَنالُ أَعلى مَسكَن |
|
في جَنَّة الخُلدِ مَعَ المُختارِ | |
|
| نَبِيِّنا وَسائِرِ الأَبرار |
|
ثُمَّ اِبن فَيروز مُحَمَّد الأَقَل | |
|
| مَن جَل ذَنبَهُ وَمَولايَ أَجَل |
|
غُفرانَهُ أَرجو بِهِ مَحوُ الزِلَل | |
|
| مَع سَترِها عَن غَيرِهِ عَزَّ وَجَل |
|
يَقولُ إِنَّ السَيِّدَ البر التَقِي | |
|
| عَبدِ الجَليل الحَبر ذو العَرض النَقي |
|
مَن حَل مِن شامِخِ مَجد في القلل | |
|
| في نافِع العِلمِ لِوُسعِهِ بَذَل |
|
فَفازَ بِالقَدحِ المَعلى عِندَما | |
|
| ساهَمَ مِن في عَصرِهِ مِن عُلَما |
|
وَحينَ ما أَحسَنَ في الفَقيرِ ظَن | |
|
| وَذاكَ لَمّا عَيبه عَنهُ اِستَكَن |
|
لِمُقتَضى أَخلاقِهِ المُهَذَّبَه | |
|
| إِختارَ مِن بَينِ الوَرى أَن يَصحَبُهُ |
|
وَكَونِهِ أُستاذُهُ في الأَدَب | |
|
| أَكرَمُ بِهِ مِن سَيَّد مُهَذَّب |
|
وَكَيفَ لا يَكونَ وَهوَ بِالنَبِي | |
|
| مُتَّصِل أَعظَم بِهِ مِن نَسَب |
|
يَفوقُ في الفخارِ كُلَّ فَخرِ | |
|
| ذا ثابِتاً قَطعاً بِغَيرِ نَكرِ |
|
لِأَنَّ جَدَّهُ النَبِيُّ المُصطَفى | |
|
| أَزكى جَميعُ الخَلقِ مِن غَيرِ خَفا |
|
وَإِنَّني صَلّى عَلَيهِ رَبّي | |
|
| أَعده لِكَشفِ كُلُّ كَربِ |
|
لَأَنَّ أُمّي اِتَّصَلَت بِنورِه | |
|
| عَلى ظُهور فاض مِن ظُهورِهِ |
|
فَهُوَ لِذا صَلّى عَلَيهِ المُبدي | |
|
| مِن قِبَل الأُم يَكونُ جدي |
|
وَإِن هذا الفاضِل المُهذبا | |
|
| مِن قاصِر الباع الفَقير طَلَباً |
|
بِأَن يُجيزَهُ بِكُلِّ ما رَوى | |
|
| وَكُلَّ ما عَن الشُيوخِ قَد حَوى |
|
مِن كُلِّ عِلمٍ وَكِتاب حَصَّلَهُ | |
|
| قِراءَة وَكُل ما أُجيزَ لَهُ |
|
عَنهُم بِأَن يَرويهِ ثُمَّ يَنقُلُهُ | |
|
| وَكُل وَرد عَنهُم فَاِستَعمِلهُ |
|
مِمّا عَلَيهِ اِشتَمَل الإِمداد | |
|
| لِلشَّيخ مَن بِهِ لي الإِمداد |
|
لِأَنَّ أَشياخي الَّذينَ اِتَّصَلا | |
|
| بي نورُهُم غالِبَهُم بِهِ عَلا |
|
وَما حَوى فَهرست شَمس الأَدبَ | |
|
| إِبن سُلَيمانَ التَقِي المغرَبي |
|
مُحَمَّدٌ وَذاكَ وَصلُهُ الخَلف | |
|
| بِكُلِّ مَوصول أَتى عَنِ السَلف |
|
وَما حَواهُ مسنَد النَخلِيّ | |
|
| أَي أَحمد المُحَقِّق التَقِيُّ |
|
وَصاحِب الإِمداد عَبدَ اللّهِ | |
|
| أَعظَم بِهِ مِن مُتقَن أَوّاه |
|
أَي إِبن سالِم فَيا إِلهي | |
|
| يا واحِداً لَيسَ لَهُ مُضاهي |
|
أَفض مِنَ الرَحمَة هطالاً شَمل | |
|
| جَميعُ أَرجاء ضَريح فيهِ حَل |
|
وَوَصلُ أَسبابي بِهذا الفاضِل | |
|
| حَويتهُ مِن سادَة أَفاضِلِ |
|
شَيخي التَقِيُّ ذي المَقامِ الأَرفَعِ | |
|
| المُتقَنِ البِرِّ الإِمام الشافِعي |
|
الشَيخ عَبد اللّه ذي القَدر المُنيف | |
|
| إِبنُ مَحَمَّد بنُ عابِد اللَطيف |
|
أَسكَنَهُ مَولايَ في أَعلى الغُرَف | |
|
| في جَنَّةِ الخُلدِ وَكُلِّ مَن سَلَف |
|
لِذلِكَ التَحرير مِن أَبٍ وَجَد | |
|
| لِأَنَّ كُلّاً مِنهُم في العِلم جد |
|
حَتّى أَبانوا كُل ما قَد أَشكَلا | |
|
| عَلى سِواهُم فَاِستَبانَ وَاِنجَلى |
|
وَالفاضِلينَ أَي مُحَمَّد سَفر | |
|
| مَن مِنهُم يَنبوعُ عِلم الفَجر |
|
وَالبَحرُ بَحرُ العِلمِ ذي القَولِ الحَسَن | |
|
| وَالفِعلُ شَيخي سَيِّدي أَبي الحَسَن |
|
فَيا إِلهي يا عَظيمَ المنه | |
|
| أَسكِنهُما أَعلى عَلي في الجَنَّه |
|
فَكُلُّهُم عَن التُّقي الهادي | |
|
| من أَلحَق الأَحفاد بِالأَجداد |
|
أَي إِبن سالِم الَّذي تَقَدَّما | |
|
| قَد أَخَذوا أَكرَم بِهِم مِن عِلما |
|
فَأَوَّل عَنهُ بِغَير وَسط | |
|
| وَغَيرِهِ عَنِ التَقي المُقسط |
|
بِعذب عِلم مِنهُ في الحَياة | |
|
|
عَنهُ وَأَمّا الفاضِل الجَبوري | |
|
| المُتقَن الحِبر بِلا نَكير |
|
الشَيخ سُلطان إِمام الطَبقَه | |
|
| عَنهُ رَوى شَيخي أَي اِبنُ غَروقَه |
|
المالِكي سَعد وَعَنهُ أَروي | |
|
| أَيُّ الجَبورِيُّ رَوى ما يَحوي |
|
مُسنَد تَيّار العُلوم النَخلي | |
|
| وَما حَوى فَهرَست شَمس الفَضل |
|
إِبنُ سُلَيمان التَقي المَغرِبي | |
|
| فَاِرجِع إِلى ما حَرَّروهُ تَصب |
|
وَفقه مَذهَب الإِمام أَحمَد | |
|
| أَخَذَتهُ مِن والِدي وَسَيِّدي |
|
أَسكَنَهُ رَبِّيَ أَعلى مَنزِل | |
|
| جِوار أَحمَد النَبِي المُرسَل |
|
عَنِ التَقِيِّ إِبنُ نَصرِ اللّهِ | |
|
| أَي المُنيب المُخبَت الأَواه |
|
قَد زانَ عَن بَحرُ العُلومِ الزاخِر | |
|
| عَنِ البَصيرِ الشَيخ عَبدِ القادِر |
|
وَذلِكَ البَصَرِيُّ عَن سُمَيِّه | |
|
| أَلتَغلبي الفاضِل المُنتَبِه |
|
وَهُوَ عَنِ التَقي أَي مُحَمَّد | |
|
| مَروي بِعَذب العِلم نِعمَ المَورِد |
|
|
| بِهِ أَيُّ اِبنُ عابِد الرَحمن |
|
عَنِ الخَضَّم البَحر عَبدِ اللّهِ | |
|
| الناهي عَمّا كانَ مِن مُناهي |
|
أَي اِبنُ إِبراهيم ذا المُهَذَّب | |
|
| أَلواسِع العِلمِ إِمام التغلبي |
|
وَباقِيَ الاِسناد فَليُراجِع | |
|
| فيهِ الَّذي حَرَّرتَهُ وَيَقنَع |
|
مَريد ذاكَ يَحصُل المُراد | |
|
| لأَنَّ فيهِ حَقق الاِسناد |
|
هذا وَإِنّي ما أَراد الفاضِل | |
|
| مِنّي بِتَنجيز لَهُ مُمتَثَل |
|
مُبادِر أَقول قَد أَجرَت لَهُ | |
|
| نَقل الَّذي أُجيزَ لي أَن أَنقُلَه |
|
وَاِن يَكونَ راوِياً جَميعَ ما | |
|
| أَرويهِ عَن جَميعَ ما تقدَما |
|
وَهكَذا أَيضاً بِكُلِّ مالي | |
|
| مِن كُلِّ مَنثور وَنظم حالي |
|
وَكُلّ ما قَد كانَ مِن جَوابي | |
|
| لي عَن سُؤال سَلب اِو إيجالي |
|
مُشتَرِطاً أَن لا يَقول قَبلَ أَن | |
|
| يُراجِع المَنقول إِلّا إِن ركن |
|
فيهِ إِلى جَودَةِ حِفظ مَغنيه | |
|
| صائِنَة عَنِ الخَطَأ في التَعدِيَه |
|
هذا وَأوصيهِ بِتَقوى اللّه | |
|
| وَكَفِّه عَن جُملَة المُناهي |
|
وَأَن يَقومَ بِاِمتِثال الأَمر | |
|
| سِيان في إِعلانِهِ وَالسر |
|
وَأَن يَكونَ صاحِباً مِن صُحبا | |
|
| بِحُسنِ عَشرَةَ وَلا يُؤَنِّبا |
|
وَأَن يَعين طالِب العِلمِ بِما | |
|
| أَمكَنَ حَتّى يَدرين ما فَهِما |
|
وَأَن يَكونَ لِلدُعا لي باذِلا | |
|
| سِيانَ في خِلوَتِهِ وَفي المَلا |
|
يَغفِرَ ما جَنَيتُ مِن ذُنوب | |
|
| وَسَتر ما قَد كانَ مِن عُيوبي |
|
مُلتَمِساً عُذري لِما قَد ظَهَرا | |
|
| لَهُ لِما أَفعَل مِمّا حَظَرا |
|
أَمامِيَ الَّذي لَهُ قَلدتُّ | |
|
| لَعَلَّني في ذاكَ قَد وَرَدتُّ |
|
لِمَنهَل بِذي الزَمانِ لائِق | |
|
| وَآفَة الجَهولُ بِالحَقائِق |
|
في خَمسَة مِن قَلبِها عِشرونَ تَم | |
|
| يَومَ الخَميسِ ما هُنا مِن مُنتَظِم |
|
مِن شَهر شَعبانَ لِحادي عَشرا | |
|
| مَع مائِتَينِ بَعدَ أَلف حَررا |
|
مِنَ السِنينَ أَي سِنينَ هِجرَة | |
|
| أَزكى الوَرى طَراً بِغَيرِ مُرية |
|
بِجاهه يا رَب فَاِختِم عُمري | |
|
| خَيرُ خِتام وَاِرحَمني وَاِغفِري |
|
لي كُل ذَنبٍ أَنتَ خَيرَ مَن دَعي | |
|
| وَلَيسَ لي إِلّا إِلَيكَ مَفزَعي |
|
أَجِب دُعائي وَاِكفِني شَرَّ العُدى | |
|
| وَسَد عَنّي كُلَّ مِنهاج الرَدى |
|
وَصَلِّ رَبّي دائِماً وَسَلِّما | |
|
| ما أَمَّ بِالعيسِ حَوَيديها الحِمى |
|
عَلى أَجَلِّ المُرسَلينَ الهادي | |
|
| مُحَمَّد مَن جاءَ بِالرَشاد |
|
وَآلِهِ وَصَحبِهِ وَالمُقتَفي | |
|
| آثارهم مِن كُلِّ صَديق وَفي |
|
وَحَمدُ رَبّي في اِبتِدا كَلامي | |
|
| كَذا جَعَلتُ حَمدَهُ خِتامي |
|