أَحبابَنا وَالَّذي جَلَت لَهُ الأَسما | |
|
| ما اِختَرتُ مِن بَعدِكُم لَيلى وَلا أَسما |
|
يا لَيتَكُم إِذ أَخَذتُم قَلبَ مُغرَمَكُم | |
|
| رَهناً لَدَيكُم أَخَذتُم بَعدَهُ الجَسما |
|
أَصبَحتُ فيكُم كَئيباً والِهاً دَنفا | |
|
| وَإِنَّ في القَلبِ مِن طولِ النَوى كُلَّما |
|
سَل ما جَرى لِلمَعنى طولَ فُرقَتِهِ | |
|
| وَما دَهَتهُ اللَيالي من هَوى سَلمى |
|
لامَ العَواذِلَ لِما أَن رَأَوا جَزعى | |
|
| وَالأذن عَذلهُم في حُبِّكُم صَمّا |
|
مالي مَعين سِوى دَمعِ أَكفكفه | |
|
| وَلا أَنيسَ بِهِ أَسَتَدفَعُ الهَما |
|
يُرثي لي الكاشِحُ المُرتابُ حَيثُ يَرى | |
|
| ما بي مِنَ الوُجدِ ما أَعمى وَما أَصمى |
|
إِنّي إِلى ذلِكَ الثَغر الشَنيب لَفى | |
|
| حُر الأُوام وَمَن ذاقَ الهَوى يَظما |
|
يصبينِيَ البَرقُ مَصرياً لَمشبهه | |
|
| بَريقَ تِلكَ الثَنايا في اللَمى الالمى |
|
أَذكى غَرامي بِهِ خالَ بِوُجنَتِهِ | |
|
| غَريقَ حُسنٍ لَهُ ماء اِلَيها عَما |
|
زَفيرَ صَدرِيَ مِن طولِ الفُراقِ عَلا | |
|
| وَالقَلبُ مِن بَعدِكُم يَستَلزِمُ الغَما |
|
هَل لي إِلى قُربِكُم وَجه أَؤملُه | |
|
| فَالبُعدُ لَم يُبقِ مِنّي في الهَوى رَسما |
|
رُمتُ التَصَبُّرَ وَالأَشواقَ جاذبَة | |
|
| روحُ الشَجِيِّ إِلى مَغناكُم رُغما |
|
آلَيتُ لا أَبتَغي في خلتي عوضاً | |
|
| وَقَد رَضيتُ بِهِم في الدَهرِ لي قَسما |
|
مَن لي بِمَن خامَرتُ لبي مَحَبَّتِهِم | |
|
| فَما صَحَوتُ وَلَم أَستَقطِر الكَرَما |
|
شَرخ الشَبابِ تولى وَالهَوى اِنصَرَمَت | |
|
| أَيّامُهُ وَفُؤادي لِلهَوى أَما |
|
واهاً لِقَلبٍ شَنجٍ وَلت شَبيبَتُهُ | |
|
| وَأَم صَبَوتُهُ لَم تَعرِف العُقما |
|
قُل اِحتِيالَ اِمرىءٍ أَولاهُ شافِعُه | |
|
| إِلى المِلاحِ جَفاءً يوجِبُ الصَرما |
|
أَنا المَشوقُ الَّذي ظَلَّت مَدامِعُهُ | |
|
| تَهمي وَمِن سَفحِها خَدّي بِها يدمي |
|
لي في الغَرامِ أَعاجيب وَأَعظَمُها | |
|
| هذا التَصابي وَضوءُ الفَرقِ قَد تَما |
|
قاسَيتُ في الحُبِّ ذُلاً لَستُ أَعرِفُهُ | |
|
| وَالوَعرُ ذو عِزَّة يَستَوطىءُ الهَضما |
|
لا واصَلَ اللّهُ أَسبابَ البِعادِ وَلا | |
|
| رَعى الَّذي صَدَّكُم عَنّي وَلا جُرما |
|
بِنتُم وَعَهدُ وُدادِ الصَب أَحكُمُهُ | |
|
| شَوقٌ عَلَيهِ قَضى أَن يَألَفَ السَقما |
|
لِلَّهِ مَنزِلُنا بِالغورِ قَد دَرَستَ | |
|
| أَطلالِهِ وَأَنطَوَت أَيّامِهِ وَهما |
|
نِلنا بِهِ جَمعَ شَملِ الأُنسِ في دعة | |
|
| لا نَتَّقي مِن وَشى في الحُبِّ أونما |
|
يا دارُ أَنسي الَّتي في رُبعِها اِتَّسَقَت | |
|
| حُظوظَ نَفسي لَها كُلَّ الهَنا يَنمى |
|
بِاللّهِ هَل عَهِدنا بِالشَعبِ مُرتَجَع | |
|
| وَهَل يُعيدُ لَنا عَذبَ اللُمى اللَثما |
|
رَعياً لِتِلكَ اللَيالي السالِفاتِ لَقَد | |
|
| أَعطَيتُ فيها بِما أَملَتهُ الحِكما |
|
إِذا ذَكَرتَ زَمان القُبلَة اِنتَثَرَت | |
|
| أَسلاكُ دَمعي وَلَم أَملِك لَها نُظُما |
|