عَلَيَّ يَدٌ لِلدَّهرِ واجِبَةُ الشُكرِ |
بِغَفلَتِهِ عَن وَصلِ رَودٍ حَوَت أَسري |
أَتَتني وَقَد شَطَّ المَزارُ فَدونَها |
تَنائِفُ مِن فيح وَمَجهولَة قَفر |
فَمَنَّت وَلكِن بَعدَ طولِ تَشوف |
إِلَيها وَفَرط الكَد يُغني عَنِ العُذرِ |
بِزورَتِها زادَ الغَرامُ بِحُبِّها |
وَحازَت بِها رق المَشوق الفَتى الحَر |
مهاة براها اللّهُ في الحَسن آيَة |
هِيَ الصُبحُ أَضوَت أُفقَ مُعتَكِر الخَدر |
لَها مِثلُ ما شاءَت مِنَ الحُسنِ شَطرَه |
بِهِ ضاءَ وَجه العُذرِ لِلهائِمِ العُذري |
تَميسُ كَما ماسَ النَزيفُ مِنَ الهَوى |
وَتَعطو كَما يَعطو الأَغَرَّ مِنَ الذُعرِ |
عِذابٌ ثَناياها عَذابُ مُحِبِّها |
إِذا صَدَّ عَن تِرشافِ مَبسَمِها الدَري |
مِنَ الخَفَراتِ العَينُ هَيفاءُ رُخصَة |
لِخَلخالِها وَالخَصرُ يَسُرُّ لَدى عَسر |
لَقَد أَرشَفَتني صَفوَ راح حَديثُها |
بِهِ طابَ لِما طالَ سكري بِلا خَمر |
وَبت بِها قَد غازَلَتني مِن البِها |
عُيونُ المَها بَينَ الرَصافَةِ وَالجِسر |
وَمُذ أَرسَلتَ لِلسوقِ سود ذَوائِب |
جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ نَدري وَلا نَدري |
وَدَبَت إِلى خَدّي عَقارِبُ صَدغِها |
تَمج عَلَيهِ المِسكُ مِن إِبر الشِعر |
وَقَد كُنتَ قَبلُ اليَومَ أَرقَب وَصلَها |
مُراقَبَة المُحتاج لِلسَمحِ المُشري |
حَليف غَرام لا أَبوحُ بِبَعضِهِ |
فَصِرتُ عَن اللاحي بِحِصن مَن السر |
يَظُنُّ سهيري سَلوَتي لِتَجلِدي |
فَإِنّي عَصِيُّ الدَمعِ في طاعَةِ الصَبرِ |
لَقَد أَنعَشت إِذ أَقبَلتَ روح والهٍ |
صَبورٍ عَلى نائي الحَبيبِ بِلا هَجرِ |
فَعوذَتِها بِالفَجرِ مِن شَرِّ كاشِح |
وَمِن خَدعِ الواشينَ بِالشَفعِ وَالوَترِ |
وَفاحَ لَها سَفحِ السَويقَة مُندَلاً |
كَأَن بِهِ مَرَّ الهمام أَبو النَصر |
هُوَ النَدبُ عَبدِ اللّهِ قَرم حَلاحِل |
هُوَ السَيِّد المُفضال في أَزمَة الدَهر |
لَهُ السَبق في مِضمار كُل فَضيلَة |
وَمَن ذا يُجاري فَضلَ باقِعَة العَصرِ |
كَريمٌ عَلى أَوجِ المَجَرَّة مُفخَراً |
تَلقاهُ عَن أَيدي الكِرامِ بَني فَهر |
إِذا وَرَدَت أَفكاره بَحث مشكِل |
تَكفل في رَي العطاش بِلا نَهر |
مَدارِكُ كَشاف المَعالِم تَنجَلي |
بَفِطنَتِهِ الوقادَة الحَدس عَن خَبَر |
سَجايا اِبنُ عَبّاس حَسان صَحيحَة |
أَحاديثُها بِالفَضلِ مَوصولَة الذِكر |
مطهر نَفس قَد تَركى تِجارَها |
فَقيمَتُها بِالنَقدِ غالِيَة السِعر |
عَلى عِلمِ رَفع اِبتِداء عَلائِه |
بِمُحتَدِه ظَرف المَعارِف وَالفَجر |
دَلائِل إِعجاز الفَتى لِلسِوا بَدت |
بِتَلخيصِه إيضاح مُشكِلَة الأَمر |
يَصدق إيجاب الكَمال لِذاتِهِ |
نَتائِجُه في العِلمِ مَسلوبَة الحَصرِ |
لِنَخوَة وَضاح المُحيا لَدى النَدى |
بَسالَة عَبّاس الفَوارِس في الكَر |
لَقَد حازَ مِن غُرِّ المَناقِب قَصدَهُ |
فَأَربى لَها ضوءَ عَلى الأَنجُم الزَهر |
كَريمُ إِخاءَ لَيسَ يَخفِرُ ذِمة |
لِمَن عَهدَهُ بِالوُد مُمتَنِع الخَفر |
فَيا اِبنُ خَيار الخَلقِ يا خَيرُ ماجِد |
لَهُ مِن صِفاتِ المَجدِ ما يَعجَزُ المَطري |
لَقَد شَرفت مِنكَ الغداة فَريدَة |
تَحلى بِها مِن مَحضِ إِحسانِكُم نَحري |
هِيَ الدُرُّ أَيدي الجَوهَري صَحاحَه |
وَإِنَّكَ قاموس النَدى مَعدَنُ الدُر |
إِذا خَلَعتَ صنعا الفُخارِ بِوَشيِها |
كَساها فُخاراً وَشي نظمك والنَثِر |
أَياديكَ يا مَولاي أَثقَل عِبؤُها |
لِساني فَما أَدى مُرادي مِنَ الشُكر |
فَقُمتُ وَصَحبي نَلتَقي دُرَر الثَنا |
عَلَيكَ فَوافاني بِها السَيِّد البَصري |
فَهاكَ رِداحاً غادَة هاشِمِيَّة |
أَتَتكَ مِنَ البَطحاءِ مسكية النَشر |
تَزِفُّ إِلى ربعِ المُروءَةِ وَالنَدى |
وَلَيسَ لَها إِلّا القَبولُ مِنَ المُهرِ |
وَفي مِثلِها دَمٌ في نَعيمِ وَغِبطَة |
تُلازِمُكَ الأَفراحُ مُرتَفِعُ القَدَر |
مَنالُ المُنى ما حَفَّ بِالبَيتِ عاكِف |
وَبادَ وَمال الطائِفونَ إِلى الحَجَر |