هذا نذير الثّلج يا مغرورُ |
فهل اتّعظتَ , وزال عنك غرورُ ؟ |
لو شاء ربّي طمسَ ما تزهو به |
لأزاله , ولَما وقتْكَ قصورُ |
في بضع ساعاتٍ توارى مَعْلَمٌ |
لمدينةٍ فيها الحياةُ تَمُورُ |
فكأنّما الآجال حان زمانُها |
وتغشّتِ الأحياءَ , بعدُ , دثورُ |
أكفانُها ثلجٌ يُواري سَوْءةً |
كانت تُعَرّيها الرُّؤى وشُرورُ |
لكنّ حكمةَ ربّنا تقضي بأنْ |
تتغيّرَ الأجواءُ والمنظورُ |
من بعدِ صحوٍ ملّه هذا الورى |
ورجَوْهُ غيثاً تاقَه المعسورُ |
هطلتْ سحائبُ رحمةٍ من ربّنا |
فسَقَتْ مزارعَ , وانتشى العصفورُ |
وجَرَتْ سيولُ الخيرِ في بلداننا |
وتنفَّسَ الصُّعَدَاءَ ذا الممطورُ |
هذا التنَوُّعُ في الطّبيعة حكمةٌ |
يقضي بها مَن شأنُهُ التّدبيرُ |
فلكلِّ ما يقضي الإلهُ جمالُهُ |
فاعرف إلهكَ أيّها المغرورُ |