خَطَرَت بِقَد البانَة المَياس |
وَرَنَت بِطَرفِ الجُؤذُرِ النَعّاس |
غَيداءَ يَلعَبُ بِالعُقولِ حَديثُها |
فعل الشُمولِ حَكَت صَفاءَ الكاس |
تصمي الحَشا بِنُبال مُقلَتِها وَما |
لِلسَّيعِ عَقرَب صَدغِها مِن آس |
ما لِلذَوائِبِ كَالأَفاعي اِستَرسَلَت |
تَحتَ الكَثيبِ فَضيعَت اِحساسي |
بِالغَنجِ تَسلُبُ ذا الوِقارُ وُقارَهُ |
وَدَلالَها يَقضي بِنَقضِ مَراسي |
لآلاء غرتَها وَداجي فِرعُها |
بَدر يَلوحُ خِلالَ غَيمٍ راسي |
زارَت فَما أَدري أَكانَت يَقِظَة |
أَو مِن طُروقِ الطَيفِ أَو وُسواسي |
حَتّى تَعَطَّرَت الرُبوعُ بِعُرفِها |
وَنَضى مُحياها دُجى الإِغلاس |
فَدَهَشتَ لِما أَن أَمطَت خِمارَها |
وَاِستَقبَلَتني زَرقة الإِلعاسِ |
وَنَشَقَت مِنها الطيبَ ظَنا أَنَّهُ |
مِسكٌ وَذلِكَ عاطِر الأَنفاسِ |
فَطَفقَت أَقطُفُ وَردَتي وَجِناتُها |
وَاِرشَف ثَناياها طَلا الشَماسِ |
وَغَدا عَلى قَلبي الخَفوق كَقُرطها |
فَرَحاً بِطيبِ الوَصلِ بَعدَ الباسِ |
فَحَظيتُ مِنها بِالمُنى مُتَدَرِّعاً |
بَردَ الصِيانَةِ وَالغَرامِ لِباسي |
يا حَبَّذا زَمَن الوِصالِ يَمُدُّهُ |
زَهوُ الشَبابِ الغَض بِاِستِئناسِ |
وَاليَومَ مالي وَالتَغَزُّلِ بِالدِمى |
مِن بَعدِ ما نَزَلَ المَشيبُ بِراسي |
فَذَر الهَوى وَفُنونَهُ وَاِهرَع إِلى |
إِطراءِ نَدب طيبِ الأَغراس |
الماجِد الأَنف الأَبي الباسِل ال |
قَرم السَري أَخي النَدى وَالباس |
زاكي النجار عَفيف مُنعَقِد الإِزا |
ر قَريرَ عَين الجار بِالإيناس |
يُرعى ذِمامَ ذَوي الإِخاءِ تَكَرُّماً |
بِالبَشَرِ يَلقاهُم بِغَيرِ شِماسِ |
هذا هُوَ الشَيبي ذا أَسمى فَتىً |
في دارَة البَطحاءِ كَالنِبراسِ |
مِن آلِ عَبدِ الدارِ أَكرَم مَعشَرِ |
حازوا مَناقِبَ كَالنُجومِ رَواسي |
مِنّا حَجابَة بَيت رَبِّ العَرشِ قَد |
خَلَدَت لَهُم وَبَينَهُم الأَكياسِ |
لِلَّهِ مَنصِبُ سُؤدُد ذي حِلَّة |
خَيرُ الأَنامِ لَهُم بِتِلكَ الكاسي |
وَسِواهُ مِن كُلِّ المَناصِب جاءَ عَن |
مَلِك وَتَغليب وَشورى الناسِ |
أَمُحَمَّد مِن كُلِّ المَناصِب جاءَ عَن |
در النَدى مِنهُ بِلا إِبساس |
وافى كِتابُكَ وَالغَرامُ بِحالِهِ |
أَينَ الهَوى وَزَخارِفُ الأَطراسِ |
إِنّي أَحِنُّ إِلى اللِقاءِ وَهاجَ بي |
شَوقٌ يَرق لَهُ الفُؤادُ القاسي |
جَمع اِصطِباري فَلُّ لكِنَّ الرَجا |
قَهَرتَ دَواعيهِ دُعاةَ الياسِ |
فيهِ التَعَلُّل وَالرَجاء تَعِلَّة |
وَكَذا المُنى تُغني ذَوي الإِفلاسِ |
فَعَسى الإِله بَيتُ أَسبابِ النَوى |
عَنّا فَأَلبَسَ حِلَّةَ الجَلّاسِ |
وَإِلَيكَ مِن أَبكارِ فِكري بِضة |
صينَت مَعاطِفَها مِنَ الأَدناسِ |
حَسنا الشَمائِل مِن ذُؤابَةِ هاشِم |
بِصَميمِها مِن كُلِّ أَغلَبِ آس |
تَأبى سِواكَ يَمس فَضل رِدائِها |
وَتَرى الشَنار بِذلِكَ الإِمساس |
لا زِلتَ يا رَب الكَمالِ بِرُتبَةٍ |
قَعسا وَعِز مُحكَم الآساسِ |
ما أَضحَكَ الرَوضِ المُدَبج في رُبى |
مَزن يَسح بِواكِفِ رَجاسِ |